أبو عبد الله محمد مصطفى
New member
أربعون أثراً للمعاصي على الفرد المسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مما لا شك فيه أن أضرار المعصية على الفرد المسلم كبيرة و آثارها سيئة إذ ساوى العلماء
بين أضرار الذنوب في القلب ، و أضرار السموم في البدن ، و ذكر الإمام ابن القيم - رحمه
الله - آثاراً للمعصية نلخصها من كتاب ( الداء و الدواء ) كالآتي:
1- حرمان العلم
فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور
2- حرمان الرزق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ) "رواه أحمد وغيره "
3- وحشة يجدها العاصي في قلبه
وبينه وبين الله لا توازيها ولا تقارنها لذه ، ولو أجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة
4- النفور الذي يحصل بينه و بين الناس
ولا سيما أهل الخير منهم وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم
5- تعسير أموره عليه
فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسر عليه
6- ظلمة يجدها في قلبه حقيقة
يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم ...وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه ، وتصير سواداً فيه يراه كل أحد
7- المعاصي توهن القلب والبدن
أما وهنها للقلب فأمر ظاهر وأما وهنها للبدن .... فالفاجر –وإن كان قوي البدن - فهو أضعف شيء عند الحاجة
8- حرمان الطاعة
فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة
9- تقصير العمر و محق بركته
فإن البر كما يزيد في العمر ، فالفجور يقصر العمر
10- المعاصي تزرع أمثالها
و يولد بعضها بعضاً كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
11- أنها تضعف إرادة الخير
فتقوى إرادة المعصية و تضعف إرادة التوبة
12- إلف المعصية
حتى ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة
13- المعصية سبب لهوان العاصي على ربه وسقوطه من عينه
وقال تعالى ** وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} (18) سورة الحـج
14- شؤم المعصية
يعود عليه شؤم ذنوبه ، فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم
15- المعصية تورث الذل
فإن العز كل العز في طاعة الله قال تعالى **مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ } (10) سورة فاطر
16- المعاصي تفسد العقل
فإن للعقل نورا ، والمعصية تطفئ نور العقل
17- الذنوب إذا تكاثرت طُبع على قلب صاحبها
فكان من الغافلين كما قال بعض السلف في قوله تعالى **كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (14 سورة المطففين ) قالوا : هو الذنب بعد الذنب
18- الذنوب تدخل العبد تحت لعن الرسول صلى الله عليه و سلم
فإن قد لعن على معاص وغيرها أكبر منها ، فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة
19- الذنوب سبب في حرمان دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم و دعوة الملائكة
فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات
20- الذنوب والمعاصي تحدث أنواع من الفساد في الأرض
قال تعالى **ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (41 سورة الروم ) فتسبب الخسف و الزلازل ويمحق بركتها
21- الذنوب كذلك تطفئ الغيرة وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس
22- تُذهب الحياء
الذي هو مادة حياة القلب ، وهو أصل كل خير وذهابه ذهاب الخير كله قال صلى الله عليه وسلم ( الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ ) "رواه مسلم"
23- الذنوب تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله
وتضعف وقاره في قلب العبد ولا بد شاء أم أبى .... ومن عقوبة هذا أن الله – عز وجل – يرفع مهابته من قلوب الخلق ويهون عليهم ويستخفون به
24- المعصية تستدعي نسيان الله لعبده
وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(19)} سورة الحشر
25- المعاصي تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرةأو تعوقه أو توقفه وتقطعه عن السير
26-الذنوب تزيل النعم وتحل النقم
فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، وقد قال تعالى **ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (53 سورة الأنفال)
27- من عقوبات ما يلقيه الله – سبحانه – من الرعب والخوف في قلب العاصي
فلا تراه إلا خائفا مرعوبا فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب
28- المعاصي تصرف القلب عن صحته واستقامته إلي مرضه وانحرافه
فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان ، بل الذنوب أمراض القلوب ودؤاها ولا دواء لها إلا تركها
29- المعاصي تُعمي البصيرة
وتطمس نوره ، وتسد طرق العلم وتحجب موارد الهداية
30- المعاصي تُصغر النفوس
وتقمعها وتدسيها وتحقرها ، حتى تصير أصغر شيء وأحقره كما أن الطاعة تنميها وتزكيها وتكبرها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} ( 9 - 10 سورة الشمس)
31- المعاصي تُسقط الكرامة والمنزلة
عند الله وعند خلقه فإن أكرم الخلق أتقاهم
32- المعاصي تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف
وتكسوه أسماء الذّم والصغار ، فتسلبه أسم المؤمن ، والبر ونحوها . وتكسوه اسم الفاجر والعاصي و.... نحوها
33- المعاصي توجب القطيعة بين العبد و الرب
وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر
34- المعاصي تمحق البركة
بركة العمر والرزق والعلم وبركة الطاعة وبالجملة تمحق بركة الدين والدنيا
35 – المعصية تجعل صاحبها من السفلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) "رواه أحمد"
36- المعصية تجرِّئ على الإنسان أعداءه
فتجرأ عليه الشياطين بالأذى والإغواء ... والمس وتجترئ عليه شياطين الإنس بما تقدر عليه من أذاه في غيبته وحضوره ، ويجترئ عليه أهله وخدمه وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم
37- المعصية تخون العبد
وأحوج ما يكون إلى نفسه في تحصيل العلم فتحجبه الذنوب عن كمال هذا العلم وعن الإشتغال بما هو أولى به وأنفع له في الدارين
38- المعصية تنسي العبد نفسه
وإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها وأهلكها قال تعالى **وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (19 سورة الحشر) {ْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } (67 سورة التوبة)
39- المعصية تباعد عن العبد وليه
وهو الملك الموكل به ، وتدني منه عدوه وهو الشيطان
40- ومن عقوبات المعصية المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الآخرة قال تعالى **وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124 سورة طـه )
وبعد: فهذه بعض عقوبات المعاصي والذنوب وإن العاقل ليستشعر أن واحدة منها لكافية في أوبته وعقده على التوبة النصوح والرجوع إلى الله – عز وجل – فحري بكم أخى وأختى أن تبادر بالتوبة النصوح والرجوع إلى الله وقد قال تعالى
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
(53 سورة الزمر)
، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) "رواه مسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مما لا شك فيه أن أضرار المعصية على الفرد المسلم كبيرة و آثارها سيئة إذ ساوى العلماء
بين أضرار الذنوب في القلب ، و أضرار السموم في البدن ، و ذكر الإمام ابن القيم - رحمه
الله - آثاراً للمعصية نلخصها من كتاب ( الداء و الدواء ) كالآتي:
1- حرمان العلم
فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور
2- حرمان الرزق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ) "رواه أحمد وغيره "
3- وحشة يجدها العاصي في قلبه
وبينه وبين الله لا توازيها ولا تقارنها لذه ، ولو أجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة
4- النفور الذي يحصل بينه و بين الناس
ولا سيما أهل الخير منهم وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم
5- تعسير أموره عليه
فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسر عليه
6- ظلمة يجدها في قلبه حقيقة
يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم ...وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه ، وتصير سواداً فيه يراه كل أحد
7- المعاصي توهن القلب والبدن
أما وهنها للقلب فأمر ظاهر وأما وهنها للبدن .... فالفاجر –وإن كان قوي البدن - فهو أضعف شيء عند الحاجة
8- حرمان الطاعة
فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة
9- تقصير العمر و محق بركته
فإن البر كما يزيد في العمر ، فالفجور يقصر العمر
10- المعاصي تزرع أمثالها
و يولد بعضها بعضاً كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
11- أنها تضعف إرادة الخير
فتقوى إرادة المعصية و تضعف إرادة التوبة
12- إلف المعصية
حتى ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة
13- المعصية سبب لهوان العاصي على ربه وسقوطه من عينه
وقال تعالى ** وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} (18) سورة الحـج
14- شؤم المعصية
يعود عليه شؤم ذنوبه ، فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم
15- المعصية تورث الذل
فإن العز كل العز في طاعة الله قال تعالى **مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ } (10) سورة فاطر
16- المعاصي تفسد العقل
فإن للعقل نورا ، والمعصية تطفئ نور العقل
17- الذنوب إذا تكاثرت طُبع على قلب صاحبها
فكان من الغافلين كما قال بعض السلف في قوله تعالى **كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (14 سورة المطففين ) قالوا : هو الذنب بعد الذنب
18- الذنوب تدخل العبد تحت لعن الرسول صلى الله عليه و سلم
فإن قد لعن على معاص وغيرها أكبر منها ، فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة
19- الذنوب سبب في حرمان دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم و دعوة الملائكة
فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات
20- الذنوب والمعاصي تحدث أنواع من الفساد في الأرض
قال تعالى **ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (41 سورة الروم ) فتسبب الخسف و الزلازل ويمحق بركتها
21- الذنوب كذلك تطفئ الغيرة وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس
22- تُذهب الحياء
الذي هو مادة حياة القلب ، وهو أصل كل خير وذهابه ذهاب الخير كله قال صلى الله عليه وسلم ( الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ ) "رواه مسلم"
23- الذنوب تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله
وتضعف وقاره في قلب العبد ولا بد شاء أم أبى .... ومن عقوبة هذا أن الله – عز وجل – يرفع مهابته من قلوب الخلق ويهون عليهم ويستخفون به
24- المعصية تستدعي نسيان الله لعبده
وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(19)} سورة الحشر
25- المعاصي تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرةأو تعوقه أو توقفه وتقطعه عن السير
26-الذنوب تزيل النعم وتحل النقم
فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، وقد قال تعالى **ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (53 سورة الأنفال)
27- من عقوبات ما يلقيه الله – سبحانه – من الرعب والخوف في قلب العاصي
فلا تراه إلا خائفا مرعوبا فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب
28- المعاصي تصرف القلب عن صحته واستقامته إلي مرضه وانحرافه
فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان ، بل الذنوب أمراض القلوب ودؤاها ولا دواء لها إلا تركها
29- المعاصي تُعمي البصيرة
وتطمس نوره ، وتسد طرق العلم وتحجب موارد الهداية
30- المعاصي تُصغر النفوس
وتقمعها وتدسيها وتحقرها ، حتى تصير أصغر شيء وأحقره كما أن الطاعة تنميها وتزكيها وتكبرها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} ( 9 - 10 سورة الشمس)
31- المعاصي تُسقط الكرامة والمنزلة
عند الله وعند خلقه فإن أكرم الخلق أتقاهم
32- المعاصي تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف
وتكسوه أسماء الذّم والصغار ، فتسلبه أسم المؤمن ، والبر ونحوها . وتكسوه اسم الفاجر والعاصي و.... نحوها
33- المعاصي توجب القطيعة بين العبد و الرب
وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر
34- المعاصي تمحق البركة
بركة العمر والرزق والعلم وبركة الطاعة وبالجملة تمحق بركة الدين والدنيا
35 – المعصية تجعل صاحبها من السفلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) "رواه أحمد"
36- المعصية تجرِّئ على الإنسان أعداءه
فتجرأ عليه الشياطين بالأذى والإغواء ... والمس وتجترئ عليه شياطين الإنس بما تقدر عليه من أذاه في غيبته وحضوره ، ويجترئ عليه أهله وخدمه وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم
37- المعصية تخون العبد
وأحوج ما يكون إلى نفسه في تحصيل العلم فتحجبه الذنوب عن كمال هذا العلم وعن الإشتغال بما هو أولى به وأنفع له في الدارين
38- المعصية تنسي العبد نفسه
وإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها وأهلكها قال تعالى **وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (19 سورة الحشر) {ْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } (67 سورة التوبة)
39- المعصية تباعد عن العبد وليه
وهو الملك الموكل به ، وتدني منه عدوه وهو الشيطان
40- ومن عقوبات المعصية المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الآخرة قال تعالى **وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124 سورة طـه )
وبعد: فهذه بعض عقوبات المعاصي والذنوب وإن العاقل ليستشعر أن واحدة منها لكافية في أوبته وعقده على التوبة النصوح والرجوع إلى الله – عز وجل – فحري بكم أخى وأختى أن تبادر بالتوبة النصوح والرجوع إلى الله وقد قال تعالى
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
(53 سورة الزمر)
، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) "رواه مسلم