أربعة من أبرز كتب الحداثيين المعاصرين المتعلقة بعلوم القرآن!!

إنضم
10/04/2007
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت كتب الحداثيين المعاصرين التي تعرضت لأمور شرعية ، ولكن غالب أطروحاتهم يمكن أن نجدها في كتب محدودة
وفي ظني أن من أهم كتب الحداثيين المعاصرين التي لها تعلق بعلوم القرآن وتهم المتخصصين في هذا المجال لمعرفة آراء هذه المدرسة في القضايا القرآنية:
1. القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب للدكتور محمد أركون، وهذا الكتاب يمكن أن نصفه بأنه يمثل منهج من مناهج الحداثيين المعاصرين في دراسة القرآن الكريم وعلومه، وهو منهج الدراسات اللسانية الأوروبية المعاصرة الذي يعظمه الدكتور محمد أركون كثيراً.
2. مفهوم النص دراسة في علوم القرآن، للدكتور نصر حامد أبو زيد، ويمكن أن يمثل منهج الدراسات التاريخية التي حبست معاني النص – والمراد به القرآن هنا – في فترته التاريخية وجعلت أهم ما فيه علاقته بالواقع.
والحقيقة أن هناك باحثاً آخر هو من أبرز من يمثل منهج التاريخية من الحداثيين المعاصرين ألا وهو الدكتور عبد المجيد الشرفي غير أنه لم يفرد الدراسات القرآنية في كتاب مستقل فيما أعلم.
3. مدخل إلى القرآن الكريم، للدكتور محمد عابد الجابري، ويمثل منهج الدراسات التابعة للدراسات الاستشراقية، وهذا الملحظ في دراسة الجابري هو الذي دعا بعض الباحثين إلى كتابة كتاب الشبه الاستشراقية في كتاب مدخل إلى القرآن الكريم.
4. الكتاب والقرآن للدكتور محمد شحرور ويمثل المنهج التشطيري كما يصفه به بعض الباحثين، وأما الدكتور شحرور نفسه فيزعم أن منهجه لغوي قائم على إنكار الترادف، ويمكن أن يقال إن كتابات الدكتور شحرور هي أقرب إلى اللامنهج! هذا هو منهجها! فلا قواعد تحكمها أصلاً
وفي ظني أن ترتيب هذه المناهج من حيث الأهمية ومقدرتها على التأثير هو حسب الترتيب أعلاه، وذلك أن منهج اللسانيات الحديثة ومنهج التاريخية هي مناهج بحثية مقررة عند الغربيين وإنما الإشكال في محاولة تطبيقها على القرآن الكريم.
أما منهج المدرسة الاستشراقية فقد خبا بريقه وانكشف عواره عند غالب الباحثين اليوم!!
وأضعفها اللامنهج!! إذ لا يمكن محاكمته إلى مسلماته لأنه لا مسلمات عنده!.
 
وفي ظني أن ترتيب هذه المناهج من حيث الأهمية ومقدرتها على التأثير هو حسب الترتيب أعلاه، وذلك أن منهج اللسانيات الحديثة ومنهج التاريخية هي مناهج بحثية مقررة عند الغربيين وإنما الإشكال في محاولة تطبيقها على القرآن الكريم.
أما منهج المدرسة الاستشراقية فقد خبا بريقه وانكشف عواره عند غالب الباحثين اليوم!!
وأضعفها اللامنهج!! إذ لا يمكن محاكمته إلى مسلماته لأنه لا مسلمات عنده!.
مهلا مهلا،،، كلام عام يحتاج إلى تمحيص وفحص... وحكم يحتاج إلى دليل.
 
أستاذنا الفاضل أحمد بوعود وفقكم الله
افحص ومحص بارك الله فيك لتتم الفائدة، والأمر كما رأيتم هو ظن وضعته هنا لمدارسته مع الأفاضل أمثالكم.
 
شكر الله للأستاذ الكريم محمود ما تفضل به من فائدة وحسن أدب، وننتظر آراء الدكتور المبدع أحمد بوعود فيما طُرح من مسائل .
 
إخواني الأفاضل/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأيامكم مباركة طيبة
أرجو ألا أكون قد أسأت إلى أحد بتعليقي ذاك. ما قصدته بكلامي، تعليقا على الموضوع، هو أننا كثيرا ما نطلق أحكاما جزافا دون تريث أو روية ودون أن يسندها دليل، ثم يظهر عند التدقيق والتمحيص غير ذلك.فعندما نقول مثلا إن المستشرقين أفل نجمهم فهذا كلام عار عن الصحة بتاتا،بل الصواب هو أن المستشرقين طورواآلياتهم، ولم يعد اهتمامهم منصبا على الكتب بالأساس كما كان سابقا، بل تقدموا إلى إنشاء مراكز للدراسات وتأليف الموسوعات وكتابة مقالات قصيرة هي أكثر شعبية من الكتاب، ولها شريحة عريضة واسعة من القراء. وأعرض هنا نماذج الجرائد الفرنسية والبريطانية والأمريكية الرئيسة بالخصوص. وما يؤسف له هو أن الدراسات السلامية لم تول عناية لهذا الجانب بل يكتفي الباحثون بدراسة ما هو مسطور في الكتب فقط.
وأن نقول إن المسترقين لا منهج لهم مثلا، فهذا الكلام فيه تجوّز، وإلاكيف استطاعوا أن يحققوا مايريدون؛ بل ربما في نظري، والله أعلم، أن ما يستهوي كثيرا من العرب والمسلمين، هو مناهج المستشرقين . فالمستشرق، أي مستشرق، ينسجم مع ذاته وفكره .. وهو أشد حرصا على المنهج لأنه، في اعتباره، الأداة المنطقية التي يوصل بها فكره... قد يكون هناك خلل في المنطلقات نعم، وأذكر هنا نموذج المستشرق نولدكه الذي تجده، على امتداد صفحات الكتاب الطويلة يحترم منهجا ومعيناولا يحيد وهذا هو الخطير وهذا ما استهوى الحداثيين فقلدوه. إن الكلام في هذا الموضوع يطول ولا تكفي فيه هذه الأسطر... أرجو أن يكون قد اتضح المقصود، وليغفر لي من رأى أن في التعليق سوء أدب.
مجلكم أحمد
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
شكرالله للأستاذين الكريمين على تفضلهما بطرح هذا الموضوع المهم والتعليق عليه ،ويبقى أن أهل الباطل يخترعون طرق وأساليب لتنميق وتلميع باطلهم ويبقى الحق ظاهرا مستعل"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق"
 
أشكر للأخ الكريم الدكتور أحمد هذا التوضيح وهذا الحرص والأدب، وننتظر تعليق الأخ الكريم محمود البعداني .
إن قضية بقاء المستشرقين ناشطين وتطويرهم لآلياتهم كما تفضلتم هو مشاهد والأدلة عليها كثيرة، ومن استمع للندوة المتميزة التي ألقاها د. مازن مطبقاني عن القرآن الكريم في درسات المستشرقين [شاهدها هنا] علم ذلك بوضوح.
ولدي استفسار:
بخصوص إلتزام المستشرق بالمنهج وحرصه على ذلك، كما قلتم :
وهو أشد حرصا على المنهج لأنه، في اعتباره، الأداة المنطقية التي يوصل بها فكره
فهل هذا في عموم المستشرقين ؟ وهل هم يلتزمون بذلك نظرياً وعملياً في بحثهم ؟ وكيف يجاب عن التناقضات التي تُذكر لدى بعض المستشرقين واضطرابهم في معالجتهم للقضية المبحوثة منهجياً ؟
 
شكر الله لكم مشايخنا الكرام جميعاً
وعندي عدد من الأفكار التي سأعرضها من خلال النقاط التالية:
1- لا شك أن المستشرقين طوروا آلياتهم وتوسعوا في مراكز الأبحاث، وأصبحوا أقدر على إيصال ما عندهم في ظل التوسع المعلوماتي المعاصر.
وهذا كله أمر، وانكشاف عوارهم لدى الباحثين في الدراسات الاسلامية والعربية عامة أمر آخر، ولعل الدراسات النقدية المتعددة للمستشرقين التي تمتلئ بها المكتبات اليوم دليل واضح على ذلك.
وعموماً فإن تطوير الآليات والتوسع في مراكز البحث لم يعد في زمننا هذا مقياساً لقوة الأفكار ومدى تأثيرها.
2- لا شك أن كل مستشرق له منهجه الذي يسير عليه، ولم أشر أصلاً إلى أن المستشرقين لا منهج لهم، وهم عموماً يتفاوتون في التزامهم بالموضوعية كما يتفاوتون في العمق البحثي كما لا يخفى.
3- تبقى المدارس الحداثية اليوم بحاجة إلى دراسة دقيقة تبرز العلاقة بينها وبين الاستشراق، نقاط الالتقاء، ونقاط الافتراق، وأما جمع البيض في سلة واحدة، ووصف الحداثيين بالتبعية للمستشرقين عموماً فهذا بحاجة إلى نظر، وليت أستاذنا الكريم أحمد بوعود - وهو المتخصص في هذا المجال، وإنما نثير هذه الأفكار لنفيد منه ومن أمثاله من المتخصصين - يكرمنا بتسليط الضوء على شيء من علاقة الدكتور محمد اركون تحديداً بالاستشراق، فقد وجدت في بعض كتبه نقداً للمستشرقين ومناهجهم، فما حقيقة هذا النقد أهو نابع من خلاف منهجي أو هو متصل بطرائق العرض؟
نفع الله بالجميع وبارك الجهود.
 
جزاكم الله خيرا اخي الاستاذ محمد البعداني
عن نفسي لم اقرأ شحرور الى الآن بينه وبينه حجاب
اما اركون فقد قرآت كتبه ولايستثني كتاب في هذا المجال وان كانت بعض الكتب تدخل فيما اشرت اليه انت ولاينفرد كتاب له في ذلك
اما نصر ابو زيد فنعم هو كذلك
اما الجابري فيدخل في مقدمة مشروعه اي المدخل الى القرآن تفسيره العلماني المكون من 3 اجزاء
 
أستاذنا الفاضل طارق منينة
مثلكم يدعى لقراءة كتب شحرور فهو بحاجة إلى سلسلة كتلك التي سطرتموها في الجابري
وبخصوص كتاب الجابري فهم القرآن الحكيم، فقد قرأت غالبه، وهو وإن كان خاتمة مشروع الجابري المتعلق بالقرآن الكريم إلا أن الكتاب الأول من مشروعه: مدخل إلى القرآن الكريم يبقى متميزاً عن بقية مشروعه بأنه في القواعد الكلية وتأصيل رؤيته للتفسير ومباحثه.
أما كتابه فهم القرآن الحكيم فهو في التفسير التحليلي للقرآن آية آية، وهناك موضوع جدير بالدراسة ألا وهو مخالفات الجابري لإجماع المفسرين، فهو يخالف المفسرين قاطبة في أثناء تفسيره بعض الآيات وتأتي هذه المخالفة متسقة مع منهجه الذي قرره في مدخل إلى القرآن
لذا لو أن باحثاً كتب في موضوع ( الآيات التي خالف فيها الجابري إجماع المفسرين جمعاً ودراسة ) لكان مثل هذا الموضوع إضافة إلى المكتبة القرآنية فيما يتعلق بكتابات الحداثيين المتعلقة بالقرآن.
 
أشكر الأخ الكريم طارق على ما كتب، وفعلا ليته يكتب سلسلة في كشف عوار شحرور .
كما أشكر الأخ محمود على إسهاماته المتكررة والمفيدة في هذا المجال، ولدي وجهة نظر بخصوص ما اقترحه من موضوع :
لذا لو أن باحثاً كتب في موضوع ( الآيات التي خالف فيها الجابري إجماع المفسرين جمعاً ودراسة ) لكان مثل هذا الموضوع إضافة إلى المكتبة القرآنية فيما يتعلق بكتابات الحداثيين المتعلقة بالقرآن.
أقول مثل الجابري هو مخالف للمفسرين في المنطلقات والأصول ومنهجية البحث، ولذا فهو لا يحترم الإجماع كحاله عندنا، ولذا أقول:
هل الجابري يلتزم بالإجماع كأصل من أصول الاستدلال؟ وما معناه عنده ؟
وبعد ذلك فهل من المفيد حصر مخالفاته للإجماع ؟
ففي نظري أن الذي تُعَدُّ مخالفاته للإجماع وتُدْرَس هو مَنْ كان له وزن وثقل في علم التفسير، وما عداه فيكفي في حاله إبراز نقطة مخالفته للإجماع فحسب لتوضيح مخالفته لهدي السلف في أصولهم .
 
الشيخ الكريم حاتم القرشي وفقكم الله
ملاحظتكم المتعلقة بعدم اعتداد الجابري بالإجماع في محلها، وقد راجعت قبل كتابة هذه المشاركة كتابه بنية العقل العربي ص 125-134 فوجدت حاصل موقفه من الإجماع أنه تكريس لسلطة السلف وسلطة الماضي!
والحقيقة أن مثل هذه المواضيع هي مسالك في نقد الحداثة تتعدد طرقها، فتارة نسلك مسلك نقد الأصول التي يتبنونها، وتارة أخرى يكون من المفيد النقد التفصيلي، أو بيان مخالفتهم للأصول المعتبرة.
وأحياناً قد يقع الاقتراح لأمر أو موضوع ما والذهن ذاهل عن خلل منهجي يؤثر على الموضوع كما هو الحال في الخلل الذي ذكرتم تطرقه لموضوع ( الآيات التي خالف فيها الجابري الإجماع )
أشكر لكم هذا الإثراء وفقكم الله ونفع بكم.
 
نعم اخي الشيخ حاتم القرشي الرد عليه ضروري وان كان تأثيره-اقصد شحرور- في مجال الفكر العلماني العربي قليل -بحسب علمي-ويمكن تتبع ذلك في اعراض كثير من النقاد العلمانيين -او قلة ذلك جدا-عن تناول فكره كما يفعل بعضهم مع بعض ، ولكن الامر فعلا يحتاج لاهتمام ذلك انني ازعم ان تأثيره على العلمانيين المغاربة اعمق مثل تأثير الجابري عليهم بل انه قد يؤثر على الاسلاميين لدرجة ان احد كبارهم في المغرب-وهو رجل عريق في نقد العلمانية-قال يوما كلمة مدح بين قوسين في شحرور !!، ومع ذلك اعرضت عن الرجل لترجيحي غيره واولوية غيره عليه فالنقد هو للأعظم تأثيرا وانتشارا وقبولا عند الغرب ! لكنني الآن تجمع لدي كثير من كتبه وانتظر الوقت المناسب للقنص ورشق السهام المسنونة لعل الله يكتبنا من جنود الحق المسددة سهامها برحمته ونعمته!
وبخصوص كتاب الجابري فهم القرآن الحكيم، فقد قرأت غالبه، وهو وإن كان خاتمة مشروع الجابري المتعلق بالقرآن الكريم إلا أن الكتاب الأول من مشروعه: مدخل إلى القرآن الكريم يبقى متميزاً عن بقية مشروعه بأنه في القواعد الكلية وتأصيل رؤيته للتفسير ومباحثه.
نعم الآن فهمت قصدك الاول اخي الاستاذ الشيخ محمود البعداني
فعلا كتاب الجابري " المدخل" يعتبر جامع في القواعد الكلية بالنسبة لغيره من كتبه مما اتى بعده اي الاجزاء الثلاثة لتفسيره وتأصيل رؤيته للتفسير ومباحثه.
وان كنت ارى ان الجابري لم يفعل في المدخل هذا (أو يمكن تسميته"الدخيل.."اقصد على كتب الاصول للتفسير!)الا ان ساق اتهامات المستشرقين المعروفة في موضوع التأثيرات المختلفة -جمعها كلها بسذاجة في كتابه هذا-والذي زاده واضافه على نتف الاستشراق والنصارى!،هو مااطلق عليه "أن يكون معاصرا لنا"!،لكنك اذا ذهبت للتفسير ذاته اي الاجزاء الثلاثة التابعة لل"منافيستو" لو صح التعبير اي "المدخل الى القرآن" لترى مامعنى قول الجابري "ان يكون معاصرا لنا" لوجدته ظاهريا وعلى السطح!، يكاد يكون تفسيرا اسلاميا عاديا الا ماقام الجابري بدسه وحشره ووضعه بين التفسير السلفي ، المنقول اغلبه ، للنصوص (وهذا هو هدف من اهداف تفسيره) من جعل القرآن مرددا لاساطير يونانية قديمة حتى في مسائل الكونيات والعلميات(الخاطئة)!
ومعلوم ان طيب تيزيني قد قال (في مشروعه الضخم المعروف المسمى" مشروع رؤية جديدة للفكر العربي من بداياته(12 مجلد)"وخصوصا الجزء الرابع مقدمات أولية في الاسلام المحمدي الباكر" استغرق تاليف المشروع اكثر من عشر سنوات)قبل الجابري بتأثير الفكر اليوناني والفكر الهندي على القرآن و مااضافه الجابري هنا هو انه قدم امثلة ساذجة وبطريقة ظاهرة التلفيق على هذا التأثير المزعوم وهي الامثلة التي عرضتها في سلسلة انهيار الاستشراق اللهم الا مثالا واحدا ضربه الجابري واغفلته عمدا.
لم يأتي الجابري بجديد من الاتهامات ولاحتى باتهامات معاصرة يمكن ان نقول ان الجابري تفرد بها اللهم الا اذا قلنا بانه تفرد بأمثلة سخيفة في عالم المقارنات الباهتة الباطلة.
واكاد اقول بان مشروع تيزيني في هذا المجال اوسع من مشروع الجابري لانه كتبه لو صح التعبير على نار هادئة انضجت سمومه في تؤدة وعدم عجلة (اخرج به اسطورة غاية في البطلان عن النبي محمد واشتراكه في تنظيم سري!!!)في حين ان الجابري كان يسابق الزمن في اخراج نقده اللاهوتي الباهت لاثبات انه قادر على تقديم ولو دفعة اولى من سلسلة نقده اللاهوتي فاذا بنقده يبدو استشراقيا بحق-كما في مدخل الى القرآن- مع وروده في اطار وشكل سلفي مبطن باتهامات -ولو انها قليلة- لم يخرج طرحه عن موضوع التأثيرات والمقارنات الفاشلة التي فضحها الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابيه في الدفاع عن محمد-رسول الله-- والقرآن، وهي المقارنات الاستشراقية المعروفة التي اقاموها بالتزوير بين القرآن واليهودية والتلمود ، والمسيحية والقرآن فجاء الجابري ووسع المجال بامثلته القليلة المتسللة والتي تكاد تكون مدسوسة-منه طبعا- بلطف ودقة مكر في تفسيره(ال3 اجزاء) فقال بتأثير اليونانية على القرآن وصنع مقارنات غاية في التلفيق والبهت، وان كان طيب تيزيني قال بهذا التأثير قبله وايضا فعله تيزيني تبعا لبعض المستشرقين المحدثين
نعم، لم يفعل الجابري شيئا جديدا ليجعل القرآن "معاصرا لنا"(بحسب وصفه لا وصفنا طبعا) اي بوضعه تحت محك العلوم الفلسفية المادية التاريخية المعاصرة ، انما الامر هو كما يقول القائل تمخض الجبل فولد فأرا وبمقارنة عمله هذا الذي تشربت مقدمته" مدخل الى القرآن" بروح الاستشراق وصور اتهامات الاستشراق المكرورة،بمقارنة عمله هذا بعمل اركون نجد ان اركون تقدم في عملية النقد بجملة من الادوات المعاصرة العلمانية الواضحة والمحددة والتي عددها وهو يقوم بتحليل سورا وآيات قرآنية وافنى سنوات عمره في هذا النقد وإن جاء نقده كما وعد الله بدا متهافتا وهو لايعدو ان يكون عداوة فم متخرص متحرق لايستطيع ان يطفئ نور السموات والارض بجهل الكلمات وجهالة الافواه المرهقة
ولذلك قلت ان الجابري استعجل نقده للقرآن تحت وطئة وسوسة جورج طرابيشي فقد دفعته قوة نقد طرابيشي الى محاولة اثبات ذات تفتتت -وصارت هباء منثورا-تحت معاول نقد علمانية طرابيشية ونيران صديقة (نصرانية المنبت ، ماركسية المشرب، فريودية المنتهى المخرج!) فلقى حتفه وهو يحاول اثبات ذاته امام جورج(النصراني، الماركسي سابقا والفرويدي حاليا)!وصدق فيهم قول الحق القيوم " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بماكانوا يكسبون"
صحيح ان الجابري حاول التلاعب بترتيب النزول ولكن اين المعاصرة العلمانية في ذلك إن كان نولدكه وغيره قد قاموا بذلك ايضا !!! ، وايضا فالجابري مقلد لهم ، والذي فعله هو انه حاول القيام بذلك تحت الحاح وسوسة التفسير المادي والتاريخي الذي حاول به وبصورة متسرعة اشد ضعفا من غيره ، ارجاع سبب التسميات القرآنية والافعال الرسولية والكلمات الربانية الموحية الى احتياجات وصراعات واوضاع وتطورات(ارضية مادية)!، وهذا هو هدفه الاكبر (معاصرة النص لنا!!؟؟)مع موضوع المقارنات الملفوفة!
انها نفس الفكرة المكرورة التي لاكها طيب تيزيني ثم نصر ابو زيد وكثير ممن عاصرهما من الاشباه والنظائر المعتمة.
 
وبمناسبة تواجدنا هنا في ملتقي اهل التفسير اقول ان الجابري حاول استخدام قواعد التفسير كلافتة يدلف من تحتها الى غرضه مع انها لاتعينه!، مثل استخدامه مفهوم ان القرآن يفسر بعضه بعضا.
على ان يمكن القول انه نقد قواعد وعلماء وخصوصا علماء التفسير بنزق واضح وهو يدل على عدم حنكته كعلماني فغيره من العلمانيين لايثير اعصابك في مقدمة كلامه! ليتسلل بافكاره اليك!اما الجابري فقد جعلك تتحفز وتنتبه وانت تقرأ مقدمة مدخل الى القرآن.
 
أشكر للأخ العزيز طارق هذا الإثراء والحرص عن كشف عوار العلمانيين وغيرهم، بارك الله في قلمك وجهدك وجعلك من أوليائه الذي يذبون عن دينه الحنيف .
وليتك تتحفنا في موضوع مستقل بتعريف عن هذا المشروع :
طيب تيزيني قد قال (في مشروعه الضخم المعروف المسمى" مشروع رؤية جديدة للفكر العربي من بداياته(12 مجلد)"
 
جزاكم الله خيرا اخي حاتم ونفع بكم
ان شاء الله ساحاول ان اقوم بذلك وانت تعلم ان تيزيني يكتب منذ فترة طويلة في صحيفة الاتحاد الاماراتية
وفي ظني أن ترتيب هذه المناهج من حيث الأهمية ومقدرتها على التأثير هو حسب الترتيب أعلاه، وذلك أن منهج اللسانيات الحديثة ومنهج التاريخية هي مناهج بحثية مقررة عند الغربيين وإنما الإشكال في محاولة تطبيقها على القرآن الكريم.
أما منهج المدرسة الاستشراقية فقد خبا بريقه وانكشف عواره عند غالب الباحثين اليوم!!
وأضعفها اللامنهج!! إذ لا يمكن محاكمته إلى مسلماته لأنه لا مسلمات عنده!.
اخي محمد البعداني هناك سؤال يشغلني الآن ، بل منذ فترة طويلة، وهو هل مناهج اللسانيات والسيميائيات التي افتتن بها كثير من الاسلاميين -على ماارى- هل هي مناهج اداتية فارغة المادية اقصد هل هي اداة يمكن ان تطبق في اي مجال ام انها هي نفسها تحمل ماديتها في شغاف حروفها ومقوماتها واصلها ولبها؟ وكذلك الامر في الهرمنيوطيقا وان كانت هذه الاخيرة اقل في الدرجة من حيث الاهتمام!
ارى في مواقع سلفية-من احب المواقع الى قلبي- اقدرها جدا وهي محترمة جدا روابط لتحميل كتب السيميائيات واللسانيات وكأنها كتب مقدسة!
طبعا الامر ليس كذلك ولكن شعوري الآن هو كذلك!
ماذا يحدث؟
فكتب محمد الغزالي كان عليها اعتراض لان فيها مافيها فهل لسانيات الغرب اولى في السماح من لسانيات الغزالي مثلا
الامر يحتاج لنقاش جاد
 
أبرز ما لاحظته على أدعياء نقد لغة القرآن:
أنهم يكتبون بلغة ركيكة، لا تخلو من أخطاء لغوية بارزة لا يقع فيها طلاب بكالوريوس اللغة العربية
وبما أن لغة القرآن هي أرقى مستويات العربية الفصحى
فنقول لهم ببساطة: فاقد الشيء لا يعطيه، كيف تنتقدون ما أنتم دونه بمراحل؟
فإن قالوا: لم لا تفهم ما يقال، قلنا لهم
وأنتم، لم لا تقولون ما يفهم؟
ولا أجد تشبيها لهم خيرا من أصحاب اللسانيات الجدد، الذين إذا قرأت ما يكتبون لم تخرج منه بفائدة
فهو أحجيات وطلاسم
ذكر أن د. رجاء عيد حضر فعالية كان فيها آدونيس، فطلب إليه أن يقدم لشعره بمقدمة، فكان من كلامه:
"أنا لا أفهم شعر آدونيس، ويبدو أنه يكتب بلغة فوق مستواي"
أخيرا أضيف
أتحدى هؤلاء الكتاب أن يقرؤوا خمس آيات من القرآن دون لحن
 
أستاذنا طارق منينة وفقكم الله
إذا كانت المناهج اللسانية ومناهج السيميائيات قد حلت مشكلة كان مفسروا الكتب المحرفة في الغرب يعانون منها، فهي إن أثمرت نتائج بالنسبة للغربيين فلا يلزم أن تطبق بحذافيرها - كما يصنع أركون مثلاً -على القرآن الكريم، وذلك لأن مناهج فهم القرآن الكريم وتفسيره مقررة وواضحة منذ نزوله.
أتفق معك أستاذي الكريم أن هناك اعجاباً غير مستند إلى منهج علمي بهذه المناهج اليوم، ولعل تجلية حقائقها من أهم الأمور المعينة في تقليل هذا الإعجاب.
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
 
الأستاذ الكريم رصين الرصين وفقكم الله
يذكرني كلامكم بكتاب بيضة الديك للصيداوي حيث نقد شحرور وبين ضعف لغته واكتفى بذلك عما سواه من مجالات النقد العلمي، وكأنه يقول: من كانت هذه حاله في اللغة كيف يتعرض للكلام في كتاب الله تعالى!
فالعجيب أن الدكتور شحرور لا يكتفي بالضعف في لغة القرآن حتى يتجاوز ذلك إلى القول بعدم أهمية الشعر الجاهلي وكلام العرب قبل الاسلام عموما في فهم القرآن الكريم، فهو يقول في كتابه الدولة والمجتمع ص 40-41: " لا يمكن فهم التنزيل الحكيم، من خلال فهم الشعر الجاهلي ومفرداته، فللجاهليين أرضيتهم العلمية، التي جاءت مفردات شعرهم عاكسة لها ومعبرة عنها ومقيدة بها، ونحن لا نجد كلمات أو مفردات عند العرب وقتها، تدل على الجاذبية الأرضية أو على كرويتها، لأنهم لم يعرفوها أصلاً. ولو حصرنا فهم التنزيل الحكيم بها، لما حق لنا أن نقول إن المكتشفات الحديثة العلمية أكدت مصداقية القرآن.
ومن هنا قلنا إن المجتمعات هي التي تشارك في صنع المعاني حسب تطور معارفها، لكن هذه التطورات نفسها محسوبة في التنزيل، بحيث مهما امتدت واتسعت، فسيجد الإنسان أنها منسجمة مع النص القرآني، مصدقة له، ودائرة في فلكه.
إضافة إلى ما ورد في الفقرة السابقة، فقد جاء التنزيل يحمل في ذاته تطويراً لغوياً لم يعرفه الجاهليون في لسانهم قبله. ففيه مفردات أتى بها من لغات أخرى غير العربية، وفيه أسلوب متميز بالنظم يخرجه كلية من دائرة الشعر أو الخطابة التي عرفها العرب قبله، وفيه مصطلحات مستحدثة انفرد بها، لم تكن موجودة قبله، وهذا وأشباهه كثير كثير، يؤكد استحالة اعتبار مفردات الجاهلية كافية بذاتها لفهم التنزيل الحكيم"
 
ذكرني قول فولتير عن عمل هلفشيوس وكتابه"الذكاء" بأنه "عجة بيض" بما كنت قلته عن مشروع الجابري عن القرآن وخصوصا كتابه" مدخل الى القرآن"
قال ويل ديورانت في قصة الحضارة (المجلد 38ص 114) :"وعند هذا الحد استحق عمل هلفشيوس ما وصفه به فولتير من أنه "عجة بيض" أي خليط من الأفكار التي كانت سائدة منذ عهد طويل في دنيا الفلسفة"
مع انه لم يكن من فولتير اتهاما الا انه لفظ ينطبق على عمل الجابري المسلوق -بسرعة وخفة-على نار طرابيشي النقدية!
فالجابري جمع كل تهمة استشراقية ووضعها بدهاء في مدخل الى القرآن حتى انه استعان بموقع انترنتي وكلام ورد فيه لنصراني!
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ماشاء الله طرح جميل ومشاركة وإضافات مفيدة وطيبة بارك الله بعلمكم جميعاً.. ووفقكم لكل خير..
 
عودة
أعلى