شهاب الدين محمد بن هاشم
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية وجب التنويه أن هذا النقاش قائم على تفسيرات علماء الإسلام صحابتاً كانوا أو تابعين أو العلماء الكبار في الإسلام ، وليست أرائي الشخصية.___
وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا (4) فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا (5) ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا (6) إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا (7) عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا (8) {الإسراء}
___
استند المفسرون القدامى على الإسرائيليات (المسموح بالإستناد بها) في مرتين الإفساد ، واختلفوا في أول مرة فالبعض قال أن الأولى قتل نبي الله زكريا (ع) والبعض قالوا أن الأولى قتل شعياء بن أمصيا ، ولم يختلف المفسرون في المرة الثانية وقالوا أن الثانية هي قتل يحيى بن زكريا (ع). [مرجع] تفسير الطبري {4}{وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ} ، عن ابن عباس:فعادوا (للإفساد) فسلط الله عليهم المؤمنين (بخلاف المرتين). ، وهذا قول قتادة أيضاً. [مرجع] تفسير الطبري {8}___
- اتخذ {ابن كثير} جانب مختلف ، أن الأولى حدثت .. عن ابن عباس وقتادة : سلط الله عليهم (جالوت) فقتل داوود (ع) جالوت. ، والثانية أيضاً حدثت بتسليط الله عليهم سيدنا محمد (ص) وأصحابه. [مرجع] تفسير ابن كثير آية {5} و {8}.___
- قال {السعدي} أن المرة الاولى حدثت بالفعل وسلط الله عليهم أناس كفاراً ، والثانية حدثت أيضاً بتسلط الله للنبي الكريم والصحابة على اليهود. [مرجع] تفسير السعدي آية {5} و {8}.___
- قال {القرطبي} أن المرة الأولى حدثت وسلط الله عليهم (جالوت) فقتل داوود (ع) جالوت ، وأن الثانية حدثت بقتل يحيى (ع) ، ثم اعتمد على رأي قتادة و ابن عباس بأنهم عادوا للإفساد مرة أخرى فسلط الله عليهم النبي والمؤمنين. [مرجع] تفسير القرطبي آية {5} و {7} و {8}.___
- قال {طنطاوي} الذي عاصر احتلال إسرائيل لفلسطين أن الاولى حدثت وسلط الله عليهم جالوت ، والثانية حدثت فسلط الله عليهم (بختنصر) ، و عادوا للإفساد فسلط الله عليهم النبي الكريم والمسلمين. [مرجع] تفسير الوسيط لطنطاوي آية {5} و {7} و {8}.فلا خلاف بين العلماء انقسموا إما أن الله عاقبهم 3 مرات ، والآخرون قالوا أن الإفسادين حدثوا ولم يتحدثوا في إفساد أخر (وهذا الرأي كان لإبن كثير فقط لم أجد من يوافقه أو يناقشه).___
بينما الشيخ الشعراوي (رحمه الله) قال في تفسيره لسلسلة الآيات أن المرتين اللذان حدث فيهما الإفساد حدثت في فترة مجيء الإسلام بسبب ورود كلمة "عبادنا" التي تميل إلى أن المُسَلَطين عليهم مؤمنين أكثر من كونهم كفاراً (طالوت وبختنصر كانوا كفاراً) ، مره منهما حدثت بنقض اليهود عهدهم مع رسول الله (ص) والثانية ستحدث في نهاية الزمان (خروج اليهود الأخير من القدس) مخالفاً كتب التفسير.[مرجع] تفسير الشعراوي آية {4-7}.ثم قال الشعراوي أن {وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ} : إن عادوا للإفساد عدنا للعقاب ، أيعني الشعراوي هنا العوده للإفساد الثاني؟ أم العودة لإفساد آخر زائد؟ ، لا نعلم مقصده هنا بسبب تفسيره لها بشكل سطحي. [مرجع] تفسير الشعراوي آية {8}.___
فالتفسير الأكثر قبولا بالنسبة لي وحسب السياق أن الإفسادين حدثا ومن ثم وعدهم الله بأن لو أفسدوا سيكرر ما حدث فيهم ولم يتقيد الأمر بعدد (بخلاف الإثنين الأساسيين) ، فكأنما الله قال لهم أنهم سيفسدون مرتين ثم قال لهم إن عدتم للإفساد عدنا عليكم بالخراب! وهذا رأيي مبني على أراء الطبري والقرطبي وطنطاوي.فما رأيك؟