أدب كتابة المقدمات لمؤلفات الآخرين

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,318
مستوى التفاعل
127
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
صدر مؤخراً كتاب قيم أنصحكم بقراءته والانتفاع به وهو كتاب ..

مُقدِّماتُ الإمام أبي الحسن الندوي
إعداد
سيد أحمد زكريا الغوري النَّدوي
alndwimoga.jpg

ويقع الكتاب في ثلاثة مجلدات ، نشرت هذا العام 1431هـ عن دار ابن كثير بدمشق .
وقد جمع فيه الأستاذ سيد الغوري كلَّ المقدمات التي كتبها أبو الحسن الندوي رحمه الله لمؤلفات وتحقيقات الآخرين، وقد قسمها على حسب الفنون كالتالي :
- مقدماته لدراسات حول القرآن الكريم . (6 كتب )
- مقدماته لشروح كتب الحديث .
- مقدماته لكتب الأمالي والتراجم في الحديث .
- مقدماته لكتب المختصرات والمنتخبات في الحديث .
- مقدماته لكتب الأجزاء في الحديث .
- مقدماته لكتب في علوم الحديث .
- مقدماته للأثبات .
- مقدماته لكتب الفقه وأصوله .
وهذا كله في الجزء الأول فقط ، ثم توالت مقدماته لكتب بقية الفنون في الأدب والعقيدة والتاريخ وغيرها في الجزئين الثاني والثالث. وهي مقدمات رائعة وفيها أدب وعلم كثيرٌ رحم الله العلامة الندوي فقد كان فريداً من نوعه في كل جوانب شخصيته، أسأل الله أن يجمعنا به في جنات النعيم .
وقد استحسنتُ كلمةً بديعةً في أول الكتاب للندوي رحمه الله، استلَّها الجامعُ من كتاب الندوي (نظرات في الأدب) ص 60-61 يتحدث فيها عن أدب كتابة مقدمة لمؤلفات الآخرين، هاكموها بتمامها :​


كلمةٌ قيمةٌ للعلامة أبي الحسن الندوي في أدب التقديْمات
(إنَّ تقديم كتابٍ لمؤلف معاصرٍ أو عالمٍ كبيرٍ، أو صديق عزيز، ليس عملاً تقليدياً يقوم به الكاتب مجاملةً أو تحقيقاً لرغبة المؤلف أو الناشر أو إرضائه، إنه شهادةٌ وتزكيةٌ، ولهما أحكامهما وآدابهما ومسؤوليتهما، وقد يتحول من شهادةٍ بالحق، وتقييم الكتاب تقييماً علمياً، وبيان مكانته في ما كتب وألف في موضوعه، ومدى مجهود المؤلف في إخراج هذا الكتاب ونجاحه في عمله التأليفي أو التحقيقي إلى سَمْسرةٍ تجاريةٍ، أو قصيدة مدح وإطراء من شاعرٍ من شعراء المديح، فيفقدُ قيمته العلمية والأدبية، ويتجردُ من الحياة والروح .
[التقديم] هو زيادة معلومات، وإلقاء إضواء على موضوع الكتاب ومقاصده، وعلى حياة المؤلف ومكانته بين العلماء المعاصرين، وفي عصره ومصره، وعلى تكوينه العقلي ونشوئه العلميِّ، والدوافع التي دفعته إلى التأليف في هذا الموضوع، رغم وجود مكتبةٍ واسعةٍ في موضوعه، أو مجموعة من الكتب التي ألفت في هذا الموضوع، ولا يكون التقديم مجموع كلمات تقريظٍ ومدحٍ يمكن أن يُحلَّى به جِيدُ أيِّ كتابٍ إذا غُيّر اسمهُ واسمُ مؤلِّفه .
فلا بد من أن تكون بين المقدم للكتاب وبين موضوعه صلة علمية أو ذوقية، أو دراسة وافية للموضوع وما ألف فيه، وارتباط وثيقٌ كذلك بينه وبين المؤلف، يمكنه من الاطلاع على تركيبه العقلي والعلمي والعاطفي - إذا كان الكتاب في موضوعٍ علميِّ أو أدبيِّ أو فكريٍّ أو دعويٍّ .
وعلى مدى إخلاصه لموضوعه واختصاصه وتفانيه فيه، ورسوخه في العلم والدين، وأخذهما من أصحاب الاختصاص فيه المعترف بفضلهم - إذا كان الكتاب في موضوعٍ ديني كالتفسير والحديث والفقه وما إلى ذلك .
ويجبُ أن يكون هذا التقديم عن اندفاعٍ وتجاوبٍ، وتحقيقاً لرغبةٍ نشأت في نفس المقدم بعد قراءة هذا الكتاب، تحثه على كتابة هذا التقديم، وتحببها إليه وتيسرها له، بحيث إذا امتنع عنها اعتبر نفسه مقصراً في أداء حقٍ، وإبداء مشاعر وانطباعات، وحاجة في نفس يعقوب ما قضاها، وذلك هو التقديم الطبيعي المنصف الذي له أثره وفائدته) .
وهي كلماتٌ رائعةٌ من شيخٍ مُجرِّبٍ، وعالمٍ ناصحٍ متمكنٍ ، ليت كل مَنْ يتصدَّى لكتابةِ مقدمةٍ لكتابِ غيرهِ أن يستحضرَها قبلَ كتابةِ مُقدمته؛ فإِنَّ المُجاملات دخلت هذا الموضوع كثيراً والله المستعان .
وللحديث صلةٌ .​
 
لفتة جميلة موفقة.

ولا أدري من الذي بدأ بفكرة جمع مقدمات العلماء للكتب، فهي فكرة جميلة فيها علم وتاريخ وتجربة وأدب، وهي من حسنات التأليف في العصر الحديث.
وحبذا لو ذكر كل منا ما يعرفه من هذا النوع من التأليف لنفيد منها جميعا.
 
سبحان الله لقد قلت مراراً أن التأليف هو عبارة عن اختراع لعنوان لم يسبقك أحد على طرقه أو الخوض فيه . طبعاً بالإضافة الى الموهبة والقدرة والصبر والتبحر في العلوم.
في الحقيقة أنني أُسر كثيراً حينما أجد أحد الباحثين قد وُفق في عنوان وأبدع فيه . وأقول إنه الفتح من الله تعالى يعطيه من يشاء من عباده . ويمنعه ويحجبه عمن يشاء .
 
شكر الله لكم
في نظري أن واقع كثير من مقدمات الكتب بعيد عما ذكره الندوي رحمه الله ومن أجمل المقدمات التي تدل على أن المقدم للكتاب قد قرأه وعرف مافيه جيداً مقدمة الشيخ بكر أبو زيد لتحقيق الشيخ مشهور بن حسن للموافقات .
أحياناً يجر القلم مقدم الكتاب إلى كلام طويل ونفيس يكون بعد ذلك جزء من كتاب له كما في تقديم محمود شاكر لكتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي.
ومن المقدمات المجموعة مقدمات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله , جمعها مجد مكي .
 
شكراً لكم جميعاً .
سجلتُ حلقة صوتية مرئية في حدود 13 دقيقة على الانترنت عن هذا الموضوع (أدب كتابة المقدمات لمؤلفات الآخرين) كتجربة لقناة ملتقى أهل التفسير، وتلك الحلقة هي التي أوحت لي بكتابة هذا المقال، ولولا عدم صفاء الصورة لوضعت رابطها هنا .
وهذا الموضوع جدير بالكتابة فيه، ولا أظن أنه لم يكتب فيه بعدُ لم تتناوله أقلام الباحثين. ومن المقدمات الجميلة التي قرأتها مقدمة كتبها أمير البيان مصطفى صادق الرافعي رحمه الله لبحث طالب من خريجي كلية دار العلوم عن أمرئ القيس باسم (أمير الشعر في العصر القديم) للباحث محمد صالح سمك نشر عام 1350هـ وهي ليست طويلة وإنما في سبع صفحات فقط . وسعد زغلول قد كتب مقدمة وجيزة جداً ولكنها في غاية البلاغة لكتاب (إعجاز القرآن) للرافعي رحمه الله .
ومن كتب المقدمات (مقدمات علي الطنطاوي) الذي جمعه مجد مكي.
وأبو الحسن الندوي وعلي الطنطاوي وطه حسين من أكثر من رأيتهم كتبوا مقدمات للآخرين.
 
أكثر من كتب مقدمات للكتب هو الشيخ مقبل الوادعي وأكثر منه الشيخ مصطفى العدوي ،ولكنها مقدمات فقيرة علمياً،وغرضها التزكية فحسب..
 
الحمد لله ، وبعد ..
أعجبتني قولة أخي الشيخ المفيد أبي فهر : ( مقدمات فقيرة علمياً )
وعليه .. فمن أراد المقدمات الغنية بالعلم والنكت الفريدة ، فليطالع مقدمات الشيخ المحدِّث عبد الله بن عبد الرحمن السعد نفع الله به الإسلام والمسلمين .
وللشيخ مكانة في قلبي لا يعلم عظمها إلا الله ، فهي دعوة لحفظ تراث هذا العالم العامل والأعجوبة .
 
فليطالع مقدمات الشيخ المحدِّث عبد الله بن عبد الرحمن السعد نفع الله به الإسلام والمسلمين .

هذه بحوث محررة محررة (توكيد) لا يستطيعها كثير من الأساتذة الدكاترة ،وأكثر الكتب التي يُقدم لها الشيخ = ننتفع من المقدمة أكثر مما ننتفع بالكتاب نفسه..
 
من هذه المؤلفات كتاب مقدمات العلامة المحقق أحمد صقر ، جمع وإعداد أحمد بن موسى الحازمي ، وهو أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير وفقه الله .

شكر الله لك يا شيخ فهد تنويهك بكتاب مقدمات السيد صقر وبارك الله فيك ، وأظنه لا يخفاك أخي الحبيب أن الكتاب ليس على شرط الموضوع لأنها مقدمات كتبها السيد صقر لكتب تولى هو تحقيقها وإخراجها بنفسه . بينما الموضوع هو مقدمات يكتبها العلماء لمؤلفات آخرين ، وللأديب الكبير علي الطنطاوي رحمه الله تعالى - وهو أحد الذين اشتهروا بذلك كما أشار فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري - لفتة في هذا الباب ذكرها في مقدمة الطبعة الثالثة لكتابه عن أبي بكر الصديق ، قال فيها بتصرف يسير : " أن من المؤلفين من هو مبتدئ يعتمد على مقدمة العالم ليقوم فيرى الناس كتابه ، ومنهم من هو في مثل درجة العالم لا يحتاج إلى مقدمته ، لكنه ينوع مائدته ، ومنهم من هو أفضل من العالم المقدِّم ولكنه تكريم للمقدِّم حين جعله يقدم الكتاب للناس .... "

ووجهة نظري المتواضعة : أن أصل الفكرة مشروع ، لأن الناس اليوم لم يعودوا ينظرون للكتاب بقدر ما ينظرون للمؤلف : من هو ؟ وما هو مشربه ؟ ، وربما لم يقبل الناس الحق في الكتاب أو شككوا فيه لجهالة مؤلفه ليس أكثر ....

ولعل من آفات تقديم الكتاب في هذه الأيام ما سمعناه من علماء قدموا لكتب لم يقرؤوها !! وآخرين قدموا لكتب وهي مازالت مسودة لم تصل إلى صورتها النهائية ....

والموضوع طويل وطريف .... ونحن له متلهفون



وللدكتور عبد الرحمن الشهري ، وجميع المداخلين التحية والسلام
 
وبهذه المناسبة أزجي لك وافر الشكر على جمعك لهذه المقدمات وكذلك المقالات للعلامة أحمد صقر فقد اقتنيتهما حين رؤيتهما بارك الله فيك ، وقد قرأت كذلك كتابكم طراز المجالسة من ليالي الإمتاع والمؤانسة وأعجبني جملة من العبارات الرائقة في مقدمتكم الحافلة ، وأتمنى في قابل الأيام أن نشم شيئاً من عرف أدبكم على صفحات الملتقى ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وأشكر لك مرة أخرى تنويهك بالكتاب الآخر ، كما أشكر لك تشجيعك لأخيك وأرجو أن أكون عند حسن الظن ، وطلبي ألا تحرمنا من دعائك لنا بالتوفيق والسداد ، ودمت لإخوانك ومحبيك في هذا الملتقى الأغر ...
 
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالرحمن.
وممن أطرب لمقدماتهم الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-، ولا أجده يقدم لكتاب دونما فحصه والنظر فيه جيّدًا، وقد نقل أحد الكتاب في "مجلة البيان" عن سعد الصميل -محقق تفسير السعدي- أنه أعطى الشيخ الكتاب ليقدم له، فكان أن تأخر عليه كثيرًا، وما ذلك إلا لأمانة هذه "التقديمات" التي أغفلها كثير من المقدمين .
وقد أساء -بنظري- الصميل؛ فحذف المقدمة من الطبعة الأخيرة للتفسير ذي المجلد الواحد .
 
عودة
أعلى