أحكام التلاوة

إنضم
17/08/2003
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
فضل تعلم القرآن
س - مع فصيلة الشيخ رزق خليل حبة نرحب بفضيلتكم ونستهل لقاءنا المبارك ببيان فضل تعلم القرآن وتعليمه وحكم تعلم تجويد القرآن الكريم.
ج - بسم الله الرحمن الرحيم. أحمد الله رب العالمين ، وأصلى وأسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين ، الرحمة المهداة للخلق أجمعين ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وذريته وأصحابه ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين وبعد.
فإن القرآن الكريم هو الذي إذا لازمه الإنسان واتخذ منه خليلاً وسميرا، يتلوه حق تلاوته ويتفهم سوره وآياته ، ويتفقه جمله وكلماته ، أفاض عليه من الروحانية والهداية ما يجعله كبير العقل صادق الرأي نافذ البصيرة صافى النفس ، يأتي كل خير ويتجنب كل شر ، وصدق المولى جل وعلا إذ يقول:" إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً " ولقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعلم القرآن وتعليمه ، كما ورد عن عثمان بن عفان رضى الله عنه فيما رواه البخاري أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ، وقد روى في الأثر عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه ، فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك ، كما يزار البيت العتيق)
حكم التلاوة
ولنبدأ بمشيئة الله تعالى فى تعلم أحكام التلاوة . . وقد يسأل سائل : ما هو حكم التلاوة بالنسبة للأداء القرآني ؟ نقول له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حينما ينزل عليه الوحي يتعجل القراءة ، ويتعجل القراءة قبل أن ينسى ما أوحى إليه ، فطمأنه ربه بقوله: " سنقرئك فلا تنسى " ،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع إلى جبريل ويتعلم منه كيف يتلى القرآن الكريم ،كما قال جل وعلا : " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ".ومن هذا يجب أن نتعلم تلاوة القرآن كما يقرؤه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن نبدأ بتعلم أحكام التلاوة نحب أن نبين حكم التلاوة لمن يريد أن يقرأ القرآن الكريم .حكم تعلمه بالنسبة لعامة المسلمين هو فرض كفاية ، إذا فعله البعض وإذا تعلمه البعض سقط عن الآخرين ، أما بالنسبة لمن يريد أن يقرأ القرآن صحيحاً كما أنزل فهو بالنسبة له ـ أي حكم التجويد ـ فرض عين عليه ، لابد أن يتعلمه ، هذا وسنبدأ بمشيئة الله تعالى في بيان أحكام التلاوة حكماً حكماً .

أحكام النون الساكنة والتنوين
س - أول الأحكام (أحكام النون الساكنة والتنوين) فما هي ؟ . نود أن نبين ما هو التنوين؟
ج - التنوين هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظاً وتفارقه وقفاً وخطاً ، وهو عبارة عن فتحتين أو كسرتين أو ضمتين . أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة ، هي : الإظهار ـ والإدغام بنوعيه ـ والإقلاب ـ والإخفاء الحقيقي . أربعة أحكام ، ولكل من هذه الأحكام حروف من حروف الهجاء نبين كلاً منها بالنسبة لكل حكم من الأحكام , فالأول :
الإظهار :
تظهر النون الساكنة أو التنوين قبل ستة أحرف ، جمعها بعضهم في قوله : (همز فهاء ثم عين حاء مهملتان ثم غين خاء)
حكم الإظهار :
الأول نريد أن نطبق ببيان الأحرف الستة إذا وقع قبلها النون الساكنة أو التنوين ، ويأتي الإظهار من كلمة ومن كلمتين :1- فمن كلمة مثل : (ينأون ) الهمز بعد النون الساكنة ، تظهر النون الساكنة هكذا : (ينأون ) ،
2- ومن كلمتين كالنون الساكنة قبل الهمز من كلمتين من قوله :( من آمن )

1- والنون الساكنة قبل الهاء من كلمة مثل : ( منهم ) أو ( منها ) - ( منها خلقناكم ) ،
2- وأما النون الساكنة التي بعدها هاء من كلمتين فمثل :(من هاد ) ،

1- كذلك النون الساكنة التي بعدها العين من كلمة مثل : ( أنعمت ) ،
2- ومن كلمتين مثل :( من علق )

1- أما النون الساكنة التي بعدها الغين من كلمة فمثل : ( فسينغضون ) ( فسينغضون ) ،
2- ومن كلمتين مثل : ( من غل ) . والتنوين مثل (عبداً إذا) (جرفٍ هار) (واسع عليم) (عزيز حكيم) (لطيف خبير) هكذا يكون الإظهار.
والإظهار في اللغة : هو البيان .وفى الاصطلاح : هو النطق بالحرف مظهراً ، أي لا يكون مدغماً ولا مخفىً ولا مقلوباً .
الإدغام وأقسامه
س - وماذا عن الإدغام وحروفه ؟
ج - الإدغام هو إدخال حرف ساكن في حرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً من جنس الثاني .
وهو قسمان:
إدغام بغنة وإدغام بغير غنة .
فالإدغام بغنة : هو أن يقع بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من الحروف الأربعة التي جمعت في كلمة ( ينمو ) الياء والنون والميم والواو ، وأمثلته هكذا :
1- ( فمن يعمل ) نون ساكنة وبعدها ياء
2-( من نور ) نون ساكنة وبعدها نون
3-( من ماء ) نون ساكنة وبعدها ميم
4-( من وال ) نون ساكنة وبعدها واو
والتنوين مثل :
1-(خيراً يره )
2-(يومئذٍ ناعمةٍ )
3-( قولٌ معروفٌ )
4-( هدىً ورحمةٌ ) . هذا هو الإدغام بغنة .
أما الإدغام بغير غنة : فهو أن يقع بعد النون الساكنة أو التنوين لام أو راء ، وفى هذا الحال يشدد الحرف الذي بعد النون الساكنة أو التنوين ، مثال ذلك : بعد الراء ( من ربه) ، ومثال بعد اللام : الذي بعده اللام (هدىً للمتقين) ، وهكذا وقد جمعت حروف الإدغام بنوعيه في كلمة ( يرملون ) مع ملاحظة أن الإدغام يقع من كلمتين كما ضربنا الأمثلة . فإذا وقع بعد النون الساكنة واو أو ياء في كلمة واحدة وجب الإظهار وذلك في مثل :
1-( الدنيا )
2-( بنيان)
3-( صنوان )
4-( قنوان) ، ويسمى هذا إظهاراً مطلقاً

الإقلاب
س - وماذا عن الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين ؟
ج - الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإقلاب . وهو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً في النطق دون الكتابة ، ثم إخفاؤها إخفاءً شفوياً ، كما ننطق هكذا : ( أنبئهم ) ( منٍ بعد) ( سميعٌ بصيرٌ ) ( زوجٍ بهيجٍ ) ، وعلامة هذا في المصحف أنك تجد مكان النون الساكنة أو مكان التنوين ميماً صغيرة مدلاة إلى أسفل للدلالة على إقلاب النون الساكنة أو التنوين ميماً مخفاة ، مع بقاء الغنة بمقدار حركتين كما نطقنا مرة أخرى هكذا : ( زوجٍ بهيجٍ ) (أنبئهم) وهكذا
الإخفاء
س - ما هو الحكم الرابع والأخير من أحكام النون الساكنة والتنوين ؟
ج - الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإخفاء الحقيقي . والإخفاء في اللغة : هو الستر, وفى الاصطلاح : هو النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عارياً عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف المخفى ، وهو كما ننطق بالنون الساكنة أو التنوين بحالة متوسطة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة فيهما كما ننطق هكذا :
1-( أنصتوا)
2-( منذر )
3-( من ثقلت)
4-( ينكثون)
5-( من قبل)
6-(كنتم)
1-( غفوٌر شكورٌ)
2-( قولاً سديداً )
3-( سبحاً طويلاً )
4-( خالداً فيها ) وأيضاً
5-( جناتٌ تجرى )
مع ملاحظة أنه في حالة النطق بالإخفاء تكون الغنة تابعة للحرف الذي بعدها ، بمعنى أن النون الساكنة إذا دخلت على حرف استعلاء فلابد من نطق الإخفاء مفخماً كما نطقنا هكذا :( من قبل ) دخلت على القاف ، أما إذا دخلت النون الساكنة أو التنوين على حرف استفال فترقق الغنة هكذا :( من كان) ومعروف أن حروف الاستعلاء سبعة أحرف جمعت في قول بعضهم: ( خص ضغط قظ ) أي الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء ، وهكذا كما نطقنا .
حكم النون والميم المشددتين
النون والميم المشددتان تجب الغنة في كل منهما بمقدار حركتين سواء كان تشديد كل منهما أصلياً أم كان بسبب الإدغام فيهما ، وقد أفرد العلماء للنون والميم المشددتين باباً خاصاً في كتبهم يسمى بأحكام النون و الميم المشددتين ، تجب الغنة بمقدار حركتين في كل ميم مشددة أو في كل نون مشددة ، والغنة مقدارها بقدر خفض الأصبع أو بسطه ، في حال وسط بين الإسراع والتأني ، ويدركها صاحب الذوق السليم زيادة أو نقصاناً ، وننطق لكل من النون المشددة والميم المشددة ، فالنطق بالنون المشددة هكذا كما ننطق :
1-( من الجنة والناس )
2-( ألا إنهم )
أما النطق بالميم المشددة فكما ننطق هكذا :
1-( فأما من أعطى )
2-( فأما )
3-( لما)
4-( ثم إنكم ) ، وهكذا : والغنة صوت رخيم يخرج من الأنف ومن أعلى الأنف ، كما يقول صاحب التحفة : ( وغنة مخرجها الخيشوم).
س - وماذا عن أحكام الميم الساكنة ؟
ج - الميم الساكنة لها ثلاث أحوال :
الحال الأولى : أن يقع بعدها حرف الباء فحكمها حينئذ وجوب الإخفاء مع بقاء الغنة بمقدار حركتين ، أى إخفاء الميم قبل الباء مع الغنة كما ننطق بها هكذا : ( يعتصم بالله ) ، ( فاحكم بينهم ) .
الحكم الثانى للميم الساكنة : أن يقع بعدها ميم ثانية في كلمة أخرى فتدغم الميم الساكنة في الميم المتحركة مثل : ( وهم مؤمنون ) وأيضاً :( وراءهم ملك ) هذا هو الحكم الثاني بالنسبة للميم الساكنة .
الحكم الثالث بالنسبة للميم الساكنة : أنها تظهر قبل بقية حروف الهجاء عدا حروف الميم والباء ، ويسمى إظهارها إظهاراً شفوياً نسبة لخروج الميم من الشفتين ، كما ننطق بها هكذا : ( ذلكم خير ) ( لهم دار السلام ) ، وهكذا في جميع الأمثلة ، وخلاصة الميم الساكنة : أنها تظهر قبل جميع حروف الهجاء عدا حرفي الميم والباء ،ولنحذر إذا وقعت الميم الساكنة بعدها واو أو فاء فعلينا أن نحافظ على إسكان الميم ، وذلك بالنسبة لأن الميم الساكنة بالنسبة للواو من باب المتجانسين ، وبالنسبة للفاء من باب المتقاربين ، ولذلك يقول صاحب التحفة :
واحذر لدى واو وفا أن تختفي
لقربها ولاتحاد فاعرف
وإسكان الميم قبل الواو مثل: ( عليهم ولا الضالين ) وإسكانها وبعدها الفاء هكذا : ( هم فيها ) وهكذا في جميع النظائر .
س - هذا عن أحكام الميم الساكنة ، فماذا عن أحكام اللام الساكنة ؟
ج - اللام الساكنة إما أن تكون لام ( أل ) أو تكون لام فعل:
1- لام (أل ) مثل: ( الإنسان ، الكريم ، القمر )
2- أما لام الفعل مثل : ( قل ، قلنا )
وحكم اللام الساكنة بالنسبة للام التعريف بينها صاحب التحفة بقوله :
للام أل حالان قبل الأحرف
أولاهما إظهارها فلتعرف
قبل أربع مع عشرة خذ علمه
من ابغ حجك وخف عقيمـه
ثانيهما إدغامهما في أربع وعشرة أيضاً ورمزها فع
طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
ومعنى هذا أن لام ( أل) تظهر قبل أربعة عشر حرفاُ من حروف الهجاء جمعت في قول بعضهم : ( ابغ حجك وخف عقيمه ) ، أي الهمز والباء والغين من (ابغ ) والحاء والجيم والكاف من (حجك) والواو والخاء والفاء من( وخف ) ، والعين والقاف والياء والميم والهاء من (عقيمه ), تظهر لام التعريف قبل هذه الحروف . ثم بين أن أربعة عشر حرفاً تدغم لام التعريف فيها ، وهى الحروف التي وقعت في كل كلمة من هذا البيت ( الحرف الأول ) وهى طب أي الطاء، ثم : الثاء ، صل : الصاد ، رحماً : الراء ، تفز: التاء ، ضف : الضاد ، ذا : الذال ، نعم :النون ، دع : الدال ، سوء :السين ، ظن : الظاء ، زر : الزاي ، شريفاً : الشين ، للكرم : اللام ، فإذا أردنا أن نضرب الأمثلة للام ( أل ) المظهرة قبل حروفها فليكن هكذا : كلمة ( الأرض ) اللام الساكنة قبل الهمز.(البيت) قبل الباء،(الغفور ) قبل الغين ، ( الحليم) قبل الحاء ، ( الجبار) قبل الجيم ، ( الكريم ) قبل الكاف ، ( الودود ) اللام الساكنة قبل الواو، ( الخبير) قبل الخاء ، ( الفتاح ) اللام الساكنة قبل الفاء ، ( العليم ) اللام الساكنة قبل العين ، ( القيوم ) اللام الساكنة قبل القاف،( اليوم ) اللام الساكنة قبل الياء ،( الملك) اللام الساكنة قبل الميم ، ( الهدى ) اللام الساكنة قبل الهاء . هذه 14 حرفاً التي ضربنا لها الأمثلة هي التي جمعت في قول بعضهم كما ذكرنا : ( ابغ حجك وخف عقيمه ) ، أما اللام التي تدغم من لام التعريف فعند 14حرفاً أيضاً التي رمز إليها في أوائل كلم هذا البيت كما نطقنا :
طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم
دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
وهى الطاء والثاء والصاد والراء كما ذكرنا إلى آخره .
فالطاء مثل : ( الطيبات ) ، والثاء مثل : (الثواب ) الثاء بعد اللام ، ( الصادقين ) : الصاد بعد اللام ، ( الرحمن ) الراء بعد اللام ، ( التواب ) : التاء بعد اللام ، ( الضالين ) الضاد بعد اللام الساكنة ، ( الذكر ) : الذال بعد لام أل ، ( الناس ) ، نون بعد أل ، (الداعي) دال بعد اللام الساكنة من أل ، ( السميع ) ، سين بعد اللام الساكنة ، ( الظانين ) : ظاء بعد اللام الساكنة أي لام التعريف ، ( الزبور ) : زاي بعد اللام الساكنة ، ( الشافعين ) ، شين بعد اللام الساكنة ، ( الليل ) ، لام بعد اللام ، وهذه الحروف هي التي أشار إليها في أوائل كلم هذا البيت مرة أخرى.
طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
وسميت الأولى اللام التي تدغم سميت باللام الشمسية ، أما اللام المظهرة فسميت باللام القمرية ، لام قمرية لأنك عندما تنطق بكلمة القمر تظهر اللام ، لام شمسية لأنك عندما تنطق بكلمة الشمس تدغم اللام في الشين ، وهكذا في جميع النظائر .
لام الاسم والفعل
أما بالنسبة للام الاسم أو لام الفعل ، فحكم لام الاسم الأصلية : حكمها الإظهار مطلقاً نحو:
1-( سلطان )
2-(سلسبيل )
3-( ألسنتكم وألوانكم ) ..
أما لام الفعل : فيجب إظهارها أيضاً نحو : (قل ) ، وهذا إذا لم يقع بعدها لام أو راء ، وإلا وجب الإدغام للتماثل في اللام والتقارب في الراء نحو ( قل لكم ) ، ( قل ربى ) ، فتدغم لام الفعل مطلقاً سواء كان الفعل ماضياً أو مضارعاً أو أمرا ، تظهر لام الفعل هكذا
1- في الماضي مثل :( أرسلنا – جعلنا )
2- وفى المضارع مثل ( يلتفت – يلبسون )
3-وفى الأمر هكذا : ( فقل سلام – قل نعم )
ولذلك يقول صاحب التحفة:
واحرص على السكون في جعلنا
أنعمت والمغضوب مع ضللنا
ويقول أيضا :
وأظهرن لام فعل مطلـقاً
في نحو قل نعم وقلنا والتقى
وتظهر لام الحرف أيضاً من نحو هل أنتم .
1-( فهل أنتم شاكرون )
2-( هل أدلكم )
3-(بل سولت)
وهكذا تظهر لام الفعل الساكنة ما لم يقع بعدها لام مثلها أو راء ، مثل :
1- ( قل لهم)
2- (بل ربكم )
فإنها تدغم اللام في الراء أو تدغم في اللام ، كما أوضحنا . مع فضيلة شيخنا الجليل : رزق خليل حبة ، ننتقل إلى حكم آخر من أحكام التجويد .
أحكام المد
نتكلم عن أحكام المد.
المد لغة : الزيادة ، ومنه قوله تعالى : " ويمددكم بأموال وبنين " وحروف المد ثلاثة : جمعت في كلمة ( واي ) ، وهى :
1- الواو المضموم ما قبلها
2- والياء المكسور ما قبلها
3- والألف ولا يكون ما قبله إلا مفتوحاً
وقد جمعت حروف المد الثلاثة في كلمة ( نوحيها ) الواو : وقبلها ضم النون ، والياء الساكنة : وقبلها كسر الحاء ، والألف : وقبلها فتح الهاء ( نوحيها ) . والمد إما أصلى وإما فرعى .
1- فالمد الأصلي : هو المد الطبيعي ، وهو المد الذي لا يتوقف على سبب من همز أو سكون ، أعنى لا يقع بعد حرف المد همز ولا سكون ، كما تقول : ( قال له صاحبه ) قال : اللام مفتوحة ، صاحبه: لم يقع بعد الألف لا همز ولا سكون ، وهذا هو المد المسمى بالمد الطبيعي ، وما تفرع عن المد الطبيعي يسمى مداً فرعياً . المد الطبيعي مده يكون بمقدار حركتين كما أوضحنا ، هكذا :( قال )،( يقول )،( فيه ) ، أو ( قيل ) ، وهكذا .
2- أما المد الفرعي : فهو الذي يتوقف على سبب من همز أو سكون ، وهو إما أن يكون مداً عارضاً للسكون ، وإما أن يكون مداً منفصلاً ، وإما أن يكون مدا متصلا ، وإما أن يكون مداً لازماً . فهذه المدود بعد المد الطبيعي تسمى بالمدود الفرعية .
ولنضرب لكل من هذه المدود الأمثلة كما سنوضحها فيما يلي :
المد الطبيعي كما ضربنا له المثل : ( قال ، قيل ، يقول ) ، أما المد الفرعي ـ كما قلنا ـ فإنه الذي يتوقف على سبب من همز أو سكون ، فمن سكون مثل :( نستعين ) ، إذا وقفنا الوقف يكون بالسكون هكذا : ( نستعين ) ، يسمى مداً عارضاً للسكون ،أما إذا وقع بعد المد همز في كلمة أخرى سمى مداً منفصلاً، كما نقول :( وفي أموالهم )،أما المد المتصل فهو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة واحدة، وهناك مد يسمى بمد البدل ، وهو أن يقع الهمز قبل مده مثل( آمن ـ آتى ) ، ولكل من هذه المدود مقدار في مده ، والمد المتصل يسمى مدا واجبا ، ولنضرب له المثل حينما يأتي في وسط الكلمة أو في آخرها ففي وسط الكلمة مثل (والملائكة) وفي آخر الكلمة مثل : ( يشاء ) ، ويسمى مداً واجباً ، يمد لحفص بمقدار 4 أو 5 حركات ، والحركة كما أوضحنا سابقاً هي بقدر خفض الإصبع أو بسطه بحال وسط بين الإسراع والتأني، وتعريف المد المتصل كما أوضحنا أيضاً هو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة واحدة ، أما المد المنفصل فهو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة أخرى ، أى يقع المد في آخر الكلمة والهمز في أول الكلمة التي تليها ،ويسمى مداً جائزاً ويجوز لحفص فيه أن يمد بمقدار حركتين هكذا:( وما أنزلنا ) ويجوز أن يمد لحفص بمقدار 4 ، 5 حركات هكذا :( وما أنزلنا )، فإذا كان حرف المد ياء فيكون النطق فيه هكذا :( وفي أنفسكم ) بالقصر، وبالتوسط هكذا :
( وفي أنفسكم ) ، أما إذا كان حرف المد واواً ، فيكون هكذا : ( قوا أنفسكم ) والتوسط هكذا ( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) هذا بالنسبة للمد المنفصل الذي يسمى مداً جائزاً منفصلاً ، كما أوضحنا ، أما بالنسبة للمد البدل وهو أن يتقدم الهمز على مده مثل ( آمنوا، إيماناً ) فحفص يمده بمقدار حركتين فقط وجميع الأئمة كذلك إلا الأزرق عن ورش فله القصر والتوسط والإشباع ، هذا بالنسبة للمدود التي ضربنا لها الأمثلة.
بقى لنا أن نبين حكم المد اللازم .والمد اللازم هو أن يقع بعد حرف المد سكون أصلى ثابت وصلاً ووقفاً ، وينقسم إلى قسمين :
1- قسم يسمى بالمد اللازم الكلمى أو الكلمى
2- وقسم يسمى بالمد اللازم الحرفي ، والمد اللازم الحرفي : أن يقع في أوائل السور .
ونضرب أولاً المثل للمد اللازم الكلمى :
1- المد اللازم الكلمى إما أن يكون مثقلاً وإما أن يكون مخففاً , فإذا وقع التشديد بعد المد ، سمى مثقلاً وذلك مثل: "الصاخة " , " الطامة " , أما اللازم الكلمى المخفف فلم يقع إلا فيكلمتى:( آلآن) بسورة يونس وذلك من قوله تعالى: " آلآن وقد عصيت " وقوله :" آلآن وقد كنتم به تستعجلون "، هذا المد الذي يسمى بالمد اللازم إنما سمى لازماً للزوم مده بمقدار 6 حركات قولاً واحداً لا يزيد ولا ينقص ، يلزم حالة واحدة ، ويسمى بالمد الكلمى المثقل ، إذا كان مشدداً ، ويسمى بالمد الكلمى المخفف إذا لم يقع فيه الشد ، كما ضربنا الأمثلة ، هذا بالنسبة للمد اللازم الكلمى
2- أما المد اللازم الحرفي فإنه لا يقع إلا في أوائل بعض السور ، وتعريفه : هو ما جاء بعد حرف المد سكون ثابت وصلاً ووقفاً في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف ، أوسطها حرف مد ولين أو حرف لين فقط ، وذلك في ثمانية أحرف جمعها صاحب التحفة في قوله : (كم عسلنا نقص) أو في قول بعضهم : (نقص عسلكم) أو في بعض قولهم : "سنقص علمك" وهى " س،ن،ق،ص،ع،ل،م ،ك" وكلها تمد بمقدار 6 حركات من غير خلاف عدا العين من فاتحة سورتي مريم والشورى ، ففيها التوسط والطول ، والطول أفضل ، ويجوز فيها القصر من الطيبة هكذا : ( عسق ) ، والتوسط هكذا : ( عسق ) ، ويقول علماء التجويد بأن من قرأ لحفص بمد المنفصل بمقدار حركتين يتعين أن يقصر العين من ( عين ) وقد وقعت الحروف المقطعة في أوائل بعض السور في كلمات جمعها بعضهم بقوله : ( صله سحيراً من قطعك ) ، وهى 14 حرفاً ، وتنقسم هذه الحروف الموجودة في أوائل السور إلى ثلاثة أقسام ، منها ما يمد 6 حركات ، وهى الحروف الثمانية المجموعة في قوله : "سنقص علمك " ومنها ما يمد مداً طبيعياً بمقدار حركتين وهى خمسة أحرف مجموعة في قول صاحب التحفة ( حي طهر ) ، ومنها ما لا مد فيه أصلاً وهو الألف ، وذلك لأن كل حرف وضعه على ثلاثة أحرف وليس وسطه حرف مد ساكن لا يمد أصلياً ، ثم علم أنه إذا اجتمع مدان لازمان مثقلان نحو : ( أتحاجوني) فلا يجوز مد أحدهما دون الآخر ، بل تجب التسوية لقوله: ( واللفظ في نظيره كمثله ) ، واعلم كذلك إذا كان الساكن في كلمة وحرف المد في كلمة أخرى حذف حرف المد في الوصل نحو : ( وقالوا اتخذوا ) ، ( والمقيمي الصلاة )، وإذا اجتمع سببان من أسباب المد قوى وضعيف ،ألغى الضعيف وعمل بالقوى ، نحو : ( ولا آمين البيت الحرام ) ففيه بدل في آ ولازم في مد الميم فيلغى البدل ويعمل باللازم , ونحو" وجاءوا أباهم " بدل ومنفصل ألغى البدل وعمل بالمنفصل ، وأقوى المدود : اللازم ، فالمتصل ، فالعارض للسكون ، فالمنفصل ، فالبدل ، وقد أشار بعضهم إلى هذه المراتب بقول :
أقوى المدود لازم فما اتصل
فعارض فذو انفصالا فبدل
وسببا مد إذا ما وجـــد
فإن أقوى السببين انفــرد

ولنضرب الأمثلة للمد اللازم الحرفي في أوائل السور وغير اللازم ، ولنطبق في بعض الآيات هكذا كما ننطق : (بسم الله الرحمن الرحيم طسم) الطاء من (حي طهر) يمد مداً طبيعياً ، والسين : والميم من (كم عسل نقص) يمد مداً لازماً بمقدار 6 حركات هكذا : ( طسم ) لأن السين والميم كما قلنا من ( كم عسل نقص ) ، كذلك من نحو : ( ألم ) الألف لا مد فيه كما قلنا ، أما اللم والميم فمن الحروف التي تمد بمقدار ست حركات ويسمى مدها مداً لازماً حرفياً ، فإذا شددت مثل : ( ل م ) سميت مداً لازماً حرفياً مثقلاً ، أما إذا لم يكن في مد الحرف اللازم تشديد فيسمى مداً لازماً حرفياً مخففاً كالوقف على: ( م ) وهكذا في جميع النظائر ، ولنعلم أننا لو وقفنا على أي كلمة من الكلمات فالوقف عليها يكون بالسكون فمثل : ( نستعين ) نقف عليها بالسكون ويسمى مداُ عارضا للسكون مرفوعاً أي آخره ضمه كذلك وقفنا على : ( والسماء) سمى مداُ متصلاً واجباً عارضاً للسكون ، فإذا كان مجروراُ مثل " وفي السماء" ففيه أوجه وإذا كان مرفوعاً مثل :" ءأنتم أشد خلقاً أم السماء " ففيه أوجه ، ولنبين الأنواع : كلمة ( نستعين) إذا وقفنا عليها فيها سبعة أوجه :( القصر و التوسط و المد بالسكون المجرد ، ومثلها بالإشمام ، والقصر بالروم ) فهذه سبعة أوجه في كل عارض للسكون مرفوعاً ، أما إذا كان الموقوف عليه مجروراً مثل: (الرحيم) ففيه 4 أوجه :( المد بمقدار حركتين ، وبمقدار 4 حركات ، وبمقدار 6 حركات بالسكون المجرد ، والروم مع القصر ) ، أما إذا كان آخر الكلمة الموقوف عليها مفتوحاً مثل : ( ولا الضالين ) فليس في هذه الكلمة وقف لا روم ولا إشمام ، بل يكون بالسكون المجرد فقط مع الثلاثة أوجه وهى : ( القصر و التوسط و الإشباع بالسكون المجرد ) ، أما إذا كان الموقوف عليه متصلاً مثل : ( ء أنتم أشد خلقاً أم السماء ) ففيه لحفص ثمانية أوجه وهى : المد بمقدار 4 أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد ونظيرها مع الإشمام ، والمد بمقدار 5 أو6 حركات مع الروم فهذه ثمانية أوجه في المتصل المرفوع الموقوف عليه ، أم إذا كان المتصل الموقوف عليه مجروراً مثل : ( وفي السماء ) ففيه 5 أوجه هي : المد بمقدار 4 أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد ، والمد بمقار 4 أو 5 حركات بالروم ، أما إذا كان المد المتصل الموقوف عليه منصوباً أي آخره فتحة ، ففيه ثلاثة أوجه فقط نحو : "والسماء بنيناها" إذا وقفنا عليها " والسماء " ففيها : المد بمقدار أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد فقط ولا روم وإشمام ، لأن الروم وهو الإتيان ببعض الحركة يدخل في المرفوع وفي المجرور ، والإشمام لا يدخل إلا في المرفوع فقط ،أم المنصوب فلا روم ولا إشمام فيه ، وتعريف الروم والإشمام قال فيه ابن الجزري :
والروم الإتيان ببعض الحركة
إشمامهم إشارة لا حركة
كما أوضحنا وضربنا الأمثلة ، ولو وقفنا على المد اللازم المرفوع وهو يلزم حالة واحدة أي يلزم حالة واحدة بالمد بمقدار ست حركات قولاً واحد ويكون المد فيه بمقدار ست حركات بالسكون المجرد وبالروم وبالإشمام مع لزومه قولاً واحد بالمد ست حركات ، إذًا فالمرفوع اللازم الموقوف عليه فيه ثلاثة أوجه ، أما إذا كان اللازم الموقوف عليه مجروراً ففيه سكون مجرد ، وفيه روم فقط مثل : ( أجعلتم سقاية الحاج ) ( الحاج ) مجرور نقف بالسكون المجرد وبالروم مع لزومنا بالمد بمقدار ست حركات ، أما إذا كان الموقوف عليه مداً لازماً منصوباً أي آخره فتحة فليس فيه إلا المد قولاً واحد بمقدار ست حركات بالسكون المجرد ولا روم ولا إشمام فيه ، مثل : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) لا وقف عليها إلا بالسكون المجرد ولا روم ولا إشمام فيها ، مع الالتزام بالمد بمقدار ست حركات فقط لا يزيد ولا ينقص ، أما إذا كان الموقوف عليه من غير مد فلننظر إلى آخره إذا كان آخره ضمة فالوقف يكون عليه بالسكون المجرد وبالروم وبالإشمام بدون مد ، كما نقف على : " لله الأمر" يصح : السكون المجرد في الراء ويصح الروم ويصح الإشمام ، فإذا كان آخر الكلمة بدون مد وهو مكسور الآخر ففيه : السكون المجرد والروم مثل : ( من قبل أن يأتي يوم ) إذا أردنا أن نقف على كلمة قبل ففيها السكون المجرد والروم ، ولا إشمام فيها ، أما إذا كان آخر الكلمة الموقوف عليها فتحاً فالوقف يكون بالسكون المجرد فقط ، كما نقف على قوله تعالى: " كذلك فعل الذين من قبلهم " إذا وقفنا على : ( كذلك )أو على :( فعل ) فيكون بالسكون المجرد فقط ولا روم ولا إشمام فيه ، ويكون بدون مد كما نطقنا هكذا : ( كذلك فعل ) وكذلك في جميع النظائر والله تعالى أعلم
أحكام المثلين والمتقاربين
أحكام ( المثلين ، والمتقاربين ، والمتجانسين ، والمتباعدين ) فنقول : كل حرفين متجاورين لابد أن يكونا من باب ( المثلين ) أو من باب ( المتقاربين ) أو من باب ( المتجانسين ) أو من باب ( المتباعدين ) ، وهذه الأربعة أنواع كل منها ثلاثة أقسام : إما أن يكون صغيراً وإما أن يكون كبيراً ، وإما أن يكون مطلقاً فيكون مجموع الصور اثنا عشر صورة أي أربعة أقسام في ثلاث صور كما سنوضحها فيما يلي:
1- أولاً المثلان :
المثلان هما حرفان اتفقا مخرجاً وصفة كالبائيين من قوله تعالى " اضرب بعصاك الحجر " ومثل " وإلى ربك فارغب بسم الله الرحمن الرحيم " وأقسامه ثلاثة : ( صغير وكبير ومطلق )
أ/ فالصغير:هو أن يكون الحرف الأول ساكناً والثاني متحركاً وذلك مثل الأمثلة المتقدمة في قوله الله تعالى:"اضرب بعصاك الحجر" ومثل: "وإلى ربك فارغب بسم الله الرحمن الرحيم" وحكمه : وجوب الإدغام لجميع القراء ،وذلك إن لم يكن الحرف الأول حرف مد ، نحو : ( قالوا وهم ) أو هاء سكت نحو : (ماليه هلك ) وإلا وجب الإظهار في المثال وهو : " قالوا وهم " لئلا يزول المد بالإدغام ،وجاز في الثاني وهو هاء السكت إجراء للوصل مجرى الوقف ، يصح أن نقول : " ماليه هلك " و يصح أن نقول : "ماليه هلك " .
ب/القسم الثاني من المثلين الكبير: وهو أن يكون الحرفان متحركين وذلك مثل الهاءين من كلمتي : " فيه هدى" والميمين من كلمتي : " الرحيم مالك " ، وحكمه الإظهار لجميع القراء ،عدا البصري فيجوز له الإدغام ويجوز له الإظهار .
ج/القسم الثالث من أقسام المثلين هو المطلق : وهو أن يكون الحرف الأول متحركاً والثاني ساكناً ، نحو : ( ننسخ ، شققنا ) النونان من : ( ننسخ ) النون الأولى متحركة والثانية ساكنة ، كذلك : ( شققنا ) القاف الأولى متحركة والثانية ساكنة ، فهو عكس الصغير ، وحكمه الإظهار من غير خلاف ، وقد ذكر هذا النوع تتميماً للأقسام وإن كان لا يترتب عليه فائدة .
س - هذا عن حكم المثلين فماذا عن حكم المتقاربين ؟
ج - المتقارَبان أوالمتقارِبان كما يقول البعض : هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً وصفة كالذال والزاي من نحو :( وإذ زين) أو مخرجاً لا صفة كالدال والسين من نحو : " قد سمع " أو صفة لا مخرجاً كالذال والجيم من نحو:" إذ جاءوكم " ، وهو ثلاثة أقسام أيضا :
أ/الأول يسمى صغيراً نحو : " قد سمع " وحكمه الإظهار إلا اللام والراء نحو:" قل ربى ", " بل ران " فإنه يجب إدغامها ولحفص في( بل ران ) سكتة لطيفة من غير تنفس ، والسكت يمنع الإدغام .
ب/القسم الثانى من المتقاربين كبير نحو :" عدد سنين " الدال مع السين ،وحكمه الإظهار لجميع القراء إلا البصري فيجوز له فيه الإدغام .
ج/الثالث من هذا القسم المطلق كاللام والياء من نحو قوله تعالى " ليس عليك هداهم " ( ليس ) وحكمه الإظهار لجميع القراء .
حكم القلقلة
من أحكام التلاوة حكم القلقلة. والقلقلة في اللغة : التحرك والاضطراب ، وبعضهم عرفها بأنها صوت يشبه صوت الطائر .
واصطلاحاً : صوت زائد يخرج من الشفتين يصاحب أحرفه الثلاثة وهى : الصاد والسين المهملتان والزاي المعجمة وسميت بأحرف الصغير لأنك تسمع لها صوتاً يشبه صفير الطائر ،فالصاد تشبه صوت الأوز ، والسين تشبه صوت الجراد ، والزاي تشبه صوت النحل ، وأقوى هذه الحروف الصاد لما فيها من استعلاء وإطباق ، وقد جمعها بعضهم في جملة ( قطب جد ) أو (جد قطب ) إما مبتدأ أو خبر وإما فعل وفاعل ومعنى هذا : ( اجتهد عالم ) أو : ( عالم اجتهد ) ، والقلقلة كما قلنا هي في اللغة الاضطراب والتحريك واصطلاحاً : اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكناً حتى يسمع له نبرة قوية ، حروفها الخمسة التي جمعت في قول بعضهم : ( قطب جد ) السبب في اضطرابها وفي التحريك لها شدة حروفها لما فيها من جهر وشدة ، فالجهر يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت فاحتاجت إلى كلفة في بيانها . ومراتب القلقلة ثلاثة ,
1- أعلاها : الطاء ،
2- وأوسطها : الجيم ،
3- وأدناها : الباقى
وقيل : أعلاها : المشدد الموقوف عليه ، ثم الساكن في الوقف ، ثم الساكن وصلاً ، ثم المتحرك ، والقلقلة صفة لازمة لهذه الحروف الخمسة حالة سكونها متوسطة كانت مثل : ( خلاقنا – قطمير – ربوة – واجتباه – ويدخلون ) أم متطرفة موقوفاً عليها مثل : ( خلاق – محيط – بهيج – قريب – مجيد .. وهكذا) ، ويجب بيانها أي القلقلة في حالة الوقف أكثر من حالة الوصل خاصة إذا كان الحرف الموقوف عليه مشدداً ، مثل ـ كما ننطق : ( الحق ) ، قال صاحب الجزرية:
وبينن مقلقلاً إن سكنا وإن
يكن في الوقف كان أبينا
ويقول بعضهم : ( وإن يكن في الوقف كان أبينا ) وهى تابعة لما قبلها على الراجح وقيل إنها تكون قريبة من الفتح مطلقاً ،
كما قال بعضهم :
وقلقلة ميل إلى الفتح مطلقاً
ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا
وهناك رأى لبعض العلماء : بأن القلقلة تكون تابعة للحرف الذي قبلها فتحاً أو ضماً أو كسراً : وبعضهم قال بأنها تكون تابعة للحرف الذي بعدها ، أما الصحيح كما قال الناظم :
وقلقلة ميل إلى الفتح مطلقاً
ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا
كما أوضحنا وهكذا في جميع النظائر .

التفخيم والترقيق
هناك صفات عارضة تعرض للحرف في بعض الحالات وتفارقه في البعض الآخر وذلك مثل التفخيم والترقيق .والتفخيم لغة: التسمين , واصطلاحاً : عبارة عن سمن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه ، والتفخيم والتسمين والتغليظ بمعنى واحد ، لكن المستعمل في اللام التغليظ وفي الراء التفخيم ، ويقابل التفخيم الترقيق. والترقيق لغة :هو التلحين, واصطلاحاً : هو عبارة عن نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه ، ثم يجب أن نعلم أن الحروف على قسمين : حروف استعلاء وحروف استفال . فحروف الاستعلاء : كلها مفخمة لا يستثنى منها شيء سواء جاورت مستفلاً أم لا وهى سبعة جمعت في قول ابن الجزري :(خص ضغط قظ ) ، وهى الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء وتختص حروف الإطباق ـ وهى الصاد والضاد والطاء والظاء ـ بتفخيم أقوى من غيرها نحو : ( طال ، صابرين ، الظالمين ، ضالين ) وقد أشار الإمام ابن الجزري إلى ذلك بقوله :
وحرف الاستعلاء فخم واخصصا
الإطباق أقوى نحو قال والعصا
ومراتب التفخيم خمسة ، أعلاها المفتوح وبعده ألف نحو : ( طائعين ) ، ثم المفتوح وليس بعده ألف نحو : ( صبر ) ، ثم المضموم نحو : (فضرب ) : ثم الساكن نحو : (فاقض ) ثم المكسور نحو: (خيانة ) . وأما حروف الاستفال فكلها مرققة لا يجوز تفخيم شيء منها ، إلا اللام والراء في بعض أحوالها ، وقد أشار إلى ذلك ابن الجزري في قوله:
ورققن مستفلاً من أحرف وحاذرن تفخيم لفظ الألف
لأن الألف تكون تابعة لما قبلها تفخيماً وترقيقاً ، وإذاً فالحروف وهى حروف الهجاء على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : ما يفخم في جميع الأحوال وهى حروف الاستعلاء السبعة التي أشرنا إليها في قول الناظم ( خص ضغط قظ )
القسم الثاني : ما يرقق في جميع الحالات وهى جميع حروف الاستفال ما عدا ( الألف اللينة واللام من لفظ الجلالة والراء ) فلها حالات تفخم فيها وحالات أخرى ترقق فيها ، أما الألف فيتبع ما قبله تفخيماً أوترقيقاً وهكذا في جميع النظائر وسنبين حالات ( الراء و اللام ) حالة الوصل وحالة الوقف فيما يلي :
س - هل لنا أن نبدأ بحكم ( اللام ) ؟
ج - نعم ،( اللام ) من حروف الاستفال ، بمعنى أن الحروف كما قلنا تنقسم إلى قسمين : قسم يسمى بحروف الاستعلاء وهى المجموعة في قولك : ( خص ضغط قظ ) وباقي الحروف تسمى بحروف الاستفال ، وسبب ذلك أن حرف الاستعلاء يرتفع اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق به لذلك سمى استعلاء ، أما حرف الاستفال فينخفض اللسان إلى أسفل قاع الفم عند النطق بالحروف ولذلك سميت حروف الاستفال ، إذا علمنا ذلك فلنعلم أن (اللام ) كما قلنا من حروف الاستفال وترقق في كل حال لها فالفتح فيها هكذا بالترقيق : ( لكم ) والكسر فيها هكذا : ( للرجال ) والضم فيها هكذا : ( فعلوا) ، وإذاً فاللام من حروف الاستفال التي ترقق كما أوضحنا إلا أنها تفخم في اسم الجلالة إذا وقعت بعد فتح أو ضم نحو :(تالله ، يعلم الله ) وترقق في لفظ الجلالة الواقع بعد كسر مثل : ( بالله ، بسم الله ، قل اللهم فاطر السماوات والأرض ، قل الله شهيد بيني وبينكم ) وهكذا ترقق اللام من اسم الجلالة كما ننطق هكذا : ( بالله ، بسم الله ، قل اللهم )، والخلاصة : أن اللام من حروف الاستفال المرققة ولا تفخم إلا في اسم الجلالة فقط بشرط أن يسبق اسم الجلالة ( ضم أو فتح ) كما قال الناظم :
وفخم اللام من اسم الله عن فتح أو ضم كعبد الله
أو كعبدَ الله ، فإذا كسر ما قبل لام الجلالة رجعت اللام إلى أصلها من الترقيق كما أوضحنا .
س - وماذا عن حكم الراء ؟
ج - الراء لها حكم حال وصلها ولها حكم عند الوقف عليها ، أما الراء عند وصلها فقال فيها بعض الحكماء وبعض أهل الأداء: ورقـق الـراء إذا مـا كسرت كذاك بعد الكسر حيث سكنت إن لم تكن من قبل حرف استعلا أو كانت الكسرة ليست أصلا ومعنى هذا أن الراء ترقق في حالتين :
الحال الأولى : إذا وقعت مكسورة مثل : ( رجال ، فرهان ) فمتى وقعت مكسورة رققت بدون شرط ، لا ننظر إلى ما قبلها ولا إلى ما بعدها
الحال الثانية التي ترقق فيها الراء : أن تقع ساكنة بعد كسر متصل بها في كلمتها وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها ، مثل : ( فرعون ، مرية )
أما إذا وقع بعدها حرف استعلاء فيمنعها من الترقيق مثل : قرطاس " في قرطاس " ، "إن ربك لبالمرصاد " ، فإذا وقع حرف الاستعلاء بعد الراء في كلمة أخرى فلا يمنع ترقيقها وذلك من نحو : ( ولا تصعر خدك ) ، ومن نحو : " فاصبر صبراً جميلاً " لأن الخاء بعد الراء من كلمة : ( تصعر خدك ) وقعت في كلمة أخرى ، وقد اشترطنا أن يقع حرف الاستعلاء بعد الراء في كلمة يكون سبباً في تفخيمها من نحو : ( قرطاس ، لبالمرصاد ) كذلك : ( فاصبر صبراً ) صاد صبراً وقع بعد الراء الساكنة في كلمة أخرى فلا يمنع ترقيقها كما نطقنا ، كذلك يجب أن تكون الراء الساكنة التي ترقق بعد كسر أن يكون السكون قبلها أصلياً ، كما ضربنا الأمثلة من نحو: ( فرعون ، مرية) فإذا كان الحرف المكسور قبل الراء ليس أصلياً ، فتفخم الراء كما ننطق هكذا :"ارجعوا إلى أبيكم " ارجعوا فخمنا الراء وإن كانت ساكنة بعد كسر لوقوعها بعد همزة وصل ، وهمزة الوصل ليست حرفاً أصلياً بل هو حرف عارض يثبت ابتداء ويسقط في الوصل والدرج كما نطقنا هكذا في الوصل : ( قال ارجع إلى ربك ) وفي الابتداء ، ( ارجع إلى ربك ) وهكذا بالنسبة للراء الساكنة حال الوصل .
لقد علمنا مما تقدم أن الراء تفخم حال فتحها وحال ضمها وصلا فإذا وقفنا على الراء سكنت لأجل الوقف لأنه من المعلوم أنه لا يبدأ بساكن ولا يوقف على متحرك ، وفي حالة الوقف على الراء يكون لها حكم آخر أشار إليه الإمام ابن الجزري في طيبته بقوله :
ورقق الراء إن تمل أو تكسر
وفي سكون الوقف فخم وانصر
ما لم تكن من بعد يا ساكنــة
أو كسر أو ترقيق أو إمـــالة
ومعنى هذا أن الراء الموقوف عليها لابد أن ننصر التفخيم فيها عند الوقف بشرط أن لا تقع ياء ساكنة أو كسر أو ترقيق أو إمالة ، فإذا وقعت الراء عند الوقف بعد كسر لا ننصر التفخيم بل ننصر الترقيق مثل : ( خير ، المصير ، قدير ) أصلها في الوصل مفخمة بسبب الضم ( المصير ) ، ( قدير) ، لكنها عند الوقف عليها ترقق بسبب الياء الساكنة ، وهذا معنى قوله : ( ما لم تكن من بعد يا ساكنة ) كذلك إذا وقعت الراء ساكنة عند الوقف بعد كسر ، مثل : ( قد قدر ) نقف هكذا : ( قد قٌدر ) ، (قٌدر) كذلك بعد مرقق كما عند ورش في قراءته : ( بشرر ) ترقق الراء فإذا وقف لا يقول ( بشرر ) بل تقال : ( بشرر) عند ورش أما عند حفص : ( بشرر ) لأنها ساكنة بعد الراء المفتوحة عند الوقف ، كذلك إذا وقعت الراء ساكنة ممالة كما نقول : ( بٌشرى) ترقق الراء حال الإمالة هكذا : ( بشرىِ ) وهذا معنى قول الإمام ابن الجزري :
ورقق الراء إن تمل أو تكسر
وفي سكون الوقف فخم وانصر
ما لم تكن من بعد ياء ساكنة
أو كسر أو تـرقيق أو إمـالة

فننصر الترقيق وهكذا في جميع النظائر ، وعند الوقف وقع خلاف في كلمة : ( فرق ) " فكان كل فرق كالطود العظيم " حال الوصل هذه الكلمة فيها الترقيق والتفخيم ( فرق ) و ( فرق ) ، لكن عند الوقف عليها لابد أن ترقق هكذا : ( فكان كل فْرق ) لأنه في هذه الحالة وقع بعد الراء الساكنة حرف استعلاء ساكن وهو ( القاف ) ، وقد قال بعضهم إن الوقف على كلمة ( مصر ) وكلمة ( القطر ) في كل منهما التفخيم والترقيق أي الوجهان في حالة الوقف والمختار في كلمة ( مصر ) عند الوقف التفخيم وفي كلمة ( القطر) الترقيق كما نطقنا ، وهناك كلمة ( ونذر ) في سورة القمر في ستة مواضع قال العلماء يجوز تفخيم الراء ويجوز ترقيقها عند الوقف عليها التفخيم هكذا :( ونذر ) والترقيق هكذا : ( ونذر ) ، وقد اختاروا الترقيق لكننا نختار التفخيم عند الوقف هكذا : ( ونذر ) ، بقى لنا أن نضرب الأمثال للراء عند الوقف عليها كما نقرأ قول الله تعالى هكذا : " بسم الله الرحمن الرحيم والفجر ، وليال عشر ، والشفع والوتر ، والليل إذا يسر ، هل في ذلك قسم لذي حجر " لقد لاحظنا أن الراء في كلمة (والفجر ) مفخمة عند الوقف وإن كانت مكسورة حال الوصل فحال الوصل مرققة ، هكذا : " والفجرٍ ، وليال عشر والشفع ٍ" ، وهكذا لكننا عند الوقف عليها نفخمها هكذا : " والفجر وليال عشر " لأننا لا ننصر التفخيم كما قلنا لأن الكلمة لم يقع قبلها كسر أو ترقيق أو إمالة بل وقع قبل فتح هكذا : ( والفجر ) وقع قبلها ساكن الجيم وقبل الساكن الفتح ، ( وليال عشر ) تفخم الراء وننصر التفخيم لأنه وقع بعد فتح والسكون لا لزوم له أو لا عبرة فيه " والفجر وليال عشر والشفع والوتر " ، كذلك تفخم الراء من كلمة : ( والوتر ) لسكونها عند الوقف عند فتح الواو ، ولا عبرة للساكن بين المفتوح أي بين الفتح وبينها في التاء ، هكذا : ( والوتر ) ، كذلك كلمة : ( يسر ) " والليل إذا يسرِ " أو " والليل إذا يسر " فيها الوجهان ، التفخيم والترقيق ، التفخيم على اعتبار أنها ساكنة بعد فتح الياء من ( يسر ) والترقيق نظراً لتقدير الياء بعدها من كلمة ( يسرىِ ) ولذلك قالوا إن فيها الوجهين ، كما نطقنا : " هل في ذلك قسم لذي حجر " ( حجر ) ترقق الراء لأنها وقعت بعد كسر كما أشار ابن الجزري :
ما لم تكن من بعد يا ساكنة
أو كسر أو ترقيق أو إمالة
فترقق ، وهكذا في جميع النظائر .
همزة الوصل والقطع
باب أحكام همزة الوصل وهمزة القطع والتقاء الساكنين :
همزة الوصل :
هي التي تثبت ابتداءً وتسقط في الوصل والدرج ، تقول : " وقالت اخرج عليهن " , " وقالت اخرج " الهمز في كلمة ( اخرج ) يسقط في الوصل هكذا كما نطقنا :" وقالت اخرج " أما إذا ابتدأنا فالبدء يكون بهمزة الوصل هكذا : ( اخرج ) ويقول ابن الجزري في منظومته :
وابدأ بهمز الوصل من فعل بضم
إن كان ثالث من الفعل يضــــم
واكسره حال الكسر والفتح وفي
الأسمـاء غير اللام كسرها وفى
ابن مع ابنـة امرىء واثـنين
وامرأة واســــم مـع اثنــتين
ومعنى هذا أن همزة الوصل التي يبدأ بها للتوصل إلى النطق بالحرف الساكن تثبت في حالة الابتداء ، وفى حالة الوصل تسقط ولا تظهر كما أوضحنا هكذا مثل :" الحمد لله" نقول : " فقالوا الحمد لله " " بسم الله الرحمن " نبدأ : ( الرحمن ) كذلك : (الرحيم) كذلك يجب أن نعلم أن همزة الوصل تقع في ابتداء الأفعال وتقع في ابتداء الأسماء ، فإذا ابتدأنا بها في أول الأفعال فلننظر إلى ثالث الفعل إن كان مضموماً نبدأ بالضم نحو :" أن اعبد الله " نبدأ هكذا :" اعبد الله " ، " قل انظروا" نبدأ هكذا : ( انظروا ) ، " بما استحفظوا من كتاب الله " نبدأ هكذا : " استحفظوا " ،" وقالت اخرج عليهن " نبدأ هكذا بالضم : ( اخرج ) أما إذا كانت في أول فعل ثالث حرف منه مفتوح أو مكسور ابتدئ بها مكسورة مثل : " استسقى " ، " اعلموا " , " اضرب بعصاك " ثالث الفعل التاء ( است ) ثالث الفعل ( اللام ) من (اعلموا) ، ثالث الفعل من (اضرب ) كسر الراء من ( اضرب ) يبدأ بها مكسورة عند ما يكون ثالث الفعل مفتوحاً أو مكسورا كماضربنا الأمثلة ، وكذلك تكسر إن كانت في اسم مجرد من ( أل) مثل : ( امرئ ، امرأة ، ابن ، ابنة ، اثنين ، اثنتين ) ، وكذلك في المصادر مثل : " استكبارا " ، ويبدأ بها مفتوحة إذا كانت في أول الاسم المقترن بالألف واللام مثل : ( الحمد ، العالمين ، الرحمن، الكتاب، المفلحون ) ، وهكذا كل ما يشبه ما تقدم ، أي في جميع النظائر كما أوضحنا وضربنا الأمثلة ، وكلمة : ( الاسم ) في سورة الحجرات من قوله تعالى : " بئس الاسم الفسوق " يصح أن يبدأ بها هكذا باللام ( لاسم ) ، ويصح أن يبدأ بها بهمزة الوصل هكذا : ( الاسم) وهكذا في جميع النظائر ..
س - وماذا عن حكم همزة القطع ؟
ج - همزة القطع تثبت وصلاً وابتداءاً ، وذلك مثل : ( أستغفرت ) في الوصل نقول : ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ) ، وف الابتداء نقول: ( أستغفرت ) ، كذلك : ( أفترى على الله كذباً ) همزة قطع كذلك : ( أطلع الغيب ) كذلك : ( أستكبرت ) كذلك كلمة : ( أصطفى البنات ) كل هذه الهمزات هي همزة قطع تثبت الابتداء وتثبت حال الوصل بما قبلها كما ضربنا الأمثلة ، وهكذا في جميع النظائر .
س - وماذا عن حكم التقاء الساكنين ؟
ج - القاعدة في التقاء الساكنين : إذا التقى ساكنان فيبدأ بكسر الأول ، كما نقول هكذا : " أم ارتابوا " الميم ساكنة والهمز ساكن والتخلص من التقاء ساكنين يكون بكسر الأول ، كذلك : " وقل الحمد لله " أصلها: (وقل ) اللام ساكنة وهمزة الوصل ساكنة فالتخلص من التقاء الساكنتين يكون بكسر الأول هكذا : ( وقل الحمد ) وإن كان هناك بعض الأئمة ينظروا إلى آخر الفعل ويجعله تابعاً لثالث الفعل بعده مثل اللام الساكنة من كلمة ( قل ) يضمها تبعاً لثالث الفعل من الظاء هكذا ( قل انظروا ) ، وهكذا في جميع النظائر ، أما حفص فعلى أصله من كسر الأول من التقاء الساكنين هكذا : ( قل انظروا ) ( وقالت اخرج ) ، وهكذا في جميع النظائر .
علامات الوقف وحكمه
الوقف والابتداء من أهم أبواب التجويد التي ينبغي للقارئ أن يهتم بها ، فقد ورد أن سيدنا علياً رضى الله عنه عندما سئل عن معنى قوله تعالى : " ورتل القرآن ترتيلاً " قال : التجويد هو تحسين الحروف ومعرفة الوقوف ، وهو ـ أي الوقف ـ حلية التلاوة وزينة القارئ وبلاغ التالي وفهم المستمع وفخر العالم ، وبه يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين والنقيضين المتنافيين والحكمين المتغايرين ،وتعريفه : أي تعريف الوقف
الوقف لغة: هو الكف والحبس ، يقال : أوقفت الدابة أي حبستها . واصطلاحاً : قطع الصوت عن الكلمة زمناً يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة لا بنية الإعراض عنها ، ويأتي في رؤوس الآيات وأوساطها ، ولابد معه من التنفس ، ولا يأتي في وسط الكلمة كما يفعل البعض ، ولا فيما اتصل رسماً مثل : ( أينما ) من قوله تعالى : (أينما يوجهه لا يأتي بخير ) بخلاف السكت والقطع . فالسكت لغة : المنع . واصطلاحاً : قطع الكلمة عما بعدها من غير تنفس بنية استئناف القراءة ، ويكون في وسط الكلمة وفى آخرها ، فإذا علمنا ذلك فلنعلم أن هذا الباب من أهم الأبواب ، وقد ورد أن رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ وقف خطيب بين يديه وقال :( من يطع الله ورسوله فقد رشد ) ثم قال : ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما ) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بئس خطيب القوم أنت )، قل : ( ومن يعصهما فقد غوى ) يقول بعض العلماء : إذا كان هذا من كلام البشر وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :( بئس خطيب القوم أنت) فما بالك بمن تسمعه يقرأ قول الله تعالى ويقول مثلاً : " يدخل من يشاء في رحمته والظالمين " ؟ من هذا علمنا بأن الوقف والابتداء من أهم أبواب التجويد التي ينبغي للقارئ أن يهتم بها كما قلنا ، ومن أجل ذلك وضع العلماء علامات للوقف والابتداء ، منها كلمة : صلى أو صلى ـ كما يقول البعض ـ وكلمة قلى أو قلى ـ كما يقول البعض ـ ، وكذلك علامة ج وعلامة مـ ، هذه العلامات وضعها العلماء على مكان الوقف الذي يوقف عليه ، فكلمة ( صلى وقلى و ج ) من علامات الوصل الجائزة ، إلا أنهم قالوا إن كلمة صلى : وقف جائز وإنما الوصل أولى . أما كلمة قلى : فوصل جائز وإن كان الوقف أولى . أما كلمة أو علامة ج : فيستوي الوقف والوصل فيما فيه علامة الجيم . أما مـ : إذا وضعت على كلمة فالوقف عندها وقف لازم والوقف اللازم تعريفه : أنه إذا وصل بما بعده لأوهم معناً فاسداً ، فالوقف اللازم كالوقف على كلمة : ( قولهم ) من قوله تعالى :" فلا يحزنك قولهم مـ إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون " فلو ووصلت كلمة ( قولهم ) بما بعدها لأوهم معنى بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحزن عند سماعه لهم عندما يقولون : " الله يعلم ما يسرون وما يعلنون " وهذا غير صحيح ، إنما الوقف اللازم هكذا :" فلا يحزنك قولهم " ونبدأ بقوله تعالى : " إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون " ، وهذه الوقوف اللازم وضعت عليها علامة لام المستطيلة في جميع المصاحف .
 
جزاك الله خيرا بصراحة

هذا المقال يعتبر كتابا مستقلا في علم التجويد

وجزى الله الشيخ رزق خليل خيرا وكل من ساهم فيه
 
عودة
أعلى