أبوحمزه المدني
New member
- إنضم
- 10/03/2009
- المشاركات
- 23
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فإني وأنا أكتب بحثي في التفسير الموضوعي (الطير في القرآن الكريم ) مررت بهذه الآيتين وكان عندي تأمل فيها فأحببت أن تشاركوني النصح والتوجيه .
الآية الأولى:
{أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل79
ذكر الله في الآية التي سبقتها قوله تعالى {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78 ثم ذكر {أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل79 فهل هنالك ربط بين هذين الآيتين المتتابعتين وهل الإنسان هو السبب في طيران الطير؟ بطبع لا , فإذاً الآية تشير وتلمح إلا أن هنالك شيء يطير من صنع الإنسان بين السماء والأرض .
والإشارة فيها من وجوه :
الوجه الأول: الآية التي قبلها ذكر الله فيها أن الإنسان لم يخلق من بطن أمه متعلم بل الله فتح عليه في العلم والفهم .
الوجه الثاني : قوله تعالى { مسخرات } قال الإمام الألوسي : "مذللات للطيران وفيه إشارة إلى أن طيرانها ليس بمقتضى طبعها"(روح المعاني ج14 ص202) .
وطبعاً الحديد لا يطير.
الوجه الثالث : قوله { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } : إن غير المؤمن التقي ينظر إلى هذه الطائرات بأنها اختراع بشري تُوصل إليه عن طريق العلم الحديث , وأما المؤمن فيقول هذا كله من عند الله ولذالك قال عز وجل : لقوم يؤمنون ولم يقل : للعالمين أو غيرها .
الوجه الرابع: لم يذكر الله في هذه الآية مثل آية سورة الملك { صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ}, بل جعل الامتنان في طيرها فقط.
الوجه الخامس : أن الله سبحانه قال في سورة الأنعام { وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} فيها إشارة على أن هنالك طائر غير الطائر الذي تعنيه هذه الآية ولذالك قيده الله بهذا القيد .
الآية الثانية :
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }الملك19
ذكر الإمام ابن كثير معنى صافات ويقبضن فقال : تارة يصففن أجنحتهن في الهواء وتارة تجمع جناحا وتنشر جناحا . (تفسير القرآن العظيم ج4 ص399)
ثم ذكر طائفة من العلماء أن معنى ما يمسكهن أي مايمسكهن من الوقوع إلى الأرض مع كبر حجمهن وطبيعة الأجسام الثقيلة .
وهذا التأويل يحتمل , والذي ظهر من تأويل هذه الآية خلاف ذالك وهي
أن معني يمسكهن أي أن يرسل على شرار هذه الأمة حجارة من سجيل والذي يؤكد هذا المعنى عدة أمور
1)أن الآية التي قبلها جاءت تذكر الأمم السابقة وكيف دمرها الله بريح أو خسف فقال تعالى {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }الملك16, وقال تعالى {أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ }الملك17 وقال تعالى : {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }الملك18. وسياق الآيات ليس فيها امتنان من الله على عباده , بل فيها توعد ووعيد . ولذالك يستقيم معنى الآية مع سياق الآيات .
2)أن الله سبحانه قال بعد ما يمسكهن إلا الرحمن ولو كان المعنى كما قال المفسرون لقال سبحانه اسماً غير الرحمن ( ولله أن يختار من أسماءه ما شاء ) واسم الرحمن يليق بالمعنى الذي ذكرته وهو أن الله رحمان بهذه الأمة ولذالك أمسكت الطيور عن إرسال هذه الحجارة .
3)أن في ختام الآية قال سبحانه { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} والمعنى أن الله بصير بذنوب عباده ولكن رحمته سبحانه سبقت غضبه , ولو كان يريد المعنى الآخر لقال قدير أو عليم والله أعلم .
4)أن آخر عذاب عذب الله به الأمم هو أبرهة وجنوده , ولذالك حسن أن يذكرهم بالقريب كما ذكرهم بالبعيد .
5)أن سورة الملك سورة مكية .
فإني وأنا أكتب بحثي في التفسير الموضوعي (الطير في القرآن الكريم ) مررت بهذه الآيتين وكان عندي تأمل فيها فأحببت أن تشاركوني النصح والتوجيه .
الآية الأولى:
{أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل79
ذكر الله في الآية التي سبقتها قوله تعالى {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78 ثم ذكر {أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل79 فهل هنالك ربط بين هذين الآيتين المتتابعتين وهل الإنسان هو السبب في طيران الطير؟ بطبع لا , فإذاً الآية تشير وتلمح إلا أن هنالك شيء يطير من صنع الإنسان بين السماء والأرض .
والإشارة فيها من وجوه :
الوجه الأول: الآية التي قبلها ذكر الله فيها أن الإنسان لم يخلق من بطن أمه متعلم بل الله فتح عليه في العلم والفهم .
الوجه الثاني : قوله تعالى { مسخرات } قال الإمام الألوسي : "مذللات للطيران وفيه إشارة إلى أن طيرانها ليس بمقتضى طبعها"(روح المعاني ج14 ص202) .
وطبعاً الحديد لا يطير.
الوجه الثالث : قوله { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } : إن غير المؤمن التقي ينظر إلى هذه الطائرات بأنها اختراع بشري تُوصل إليه عن طريق العلم الحديث , وأما المؤمن فيقول هذا كله من عند الله ولذالك قال عز وجل : لقوم يؤمنون ولم يقل : للعالمين أو غيرها .
الوجه الرابع: لم يذكر الله في هذه الآية مثل آية سورة الملك { صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ}, بل جعل الامتنان في طيرها فقط.
الوجه الخامس : أن الله سبحانه قال في سورة الأنعام { وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} فيها إشارة على أن هنالك طائر غير الطائر الذي تعنيه هذه الآية ولذالك قيده الله بهذا القيد .
الآية الثانية :
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }الملك19
ذكر الإمام ابن كثير معنى صافات ويقبضن فقال : تارة يصففن أجنحتهن في الهواء وتارة تجمع جناحا وتنشر جناحا . (تفسير القرآن العظيم ج4 ص399)
ثم ذكر طائفة من العلماء أن معنى ما يمسكهن أي مايمسكهن من الوقوع إلى الأرض مع كبر حجمهن وطبيعة الأجسام الثقيلة .
وهذا التأويل يحتمل , والذي ظهر من تأويل هذه الآية خلاف ذالك وهي
أن معني يمسكهن أي أن يرسل على شرار هذه الأمة حجارة من سجيل والذي يؤكد هذا المعنى عدة أمور
1)أن الآية التي قبلها جاءت تذكر الأمم السابقة وكيف دمرها الله بريح أو خسف فقال تعالى {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }الملك16, وقال تعالى {أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ }الملك17 وقال تعالى : {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }الملك18. وسياق الآيات ليس فيها امتنان من الله على عباده , بل فيها توعد ووعيد . ولذالك يستقيم معنى الآية مع سياق الآيات .
2)أن الله سبحانه قال بعد ما يمسكهن إلا الرحمن ولو كان المعنى كما قال المفسرون لقال سبحانه اسماً غير الرحمن ( ولله أن يختار من أسماءه ما شاء ) واسم الرحمن يليق بالمعنى الذي ذكرته وهو أن الله رحمان بهذه الأمة ولذالك أمسكت الطيور عن إرسال هذه الحجارة .
3)أن في ختام الآية قال سبحانه { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} والمعنى أن الله بصير بذنوب عباده ولكن رحمته سبحانه سبقت غضبه , ولو كان يريد المعنى الآخر لقال قدير أو عليم والله أعلم .
4)أن آخر عذاب عذب الله به الأمم هو أبرهة وجنوده , ولذالك حسن أن يذكرهم بالقريب كما ذكرهم بالبعيد .
5)أن سورة الملك سورة مكية .