أحاديث القراءة في سنة الفجر

إنضم
23/04/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
تخريج أحاديث القراءة في سنة الفجر

( بسم الله الرحمن الرحيم )
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً أما بـعد :

فهذا تخريج لأحاديث القراءة في سنة الفجر ، دعاني لكتابته ما رأيت من اختلاف في رواية حديث ابن عباس في قراءة آية آل عمران ...التي خرجها مسلم رقم (727) ، وغيره ..ورأيت أنه من الأحسن والأنفع تتبع كل أحاديث الباب وتخريجها ، وتمييز الصحيح من الضعيف ، للعمل بالصحيح وترك الضعيف ، والمسلم بحاجة لهذا ليعمل به فسنة الفجر لها فضل لا يخفى ، وهي سنة مرغب فيها حضرا و سفرا .....

والأحاديث المرفوعة التي – وقفت عليها – خمسة أحاديث :

الحديث الأول : (سبق طرحه في الملتقى ، وإعادته هنا ليترابط الموضوع)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا )الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) [آل عمران 52] .
(قال ابن معين كما في تاريخ الدوري3/521 رقم (2549): إسناده جيد) اهـ.
هذا الحديث لم يروه عن ابن عباس ـ حسب اطلاعي ـ إلا سعيد بن يسار ولا عن سعيد إلا عثمان بن حكيم الأنصاري ثم رواه عن عثمان جماعة وهم :

1 - مروان بن معاوية الفزاري وهذا نص حديثه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) [آل عمران 52] .

أخرجه مسلم في صحيحه رقم (727) والنسائي في الصغرى 2/155 والكبرى (1016) و(11158) تنبيه (لفظ النسائي في ( 11158): وفي الأخرى (آمنا واشهد بأننا مسلمون) آية المائدة رقم 111 ، وهذا مخالف للموضع الأول (1016) ولفظه :وفي الأخرى (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) آية آل عمران رقم52 ، مع العلم أنه أخرجه بنفس الإسناد في الموضعين !)
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 2/322 والبيهقي في السنن الكبرى 3/42:
كلهم من عدة طرق عن مروان عن عثمان به.

2- عيسى بن يونس :
أخرجه مسلم في صحيحه (727) قال حدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثل حديث مروان الفزاري.

3- زهير بن معاوية :
أخرجه أبو داود (1259) قال حدثنا أحمد بن يونس . ومن طريق أبي داود ابن عبد البر في التمهيد 24/43 ، وعبد بن حميد (706) قال حدثنا أبو نعيم .
وأبو عوانة في مسنده (2162) من طريق أحمد، وأبي نعيم عن زهير عن عثمان بمثله .


4- عبد الله بن نمير الهمداني :
أخرجه أحمد 1/230 ، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 عن عثمان بمثله .

5- يعلى بن عبيد الطنافسي :
أخرجه أحمد 1/231 ، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 عن عثمان بمثله .

6- أبو خالد الأحمر (سليمان بن حيان) :
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 2/50 ومن طريقه مسلم (727) ، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 والبيهقي في الكبرى 3/42 .
وابن خزيمة في صحيحه (1115) قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني .
والحاكم في المستدرك 1/307 من طريق عثمان بن أبي شيبة. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ! (وهو في مسلم).

ثلاثتهم (أبو بكر وهارون وعثمان) عن أبي خالد الأحمر عن عثمان به.

وهذا نص رواية أبي خالد الأحمر :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) [البقرة 136] ، والتي في آل عمران ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) [ آل عمران 64] هذا لفظ مسلم .
ولفظ ابن خزيمة: ... وفي الأخرى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (اشهدوا بأنا مسلمون) [ آل عمران 64].
ولفظ الحاكم: وفي الركعة الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون).

فبجمع الطرق والنظر في تراجمهم تبين ما يلي :

1- أن الرواة عن عثمان بن حكيم كلهم ثقات ، وبعضهم أوثق من بعض .

2- أن الرواة عن عثمان بن حكيم اتفقوا على ما يقرا في الركعة الأولى.

3- أن الرواة عن عثمان بن حكيم غير أبي خالد الأحمر اتفقوا في روايتهم أنه يقرأ في الركعة الثانية :
قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) ، واقتصروا على ذكر هذا الجزء من آخر الآية .
ونص الآية كاملة {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران.

4- أن أبا خالد الأحمر خالفهم فقال : في روايته أنه يقرأ قوله تعالى :
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (64) سورة آل عمران.

فبهذا يظهر أن رواية أبي خالد شاذة مخالفة لما رواه الثقات عن عثمان بن حكيم ، وكأنه ـ والله أعلم ـ اشتبه عليه ختام الآية 52 من آل عمران وهي قوله تعالى : (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) ، وهي التي ذكرها كل أصحاب عثمان بن حكيم بختام الآية 64 من آل عمران وهي قوله تعالى : (فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)!

ومما يُغلِّب الظن في هذا المأخذ رواية عثمان بن أبي شيبة عنه عند الحاكم 1/307 أنه يقرأ في الثانية :

(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون ) فقد ذكر بداية الآية رقم 64 (قل يا أهل الكتاب..) ، وختامها ختام الآية رقم 52 آل عمران التي ذكرها بقية الرواة عن عثمان (واشهد بأنا مسلمون ).

الحديث الثاني :
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان" يقرأ في الركعتين قبل الفجر: (قل يا أيهـاالكافرون) و( قل هو الله أحد)" .

هذا الحديث رواه ثمانية من الصحابة رضي الله عنهم ، وهم :
(1) عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
رواه أبو داود الطيالسي (2005) ومن طريقه البيهقي 3/43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/497.
وابن أبي شيبة في المصنف 2/50 ، ومن طريقه مسلم في التمييز 207،
والطبراني في الكبير (13528) من طريق موسى بن داود .
ومسدد كما إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2300) ، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط 5/226 ، وابن عبد البر في التمهيد 24/41 .
والخلال في فضائل سورة الإخلاص (20) وابن حجر في نتائج الأفكار1/498.
من طريق عثمان بن أبي شيبة.
كلهم (أبو داود، وأبو بكر، وموسى، ومسدد، وعثمان) قالوا :
حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ).
وليس عند الطبراني، والخلال، وابن حجر: ذكر ركعتي المغرب .
قال ابن حجر هذا حديث حسن ..ورجاله رجال الصحيح، ولكن له علة ، وهي عنعنة أبي إسحاق، وقد أخرجه النسائي من رواية عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق فأدخل بينه وبين مجاهد رجلاً، وهو إبراهيم بن مهاجر، وهو مختلف فيه، وليس من رجال الصحيح. والله أعلم. اهـ
ورواه عبد الرزاق (4790) ، ومن طريقه أحمد 2/35 والطبراني في الكبـير(13527).
ورواه أحمد 2/94 ، والترمذي (417) ـ ومن طريقه والبغوي في شرح السنة (883) ـ ، وابن ماجه (1149) ، وابن حبان (2459) من طريق أبي أحمد الزبيري.
كلاهما (عبد الرزاق ، وأبو أحمد) قالا: حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن ابن عمر : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمس وعشرين مرة ، أو قال من عشرين مـرة ـ قال عبد الرزاق: وأنا أشك ـ يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد)
لفظ عبد الرزاق .
ولفظ أبي أحمد ( رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فكان يقرأ بالركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) .
قال الترمذي: حديث حسن، ولا نعرفه من حديث الثوري، عن أبي إسحاق إلا من حديث أبي أحمد، والمعروف عند الناس حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، وقد روي عن أبي أحمد عن إسرائيل هذا الحديث أيضا ، وأبو أحمد الزبيري ثقة حافظ.أهـ
أقولُ: تقدم أنه تابعه عبدالرزاق.
قال ابن حبان: سمع أبو أحمد الزبيري هذا الخبر عن الثوري ، وإسرائيل ،وشريك عن أبي إسحاق فمرة كان يحدث به عن هذا، وأخرى عن ذاك، وتارة عن ذا .

ورواه أحمد 2/24 و58 حدثنا وكيع. و2/95 حدثنا حجين بن المثنى. و2/99 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير.
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 حدثنا محمد بن خزيمة حدثنا عبد الله بن رجاء ح وحدثنا فهد حدثنا أبو نعيم.
خمستهم (وكيع، وحجين، ومحمد، وعبد الله، وأبو نعيم) قالوا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: ( رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين ، أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر ، والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
ولفظ وكيع: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجـــر ، والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة ، أو بضع عشر مرة …) .
ورواه النسائي في المجتبى 2/170، وفي الكبرى (1064) والطبراني في الكبير (13564) من طريق الفضل بن سهل الأعـــرج.
والبيهقي 3/43 من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني .
كلاهما (الفضل ومحمد) قالا: حدثنا الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: (رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب ، وفي الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ).
ولفظ الطبراني (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون …) .
قال الدارقطني ـ كما في أطراف الغرائب والأفراد (3/424 :3137) ـ : تفرد به إدريس بن الحكم، عن أبي الجواب ، عن عمار بـن رزيق، عن أبي إسحاق ، عن إبراهيم ، عن مجاهد. اهـ.
أقول: لم أجد من أخرج رواية إدريس المشار إليها ، وهو لم يتفرد به كما ترى.

والأحوص بن جواب هو: الضبي أبو الجواب الكوفي :
قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وسأله مرة أخرى فقال: ليس بذاك القوي. وقال عباس عن يحيى: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة عن يحي: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبان: كان متقناً ربما وهم. و أخرج له مسلم توفي سنة 211هـ .
انظر: الجرح والتعديل 2/328 والثقات لابن شاهين 73 والثقات لابن حبان 6/89 تهذيب الكمال 2/288 ميزان الاعتدال 1/167 الكاشف 1/229 تهذيب التهذيب 1/167 تقريب التهذيب 96.
وعمار بن رزيق هو: الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي :
قال علي بن المديني، وابن معين، وأبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: لابأس به. وقال النسائي والبزار: ليس به بأس. وقال أحمد: كان من الأثبات، وقال لوين: قال لي أبو أحمد الزبيري: لو اختلفتَ إليه لكفاك. وذكره ابن شاهين وابن حبان في الثقات. وقد أخرج له مسلم، ومات سنة 159.
انظر: الجرح والتعديل 6/392، والثقات لابن حبان 7/286 و الثقات لابن شاهين 228 وتهذيب الكمال 21/189 والكاشف 2/50 والميزان 3/164، تهذيب التهذيب 7/350 وتقريب التهذيب 407.
وذكره مسلم في التمييز 208 معلقاً عن إبراهيم النخعي عن مجاهد عن ابن عمر به.
قال ابن أبي حاتم في العلل 1/105:
سالت أبي عن حديث رواه أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بـ (قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) ؟
قال أبي: ليس هذا الحديث بصحيح، وهو عن أبي إسحاق مضطرب، وإنما روى هذا الحديث نفيع الأعمى ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
أقول: رواية نفيع ستأتي إن شاء الله .
وقال مسلم في التمييز ص 208:
وهذا الخبر وهم عن ابن عمر ، والدليل على ذلك الروايات الثابتة عن ابن عمر أنه ذكر ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تطوع صلاته باليل والنهار، فذكر عشر ركعات ، ثم قال وركعتي الفجر أخبرتني بها حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين إذا طلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها ، فكيف سمع منه أكثر من عشرين مرة قراءته فيها ؟
وهو يخبر أنه حفظ الركعتين من حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم...(ثم ذكر ما ثبت من إخبار حفصة له ) ثم قال : إن رواية أبي إسحاق وغيره عن ابن عمر أنه حفظ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهم غير محفوظ . اهـ.
وقال محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84:
وهذا غير محفوظ عندي لأن المعروف عن ابن عمر رضي الله عنـه أنه روى عن حفصة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليـه وسلم كان يصلي الركعتيـن قبل الفجر ، وقال تلك ساعة لم أكن أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها .اهـ

أقول: وفي عدم إخراج البخاري لهذا الحديث مع أنه على شرطه ، وقد عقد في صحيحه باباً بعنوان (ما يقرأ في ركعتي الفجر) ، ولم يذكر فيه سوى حديثي عائشة رقم (1170) وفيه (..ركعتين خفيفتين..) و(1171) وفيه (.. يخفف الركعتين اللتين قبل الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب) ولم يذكر شيئاً في تعيين القراءة أشارة إلى أن هذا الحديث لم يصح عنده، وأنه معلول؛ فلذلك لم يخرجه، مع أنه أصل في هذا الباب. والله أعلم.
أقولُ: ثم وجدتُ الإمامَ البخاريَ في التاريخ الكبير 8/11 : (بعد ذكر لعدة روايات عن ابن عمر في السنن الرواتب ، وكونه عرف ركعتي الفجر من حفصة .. ) قال: ورواه أبو إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر مثله ولا يصح ، والصحيح حديث حفصة .

ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/214
قال :حدثنا أبي في جماعة، قالوا: حدثنــا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن يعقوب، عن أبي سيف ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال ( رقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة يصلي في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) .اهـ .

أقول : هذا الحديث بهذا الإسناد تفرد به عامر بن إبراهيم، ولا يعرف إلا من طريقه، وقد اضطرب فيه ؛ فمرة يرويه عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، ومرة عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، ومرة عن محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة .
ولم يتابع على جميع هذه الروايات ، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله .

وعامر بن إبراهيم: هو ابن واقد الأصبهاني المؤذن: قال أبو داود الطيالسي اكتبوا عن عامر بن إبراهيم فإنه ثقة ،وقال عمرو بن علي حدثنا عامر بن إبراهيم وكان ثقة من خيار الناس .
توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين .

انظر : الجرح والتعديل 6/ 319 ، وطبقات المحدثين بأصبهان 2/83 ، وتاريخ أصبهان 1/ 462 ،وتهذيب الكمال 14/11 ، و تهذيب التهذيب 5/54 ، وتقريب التهذيب 287.

ورواه الطبراني في الكبير(13493) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، ويحيى بن أيوب العلاف المصري، حدثنا سعيد بن أبي مريم. وفي الأوسط (188) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، حدثنا سعيد بن أبي مريم.
وابن عدي في الكامل 9/57حدثنا أحمد بن الحارث بن مسكين حدثنا أبي أخبرنا ابن وهب.
كلاهما، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر_ في الكامل عبد الله بن عمرو وهو خطأ _( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرءان وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال: هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر ). لفظ الطبراني في الأوسط.
وقال: لم يرو أول هذا الحديث في قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون عن ليث ، إلا عبيد الله بن زحر ؛ تفرد به يحيى بن أيوب .
ولفظ ابن عدي (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان وإن هاتين الركعتين فيها الرغائب والخير كله ).اهـ

قال ابن رسلان ( في شرح سنن أبي داود 2/490 القسم الذي حققه سهيل حسن عبد الغفار): رواه الطبراني وأبو يعلى بإسناد حسن .
وعبيد الله بن زحر هو: الضمري مولاهم الإفريقي الكناني:
قال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال علي بن المديني: منكر الحديث، وقال حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد بن حنبل : عبيد الله بن زحر ؟ فضعفه، وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: عبيد الله زحر ثقة، وقال الدارمي،عن ابن معين:كل حديثه عندي ضعيف، وفي رواية عباس، وابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ليس بشيءٍ ، وقال أبو مسهر: عبيد الله بن زحر صاحب كل معضلة إن ذلك بين على حديثه، ونقل الترمذي في العلل عن البخاري أنه: وثقه، وقال البخاري في التاريخ :مقارب الحديث لكن الشأن في علي بن يزيد ، وقال يعقوب بن سفيان ضعيف ، وقال أبو حاتم: لين الحديث ، وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس ، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً يروي الموضوعات عن الإثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وقال ابن عدي: ويقع في أحاديثه ما لا يتابع عليه ، وقال الدارقطني: ضعيف ، وقال الحاكم: لين الحديث ، وقال الخطيب: كان رجلاً صالحاً في حديثه لين.
وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.

انظر : معرفة الثقات للعجلي 2/110، والتاريخ الكبير 5/382، والجرح والتعديل 5/315، والمجروحين لابن حبــان 2/62 والضعفاء للعقيلي 3/120، والكامل لابن عدي5/522، والضعفاء والمجروحين لابن الجوزي 162،وتهذيب الكمال 19/36 وميزان الاعتدال 3/6 وتهذيب التهذيب 7/12وتقريب التهذيب 371 والكشف الحثيث 178.

وليث هو: ابن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم أبو بكر ويقال أبو بكير الكوفي:
ويكاد يكون شبه اتفاق بين الحفاظ على تضعيفه، وقد ضعف لثلاثة أسباب: سوء حفظه، وجمعه بين الشيوخ ،وعدم فصل حديثهم عن بعض، واختلاطه.
و حديثه ليس على درجة واحدة بل هو أقسام :
الأول: ما جمع فيه بين شيوخه كعطاء، وطاووس، ومجاهد، وكان الراوي عنه ممن سمع منه بعد الاختلاط فهذا أضعف حديثه، ولا يكتب لا في الشواهد ولا في المتابعات .
الثاني: إذا لم يجمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً فهذا النوع ضعيف، ولكن يكتب في الشواهد والمتابعات، فإن جاء ما يشهد له قبل و إلا فلا يحتج به.
الثالث: إذا لم يجمع بين شيوخه ، وكان الراوي عنه ممن سمع منه بعد الاختلاط، فهذا أضعف من الذي قبله، ولكن يكتب أيضاً في الشواهد والمتابعات.
الرابع : إذا جمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً فهذا كالذي قبله.
وهذا التقسيم تقريبي مبني على كلام الحفاظ فقط (ولم أتتبع حديثه). والله أعلم .

انظر : معرفة الثقات للعجلي 2/231 الجرح والتعديل 7/177 والطبقات الكبرى 6/349 والضعفاء والمتروكين للنسائي90 والمجروحين 2/231 والضعفاء للعقيلي 4/14 والكامل لابن عدي 7/233 وتهذيب الكمال 24/279 وميزان الاعتدال 3/420 تهذيب التهذيب 8/417 وتقريب التهذيب 464.

وليث: روى هذا الحديث هنا عن مجاهد، عن ابن عمر.
وستأتي روايته : عن نافع، عن ابن عمر .
ثم روايته : عن عطاء ، عن ابن عمر . إن شاء الله .

ورواه الطبراني في الكبير (13123) حدثنا أحمد بن محمد بن نافع المصري، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، قالوا: حدثنا أبو مصعب، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) .

ورواه الطبراني في الأوسط (7792) حدثنا محمود بن محمد الواسطي.
وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى 2/428 أخبرنا أبو العباس الثقفي .
( كلاهما : محمود، وأبو العباس ) قالا:
حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمه ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه ( قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعين صباحاً في غزوة تبوك يقرأ في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد).
قال الطبراني في الأوسط :لم يرو هذا الحديث عن الزهري ، إلا ابن أخيه ، ولاعن ابن أخي الزهري ، إلا عبد العزيز بن عمران ، تفرد به أبو مصعب .

وقال ابن أبي حاتم في العلل 1/166:
سألت أبي عن حديث رواه أبو مصعب، عن عبد العزيز بن عمران ، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه ( عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في غزوة تبوك في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد) ؟
قال أبي: هذا حديث باطل بهذا الإسناد .اهـ .

وذكر هذا الحديث السيوطي في الدر المنثور 6/693 ، والصالحي في سبل الهدى والرشاد 8/256 ، والعجلوني في كشف الخفاء 2/131 وعزوه إلى ابن مردويه.

وعبد العزيز بن عمران هو: ابن عبد العزيز الزهري الأعرج المعروف بابن أبي ثابت :
قال الدارمي عن ابن معين: ليس بثقة إنما كان صاحب شعر ، وقال الحسين بن حبان عن يحيى: قد رأيته ببغداد كان يشتم الناس، ويطعن في أحسابهم ليس حديثه بشيء ، وقال الذهلي: عليّ بدنة إن حدثت عنه حديثـاً ، وضفعه جداً ، وقال أحمد: ما كتبت عنه شيئاً ، وقال البخاري: لا يكتب حديثه منكر الحديث ، وقال عمر بن شبة: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدث من حفظه ، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً قيل: يكتب حديثه ؟ قال: على الاعتبار ، وقال ابن أبي حاتم: امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه، وترك الرواية عنه ، وقال الترمذي: ضعيف ، وقال النسائي: متروك الحديث ، وقال مرة: لا يكتب حديثه ، وقال ابن حبان: ممن يروي المناكير عن المشاهير. وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث ، والدارقطني: ضعيف وهو من الطبقة الثامنة ومات سنة 197هـ.
انظر : التاريخ الكبير للبخاري 6/29 والضعفاء للنسائي 72 والجرح والتعديل 5/390 والضعفاء للعقيلي 3/13 والكامل لابن عدي 5/215 والأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم 2/428، وتاريخ بغداد 10/440 والضعفاء لابن الجوزي 1/111 وميزان الاعتدال 2/632 الكاشف 1/657 وتهذيب التهذيب 6/312 وتقريب التهذيب 385.
ورواه محمد بن نصر ـ مختصر قيام الليل ـ ص 84 قال: حدثنا محمود بن آدم ،
والبيهقي في شعب الإيمان5/496 من طريق الحسن بن علي بن عفان
كلاهما (محمود والحسن) قالا :
حدثنــا أسباط، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال( رمقت النبي صلى الله عليـه وسلم عشرين ليلة أو خمس وعشرين ليلة أو شهراً فلم أسمعه يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر إلا بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ) .

وأسباط هو: بن محمد بن عبد الرحمن، وقيل ابن أبي عبد الرحمن القرشي الكوفي:
وثقه ابن معين ثقة. قال الدوري، عن يحيى: أسباط بن محمد ثقة.
وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وكان يخطي عن سفيان. وقال المفضل بن غسان عن يحيى: أسباط بن محمد ثقة، والكوفيون يضعفونه. وقال الدارمي عن يحيى: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة. وقال العجلي: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق. وقال ابن سعد: ثقة صدوق؛ إلا أن فيه بعض الضعف. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال العقيلي: ربما يهم في الشيء. وقال مسلمة بن قاسم: ثقة.
وقد أخر له الجماعة، وهو من الطبقة التاسعة، ومات سنة199 وقيل200هـ اهـ.
انظر : معرفة الثقات للعجلي 1/217 وتاريخ الدوري (1284) وسؤالات الآجري لأبي داود (141) والجرح والتعديل 2/332 والضعفاء للعقيلي 1/119 والثقات لابن حبان 6/85 وتهذيب الكمال 2/354 وتهذيب التهذيب 1/185 وتقريب التهذيب 98.

وليث: هو ابن أبي سليم ضعيف، تقدم الكلام عليه وعلى روايته لهذا الحديث.

ورواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 2/20 في ترجمة أبي هانئ إسماعيل بن خليفة ، قال حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر (رمقت النبي يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ).
قال أبو الشيخ: ومما تفرد به ـثم ذكر أحاديث ـ هذا منها.
ورواه أيضاً 2/275 في ترجمة إبراهيم بن عامر، قال: ومن غرائب حديثه ـ ثم ساق بنفس الإسناد السابق لكن فيه زيادة ـ ولفظه ( رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً يقرا في الركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وفي الركعتين قبل الغداة قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ).
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/250 في ترجمة أبي هانئ إسماعيل بن خليفة، قال حدثنا الحسين بن إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا الوليد بن أبان ، حدثنا محمد بن عامر ، حدثنا أبي ، عن أبي هانئ عن شريك النخعي ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل صلاة الغداة قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
قال الدار قطني كما في أطراف الغرائب والأطراف (3/466: 3294) . :غريب من حديثه ـ يعني عبيد الله ـ عن نافع عنه ، تفرد به شريك، ولم يروه عنه غير أبي هانئ إسماعيل بن خليفة تفرد به عامر بن إبراهيم عـنه، وروى عـن عبد المنعم ، عن نعيم ، عن عبيد الله اهـ.
وهذه الرواية التي أشار اليها الدارقطني لم أقف عليها .
و قد تقدم الكلام على هذا الحديث .

ورواه أبو يعلى (5720) ، حدثنا محمد بن المنهال أخو الحجاج.
وابن الضريس في فضائل القرءان (303) أخبرنا مسدد.
كلاهما قالا: حدثنا عبد الواحد ـ يعني ابن زياد ـ حدثنا ليث ، قال حدثني أبو محمد قال : " رمقت ابن عمر شهراً فسمعته في الركعتين قبل الصبح يقرأ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ، قال: فذكرت له ذلك ؟ فقال: رأيت رسوا الله صلى الله عليه وسلم شهرا ، أو خمسة وعشرين يوماً يقرأ في الركعتين قبل صلاة الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ، وقال إن أحدهما تهدل بثلث القرءان ، والأخرى بربع القرءان: قل هو الله أحد تعدل بثلث القرءان ، وقل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرءان) .
اللفظ لأبي يعلى. ولفظ ابن الضريس ليس فيه ذكر مدة القراءة
(تصحفت رمقت في كتاب ابن الضريس إلى رصفت)
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/450: رواه أبو يعلى بإسناد حسن ، وقال الهيثمي في المجمع 2/218 ورجال أبي يعلى ثقات.

وليث هو : ابن أبي سليم ضعيف كما تقدم .
قال البخاري في التاريخ الكبير 8/11 : (بعد ذكر لعدة روايات عن ابن عمر في السنن الرواتب ، وكونه عرف ركعتي الفجر من حفصة .. ) ورواه ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن ابن عمر حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يصح .. والصحيح حديث حفصة .اهـ

وأبو محمد هو : عطاء بن أبي رباح، وفي سماعه من ابن عمر خلاف:
من قال لم يسمع :
قال الدوري التاريخ (3337)و(3438): سمعت يحيى يقول: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: لم يسمع عطاء من ابن عمر، إنما رآه رؤية.
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل أخبرنا حرب بن إسماعيل قال: قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ : عطاء ـ يعني ابن أبي رباح ـ : قد رأى ابن عمر، ولم يسمع منه.
وقال ابن محرز في معرفة الرجال (1/126 : 626): سمعت يحيى يقول: قالوا : إن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر شيئاً، ولكنه قد رآه، ولا يصحح له سماع.
من قال سمع :
قال البخاري في التاريخ الكبير 6/464 ، ومسلم في الكنى والأسماء رقم 2889ص719:
سمع من ابن عمر .
وقال ابن عساكر في تأريخ دمشق 40/376 _ معلقا على كلام القطان _: لا معنى لهذا الإنكار فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر ، وكان يفتي في زمان ابن عمر.
من اختلف في النقل عنه :
قال علي ابن المديني في العلل ص 66 : ورأى عبد الله بن عَمرو… وسمع من ابن عُمر.
وفي مراسيل ابن أبي حاتم رقم (565) عن ابن المديني : رأى عبد الله بن عَمرو ولم يسمع منه .
قال محقق المراسيل: في المطبوعة (عبد الله بن عمر) ، وما أثبتناه من الأصل يوافق العلل ، وليس فيه (ولم يسمع منه) ، وفيه أنه لقي ابن عمر. وهو كما ذكر في مطبوع الباز (عبد الله بن عمر) ص 129 .
ونقل ابن عساكر في تاريخ دمشق 40/377 :
عن علي بن المديني: لقي عبدالله بن عُمر ... ورأى عبدالله بن عَمرو ... وسمع .. ابن عُمر .

ونقل العلائي في جامع التحصيل ص 237 ، وابن حجر في تهذيب التهذيب 7/182، وأبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل ص 228: عن علي بن المديني : أنه رأى ابن عمر، ولم يسمع منه.


أقولُ: ليس في الصحيحين من رواية عطاء عن ابن عمر شيئاً .
وله في السنن الأربع ستة أحاديث:
الأول: عند النسائي 4/205و206، وجاء في بعض الروايات عمن سمع ابن عمر، و عمن سمع ابن عمرو...
الثاني: عند أبي داود (1133) وفي (1130) بالعنعة ، والترمذي (523م)، وفيه (رأيت ابن عمر..) والذين قالوا لم يسمع قالوا إنه رآه.
الثالث: عند أبي داود (4900) ، والترمذي (1019)، وإسناده ضعيف، ورواه بالعنعنه .
الرابع: عند ابن ماجه (2956) بالعنعنه.
والخامس: عند ابن ماجه (4019) بالعنعنه ، و سنده ضعيف .
والسادس: عند ابن ماجه (4259) بالعنعنه و سنده ضعيف. والله أعلم .
وعند أحمد 8/33و440و451 ، و9/496 ، و10/475 طبعة الرسالة .
وقد وقع لمحققي المسند في هذه المواضع شيء عجيب ! فليراجع .
وله روايات عن ابن عمر في غير هذه الكتب ، بعضها صريح في السماع .... تحتاج إلى تتبع ونظر في صحة أسانيدها ، وسلامة ألفاظ الأداء ..ولم أنشط لذلك ..
ولننظر في التأريخ ، والبلد:
فابن عمر رضي الله عنه مقيم بالمدينة ، وتوفي رضي الله عنه بعد حج عام 73 هـ بأيام ...
وأما عطاء بن أبي رباح: فقد وولد في عام 26 فقد روي عنه أنه ولد لسنتين خلون من خلافة عثمان يعني في عام 26هـ ، وقال ابن يونس وابن حبان وغيرهم سنة 27هـ اهـ

أقول: والفرق اليسير غير مهم هنا بمعنى أنه أدرك من حياة ابن عمر رضي الله عنه أكثر من 45 عام ، وعطاء مكي مقيم في الحرم ... = يستبعد أنه لم يسمع من ابن عمر شيئا مع كثرة تردد ابن عمر على مكة للحج والعمرة .. أما اللقاء فلا إشكال ، وأما السماع .. فلعله ـ إن صح ـ قليل جدا .. والله أعلم .
انظر: الكاشف 2/21 ، وتهذيب التهذيب 7/182.
وانظر: تحفة الأشراف 6/11 وإتحاف المهرة لابن حجر 8/588.

ورواه الطبراني في الكبير (13587) قال حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ، وابن مردويه في جزء أحاديث أبي عبد الله بن حيان (48ح15) قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحـارث ، وعبد الله بن محمد بن زكريا ـ ثلاثتهم ـ
(إبراهيم بن نائلة، وإبراهيم بن محمد، وعبد الله) قالوا: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، عن إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عطاء ، عن ابن عمر قال (شهدت النبي صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين مرة فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر ، والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) لفظ ابن مردويه وعند الطبراني (..والركعتين قبل المغرب.. ) .

قال الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (3/408 :3080) : غريب من حديث عطاء بن أبي رباح عنه ، تفرد به ثوير بن أبـي فاخته عنه ، وتفرد به إسماعيل بن عمرو عنه ، عن إسرائيل ، عن ثوير .
تنبيه : في أطراف الغرائب : يزيد بن أبي فاختة ! وهو خطأ ،.
وفيه: عن إسماعيل بدل إسرائيل والصواب: ما أثبته .
وطبعة هذا الكتاب _الكتب العلمية _ مليئة جداً بالأخطاء.والله أعلم .
وفيه: إسماعيل بن عمرو البجلي: قال أبو حاتم، والدارقطني ضعيف ، وقال ابن حبان: يغرب كثيراً ، وقال أبو أحمد بن عدي: حدث بأحاديث لا يتابع عليها ، وقال الخطيب البغدادي: صاحب غرائب ومناكير ، وقال ابن عقدة: ضعيف ذاهب الحديث ، وقال الأزدي: منكر الحديث ، وقال أبو الشيخ الأصبهاني: غرائب حديثه تكثر .
انظر: الثقات لابن حبان 8/100 ، والكامل 1/523 ، وطبقات المحدثين بأصبهان 2/71 ، وميزان الاعتدال 1/239 ، وتهذيب والتهذيب 1/279 .

وثوير بن أبي فاختة هو : أبو الجهم الكوفي:
متفق على ضعفه ، بل بعضهم كذبه .
انظر: التاريخ الكبير 2/183 ، والجرح والتعديل 2/472 ، والضعفاء للنسائي 27 ، والمجروحين 1/205 ، والضعفاء للعقيلي 1/180 ، والكامل 2/315 , وتهذيب الكمال 4/429 ، وميزان الاعتدال 1/375 ، وتهذيب التهذيب 2/32 ، وتقريب التهذيب 135.

وعلقه ابن أبي حاتم في العلل 1/105،
ورواه ابن السماك في جزء حنبل " التاسع من الفوائد" (10) قال حدثنا حنبل، حدثنا عمر بن عثمان، حدثنا أبو تميلة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة.
وابن عبد البر في التمهيد 7/258 من طريق عمر بن عثمان بهذا الإسناد .
(تنبيه : تصحف في التمهيد إلى عمرو بن عثمان )
ورواه ابن عدي في الكامل 7/186، حدثنا محمد بن أحمد بن موسى السوليطي، حدثنا علي بن بكار المصيصي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن يحيى بن أبي أنيسة.
والخلال في فضائل سورة الإخلاص(21) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن علي بن عمر الحافظ، وعبيد الله بن حبابة ، قالوا : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا طالوت بن عباد حدثنا شهاب بن شرنفة.
ثلاثتهم (زيد بن أبي أنيسة، ويحيى بن أبي أنيسة، وشهاب بن شرنفة) عن نفيع بن الحارث، عن ابن عمر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة يقرأ في الركعتين قبل الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. قال: وسمعته يقول: نعمت السورتان هما قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن)
لفظ ابن السماك ، ومثله عند ابن عبد البر : إلا أنه لم يذكر عشرين ليلة.
ولفظ ابن عدي قريب من هذا جداً وفيه (رمقت ..خمس وعشرين يوماً..)
ولفظ الخلال مثل لفظ ابن عدي إلا أنه لم يذكر (نعمت السورتان ..الخ) .

قال ابن السماك: أخبرنا حنبل حدثنا عمر بن عثمان : أبو أنيسة اسمه يزيد ، وهذا يحيى بن يزيد أخو زيد بن أبي أنيسة، قال: وقال أبو تميلة : قال ابن إسحاق أنا أجمعهما جميعاً.
تنبيه: في رجال مسلم لابن منجويه 1/215 ، وتهذيب الكمال 31/223 ، وتهذيب التهذيب 3/343 وطبقات الحفاظ للسيوطي2/64 قالوا في ترجمة زيد بن أبي أنيسة: واسمه ( أبو أنيسة ) زيد. اهـ
وعليه ؛ فهذا وهم ! من عمر بن عثمان ، ويكون يحيى هذا ـ والله أعلم ـ هو:
يحيى بن يزيد الجزري أبو شيبة الرهاوي ، فهو الذي يروي عن زيد بن أبي أنيسة ، ويروي عنه محمد بن إسحاق.
انظر: تهذيب الكمال 32/44 .
وقال أبو عمر ابن عبد البر : ليس هذا الإسناد بقوي.
وزيد بن أبي أنيسة هو: أبو أسامة الجزري الرهاوي : ثقة .
انظر: معرفة الثقات 1/376 والجرح والتعديل 3/556 والطبقات الكبرى 7/481 وسؤالات أبي داود لأحمد 279 وتاريخ عثمان الدارمي (338 )والثقات لابن حبان6/315 والضعفاء للعقيلي 2/74 وتهذيب الكمال 10/18 وتذكرة الحفاظ 1/139 وتهذيب التهذيب 3/343 و تقريب التهذيب 222 .
ويحيى بن أبي أنيسة هو: أبو زيد الجزري: قال أخوه زيد: لا تكتبوا عن أخي فإنه يكذب ، وهو متفق على ضعفه .
انظر: التاريخ الكبير 8/262 والضعفاء الصغير للبخاري 118 ومقدمة مسلم 20 والجرح والتعديل 9/129 و الضعفاء للنسائي 110 والمجروحين لابن حبان 3/110 والضعفاء للعقيلي 4/392 والكامل لابن عدي 9/3 وتهذيب الكمال 31/223 وميزان الاعتدال 4/364 وتهذيب التهذيب 11/161 وتقريب التهذيب 588.
وشهاب بن شرنفة هو: المجاشعي البصري: قال البخاري: كان من عباد أهل البصرة .
وقال مسلم بن إبراهيم : حدثنا وكان شيخاً صدوقاً. قال ابن معين: ليس إسناده بالقائم .
وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى عن شهاب بن شرنفة ؟ فقال: حدث عنه ابن المبارك وأصحابنا ، وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات قال أبو حاتم: روى عنه … وعبد الرحمن بن مهدي .
انظر: التاريخ الكبير 4/236 والعلل ومعرفة الرجال 3/18 والجرح والتعديل 4/362 والثقات لابن حبان 6/443 وميزان الاعتدال 2/282 .
وفيه نفيع بن الحارث هو : أبو داود الأعمى:
قال أحمد بن أبي يحيى، عن ابن معين: يضع ليس بشيء. وقال: سمعت أحمد يقول: قال: نفيع سمعت العبادة ولم يسمع منهم. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال النسائي: متروك الحديث . وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وضعيف الحديث. وقال الترمذي: يضعف في الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات توهماً لا يجوز الاحتجاج به. وقال العقيلي: كان ممن يغلو في الرفض. وقال الساجي: كان منكر الحديث يكذب. وقال الدارقطني: متروك. وقال الدولابي: متروك. وقال الحاكم: روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: هو من جملة الغالين بالكوفة. وقال ابن عبد البر أجمعوا على ضعفه ، وكذبه بعضهم واجمعوا على ترك الرواية عنه.
وهو من الطبقة الخامسة .
انظر: التاريخ الكبير 8/114 الضعفاء للبخاري 115 والمجروحين 3/55 والضعفاء للعقيلي 4/306 والكامل 8/327 وتهذيـب الكمال 30/9 ميزان الاعتدال 4/272 تهذيب التهذيب 10/419 والكاشف 2/325 وتقريب التهذيب 565.

ورواه ابن أبي عمر كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2301) .
تنبيه : هذا الموضع من إتحاف الخيرة المهرة لم يعثر محققوه على الجزء المسند منه بل اثبتوا ما في المختصر بـدون إسناد وقال البوصيري ورجاله ثقات .

وقال ابن عبد البر في التمهيد 24/40: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. من حديث عائشة، وحديث ابن عمر، وحديث أبي هريرة، وحديث ابن مسعود، وكلها صحاح ثابتة.!

أقول: تقدم كلام الإمامان: مسلم ، ومحمد بن نصر بتضعيفه عن ابن عمر مطلقا ...
وتقدمت نقول خاصة ببعض الطرق ...
والخلاصة : أنه لا يصح عن عن ابن عمر والعلم عند الله .

(2) أبو هريرة رضي الله عنه :
رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/108 ، ومسلم في صحيحه (726) ، وأبو داود (1256) ، والنسائي في المجتبى 2/156، والكبرى (1017) ، وابن ماجه (1148) ، وأبو منصور الشيباني في جزء أحاديث يحيى بن معين رقم (27) ، وأبو عوانة (2163) ، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم 2/321 ، وابن عبد البر في التمهيد 24/42 ، والبيهقي 3/43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/496 ،
كلهم من طريق: مروان الفزاري ، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ".

(3) جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 ، وابن حبان (2460) ، وابن بشران في الأمالي (390) ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/463 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 11/74 ، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/503 ،
كلهم من طريق حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بـن أنيس، سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه " أن رجلاً قام فركع ركعتي الفجر ، فقرأ في الركعة الأولى: قل يا أيها الكافرون حتى انقضت السورة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه ، وقرأ في الآخرة قل هو الله أحد حتى انقضت السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه ، فقال طلحة فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين الركعتين ".
تنبيه : في شرح معاني الآثار سقط من إسناد الحديث يحيى ـ يعني بن عبد الله بن يزيد ـ وجعل عن عبد الله بن يزيد ويحيى هو راو الحديث ، وهو مثبت في بقية المصادر. ثم رأيت ابن أبي الوفاء الحنفي في كتابه الحاوي في بيان آثار الطحاوي 2/204 قال: كذا وقع ! والصواب: يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري اهـ.
ويحيى بن عبد الله بن يزيد:
قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل كتبنا عن أبي زكريا الأنيسي ولم يكن به بأس وأثنى عليه ، وذكره في الثقات 7/613 .اهـ

طلحة بن خراش:
قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ص77 : من جلة أهل المدينة ممن كان يغرب عن جابر بن عبد الله . وذكره في الثقات 4/394 .
وفي تهذيب التهذيب 5/14 : قال النسائي صالح ،...وقال ابن عبد البر : موسى وطلحة كلاهما مدني ثقة ، وقال الأزدي: طلحة روى عن جابر مناكير.
أقول : وهذا من غرائبه عن جابر .
قال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/504 : هذا حديث حسن .

(4) أنس بن مالك رضي الله عنه:
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 ، والبزار – كشف الأستار ـ (704) ، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 2/373 ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/463 ، والضياء المقدسي في المختارة 7/119،120 ومن طريقه الضياء ابن حجر في نتائج الأفكار1/500 .
كلهم من طرقٍ عن خلف بن موسى، حدثنا أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال :"كان رسول الله صلى الله عليه يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد" .
ولفظ البيهقي "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل صلاة الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد" .
قال البزار: تفرد به موسى بن خلف، عن قتادة .
وقال الضياء المقدسي: موسى أثنى عليه جماعة من الأئمة، وتكلم فيه آخرون ، والله أعلم . وله شاهد في الصحيح من حديث أبي هريرة اهـ.
قال العراقي في تكملة شرح الترمذي (1/ق75 /ب) : رجال إسناده ثقات ،
وكذا قال الهيثمي في المجمع 2/218، و الشوكاني في نيل الأوطار 3/24 وتحفة الذاكرين 170 .
وقال ابن حجر: هذا حديث حسن اهـ.

وموسى بن خلف هو: أبو خلف العمّي البصري:
قال الجوزجاني: حدثنا عفان، حدثنا موسى بن خلف، أثنى عليه عفان ثناء حسناً ،وقال: ما رأيت مثله قط، وقال العجلي: ثقة، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى: ليس به بأس، وقال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن خلف ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس ليس، بذاك القوي، وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يروي عن قتادة أشياء مناكير، وعن يحيى بن أبي كثير ما لا يشبه حديثه فلما كثر ضرب هذا في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات ، وما تفرد جميعاً. وقال البرقاني، عن الدارقطني ليس بالقوي يعتبر به.
أقول : لا شك أن في النفس شيء من هذه الرواية ، وتقدم قول البزار: إنه تفرد به موسى عن قتادة ، وكلام ابن حبان نص في ترك الاحتجاج بما تفرد به .

انظر: معرفة الثقات 2/303 ، والتاريخ الكبير 7/282 ، والجرح والتعديل 8/140 ،وسؤالات ابن الجنيد (549) ، وسؤالات الآجري 225 ، والثقات لابن شاهين 222 ، والمجروحين 2/240 ، والكامل لابن عدي 8/60 ، وسؤالات البرقاني 67 ، وتهذيب الكمال 29/55 ، وميزان الاعتدال 4/203 ، وتهذيب التهذيب 10/304 .

(5) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:
رواه الطبراني في الأوسط (7761) قال حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا أصرم بن حوشب، عن إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال قلنا لعبد الله بن جعفر حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت منه، ولا تحدثنا عن غيرك، وإن كان ثقة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول": ... (ذكر حديثا طويلا وفيه)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ...الحديث ".
ومن هذا الطريق أخرجه ابن حجر في نتائج الأفكار 1/506.
قال الطبراني في المعجم الأوسط (7761) والصغير 1/399 : لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو الأشعث.
وقال ابن حجر: ـ معلقاً على كلام الطبراني ـ وهو: ـ يعني أبو الأشعث ـ أحمد بن المقدام العجلي من شيوخ البخاري لكن شيخه، وشيخ شيخه ضعيفان. ويعارض هذا ما أخرجه أبو داود من رواية جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما " كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يطيل الركعتين بعد المغرب حتى ينصرف أهل المسجد".
قال محمد بن نصر ـ بعد أن أخرجه موصولاً ومرسلاً ـ : إن ثبت هذا فلعله فعله في بعض الأوقات انتهى كلام ابن حجر.
أقول : كلام ابن نصر على حديث ابن عباس في إطالة الركعتين بعد المغرب فقط.
انظره في مختصر قيام الليل ص85 .
ورواه الطبراني في الصغير 1/399 ، وفي 2/205 من طريق أبي الأشعث بن المقدام العجلي..الخ . فساقه مختصراً بذكر آخره فقط ليس فيه ذكر القراءة .
ثم قال:لم يرو هذا الحديث الذي هو: جملة أحاديث من حيث المعنى عن قرة إلا أصرم تفرد به أبو الأشعث. اهـ.
ورواه الحاكم في المستدرك 3/568 أخبرني أبو الوليد الإمام، وأبو بكر بن قريش قالا: أنبأ الحسن بن سفيان. وأخبرني محمد بن المؤمل، حدثنا الفضل بن محمد قالا: حدثنا أحمد بن المقدام ..الخ فساقه بنحو هذا الحديث لكن ليس فيه ذكر القراءة في ركعتي الفجر .
وسكت عليه الحاكم.!
وقال الذهبي في المختصر 5/2280 :
أضنه موضوعاً ؛ ففيه إسحاق بن واصل وهو متروك، وأصرم بن حوشب وهو متهم بالكذب اهـ.
وذكر الزيلعي في نصب الراية 1/296:كلام الذهبي هذا ، وسكت عليه .

وذكر هذا الحديث الذهبي في الميزان 1/202 في ترجمة إسحاق بن واصل وقال: فمن بلاياه التي أوردها الأزدي مرفوعاً ...ثم قال: لكن الجميع من رواية أصرم بن حوشب، وليس بثقة عنه، وهو هالك.
وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث 66 في ترجمة إسحاق، ـ وأورد كلام الذهبي ـ ثم قال: فأشار بقوله من بلاياه ـ يعني وضعه ـ ثم توقف في ذلك لأجل أصرم. والله أعلم .
وذكره ابن حجر في اللسان 1/377 وذكر كلام الذهبي في الميزان، ومختصر المستدرك وأقره عليه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/53 و 9/170: وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف ، وفي موضع آخر: وهو متروك.
وأصرم بن حوشب هو: أبو هشام الكندي:
متروك الحديث ، وبعضهم كذبه .
انظر: التاريخ الكبير 2/56 و الضعفاء الصغير للبخاري (35:21) والتاريخ الصغير 2/290 و الجرح والتعديل 2/336 و الضعفاء للنـسائي (66:22) أحوال الرجال للجوزجاني 205 والكنى والأسماء لمسلم 1/879 وطبقات الأسماء المفردة171 والمجروحين لابن حبان 1/181 و الضعفاء للعقيلي 1/118 و الكامل لابن عدي 2/95 ، وتاريخ بغداد7/30 ، وميزان الاعتدال 1/272 و لسان الميزان 1/461 .
وإسحاق بن واصل الضبي : قال الأزدي: متروك الحديث زائغ ،وقال الذهبي: من الهلكى.
انظر : الضعفاء لابن الجوزي 1/105، وميزان الاعتدال 1/202، والمغني في الضعفاء 1/74 والكشف الحثيث 66 ، ولسان الميزان 1/377.

(6) عائشة رضي الله عنها :
رواه عبد الرزاق (4788) و (4789) ، وابن أبي شيبة في المصنف 2/50 ، وإسحاق بن راهويه (1339) و (1340) ، وأحمد 6/184 و225 و238 ، وابن أبي عمر كما في المطالب العالية لابن حجر رقم (627) ، والدارمي (1414) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار1/297 ، وأبو نعيم في الحلية 10/30 ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/464 ، وابن عبد البر في التمهيد 24/40و41 ، وابن حجر في نتائج الأفكار1/502
كلهم من طرق عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن عائشة (أن رسو الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد) وفي بعض الألفاظ (..يسر فيهما القراءة) وفي لفظ (يخفي ما كان يقرأ فيهما ..).
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/297: إنه منقطع .
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/502: هذا حديث حسن .

ورواه إسحاق بن راهويه (1338) ، وأحمد 6/183 كلاهما قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن عائشة سئلت عن ركعتي الفجر فقالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخففهما ، قالت: فأظنه كان يقرأ بنحو من: قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد) . لفظ أحمد .
ورواه إسحاق (1341) أخبرنا النضر، أخبرنا الأشعث، عن عبد الملك عن ابن سيريـن ، عن عائشة قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر القراءة في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد ، وقل يا أيها الكافرون).
ورواه أحمد 6/184 حدثنا علي عن خالد الحذاء ، عن ابن سيرين، عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".

قال ابن محرز في معرفة الرجال (1/127رقم 630): سمعت يحيى بن معين يقول: ابن سيرين لم يسمع من عائشة شيئاً قط ، ولا رآها .
وقال أبو حاتم كما في المراسيل لابنه رقم (687) ، وجامع التحصيل للعلائي 264، وتحفة التحصيل للعراقي 277 : لم يسمع ابن سيرين من عائشة شيئاً.
وتقدم قول الطحاوي عند ذكر حديث هشام عن ابن سيرين عن عائشة إنه منقطع .
ورواه أحمد 6/239. وابن ماجه (1150) ، وابن حبان (2461) ، والطــبراني في الأوسط (5247) ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/496 ، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/502
من طرق عن يزيد بن هارون، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً قبل الظهر ـ وقال يزيد مرة: ركعتين بعدهاـ وركعتين قبل الفجر ، وكان يقول: نعم السورتان هما يقرؤونهما في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد".
لفظ أحمد .
قال الطبراني:لم يرو هذا الحديث عن الجريري ، إلا يزيد بن هارون. تفرد به سهل بن صالح .

أقول: رواه ابن خزيمة (1114) قال: حدثنا بندار، أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يـصلي أربعاً قبل الظهر ،وركعتين قبل العصر لا يدعهما قالت: وكان يقول: نعم السورتان يقرأ بهما في ركعتين قبل الفجر قل هو الله أحد ،وقل يا أيها الكافرون".
فهذه متابعة من يوسف الأزرق ليزيد بن هارون.
وأيضاً: لم يتفرد به سهل بن صالح، عن يزيد بن هارون فقد رواه عن يزيد: أحمد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعثمان بن أبي شيبة.
انظرها في مصادر التخريج السابقة.
قال ابن حجر في فتح الباري 3/60 : وقد روى ابن ماجه بإسناد قوي عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها … وذكر هذا الحديث ، وكذا القسطلاني في المواهب اللدنية 4/225. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/139: هذا إسناد فيه مقال الجريري اسمه سعيد بن أياس احتج فيه الشيخان في صحيحيهما إلا أنه اختلط بآخره ، وقد قيل: إن يزيد بن هارون إنما سمع منه بعد التغير وباقي رجال الإسناد ثقات .
أقول : الذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أن هذا الحديث حسن ففي الإسناد انقطاع بين ابن سيرين وعائشة ، وابن سيرين قد قيل إنه لا يروي إلا عن ثقة قاله ابن عبد البر في التمهيد 8/301 وابن تيمية في الفتاوي 23/47 ، وعليه فهذا ضعف يسير لعله ينجبر برواية عبد الله بن شقيق عنها ، ويشهد له حديث أبي هريرة المتقدم ، والله أعلم .
ورواه الطبراني في الأوسط (7304) حدثنا محمد بن العباس، حدثنا نصر بن علي، حدثنا هارون بن مسلم ـ صاحب الحناء ـ ، نا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن محمد بن علي عن عائشة قالت:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الصبح والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن محمد بن علي، عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هارون بن مسلم .اهـ .
وهارون بن مسلم صاحب الحناء : قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: ليـن .
وذكره ابن حبان في الثقات ، وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وقال البرقاني، عن الدارقطني: صويلح يعتبر به، وقال الدارقطني في العلل : ضعيف، وقال الحاكم: ثقة، قد روى عنه أحمد بن حنبل.
انظر: الجرح والتعديل 9/94 ، والثقات 9/237 ، والعلل للدارقطني 6/147 ، وسؤالات البرقاني 69 ، ومستدرك الحاكم 1/419 ، وميزان الاعتدال 4/286، والإكمال 444 ، ومجمع الزوائد 5/116 ، وتهذيب التهذيب 11/11 ، ولسان الميزان 6/182 ، وتعجيل المنفعة 427.

وفيه أيضاً: القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري: متفق على ضعفه
انظر: تاريخ الدوري (1809) ، والجرح والتعديل 7/112 ، وأجوبة الرازي على سؤالات البرذعي 373 ، وصحيح ابن خزيمة 4/442 ، والترغيب والترهيب للمنذري 2/107 ، وميزان الاعتدال 4/462 .
وهو أيضا : منقطع ؛ فإن محمد بن علي لم يسمع من عائشة : قال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن محمد بن علي سمع من أم سلمة شيئاً ؟
قال: لا يصح أنه سمع قلتُ: فسمع من عائشة ؟ فقال: لا ، ماتت عائشة قبل أم سلمة.
وقال ابن طهمان وسمعته ـ يحيى بن معين ـ سئل عن محمد بن علي سمع من أم سلمة ؟ فقال روى مرسلاً وقد عمرت ، وسمعته يقول: ماتت عائشة قبل أم سلمة رضي عنها ، وماتت عائشة ، وأبو هريرة سنة خمس وخمسين .
انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (672) ، وجامع التحصيل266 ، وتحفة التحصيل 283 .
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/146 حدث عبد الله بن أحمد بـن أسيد حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر " قل هو الله أحد وفي الأولى قل يا أيها الكافرون " .
أقول : هكذا قال أبو نعيم ، ولم يذكر من حدثه عن عبد الله بن أحمد ، وهو يروي عنه بواسطة رجل ، ولم يسمع منه لأن عبد الله بن أحمد بن أسيد توفي سنة 310هـ وأبا نعيم ولد سنة 336هـ انظر: تاريخ أصبهان ( 2/26:983).
ومحمد بن عبد الرحمن المجاشعي: لم أجد من ترجم له ، ولم يذكر مع من روى عن هشام بن عروة ، وذكر المزي في شيوخ عامر بن إبراهيم : محمد بن عبد الرحيم المجاشعي الأصبهاني فلعله هو ، لكن أيضاً: لم أجد من ترجم له.
فأين أصحاب عروة عن هذا الحديث ؟! ثم أصحاب هشام عنه ؟! حتى يتفرد عنه هذا ! .
وقد تقدم بعض الكلام على هذه الرواية في حديث ابن عمر ، وأن عامر بن إبراهيم قد اضطرب فيه ؛ فمرة يرويه عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، ومرة عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، ومرة عن محمد بن عبدالرحمن المجاشعي ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ، ولم يتابع على شيء من ذلك. والله أعلم.

(7) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
رواه محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84 قال: حدثنا محمد بن يحيى . والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود. والطبراني في الأوسط (5767) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى، وإبراهيم، ومحمد بن عبد الله) قالوا: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا عبد الملك بن الوليد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: " ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد" .
قال محمد بن يحيى (مختصر قيام الليل 84 ) : لو شاء قائل لقال: مسند ، ولو شاء قائل لقال: منكر .

ورواه أبو يعلى (5049) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال 18/433، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/505 .
ورواه الطبراني في الكبير (10250، 1025) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، وإبراهيم بن هاشم البغوي. وابن عدي في الكامل 6/535 قال: حدثنا الحسن بن الطيب البلخي. أربعتهم (أبو يعلى، ومحمد، وإبراهيم، والحسن) قالوا: حدثنا سعيد بن أبي الربيع حدثنا عبد الملك، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود فذكره، مثل لفظ أحمد بن يونس.
قال ابن عدي : هذا الحديث مع أحاديث يرويها عبد الملك، عن عاصم بهذا الإسناد وغيره مما لا يتابع عليه .
وقال ابن حجر: هذا حديث غريب ـ ثم ذكر كلام ابن عدي على هذا الحديث ثم قال ـ قلت: أخرج محمد بن نصر بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: كانوا يستحبون أن يقرؤوا في صلاة الفجر، والركعتين بعد المغرب فذكره. وعبد الرحمن: تابعي كبير سمع من ابن مسعود، وغيره من كبار الصحابة؛ فهو شاهد قوي .اهـ .
تنبيه : عند الطبراني رقم (10250) ذكر أنه يقرأها في ركعتي الفجر ، ولم يذكر المغرب ، وفي (10251) على عكس ذلك !
ورواه الترمذي (431) ، وابن ماجه (1166)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 2/387 ، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (253) ، والبزار (1843) ، والعقيلي في الضعفاء 3/38 ، وابن الأعرابي في معجمه1/63 ، وابن عبد البر في التمهيد 24/42 ، والبغوي في شرح السنة (884)
كلهم من طرق عن بدل بن المحبر حدثنا عبد الملك، حدثنا عاصم، عن زر، وأبي وائل، عن عبد الله بن مسعود به.
إلا الترمذي وعنه البغوي فعن أبي وائل وحده ، والبيهقي عن زر وحده .
وعند ابن ماجه ، والطوسي: "..يقرأ في الركعتين بعد صلاة المغرب..". ولم يذكر القراءة في ركعتي الفجر.
وعند ابن شاهين: "..كان يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر، وفي الركعتين بعد صلاة العصر..".
وعند البزار: "..يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر..". ولم يذكر القراءة في ركعتي المغرب.
وعند العقيلي: (.. يقرأ في ركعتي الفجر، وركعتي الغداة .. ) !
قال الترمذي: هذا حديث غريب، من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن معدان عن عاصم .
وقال العقيلي: لا يتابع عليه ـ يعني عبد الملك ـ بهذا الإسناد، وقد روي المتن بغـير هذا الإسناد بإسناد: جيد .
وقال النووي في خلاصة الأحكام 1/544 ـ بعد ذكره كلام الترمذي على هذا الحديث ـ قلت: وإسناده محتمل .
تنبيه : وقع في إسناد ابن شاهين : (عن زر عن أبي وائل) ، والصواب: (عن زر و أبي وائل).
ووقع في إسناد العقيلي (عن ذر) ، والصواب (عن زر) .


(8) أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه:
رواه الحسن بن سفيان في مسنده ـ كما في لسان الميزان لابن حجر (3/111رقم 367 ) ـ قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الزبيدي الحمصي، حدثنا سليم بن عثمان، وكان ثقة، سمعت محمد بن زياد يقول: سمعت أبا أمامة يقول : فذكر حديثاً في قراءة سورتي الإخلاص في ركعتي الفجر .
ثم قال ـ ابن حجر ـ : وهو غريب من هذا الوجه ، مشهور من رواية أبي هريرة وغيره اهـ.
وقال في نتائج الأفكار 1/503: وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده بسند ضعيف، ولفظه مثل حديث أنس. اهـ. (قد تقدم حديث أنس)
أقول: إسحاق بن إبراهيم الزبيدي المعروف أبوه: بزبريق.
قال أبو حاتم: سمعت يحيى بن معين: وأثنى على إسحاق بن الزبريق خيراً، وقال: الفتى لا بأس به، ولكنهم يحسدونه. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: شيخ. وقال أبو داود: قال لي ابن عوف: ما أشك أن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق يكذب. وقال الآجري: سئل أبو داود عنه فقال: ليس هو بشيء. وقال عبد الكريم بن أبي عبدالرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن العلاء يقال له ابن زبريق ليس بثقة، عن عمرو بن الحارث.
انظر: الجرح والتعديل 2/209 ، والثقات لابن حبان 8/113 ، وتاريخ دمشق 8/109 ، وتهذيب الكمال2/270 ، وميزان الاعتدال 1/181، وتهذيب التهذيب1/189 ، ولسان الميزان 3/111 .

وأخرجه الخلال في فضائل سورة الإخلاص (37) حدثنا علي بن إبراهيم بن أبي عزة، أبنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا سليمان ـ يعني ابن سلمة ـ حدثنا سليم بن عثمان الطائي، حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا أمامة يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى بالحمد ، وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية بالحمد ،وقل هو الله أحد، لا يعداهن " .
أقول: سليمان بن سلمة هو: أبو أيوب الخبائري:
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ولم يحدث عنه ، وسألته عنه ؟ فقال: متروك الحديث لا يشتغل به ، فذكرت ذلك لابن الجنيد ، فقال: صدق كان يكذب ، ولا أحدث عنه بعد هذا ، وقال النسائي: ليس بشيء ، وقال الأزدي: معروف بالكذب ، وقال ابن عدي: له غير حديث منكر، وقال الخطيب: مشهور بالضعف، وقال ابن الملقن: المتروك الكذاب.
انظر: الجرح والتعديل 4/121 والضعفاء للنسائي 49 والكامل لابن عدي 4/297 و الضعفاء لابن الجوزي 1/20 وميزان الاعتدال 2/209 وخلاصة البدر المنير 2/384 ولسان الميزان 3/93 والكشف الحثيث 129.

وأما سليم بن عثمان الذي دارت عليه هاتين الروايتين فهو: أبو عثمان الطائي الفوزي الزبيدي الحمصي:
قال البخاري، ومسلم، وأبو حاتم: عنده عجائب. زاد أبو حاتم: وهو مجهول ، وقال ابن جوصاء: سألت أبازرعة عن أحاديث سليم بن عثمان الفوزي، عن محمد بن زياد وعرضتها عليه فأنكرها وقال: لا تشبه حديث الثقات عن محمد بن زياد، وقال مرة: أحاديثه مسواة موضوعة. وقال ابن حبان: روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري الأعاجيب الكثيرة، ولست أعرفه بعدالة، ولا جرح، ولا له راو غير سليمان، وسليمان ليس بشيء، فإن وجد له راو غير سليمان بن سلمة اعتبر حديثه، ويلزق به ما يتأهله من جرح أو عدالة. قال ابن حجر ـ معلقا على كلام ابن حبان هذا ـ له رواة غيره وتعين توهينه ، وقال أيضا : ليس بثقة ، وقال ابن عدي: يروي عن محمد بن زياد مناكير .
انظر : التاريخ الكبير 4/125 ، والكنى والأسماء لمسلم (2204) ، والجرح والتعديل 4/116 ، والثقات 6/415 ، والكامل4/334 ، والضعفاء لابن الجوزي 1/13 ، وميزان الاعتدال 2/230 ولسان الميزان 3/111.

الحديث الثـالـث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم" يقرأ في ركعتي الفجر ( قـل آمنا بالله وما أنزل علينا) [آل عمران 84] في الركعة الأولى ، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53] أو(إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119] شك الدراوردي.
رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/108 عن إبراهيم بن حمزة ، وكذا المزي في تهذيب الكمال 19/466 ، وأبو داود (1260) عن محمد بن الصباح بن سفيان ، والبخاري في التاريخ الكبير 6/239 ، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 ، والبيهقي في الكبرى 3/43 ، من طريق سعيد بن منصور .
ثلاثتهم (إبراهيم ، ومحمد ، وسعيد) عن عبد العزيز بن محمد ، عن عثمان بن عمر يعنى ابن موسى ، عن أبي الغيث، عنه به.
وهذا لفظ أبي داود ، أما البخاري في ، والطحاوي ، والبيهقي فعندهم أنه " قرأ في الركعة الأولى قوله تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية [البقرة136] .
وعند البخاري 4/108، والمزي (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) و (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) بالواو بدل أو .
(تنبيه: البخاري في 6/239لم يسق المتن)
وعند الطحاوي ، والبيهقي : " وفي الثانية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53].
قال البيهقي: هكذا أخبرناه بلا شك، وقد رواه محمد بن الصباح، عن عبد العزيز الدراوردي بالشك في قوله (ربنا آمنا بما أنزلت) فلم يدر هذه الآية ، أو( إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119]، وكذلك إبـراهيم بن حمزة عن الدراوردي اهـ.
أقول:لم يشر البيهقي إلى الاختلاف في الآية الأولى، ففي رواية سعيد منصور، وإبراهيم بن حمزة : أنه قرأ في الأولى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم) الآية [البقرة136].
وفي رواية محمد بن الصباح: أنه قرأ في الأولى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) [الآية 84 آل عمران] .

عبد العزيز بن محمد هو: الدراوردي : موصوف بالغلط ، والوهم ، وسوء الحفظ إذا حدث من حفظه... وللحفاظ كلام متفاوت نسبيا لا أطيل بذكره ، ولكن تجده في
: معرفة الثقات للعجلي 2/98 والتاريخ الكبير 6/25 و الجرح والتعديل 5/395 و الطبقات لابن سعد 5/424 و الثقات لابن حبان 7/116 و الضعفاء العقيلي 3/20 و تهذيب الكمال 18/187 و الكاشف 1/658 و تهذيب التهذيب 6/315 و تقريب التهذيب 358 .

وعثمان بن عمر بن موسى هو التيمي : قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين ؟ فعمر بن عثمان المدني عن أبيه عن ابن شهاب ؟ قال: ما أعرفهما ، وقال ابن عدي هو كما قال : مجهول ، وذكره ابن حبان في الثقات ،. وقال أبو بن يربوع الإشبيلي : رأيت الدارقطني قد ذكره في العلل كثيرا ، وقال لا يكاد يمر للزهري حديث مشهور يتوسع فيه الرواة إلا كان هذا من جملتهم ، قال: قد رأيته قد رجح كلامه في بعض المواضع . قال ابن حجر: وقول عثمان الدارمي عن يحيى بن معين لا أعرفه ، وقول ابن عدي هو كما قال ، عجيب فقد عرفة غيرهما حق المعرفة ، لكنه قال في التقريب: مقبول.
(تنبيه : انظر تعليق الدكتور أحمد نور سيف على كلام ابن حجر في تاريخ الدارمي ص47)
انظر : تاريخ الدارمي ص47 ، وتاريخ البخاري الكبير 6/239 ، والجرح والتعديل 6/159 ، والثقات لابن حبان 7/200 ، والكامل لابن عدي 5/175 ، وتهذيب الكمال 19/464 ، وتهذيب التهذيب 7/130 ، وتقريب التهذيب 1/386 .

وسالم أبو الغيث: ثقة .
انظر: وتاريخ البخاري الكبير 4/108 ، والثقات لابن حبان 4/306 ، وتهذيب الكمال 10/179، والكاشف 1/424 ، وتهذيب التهذيب 3/385 .


وهذا الحديث – والله أعلم – لا يصح : لشك الدراوردي فيه , واضطرابه ، فتقدم اختلافهم في الآية في الركعة الأولى ، والشك ، وعدمه في الثانية ... ، ولحال عثمان ، وكون هذا الحديث من أفرادهم ، فلم يروه حسب اطلاعي وبحثي عن أبي هريرة غير سالم ، ولا عنه غير عثمان تفرد به الدراوردي .
والبخاري في تاريخه الكبير 4/108: كأنه ـ والله أعلم ـ ألمح لضعفه ـ إن صح مافهت ـ فقد ذكر هذا الحديث ثم أردف بعده حديث مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة بقراءة سورتي الإخلاص ... (الحديث خرجه مسلم وقد تقدم) .

الحديث الرابع :
عن أبي هريرة قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى (آمنا بالله وما أنزل إلينا) وفي الثانية (ربنا إننا آمنا فاغفر لنا) أو نحو ذا ".
ذكره البوصيري ـ في إتحاف الخيرة المهرة (2306) ـ وقال رواه أبو يعلى بسند ضعيف ؛ لجهالة التابعي، ورواه أبو داود في سننه ، وسكت عليه بلفظ آخر .اهـ .

أقول: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع الذي هو برواية ابن حمدان ، وقد في مسنده الكبير برواية ابن المقري فهي التي اعتمدها البوصيري في كتابه . والله أعلم .
والحديث الذي قال البوصيري رواه أبو داود وسكت عنه ... هو الحديث الثالث .


الحديث الخامس:
عن ابن عباس أنه كان يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتيه قبل الفجر بفاتحة القرآن ، والآيتين من خاتمة البقرة في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرة بفاتحة القرآن، وبالآية من آل عمران (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) [آل عمران64] حتى يختم الآية ".
رواه أحمد 1/265 حدثنا يعقوب، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق، حدثني العباس بن عبدالله بن معبد بن عباس، عن بعض أهله، عن عبد الله بن عباس به .
ورواه الطبراني في الكبير (10816) ، وأبو يعلى ـ كما في المطالب العالية لابن حجر ـ (629) من طريق يحيى بن واضح، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن معبد ، عن عبد الله بن عباس به .
أقول: هذا الحديث تفرد به ابن إسحاق لم أجده إلا من طريقه ، وقد اختلف فيه عليه فصرح بالتحديث في رواية إبراهيم بن سعد ، وشيخه العباس بن عبد الله عن بعض أهله عن ابن عباس.
وفي رواية يحيى بن واضح عنعن ، وأسقط العباس بن عبدالله ، وجعله عن أبيه عن ابن عباس !
وهو مخالف لما ثبت عن ابن عباس في صحيح مسلم وغيره عن ابن عباس ، كما في الحديث الأول.
ولم أجد ما يبين سماع ابن إسحاق من عبد الله بن معبد ..
فهنا: احتمال انقطاع ، واختلاف ، ومخالفة ، وتفرد ، وجهالة .. فجميعها مما يرجح رده ، وعدم قبوله ، والعلم عند الله تعالى .
تنبيه: لم أجد هذا الحديث في مسند أبي يعلى المطبوع برواية ابن حمدان ، ولعلها في مسند الكبير برواية ابن المقري ؛ فهي التي اعتمدها الحافظ في كتابه المطالب العالية.

الخـاتـمـة :
لم يصح بعد البحث ، والتتبع في القراءة براتبة الفجر إلا حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) [آل عمران 52] ".
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ".وقد خرجهما مسلم في صحيحه ،
ورواية عائشة لهذا الحديث قوية أيضا.
وأخيرا : يا أيها القارئ فيه أمعن النظر , وأوسع لكتابه العذر إن اللبيب من عذر ، ويأبى الله العصمة لغير كتابه , والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه , والله المسئول أن يوفقنا لصواب القول والعمل , وأن يرزقنا اجتناب أسباب الزيغ والزلل , إنه قريب مجيب لمن سأل , لا يخيب من إياه رجا وعليه توكل ، صلى الله على خليلنا محمد ، آله وصحبه وسلم.
 
جزاك الله خيرا.
لقد اتحفتنا وأفتدنا.
بارك الله في علمك ووفقك لكل خير
 
بناء على نتيجة هذا البحث تكون السنة قراءة آية البقرة رقم 136 ، وآية آل عمران 52 .

ولكن ؛ يلاحظ أن آية آل عمران 52 جاءت في سياق الكلام عن قصة عيسى عليه السلام مع قومه ، فهي متعلقة بما قبلها ، وما بعدها من الآيات ؛ فهل ورد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم اقتصاره على آية متعلقة بما قبلها وما بعدها ؟

في النفس شيء من نتيجة هذا البحث ؛ أرجو من الشيخ عبدالرحمن السديس أن يفيدنا أكثر في هذه المسألة ، خاصة أن المعروف والمشهور هو قراءة الآية رقم 64 من سورة آل عمران .
 
بحث طيب وجهد واضح

جزاك الله خيرا
 
جزاكم الله خيرا

عفوا أخي أبا المجاهد لم أنتبه لتعقيبكم إلا الساعة .

أما من حيث الصناعة الحديثية فلا شك عندي في ثبوت ذلك ، ولا وجه للأخرى .

وتنبيهك جيد جميل ، وكنت قد كتبت كلاما على هذا ، لكني حذفته لأني لم أر من العلماء من نبه عليه فهبت المخالفة ، ولعلي أنقله هنا .
 
هل تقرأ الآية التي في الركعة الثانية كاملة ؟
الذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن الذي يقرا هو الجزء الأخير من الآية لأمور:
1- أنه لم يرد في الحديث أنه كان يقرأ الآية الثانية كاملة ، بل كان يقرأ بـ { آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [(52) سورة آل عمران] الجزء الأخير منها ، كما في جميع الروايات.
2- أنه لو كان يقرأ الآية كاملة لنص على ذلك الرواة ، كما نصوا على ذلك في الآية الأولى بقولهم : إلى آخر الآية ، كلها ، هذه الآية ، الآية .. فلما لم يذكروا ذلك إلا في الأولى ، وأجمعوا على عدم ذكرها في الثانية علمنا أنه لم يكن يقرأ إلا الجزء الأخير من الآية ، وهو المشتمل على ذكر الإيمان والإسلام .
3- من المعلوم أن الرواة إذا اختصروا الحديث أو ذكروا جزءا من الآية أن ينبهوا على اختصارهم ، كما تقدم ذكره من قولهم ..
4- اختلاف نقلهم للآية الأولى : فبعضهم نقلها من أولها ، وبعضهم من وسطها ويزيد على ما نقله الآخر بكلمة أو كلمتين من الآية ، وينبهون على اختصارهم ، أما الآية التي تقرأ في الركعة الثانية ؛ فلم يختلف نقلهم لها ، فهل يكون هذا صدفة ، وفي حديث واحد.
5- كونه يقرأ الآية كاملة يكون : حكى قول الحواريين ، وأما إذا اقتصر على الجزء الأخير من الآية يكون معنى الكلام منه صلى الله عليه وسلم أنه مؤمن بالله ، ويشهده على إيمانه ، وهو الظاهر في سبب اختياره صلى الله عليه وسلم لهذا الجزء من الآية لمناسبتها لما يقرأ في الركعة الأولى ،
ومناسبتها أيضا لاختياره لقراءة سورتي الإخلاص [الكافرون الإخلاص] والقراءة بهما في بداية النهار ؛ لتكون بمثابة تجديد العهد في بداية كل يوم ، والله أعلم .
وأنا متوقف في ذلك لأني لم أر من نبه على ذلك .
 
وهنا مسألة فقهية وهي :
هل يجوز القراءة بجزء من آية في الصلاة ؟
قال الله تعالى ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ـ إلى قوله ـ فاقرءوا ما تيسر منه ) (المزمل 20)
والجزء من الآية من القرآن فالقارئ به قارئ بما تيسر .
وقد ذكر بعض فقهاء الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة :
أنه لا يقتصر في الصلاة على الفاتحة سوى الركعتين الأخريين ، بل يستحب أن يقرأ معها شيئا من القرآن سورة ، أو آية ، أو بعض آية .
على خلاف عند الحنفية في قدر المجزئ من بعض الآية .
ينظر : البحر الرائق 1/ 359 ، وحاشية ابن عابدين 1/538 ، شرح فتح القدير 1/ 332 ، والشرح الكبير 1/242 ، والثمر الداني 105 ، وحاشية العدوي 1/ 330 ، والفـواكة الدواني 1/ 178 ، والفروع 1/ 368 ، والمبدع 1/ 443 ، والإنصاف 2/ 120 ، وغاية المرام 4/ 194 وكفاية الأخيار ص115، والمنهج القويم لابن حجر الهيتمي 2/195.
 
وجدت في العلل للدارقطني (1)
في 13/115 رقم 2994 هذا السؤال :
وسئل عن حديث سالم عن أبيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا في غزوة تبوك يقرأ في ركعتي الفجر : بـ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد .

فأجاب بجواب مطول نفيس سأنقله إن شاء الله كاملا .

وسأنزل البحث ـ إن شاء الله ـ في ملف وورد ، فقد عدلت فيه بعض التعديلات وأضفت فيه شيئا يسيرا ، وصححت بعض الأغلاط .
--------------
(1) صدر في هذه الأيام ـ آخر ذي الحجة من عام 1427هـ ـ بتحقيق الشيخ محمد الدباسي جزاه الله خيرا .
 
في العلل للدارقطني 13/115 رقم 2994:

وسئل عن حديث سالم عن أبيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا في غزوة تبوك يقرأ في ركعتي الفجر : بـ (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) .

فقال: روي عن سالم وعن مجاهد ونافع ووبرة . ووقع فيه وهم .

فأما حديث سالم فرواه عبد العزيز بن عمران عن ابن أخي الزهري عن عمه عن سالم عن أبيه بذلك . وهذا حديث ضعيف .

والمحفوظ عن سالم عن ابن عمر: أنه عد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم : التطوع ، فلما ذكر ركعتي الفجر ، قال: وأما ركعتي الفجر فإنه كان يصليها في ساعة لا يدخل عليه أحد ، وأخبرتني حفصة : أنه كان يصلي ركعتي الفجر .

و عبد العزيز بن عمران هذا ضعيف.

وروى أبو إسحاق السبيعي هذا الحديث ، واختلف عنه :

فرواه إسرائيل بن يونس وسفيان الثوري ، وعمرو بن أبي قيس وأبو الأحوص سلام بن سليم ومعمر بن راشد ، رووه عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر : رمقت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب ...

وخالفهم عمار بن رزيق ، رواه عن أبي إسحاق عن إبراهيم عن مجاهد عن ابن عمر .

وإبراهيم لم ينسب ، فقال بعضهم : هو النخعي ، وقال بعضهم : هو ابن مهاجر .

وليس ذلك بمحفوظ.

ورواه شريك عن أبي إسحاق عن رجل ـ لم يسمه ـ عن ابن عمر .

فاضطرب هذا الحديث من رواية أبي إسحاق لكثرة الخلاف عليه فيه.

وقال أبو هانئ إسماعيل بن خليفة: عن شريك عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .

ووهم فيه على شريك.

والمحفوظ عن شريك: عن أبي إسحاق عن رجل ـ لم يسمه ـ عن ابن عمر .

كذلك رواه عبد المنعم بن نعيم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر بذلك.

وحدّث به أحمد بن بديل عن حفص بن غياث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. وقال فيه : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في المغرب ... وليس هذا من الحديث بسبيل .

ورواه يعقوب القمي عن أبي سيف ـ لا نعرفه إلا كذلك ـ عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر .

ويعقوب وأبو سيف ضعيفان، ولا يصح هذا عن الأعمش .

ورواه ليث ابن أبي سليم واختلف عنه :

فرواه عبيد الله بن زحر وعبد العزيز بن مسلم القسملي عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر.

وخالفهم الحسن بن حر، وزائدة روياه عن ليث عن نافع عن ابن عمر.

وكذلك قال أسباط بن محمد عن ليث.

وقال عبد الواحد بن غياث عن ليث: حدثني أبو محمد عن ابن عمر .

وأبو محمد هذا مجهول.

وقال زفر بن الهذيل: عن ليث [عمّن حدثه] عن ابن عمر .

كلها مضطربة ، وليث مضطرب الحديث.

ورواه يوسف بن ميمون الصباغ ـ وكان ضعيفا ـ عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر.

ورواه مندل بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن ابن عمر.

وجعفر هذا هو جعفر بن أبي جعفر الأشجعي وهو ضعيف، وأبوه أيضا مثله.

ورواه نفيع بن الحارث ـ أبو داود ـ عن ابن عمر. وهو متروك الحديث.

حدث به زيد بن أبي أنيسة، وسفيان الثوري.

وهذا الحديث إنما حدث به ابن عمر عن أخته حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وكل من رواه عن ابن عمر أنه حفظه من النبي صلى الله عليه وسلم فقد وهم عليه فيه .

أخبرنا علي بن الفضل قال أخبرنا محمد بن عامر ـ قراءة ـ : حدثكم شداد عن زفر عن ليث عمن حدثه عن ابن عمر : أنه صحبه خمسة وعشرين صباحا . قال فكنت أرمقه ، فلم أره يقرأ في الركعتين قبل الفجر، وفي الركعتين بعد المغرب إلا بـ(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) .

وقال ابن عمر : رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، فلم أره قرأ في ركعتي الفجر إلا بـ(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) . وقال: تعدل إحداهما بثلث القرآن، والأخرى بربع القرآن، (قل هو الله أحد) بثلث القرآن و (قل يا أيها الكافرون) بربع القرآن.
 
أحسن الله إليك أبا عبدالله على هذا البحث المحرر ، والجهد المشكور الموفق ، ولا حرمك الله أجره وبره ، وقد قرأته كاملاً وانتفعتُ بما فيه بارك الله فيك وفي وقتك وعلمك .

عبدالرحمن السديس قال:
الخـاتـمـة :
لم يصح بعد بحثي وتتبعي في القراءة في سنة الفجر إلا :
1- حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قراءة قوله تعالى {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة] في الركعة الأولى ، وقوله تعالى {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران] في الركعة الثانية .
2- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه في قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى ، والإخلاص في الركعة الثانية. وقد أخرجهما مسلم في صحيحه .
3- ورواية عائشة للحديث الثاني قوية أيضا ، والمحصل واحد من جهة العمل .

فالأفضل للمسلم أن يقرأ بهذه تارة وهذه تارة كما هي القاعدة في كل عمل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم على أوجه متعددة .
 
كفيتنا يا شيخ تنزيل الملف واجهاد الأعين بقراءته خاصة لأمثالنا ممن لا همة عالية عنده

والعبرة بالعمل .

فجزاكما الله خيرا من حقق ومن كفى المؤونة . وكان الله على كل شئ حسيبا
 
جزاك الله خيرا.
لقد اتحفتنا وأفتدنا ياشيخ عبد الرحمن ..
بارك الله في علمك ووفقك لكل خير
 
عودة
أعلى