أجابني ابن تيمية =اختيارات تفسيريَة لشيخ الإسلام ابن تيميّة

المقرئ

New member
إنضم
22/04/2004
المشاركات
72
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

قطعا = قد سألت نفسك يوما ما لم لم يذكر البرد في قوله تعالى ( وجعل لكم سرابيا تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم ) فرجعت إلى كتب التفسير وأسئلة القرآن فتجد ما يلي :التفسير الكبير ج20/ص76
أجابوا عنه من وجوه :

الوجه الأول قال عطاء الخرساني المخاطبون بهذا الكلام هم العرب وبلادهم حارة فكانت حاجتهم إلى ما يدفع الحر فوق حاجتهم إلى ما يدفع البرد ...

والوجه الثاني في الجواب قال المبرد إذا ذكر أحد الضدين تنبيه على الآخر ...

والوجه الثالث قال الزجاج ما وقى من الحر وقى من البرد فكان ذكر أحدهما مغنيا عن ذكر الآخر ...

لكن ابن تيمية له رأي آخر فانظر ما ذا قال رحمه الله كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج22/ص151

قال تعالى والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ]

فذكر فى هذا الموضع ما يحتاجون إليه لدفع ما قد يؤذيهم وذكر فى أول السورة ما يضطرون إليه لدفع ما يضرهم فقال والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون فذكر ما يستدفئون به ويدفعون به البرد لأن البرد يهلكهم والحر يؤذيهم ولهذا قال بعض العرب البرد بؤس والحر اذى ولهذا السبب لم يذكر فى الآية الآخرى وقاية البرد فإن ذلك تقدم فى أول السورة وهو ذكر فى أثناء السورة ما أتم به النعمة وذكر فى أول السورة أصول النعم ولهذا قال كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون


رحمه الله ما أذكاه وما أزكاه ولا أزكيه على الله
 
أو أن السرابيل ليست لباساً . فليس هناك لباس يقي من البأس . والظلال أيضا تقي من الحر . والأكنان كذلك والآية تتكلم عما يقي من الحر سواءا حر الشمس أو لهب نار في بأساء أو غيرها والله أعلم . ولذلك تحتاج كلمة سرابيل لتأصيل أدق ،ولعل أحد العلماء يمر علينا فيوضح لنا ماجهلنا .
 
وهذا كلام جميل واضح لما أشكل علي من كلام المفسرين في المثلين الذين ضربهما الله في المنافقين في سورة البقرة ولا يخفى على كريم علمكم الكلام الطويل حول هذه المسألة إلا كلام ابن تيمية وقع في نفسي موقعا عظيما فعبارته ظاهرة واضحة لما ذكره غيره

وهي في قوله تعالى [ [مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ
هذا هو المثل الأول وأما المثل الثاني ففي قوله : : ( [أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ المَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالكَافِرِينَ] {البقرة:19}
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج7/ص276 ( بتصرف يسير )

ولهذا قال مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ فهم لا يرجعون ... وهذا المثل انما يكون في الدنيا وهذا المثل مضروب لبعضهم وهم الذين آمنوا ثم كفروا وأما الذين لم يزالوا منافقين فضرب لهم المثل الآخر وهو قوله أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق وهذا أصح القولين فان المفسرين إختلفوا هل المثلان مضروبان لهم كلهم أو هذا المثل لبعضهم على قولين و الثانى هو الصواب لأنه قال أو كصيب وانما يثبت بها أحد الأمرين فدل ذلك على أنهم مثلهم هذا وهذا فانهم لا يخرجون عن المثلين بل بعضهم يشبه هذا وبعضهم يشبه هذا ولو كانوا كلهم يشبهون المثلين لم يذكر أو بل يذكر الواو العاطفة وقول من قال أو ها هنا للتخيير كقولهم جالس الحسن أو بن سيرين ليس بشيء لأن التخيير يكون في الأمر والطلب لا يكون في الخبر وكذلك قول من قال أو بمعنى الواو أو لتشكيك المخاطبين أو الابهام عليهم ليس بشيء فإن الله يريد بالامثال البيان والتفهيم لا يريد التشكيك والإبهام والمقصود تفهيم المؤمنين حالهم ويدل على ذلك أنه قال في المثل الاول صم بكم عمى وقال في الثانى يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه واذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ان الله على كل شيء قدير فبين في المثل الثانى أنهم يسمعون ويبصرون ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم وفى الأول كانوا يبصرون ثم صاروا في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمى وفى الثانى كلما أضاء لهم البرق مشوا فيه واذا أظلم عليهم قاموا فلهم حالان حال ضياء وحال ظلام والأولون بقوا في الظلمة فالأول حال من كان في ضوء فصار في ظلمة والثانى حال من لم يستقر لا في ضوء ولا في ظلمة بل تختلف عليه الأحوال التى توجب مقامه واسترابته

فسبحان الله ، وقد اعتمد شيخنا ابن عثيمين هذا الوجه في تفسيره بينما الشيخ السعدي لم يشر إلى هذا المعنى على غير عادته في الاستفادة من كلام وتفسير ابن تيمية
وقد مر علي بعض الاختلاف بين هؤلاء الثلاثة في بعض التفاسير ولعلي أدرجها في حينها
 
جزاك الله خيرا يا شيخنا المقرئ، ونحن في انتظار جديدكم والتطلع إليه
فلا تحرمونا لا حرمكم الله الأجر.
 
بارك الله فيكم شيخنا أبا عبد الرحمن وجزاكم الله خيرا

ومن لطائفه أني كنت أقف مع قول إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى ( رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ) فرجعت إلى كلام المفسرين فإذاهم يدورون حول معنى واحد في نسبة الإضلال إلى الأصنام مع أنها جمادات ويقولون هي لا توصف بالإضلال ولا بالفعل ولكنهم لما ضلوا بسببها كانت كأنها أضلتهم

لكن ابن تيمية زاد ملحة رائعة في التفسير لفتت انتباهي إلى المعنى فقال : مجموع الفتاوى ج27/ص90
فإن زعم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك وأنه مثل له شيخه ونحو ذلك فعباد الكواكب والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجرى لهم مثل هذا كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين وعن المشركين في هذا الزمان فلو لا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها قال الخليل عليه السلام واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس
 
عودة
أعلى