أثر عطف الجمل على الوقف والابتداء

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,552
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
ما توجيه علماء الوقف لعطف الجمل؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
فإن دراسة عطف الجمل من المهارات المهمة والتي تستحق أن تكون مشروعا بحثيا في جميع القرآن الكريم للباحثين وقد كتبت سلسلة مقالات في عطف الجمل وأثرها على الوقف والابتداء في كتابي (مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء)
سائلا الله أن ينفع به هو ولي ذلك والقادر عليه ، وكتبه / جمال القرش .
مقدمة :

من المعلوم أن العطف نوعان :
الأول : عطف مفردات
الثاني: عطف جمال
فأما عطف المفردات فهو مما لا يجوز الوقف عليه لشدة التعلق اللفظي، فلا يفصل بين العطف والمعطوف، كقوله سبحانه : إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات .... إلخ )
وأما عطف الجمل فهو نوعان:
  1. عطف جمل غير مستقلة
  2. عطف جمل مستقلة
النوع الأول: عطف جمل غير مستقلة:
وهذا النوع يحتاج بعضها لبعض كأن تكون الجمل تنظر خبرا، أو جواب قسم، أو جواب شرط، أو أخبار، وهذا لا يبتدأ بما بعدها للتعلق اللفظي بين تلك الجمل واحتياج بعضها لبعض ، ومثالها قوله تعالى: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } البقرة:{3} فهذه الآية فيها عدة جمل (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)، (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ)، (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) كلها مرتبطة بعضها ببعض فهي إما أنها تعدد صفات المتقين في قوله تعالى ( هدى للمتقين) ما صفاتهم: الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة .. إلخ .
قال الأشموني: (بِالْغَيْبِ، والصَّلاةَ) جائزان: والأولى وصلهما لعطف يقيمون الصلاة على يؤمنون) [1] وإما أن تكون معطوفة على الجملة المستأنفة الذين يؤمنون بالغيب باعتبار أن ( الذين ) مبتدأ وخبره أولئك على هدى من ربهم فلا يفصل بين المبتدأ وخبره
قال الإمام الداني: {هدى للمتقين} تام إذا رفع ((الذين)) بالابتداء، وجعل الخبر في قوله: {أولئك على هدى من ربهم} [2].
ومن ذلك الوقف على:( هُوَ الْحَقُّ) ، و( هو الباطل) من قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }الحج62 ، فالمصدر المؤوّل (أنّ ما يدعون .)، (أنّ الله هو العليّ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ) ، والمعنى: ذل بأن الله هو الله وبأن ما يدعون من دونه هو الباطل ، فلا يفصل بينهما
قال الأشموني: « ولا وقف من قوله، (ذلك بأن الله) إلى قوله: الكبير، فلا يوقف على هو الحق. لأن أنّ ما موضعها جرّ بالعطف على ما عملت فيه الباء ولا على الباطل، لأن وأنّ الله معطوفة على ما قبلها». [3]
ومن ذلك الوقف على:( وَعَلَى وَالِدَيَّ) من قوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }النمل19
قال الأشموني: « فتبسم إلى ترضاه، فلا يوقف على وَعَلى والِدَيَّ لأن أن الثانية معطوفة على أن الأولى » [4]
النوع الثاني: عطف بين جمل مستقلة :
وهي الجمل التي استقلت بنفسها عن الأخرى، وقائمة بذاتها، فيمكن حينئذ أن يوقف عليها ويبتدأ بما بعدها، وتكون برتبة الكافي،
قال الداني: ومن قرأ {يذرهم في طغيانهم} بالرفع وقف على ما قبله وابتدأ به لأنه مستأنف بتقدير عطف جملة تامة على جملة تامة)) [5]
وممن وضح ذلك المفهوم الأشموني، حيث قال: « {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [89] كاف، وقيل: لا يوقف من قوله: «الذي خلقني» إلى قوله: «سليم»؛ لأنَّ هذه جمل معطوف بعضها على بعض ومتعلق بعضها ببعض، وإن جعل كل جملة فيها ذكر الدعاء مسألة قائمة بنفسها حسن الوقف على آخر كل آية من قوله: «ربِّ هبْ لي حكمًا» إلى قوله: «بقلب سليم».[6]
ومن العوامل المساعدة لاكتشاف هذه الجمل، هو اختلاف الموضوع، أو الحكاية، أو الأسلوب، كأن يبدأ بعدها بنفي، أو شرط، أو دعاء، وسنعرض بعض النماذج لعطف الجمل وبيان أراء علماء الوقف فيها.
[1] منار الهدى 1/ 78
[2] إعراب القرآن للنحاس: 1/ 26، والمكتفى 1/19 ومشكل إعراب القرآن 1/ 74، والتبيان: 1/ 18، الجدول 1/36
[3] منار الهدى بتلخيص ما في المرشد: 608
[4] منار الهدى بتلخيص ما في المرشد: 569
[5] المكتفى: 81
[6] منار الهدى مع المقصد: 560
 
بتابع
النموذج الأول : عطف جملتين مختلفتين والوقف كاف


الوقف على قوله: « {مَرَضًا} [10] من قوله تعالى:{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً (صلى) وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: 10 ]
الوقف على (فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً) يكون بالنظر إلى إعراب جملة : وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ)
التوجيه النحوي:
اختلف النحويون في توجيه إعراب جملة «ولهم عذاب» على قولين.
الأول: معطوفة على جملة «فزادهم الله» لا محل لها[1][2]
الثاني: تحتمل العطف والاستئناف[3]
توجيه علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الوقف على (مرضًا) تبعا لاختلاف النحويين في الإعراب على أقوال:
الأول: كاف، وهو قول الداني وقول الأشموني، قال: كاف؛ لعطف الجملتين المختلفتين» [4]
الثاني: تمام عند النحاس [5]
الثالث: حسن وهو قول ابن الأنباري. [6]
الرابع: وقف صالح عند الأنصاري: قال: (مرضا صالح) [7]
توجيه المصاحف: عموم المصاحف رمزت لهذا الموضع بعلامة (صلى).
المناقشة والموازنة:
اختلاف التوجيه النحوي نتج عنه اختلاف أوجه الوقف على قوله (فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً) كما يلي:
  1. من يرى أن جملة « ولهم عذاب أليم » معطوفة على جملة ( فزادهم الله مرضا) ، وهي مستقلة عن الأخرى، فيكون الوقف كافيا، لاستمرار الكلام عن المنافقين وهو اختيار الداني والأشموني، واختيار ابن الأنباري للوقف الحسن، وهو عنده برتبة الكافي.
  2. ومن يرى أن جملة « ولهم عذاب أليم» مستقلة، باعتبار أن الجملة الأولى وهي قوله: ( فزادهم الله مرضا) في الدنيا، أما الجملة الثانية وهي قوله: ( ولهم عذاب أليم) فهي في الآخرة، وبذلك تكون الجملتين مختلفتين، فيوجه الوقف بالتام وهو اختيار النحاس ، وتكون وبذلك تنقطع العلاقة لفظا ومعنى.
القول الراجح:
والراجح أن يكون الوقف كافيا للأسباب التالية:
  1. اختلاف الجملتين واستقلال كل جملة عن الأخرى.
  2. للابتداء بعده بالنفي في قوله (وما يخدعون) بعد الأخبار.
  3. أنه اختيار أكثر علماء الوقف والابتداء.

[1] إعراب القرآن محي الدين درويش: 1/32، وإعراب القرآن للدعاس: 1/10
[2] الجدول 1/50 والمجتبى في مشكل القرآن 1/8
[3] إعراب القرآن محي الدين درويش: 1/32.
[4] المكتفى: 1/ 19، منار الهدى مع المقصد: 83
[5] القطع والائتناف : 38
[6] الإيضاح: 1/ 497
[7] منار الهدى مع المقصد: 83
البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش
 
يتابع
النموذج الثاني: عطف جملتين مختلفتين والوقف حسن


الوقف على قوله:{مِنْ أنبائها} من قوله تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا (ج) وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} [الأعراف: 101]
الوقف على (نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا) يكون بالنظر إلى إعراب جملة : (وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم)
التوجيه النحوي:
اختلف النحويون في توجيه إعراب جملة « وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم » على قولين.
الأول: معطوفة على جملة « نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا » لا محل لها
الثاني: مستأنفة: لا محلّ لها جواب قسم مقدّر..وجملة القسم المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة [1].
الثالث: تحتمل العطف والاستئناف، قال السمين الحلبي: (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) الواو استئنافية أو عاطفة، واللام جواب قسم محذوف [2]
توجيه علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الوقف على (أَنبَآئِهَا) على أقوال:
الأول: حسن، وهو قول ابن الأنباري والأنصاري، والأشموني وعلل الأخير ذلك بقوله: « حسن، ومثله «بالبينات»؛ لعطف الجملتين المختلفتين؛ لأنَّ ضمير «فما كانوا ليؤمنوا إلَّا» أهل مكة، وضمير «جاءتهم» للأمم السابقة، مع أنَّ الفاء توجب الاتصال، وكذا «من قبل».[3]
الثاني: جائز عند السجاوندي لعطف الجملتين المختلفتين. [4]
الثالث: قطع كاف، عند النحاس [5]
الرابع: تام عند الداني [6]
توجيه المصاحف: عموم المصاحف رمزت لهذا الموضع بعلامة (ج).
المناقشة والموازنة:
اختلاف توجيهات الإعراب ترتب عليه اختلاف أوجه الوقف والابتداء كما يلي:
  1. من يرى أن جملة « وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ » معطوفة على الجملة المستأنفة « نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا » فالوقف جائز وهو اختيار السجاوندي، أو حسن وهو اختيار ابن الأنباري، والأشموني، والحسن عندهما ملحق بالكافي.
  2. ومن يرى أن الجملة مستأنفة لا محلّ لها جواب قسم مقدّر..وجملة القسم المقدّر لا محلّ لها مع اتصال المعنى اعتبر الوقف كافيا وهو اختيار النحاس والداني.
القول الراجح:
والراجح أن يكون الوقف كافيا للأسباب التالية:
  1. اختلاف الجملتين واستقلال كل جملة عن الأخرى، مع اتصال المعنى عن أهل القرى.
  2. أنه اختيار أكثر علماء الوقف والابتداء.
  3. الابتداء ب( قد) التي تفيد التحقيق.
  4. أنه اختيار المصاحف للزمز (ج)، التي تعبر عن الوقف الكافي.

[1] الجدول 9/ 23 والمجتبى في مشكل القرآن 1/8
[2] الدر المصون: 3/ 416
[3] الإيضاح: 661، ومنار الهدى مع المقصد: 305
[4] علل الوقوف: 506 .
[5] القطع والائتناف : (258)
[6] المكتفى: 274

البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء
 
يتابع أثر عطف الجمل على الوقف والابتداء

النموذج الثالث: عطف جملتين متفقتين
والوقف حسن


الوقف على قوله:{وَالَّذِينَ آَمَنُوا} [9] من قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ }البقرة: 9.
الوقف على (آمنوا) يكون بالنظر إلى إعراب جملة : وما يخدعون..
التوجيه النحوي:
اختلف النحويون في توجيه إعراب جملة « وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم » على أقوال.
الأول: مستأنفة، قاله النحاس: (وما يَخْدَعُونَ ولا موضع لها من الإعراب ) [1]
الثاني: «ما يخدعون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخادعون [2]
الثالث: معطوفة على الجملة المستأنفة « يُخَادِعُونَ اللّهَ » لا محل لها[3]
توجيه علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الوقف على (آمنوا) على أقوال:
الأول: جائز عند السجاوندي، قال: «لعطف الجملتين المتفقتين مع ابتداء النفي»[4].
الثاني: كاف عند النحاس، والداني[5].
الثالث: حسن عند ابن الأنباري والأشموني، قال: نفس تعليل السجاوندي[6].
الرابع: تام ، وهو قول الأنصاري ، قال: (والذين آمنوا تام ) [7].

توجيه المصاحف:
لم يشر في مصحف المدينة برمز لهذا الموضع.
المناقشة والموازنة:
اختلاف التوجيه النحوي ترتب عليه اختلاف أوجه الوقف على قوله ( والذين أمنوا) كما يلي:
  1. من يرى أن جملة «وما يخدعون ... » معطوفة على الجملة المستأنفة « يُخَادِعُونَ اللّهَ » فالوقف جائز وهو اختيار السجاوندي، أو حسن وهو اختيار ابن الأنباري، والأشموني، والحسن عندهما ملحق بالكافي.
  2. ومن يرى أن الجملة مستأنفة مع اتصال المعنى فالوقف كاف وهو اختيار النحاس والداني، باعتبار استقلال كل جملة عن الأخرى، فالأولى: (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا) عن حقيقتهم وهو خداعهم للمؤمنين، والثانية: (وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم) حكم عليهم.
  3. ومن يرى أنها في محلّ نصب حال من فاعل يخادعون على تقدير: حال كونهم مخادعين لله وللؤمنين، فلا وقف عنده للتعلق اللفظي بين الحال وصاحبه.
القول الراجح:
والراجح أن يكون الوقف كافيا مع أولوية الوصل، ويناسب ذلك وضع علامة ( صلى) على ( آمنوا) والتي تعنى جواز الوقف والوصل، مع أولوية الوصل للأسباب التالية:
  1. استقلال كل جملة عن الأخرى مع اتصال المعنى عن المنافقين.
  2. الابتداء بعده بالنفي في قوله (وما يخدعون) بعد الأخبار.
  3. أنه اختيار أكثر علماء الوقف والابتداء

[1] إعراب القرآن للنحاس: 1/29
[2] الجدول 1/ 48.والمجتبى في مشكل القرآن 1/7، وإعراب القرآن للدعاس: 1/11
[3] الجدول 1/ 48.
[4] علل الوقوف: 182
[5] القطع والائتناف : (37)، و المكتفى: 1/ 19
[6] الإيضاح: 1/ 497 و منار الهدى مع المقصد: 83
[7] منار الهدى مع المقصد: 83

البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء ـ جمال القرش
 
تابع أثر عطف الجمل على الوقف والابتداء
النموذج الرابع : عطف جملتين متفقتين والوقف جائز.


الوقف على قوله: { بِالْغَيْبِ } [3]، و {الصَّلَاةَ} [3] من قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3}
التوجيه النحوي:
جملة «يقيمون الصلاة.، » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة، وجملة: «ينفقون..» لا محل لها معطوفة على جملة يؤمنون بالغيب[1]
توجيه علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الوقف على { بِالْغَيْبِ } [3]، و {الصَّلَاةَ} [3] على أقوال:
الأول: الوقف عليها حسن عند ابن الأنباري وعلل ذلك بقوله: (لأن ما بعده نسق عليه)[2]
الثاني: الوقف عليهما جائز عند الأنصاري قال: (الذين يؤمنون بالغيب جائز وكذا ويقيمون الصلاة) [3] وجائز عند الأشموني قال: «جائزان، والأولى وصلهما لعطف «يقيمون الصلاة» على «يؤمنون».[4]
الثالث: لا وقف عند ابن النحاس للعطف ولم يذكر الداني والسجاوندي وقفا [5]
توجيه المصاحف: لم يشر إليه مصحف المدينة بعلامة في المصحف.
المناقشة والموازنة:
اختيار ابن الأنباري الوقف الحسن للعطف على ما قبلهما، واختيار الأنصاري والأشموني بالوقف الجائز، كذلك للعطف، والجائز عندهما برتبة الحسن الذي لا يبتدأ بما بعده، ولم ير ابن النحاس الوقف للعطف، وهذا إجماع بين علماء الوقف على حسن الوقف وعدم الابتداء بما بعده
2-الوقف على قوله: {ونأى بجانبه} من قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ(صلى) وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً }[الإسراء: 83].
التوجيه النحوي:
إعراب جملة « وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يسأم[6].
توجيه علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الوقف على (ونأى بجانبه) كما يلي:
الأول: جائز، عند السجاوندي، لعطف جملتي الشرط[7]، و جائز عند الأشموني: قال: «جائز عند بعضهم، والأولى وصله؛ لعطف جملة الظرف على الجملة قبلها».[8]
الثاني: لم يذكر ابن الأنباري ، والنحاس، والداني، والأنصاري وقفا[9]
توجيه المصاحف: عموم المصاحف رمزت لهذا الموضع بعلامة (صلى).
المناقشة والموازنة:
اختار السجاوندي والأشموني للوقف الجائز، لعطف جملتي الشرط، والجائز عند السجاوندي برتبة الكافي ، والجائز عند الأشموني برتبة الحسن .
القول الراجح: والراجح أن يكون الوقف كافيا لعطف الشرط، فالجملة الأولى تتكلم عن حال الإنسان الكافر إذا أنعم الله عليه ، والثانية ، تتكلم عن حال الإنسان الكافر إذا مسه الشر.
3- الوقف على {فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} من قوله تعالى: {مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ (صلى) وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ }الروم44 .
التوجيه النحوي:
إعراب جملة « وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة[10].
توجيه علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الوقف على (كُفْرُهُ) على أقوال:
الأول: جائز عند السجاوندي لعطف جملتي الشرط[11].
الثاني: حسن، عند الأشموني، قال: « حسن، لعطف جملتي الشرط». [12]
الثالث: لم يذكر ابن الأنباري، والنحاس، والداني، والأنصاري .[13]
المناقشة والموازنة:
توجيه المصاحف: عموم المصاحف رمزت لهذا الموضع بعلامة (صلى).
اختار السجاوندي للوقف الجائز الذي هو برتبة الكافي، ، لعطف جملتي الشرط، واختار الأشموني الوقف الحسن الذي هو برتبة الكافي لنفس العلة.
القول الراجح: والراجح أن يكون الوقف كافيا لعطف جملتي الشرط، فالجملة الأولى تتكلم عن جزاء من كفر والثانية ، تتكلم عن جزاء من عمل صالحا.
[1] الجدول: 1/36 و وإعراب القرآن للدعاس: 1/9
[2] الإيضاح: (491)
[3] منار الهدى مع المقصد: 77
[4]منار الهدى مع المقصد: 1/ 56
[5] القطع والائتناف : والمكتفى: 159 34، وعلل الوقوف: 176.
[6] الجدول: 25/10، و وإعراب القرآن للدعاس: 1/9، والمجتبى في مشكل القرآن 3/ 1129
[7] علل الوقوف: 650 .
[8] منار الهدى مع المقصد: 456
[9] الإيضاح: 755، والمكتفى: 362 والقطع والائتناف :381، و منار الهدى مع المقصد: 456
[10] الجدول: 25/10، و وإعراب القرآن لمحي الدين: 7/509
[11] علل الوقوف: 2/801
[12] منار الهدى مع المقصد: 602
[13] الإيضاح: 834،، و المكتفى: 449، والقطع والائتناف (525)، منار الهدى مع المقصد: 602
البحث من كتاب / مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء . جمال القرش

برامج منوعة على الفيس بوك
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10220037190019846&id=12267748 98[/URL]
 
عودة
أعلى