أحمد الفقيه
New member
- إنضم
- 24/06/2007
- المشاركات
- 90
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
اختلف المعربون والمفسرون في إعراب ( رسولا ) في قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) ) [الطلاق: 8 - 11]
وهذا الخلاف فيما يظهر مبني على الخلاف في معنى الذكر والرسول في الآية .
فأما الذكر فقد اختلف في المراد به على أربعة أقوال :
1- أن يكون المراد به ( القرآن ) ، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ) [فصلت: 41] ، وقوله تعالى : (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) ) [طه: 99، 100] ، وقوله تعالى : (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) [الحجر: 6] ، وقوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (9) [الحجر: 9] ، وقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) ) [الأنبياء: 105، 106]، وقوله تعالى : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) ) [ص: 1] وقوله تعالى : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) ) [ص: 8]، وقوله تعالى : (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)) [القلم: 51، 52] ، وتفسير ابن عباس كما جاء في تنوير المقباس من تفسير ابن عباس أنه قال : ( {رَّسُولاً} ذكرا مَعَ الرَّسُول )
1- أن يكون المراد به ( القرآن ) ، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ) [فصلت: 41] ، وقوله تعالى : (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) ) [طه: 99، 100] ، وقوله تعالى : (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) [الحجر: 6] ، وقوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (9) [الحجر: 9] ، وقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) ) [الأنبياء: 105، 106]، وقوله تعالى : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) ) [ص: 1] وقوله تعالى : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) ) [ص: 8]، وقوله تعالى : (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)) [القلم: 51، 52] ، وتفسير ابن عباس كما جاء في تنوير المقباس من تفسير ابن عباس أنه قال : ( {رَّسُولاً} ذكرا مَعَ الرَّسُول )
2-أن يكون المراد به ( الرسول ) ويدل على هذا المعنى قراءة من قرأ ( قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولٌ ) بالرفع على إضمار "هو" ، فيكون الذكر هاهنا وصف للنبي صلى الله عليه وسلم كما أن الكلمة وصف لعيسى عليه السلام ، وقد يقال إن الرسول عليه الصلاة والسلام وصف بالنور في قوله تعالى :{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)} [المائدة: 15] ولكن عند التأمل في ذكر النور في كتاب الله تجد أنها تكون بمعنى القرآن ، يدلك على هذا قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } [النساء: 174] {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)} [الشورى: 52]{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) } [التغابن: 8، 9] ولا يكون " النور " صفة للرسول عليه الصلاة والسلام إلا إذا ذكر قرن معها القرآن كما في الآية السابقة ، وليس "الذكر" كذلك .
3-أن يكون المراد به ( الشرف ) ، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) ) [الزخرف: 44، 45] ولكنه عند التأمل في سياق الآية يتضح أن الذكر هنا من صفات القرآن ، إذ يقول الحق سبحانه قال : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) ) فهو على هذا يؤول إلى المعنى الأول وهو القرآن الكريم ..
4-وأضاف أبو علي الفارسي أن يكون بمعنى الحدث ، وهذا قول لم يذكره أحد من السلف .
وأما الرسول فقد اختلف في المراد به على أربعة أقوال :
1- أن يكون المراد به محمدا صلى الله عليه وسلم
2- أن يكون المراد به جبريل عليه السلام
3- أن يكون المراد به الرسالة ، ومن مجيءِ «رسول» بمعنى رسالة قوله:
لقد كَذَبَ الواشُون ما فُهْتُ عندهمْ بِسِرٍّ ولا أَرْسَلْتُهُمْ برسولِ
4- أن يكون فعول بمعنى مفعول أي مرسل .
1- أن يكون المراد به محمدا صلى الله عليه وسلم
2- أن يكون المراد به جبريل عليه السلام
3- أن يكون المراد به الرسالة ، ومن مجيءِ «رسول» بمعنى رسالة قوله:
لقد كَذَبَ الواشُون ما فُهْتُ عندهمْ بِسِرٍّ ولا أَرْسَلْتُهُمْ برسولِ
4- أن يكون فعول بمعنى مفعول أي مرسل .
فعلى هذا من رأى أن الذكر بمعنى الرسول جاز عنده في ( رسولا ) الأوجه الآتية :
القول الأول : أن يكون بدل كل من كل ، وهذا القول يشكل عليه أمران :
1-قوله (قد أَنْزَلَ اللَّهُإِلَيْكُمْ ذِكْرًا ) ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينزل من السماء إلا إن قيل : إن المراد بالرسول جبريل عليه السلام ، ويدل على هذا قوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ) ولكن هذا المعنى بعيد لأن سياق الآية يردها ، وذلك في قوله تعالى : (يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) وجبريل عليه السلام لم يتل القرآن على المؤمنين وإنما تلاه عليهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو يقال إن الإنزال بمعنى الإحداث والإنشاء، كقوله تعالى : ( وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) [الزمر/ 6] ، ( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) [الحديد/ 25] {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} [الأعراف: 26] وإن كان إنزال الحديد قد يحمل على معناه الحقيقي كما ورد عن عكرِمة عن ابن عباس، قال: ثلاثة أشياء نزلت مع آدم صلوات الله عليه: السندان والكلبتان، والميقعة، والمطرقة. ، ومع ذلك لم تحمل ( أنزلنا ) في الآيات السابقة على أرسلنا أو أظهرنا !!
أو قيل : إن الإنزال على حقيقته وسمي به الرسول صلى الله عليه وسلم لكثرة ملازمته له ، وفيه على هذا مبالغة له ، فهو يعمل به ، وبطاعة أوامره ، فكأنه صلى الله عليه وسلم لامتثاله ما في القرآن صار ذكرا كالقرآن، فالقرآن ذكر، والرسول صلى الله عليه وسلم لتطبيقه ما في القرآن وتبليغه أيضا ذكر، وعلى هذا يجوز في هذا الوجه أن يكون : (رسولا) عطف بيان لـ(ذكرا) على القول الكوفي كما ذهب إليه الطبري ، ويؤخذ على هذا القول أن الأصل في الكلام حمله على الحقيقة ، وأن مجيء عطف البيان في النكرات فيه خلاف ...
2-أن ( ذكرا ) نهاية آية ، و(رسولا ) بداية آية أخرى مما يدل على أن البدل بعيد هنا إلا أن هذا قد يردّ بما جاء في سورة البقرة في قوله تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) } فقوله تعالى : ( في الدنيا والآخرة ) متعلقة بما قبلها وهي بداية آية .
القول الأول : أن يكون بدل كل من كل ، وهذا القول يشكل عليه أمران :
1-قوله (قد أَنْزَلَ اللَّهُإِلَيْكُمْ ذِكْرًا ) ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينزل من السماء إلا إن قيل : إن المراد بالرسول جبريل عليه السلام ، ويدل على هذا قوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ) ولكن هذا المعنى بعيد لأن سياق الآية يردها ، وذلك في قوله تعالى : (يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) وجبريل عليه السلام لم يتل القرآن على المؤمنين وإنما تلاه عليهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو يقال إن الإنزال بمعنى الإحداث والإنشاء، كقوله تعالى : ( وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) [الزمر/ 6] ، ( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) [الحديد/ 25] {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} [الأعراف: 26] وإن كان إنزال الحديد قد يحمل على معناه الحقيقي كما ورد عن عكرِمة عن ابن عباس، قال: ثلاثة أشياء نزلت مع آدم صلوات الله عليه: السندان والكلبتان، والميقعة، والمطرقة. ، ومع ذلك لم تحمل ( أنزلنا ) في الآيات السابقة على أرسلنا أو أظهرنا !!
أو قيل : إن الإنزال على حقيقته وسمي به الرسول صلى الله عليه وسلم لكثرة ملازمته له ، وفيه على هذا مبالغة له ، فهو يعمل به ، وبطاعة أوامره ، فكأنه صلى الله عليه وسلم لامتثاله ما في القرآن صار ذكرا كالقرآن، فالقرآن ذكر، والرسول صلى الله عليه وسلم لتطبيقه ما في القرآن وتبليغه أيضا ذكر، وعلى هذا يجوز في هذا الوجه أن يكون : (رسولا) عطف بيان لـ(ذكرا) على القول الكوفي كما ذهب إليه الطبري ، ويؤخذ على هذا القول أن الأصل في الكلام حمله على الحقيقة ، وأن مجيء عطف البيان في النكرات فيه خلاف ...
2-أن ( ذكرا ) نهاية آية ، و(رسولا ) بداية آية أخرى مما يدل على أن البدل بعيد هنا إلا أن هذا قد يردّ بما جاء في سورة البقرة في قوله تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) } فقوله تعالى : ( في الدنيا والآخرة ) متعلقة بما قبلها وهي بداية آية .
والقول الثاني : أن يكون مفعولا به على تقدير : أعني
والكلام ليس بملتبس حتى يقدر : أعني .
والكلام ليس بملتبس حتى يقدر : أعني .
ومن رأى أن الذكر بمعنى القرآن جاز عنده في إعراب ( رسولا ) ما يلي :
القول الأول : أن يكون بدل كل من كل ، حذف المبدل منه وناب المضاف إليه منابه ، أي: " ذا ذكر رسولا " ثم حذف المضاف وناب المضاف إليه (ذكر) مكانه ، أو يكون التقدير : ، ونظير حذف المضاف وإنابة المضاف إليه قوله تعالى:" اسأل القرية" ، أي : اسأل أهل القرية .
وحذف المضاف فيما يظهر لي متكلف هنا وليس بنظير ( واسأل القرية )
والقول الثاني : أن يكون أيضا بدل كل من كل على أن يكون الرسول بمعنى الرسالة ، وهذا القول مشكل ، لقولُه تعالى : «يَتْلُو عليكم» ، لأنَّ الرسالةَ لا تَتْلوا إلاَّ بمجازٍ ، فيكون فاعل (يتلو) يعود على الرسول المراد به الكتاب أي القرآن أي: أن القرآن نفسه يتلو عليهم ، والأصل حمل الكلام على حقيقته لا مجازه .
والقول الثالث : أن يكون بدل اشتمال ، إذ الذكر أي القرآن مشتمل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن قيل أين الضمير الذي يعود على المبدل منه ، يُجاب بأنه قد يحذف الضمير ويقدر ، وقد ورد ذلك في قوله تعالى:"قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴿4﴾ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ " . أراد ناره ، وحذف الضمير ، وتقديره هنا : رسولا منهم ....
والقول الرابع : أن يكون مفعولا به على إضمار فعل ، واختلفوا في تقديره :
فقدره ابن عطية بـ( بعث) إذ يقول : وأبين الأقوال عندي معنى أن يكون الذكر للقرآن والرسول محمد، والمعنى بعث رسولا، لكن الإيجاز اقتضى اختصار الفعل الناصب للرسول ونحا هذا المنحى السدي ..
وقدره مكي وأبو البقاء بـ( وأرسل ) رسولا ، وزاد مكي : (تَذكرُوا) رَسُولا أَو (فَذكر رَسُولا ) ، وقدره الكرماني : قد أنزل الله إليكم ذكراً آتاه رسولاً.
وتقدير الكرماني هو أوضحها عندي .
والقول الخامس : أن يكون منصوبا على الإغراء
أَي : اتبعُوا رَسُولا أَو الزموا رَسُولا
وهذا القول يرده السياق ، لأن سياق الآية سياق من على المؤمنين ، وليس سياق إلزام وحث حتى يكون إغراء !
والقول السادس : أن يكون صفة لموصوف محذوف تقديره : " ذكرا ذا رسول" ، وحذف الصفة وإقامة الموصوف مقامها يقول فيها ابن جني : (حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه على كل حال قبيح وهو في بعض الأماكن أقبح منه في بعض ) .
والقول السابع : أن يكون حالا للذكر ، فيكون ( رسولا ) فَعُول بمعنى مَفْعُول أي مُرْسَل، ومجيء فَعُول بمعنى مَفْعُول قليلٌ في العربية .
والقول الثامن : أن يكون منصوبا على نزع الخافض ، والتقدير "على رسول" إلا أنه ليس بمطرد إلا مع أن وأنّ .
القول الأول : أن يكون بدل كل من كل ، حذف المبدل منه وناب المضاف إليه منابه ، أي: " ذا ذكر رسولا " ثم حذف المضاف وناب المضاف إليه (ذكر) مكانه ، أو يكون التقدير : ، ونظير حذف المضاف وإنابة المضاف إليه قوله تعالى:" اسأل القرية" ، أي : اسأل أهل القرية .
وحذف المضاف فيما يظهر لي متكلف هنا وليس بنظير ( واسأل القرية )
والقول الثاني : أن يكون أيضا بدل كل من كل على أن يكون الرسول بمعنى الرسالة ، وهذا القول مشكل ، لقولُه تعالى : «يَتْلُو عليكم» ، لأنَّ الرسالةَ لا تَتْلوا إلاَّ بمجازٍ ، فيكون فاعل (يتلو) يعود على الرسول المراد به الكتاب أي القرآن أي: أن القرآن نفسه يتلو عليهم ، والأصل حمل الكلام على حقيقته لا مجازه .
والقول الثالث : أن يكون بدل اشتمال ، إذ الذكر أي القرآن مشتمل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن قيل أين الضمير الذي يعود على المبدل منه ، يُجاب بأنه قد يحذف الضمير ويقدر ، وقد ورد ذلك في قوله تعالى:"قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴿4﴾ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ " . أراد ناره ، وحذف الضمير ، وتقديره هنا : رسولا منهم ....
والقول الرابع : أن يكون مفعولا به على إضمار فعل ، واختلفوا في تقديره :
فقدره ابن عطية بـ( بعث) إذ يقول : وأبين الأقوال عندي معنى أن يكون الذكر للقرآن والرسول محمد، والمعنى بعث رسولا، لكن الإيجاز اقتضى اختصار الفعل الناصب للرسول ونحا هذا المنحى السدي ..
وقدره مكي وأبو البقاء بـ( وأرسل ) رسولا ، وزاد مكي : (تَذكرُوا) رَسُولا أَو (فَذكر رَسُولا ) ، وقدره الكرماني : قد أنزل الله إليكم ذكراً آتاه رسولاً.
وتقدير الكرماني هو أوضحها عندي .
والقول الخامس : أن يكون منصوبا على الإغراء
أَي : اتبعُوا رَسُولا أَو الزموا رَسُولا
وهذا القول يرده السياق ، لأن سياق الآية سياق من على المؤمنين ، وليس سياق إلزام وحث حتى يكون إغراء !
والقول السادس : أن يكون صفة لموصوف محذوف تقديره : " ذكرا ذا رسول" ، وحذف الصفة وإقامة الموصوف مقامها يقول فيها ابن جني : (حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه على كل حال قبيح وهو في بعض الأماكن أقبح منه في بعض ) .
والقول السابع : أن يكون حالا للذكر ، فيكون ( رسولا ) فَعُول بمعنى مَفْعُول أي مُرْسَل، ومجيء فَعُول بمعنى مَفْعُول قليلٌ في العربية .
والقول الثامن : أن يكون منصوبا على نزع الخافض ، والتقدير "على رسول" إلا أنه ليس بمطرد إلا مع أن وأنّ .
ومن رأى أن الذكر بمعنى الشرف جاز عنده في إعراب ( رسولا ):
أن يكون بدل كل من كل ، على حذف المبدل منه وناب المضاف إليه منابه ، أي: ذِكْرًا شَرَفَ رَسُولٍ، أَوْ ذِكْرًا ذِكْرَ رَسُولٍ؛ وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالذِّكْرِ الشَّرَفَ، وَقَدْ أَقَامَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَ الْمُضَافِ، ونظير حذف المضاف وإنابة المضاف إليه قوله تعالى:" اسأل القرية" ، أي : اسأل أهل القرية .
وحذف المضاف أيضا هنا فيما يظهر لي متكلف وليس بنظير ( واسأل القرية )
أن يكون بدل كل من كل ، على حذف المبدل منه وناب المضاف إليه منابه ، أي: ذِكْرًا شَرَفَ رَسُولٍ، أَوْ ذِكْرًا ذِكْرَ رَسُولٍ؛ وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالذِّكْرِ الشَّرَفَ، وَقَدْ أَقَامَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَ الْمُضَافِ، ونظير حذف المضاف وإنابة المضاف إليه قوله تعالى:" اسأل القرية" ، أي : اسأل أهل القرية .
وحذف المضاف أيضا هنا فيما يظهر لي متكلف وليس بنظير ( واسأل القرية )
ومن رأى أن الذكر بمعنى الحدث جاز عنده في إعراب ( رسولا ):
أن يكون مفعولا به للمصدر ، يقول أبو علي الفارسي : قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا فيكون: رسولا معمول المصدر، والتقدير: أن ذكر رسولا أي: ذكر رسولا لأن يتبعوه، فيهتدوا بالاقتداء به، والانتهاء إلى أمره، وذلك نحو قوله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ [الأعراف/ 157] إلى قوله أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف/ 157] ، ويقول مكي : قيل هُوَ نصب بِذكر لِأَنَّهُ مصدر يعْمل عمل الْفِعْل تَقْدِيره قد أنزل الله اليكم أَن تَذكرُوا رَسُولا
وهذا المعنى بعيد في هذه الآية ، إذ السياق لا يدل عليها
أن يكون مفعولا به للمصدر ، يقول أبو علي الفارسي : قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا فيكون: رسولا معمول المصدر، والتقدير: أن ذكر رسولا أي: ذكر رسولا لأن يتبعوه، فيهتدوا بالاقتداء به، والانتهاء إلى أمره، وذلك نحو قوله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ [الأعراف/ 157] إلى قوله أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف/ 157] ، ويقول مكي : قيل هُوَ نصب بِذكر لِأَنَّهُ مصدر يعْمل عمل الْفِعْل تَقْدِيره قد أنزل الله اليكم أَن تَذكرُوا رَسُولا
وهذا المعنى بعيد في هذه الآية ، إذ السياق لا يدل عليها
والذي يظهر لي أن معنى الذكر في كتاب الله إنما هو بمعنى القرآن ، والمراد بالرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا يكون إعراب ( رسولا ) مفعولا به لفعل محذوف تقديره : آتاه رسولا .
فما يقول أعضاء المنتدى الكرام في ذلك ؟ ؟