أثر القراءات في تفسير سورة يوسف من خلال البحر المحيط

إنضم
01/03/2006
المشاركات
144
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :
الحمد لله نؤمن بكتابه المنزل وبنبيه المرسل ، والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

القراءات القرءانية ، مع كونها تمثل تيسيراً على الأمة بشكل عام ، تشكل أيضاً تربة خصبة لتعدد التفاسير وتنوعها ، حيث تفتح الأفاق أمام المفسر لاستنباط التفسير من خلال القراءات المتعددة.
ومن أبرز من ظهر في هذا المجال الإمام أبو حيان الأندلسي، من خلال كتابه البحر المحيط، حيث أجاد في توجيه القراءات وتفسير الآيات وفقاً لهذه القراءات المتعددة.
ولقد كلفني فضيلة الدكتور عبد الرحمن الجمل بعرض أثر القراءات على تفسير سورة يوسف من خلال البحر المحيط، وهذا جهد المقل
ترجمت بدايةً للإمام أبي حيان الأندلسي، ومن ثم ذكرت بعض مصنفاته ومن ثم منهجيته في التفسيرية وذلك حتى تكون ترجمته وافية كماحرصت فيه على ذكر مواطن تعدد القراءات التي تؤثر في تفسير السورة، معرضاً عن المواطن التي لا تشكل رافداً لتنوع التفسير ، مثل أن تكون اللفظة الواحدة تقرأ بعدة قراءات بمعنى واحد، وذلك حرصاً مني على الموضوعية المرجوة من البحث.

والله تعالى أسأل أن يقبل مني العمل وأن يغفر لي الزلل إنه ولي ذلك والقادر عليه


الطالب عدنان أحمد البحيصي




الباب الأول
ويضم التعريف بأبي حيان و بأهم مصنفاته وبمنهجيته في تفسيره البحر المحيط

أولاً : التعريف بأبي حيان الأندلسي

هو محمد بن يوسف ولد عام 564هـ في بلاد الأندلس ، وهو الإمام الحافظ شيخ العربية والأدب والقراءات مع العدالة والثقة، تعلم القراءات السبع في بلده ، ثم قدم إلى مصر يكتب ويعلم ويقرئ وقرأ عليه خلق كثير.
قال الذهبي : "مع براعته الكاملة في العربية له اليد الطولى في الفقه والآثار والقراءات واللغات ، وله مصنفات في القراءات والنحو، وكان فخر أهل مصر في زمانه، كما نظم القراءات السبع في لامية سماها " عقد اللآليء" خالية من الرموز وجعل عليها نكتاً مفيدة، ونظم قراءة يعقوب وشرح التسهيل شرحاً جليلاً ، وألف كتاب ارتشاف العذب من لسان العرب وشرح نحو نصف ألفية ابن مالك في مجلدين، ومن أروع ما كتب تفسيره البحر المحيط في عشر مجلدات كبار ، واختصره في ثلاثة سماه النهر، ونظمه في غاية الحسن مع الدين الخير وتوفي سنة745هـ بالقاهرة ودفن فيها "(1)
أما عن مذهبه الفقهي فقد كان مالكياً ثم أصبح شافعياً (2)، وكان سلفي العقيدة ، قال عنه الحافظ :" وكان عرياً من الفلسفة بريئاً من الاعتزال متمسكاً بطريقة السلف " وقال :" وكان صدوقاً حجة ثبتاً سالماً في العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم " (3)
كان لنشأته في غرناطة أثر طيب فيه ، حيث حلقات العلم في شتى الفنون والعلوم.
وأثر أبو حيان في أولاده، فأبنته نضار كانت شاعرة أديبة فاضلة، وكان أبوها يثني عليها خيراً ، وكان حيان ابنه دونها في الأدب والعلم، ولما ماتت نضار كتب أبوها كتاباً أسماه " النضار في المسلاة عن نضار " وكتابه هذا ترجمة لحياتها رحمها الله.

















ثانياً : مصنفاته:

له من المصنفات في كثير من العلوم والفنون الكثير، نذكر على سبيل المثال منها :
1. في التفسير : البحر المحيط واختصره في النهر الماد
2. في القراءات: الحلل الحالية في أسانيد القراءات العالية
3. في الفقه : الإعلام بأركان الإسلام
4. في النحو : الهداية في النحو
وغير ذلك كثير ، فقد أثرى المكتبة الإسلامية في القراءات بما يربو عن عشرات المصنفات، وفي النحو بما يقارب العشرين وكذلك في الفقه ، فرحمه الله وأجزل له المثوبة







ثالثاً : منهجيته في تفسيره البحر المحيط

1. موقفه من التفسير بالمأثور : الإمام أبو حيان من المتمسكين في التفسير بالمأثور، الرافضين للتفسير الباطني، يظهر ذلك جلياً في قوله : " وتركت أقوال الملحدين الباطنية المخرجين الألفاظ العربية عن مدلولاتها إلى هذيان افتروه على الله وعلى علي كرم الله تعالى وجهه وعلى ذريته ..."(1)
وهو من تمسكه بالمأثور، إلا أن للتفسير بالرأي من كتابه نصيب كبير، إذ كثيراً ما يوضح معاني الآيات بأقوال علماء البلاغة والنحو.
أما التفسير الصوفي، فقد التزم أبو حيان بتجنب أقاويل الصوفية التي تحمل الألفاظ ما لا تحتمل، مع إلمامه بشيء من كلام الصوفية بما فيه بعض مناسبة لمدلول اللفظ(2)
2. موقفه من المسائل الفقهية : ينقل أبو حيان أقوال الفقهاء الأربعة وغيرهم عند تفسيره لآيات الأحكام، وفي ذلك يقول رحمه الله تعالى :" ناقلاً أقاويل الفقهاء الأربعة وغيرهم في الأحكام الشرعية مما فيه تعلق اللفظ القرءاني، محيلاً على الدلائل التي في كتب الفقه"(3)
غير أنه رحمه الله لا يكثر التوسع في المسائل الفقهية وإنما يحيل القارئ إلى مصادرها من كتب الفقه.
3. موقفه من الشعر العربي: يستدل بالكثير من الشعر العربي، إلا أنه يبتعد عن الشعر الركيك الضعيف ويقول في ذلك :" إذ كلام الله أفصح الكلام فلا يجوز فيه جميع ما يجوزه النحاة في شعر الشماخ والطرماخ وغيرهما من سلوك التقارير البعيدة والتراكيب القلقة والمجازات المعقدة"(1)
4. موقفه من الإسرائيليات : مع كونه عالماً بالإنجيل والتوراة، إلا أنه مقل في ذكر الإسرائيليات في تفسيره، وإن ذكر بعضها على سبيل الرد والتفنيد.
5. موقفه من أسباب النزول : يحرص على المجيء بأسباب النزول متى وجدت ، ويقول في ذلك :" ثم أشرع في تفسير الآية ذاكراً سبب نزولها إذا كان لها سبب"(2)
6. موقفه من النسخ : من القائلين بالنسخ والمهتمين به، ويعتبر الناسخ والمنسوخ من أهم العلوم التي ينبغي للمفسر أن يحوز عليها.
7. موفقه من علم المناسبة : يهتم بها متى وجدت من غير تكلف، ويهتم بترابط الآيات ببعضها البعض.

الباب الثاني
ويضم التعريف بسورة يوسف وسبب نزولها و من ثم ذكر مواطن تعدد القراءات فيها

أولاً : التعريف بسورة يوسف
تروي لنا هذه السورة قصة نبي الله يوسف عليه السلام، ومحنته ومنحته، وهي مكية ، وقال ابن عباس وقتادة إلا ثلاث آيات من أولها.

ثانياً : سبب نزولها :
قيل سبب نزولها أن الكفار أمرتهم اليهود أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السبب الذي أحل بني إسرائيل في مصر فنزلت السورة، وقيل سببه تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما كان يفعله به قومه، بما فعل أخوة يوسف به.(1)

ثالثاً : ذكر مواطن تعدد القراءات فيها :
تزخر سورة يوسف بهذه المواطن، غير أن ما سأورده سيقتصر بإذن الله تعالى على ما فيه فائدة تفسيرية ، لمعنى جديد للفظة القراءنية، وذلك مراعاةً للموضوعية في عنوان البحث وغرضه.


*وأول ما يطالعنا من هذه المواطن عند استقرائها في سورة يوسف لفظتي "يرتع ويلعب " في الآية الثانية عشر من السورة، حيث نخلص إلى عدة قراءات بعدة معان :
• يرتع ويلعب قراءة الجمهور
• وقرأ أبو رجاء يرتع ويلعب بحذف المفعول أي يرتع هو المواشي (1)
• يُرتع ويُلعب قراءة زيد بن علي ، بضم اليائين على أنهما للمجهول، وكأن أصله يرتع في غد ويلعب في غد ثم حذف(2)
• وقرأ النخعي نرتع ويلعب ، أي بإسناد الرعي لهم لكبرهم واللعب ليوسف وحده لصباه(3)
• وقرأ آخرون نرتع ونلعب ، بإسناد الفعل للجميع، وأختلف في معنى الرعي فقال مجاهد هي من المراعاة أي يراعي بعضنا بعضاً ، وقال ابن زيد من رعي الأبل
• وقرأ البعض بسكون العين فالمعنى نعم في خصب وسعة.
ونلحظ جلياً في تعدد القراءات تعدد المعاني التفسيرية لهاتين اللفظتين.


* لفظة : "تذهبوا به " في الآية الثالثة عشر
• قرأ الجمهور تذهبوا به ، أي أخوة يوسف فيحزن أبوهم لإبتعاد يوسف عنه فترة مكوثهم في المرتع والملعب
• وقرأ زيد بن علي تُذهبوا به بضم التاء وكسر الباء من أذهب رباعياُ(1)ً بمعنى تضيعوه وتفقدوه
* لفظة :" لتنبئنهم "في الآية الخامسة عشر
• قرأ الجمهور لتنبئنهم بتاء المخاطبة ، والمخاطب هو يوسف عليه السلام(2)
• وقرأ ابن عمر بياء الغيبة لينبئنهم أي سيخبرهم يوسف بما فعلوه
• وقرأ سلام بنون المتكلم لننبئنهم بمعنى أن الله تعالى سينبئهم بما كانوا يفعلون.
* لفظة : "شغفها " في الآية الثلاثين
• قرأ الجمهور شغفها أي بلغ حبه شغاف قلبها
• وقرأ آخرون شعفها أي جنت به لأن الشعف الجنون(3)
* لفظة : " بشراً " في الآية الواحدة والثلاثين
• قرأ الجمهور بشراً بمعنى إنسان
• وقرأ الحسن وغيره بشري بمعنى بمملوك من الشراء (4)

* لفظة :" يسجننه " في الآية الخامسة والثلاثين
• قرأ الجمهور ليسجننه أي النساء
• قرأ الحسن لتسجننه بالتاء على خطاب النساء للعزيز طالبات منه سجن يوسف عليه السلام(1)
* لفظة: " أمة " في الآية الخامسة والأربعين
• قرأ الجمهور بعد أمة أي بعد مدة طويلة
• قرأ العقيلي بكسر الهمزة أي بعد نعمة أنعم عليه بالنجاة من القتل (2)
* لفظة : "حيث يشاء" في الآية السادسة والخمسين
• قرأ الجمهور حيث يشاء والضمير عائد على يوسف
• وقرأ الحسن وابن كثير ونافع وابو جعفر حيث نشاء والضمير هنا يعود على الله أي حيث يشاء الله (3)
* لفظة : " نكتل " في الآية الثالثة والستين
• قرأ الجمهور نكتل ، بمعنى حتى لا يكون أخونا مانعاً لإكتيالنا
• قرأ آخرون يكتل بمعنى حتى لا نضيع كيل بعير أخينا .(4)


* لفظة :" سرق " في الآية الواحدة والثمانين
• قرأ الجمهور سرق ثلاثياً مبينا للفاعل
• قرأ ابن عباس والكسائي سُرق بتشديد الراء مبنياً للمفعول، لم يقطعوا عليه بالسرقة بل ذكر أنه نسب إلى السرقة
• قرأ الضحاك سارق اسم الفاعل وعلى اختلاف القراء هنا اختلف في تفسير قوله تعالى "إلا بما علمنا " فقال الزمخشري بما علمنا من سرقته وتيقنا لأن الصواع أخرج من وعائه، وقال ابن عطية أي وقولنا لك إن ابنك سرق إنما هي شهادة عندك بما علمناه من ظاهر ما جرى (1)
* لفظة : " روح " في الآية السابعة والثمانين
• قرأ الجمهور روح بالفتحة أي رحمته وفرجه وتنفيسه
• قرأ الحسن وقتادة من رُوح الله بضم الراء ، قال ابن عطية وكان معنى هذه القرآءة لا تيأسوا من حي معه روح الله الذي وهبه فإن من بقي روحه يرجى
• قال الزمخشري من روح الله بالضم أي من رحمته التي تحيا بها العباد، وقرأ أبي من رحمة الله




الخلاصة

سورة يوسف عليه السلام تزخر فيها مواطن تعدد القراءات، غير أن الكثير منها لا تفيد معنىً تفسيرياً جديداً، والبقية التي ذكرت في البحث هي التي وجدت بها فوائد تتعلق بالمعاني والتفسير، وهي هذه الألفاظ بالترتيب ( يرتع ويلعب ، تذهبوا به ، لتنبئنهم، شغفها، بشراً ، يسجننه، أمة ، حيث يشاء، نكتل ، سرق ، روح )
وقد ذكرت أوجه التعدد فيها واختلاف التفسير فيها، من غير نقل طويل من كتاب البحر المحيط حفاظاً على استخلاص الفائدة المرجوة من قول أبي حيان رحمه الله .

والإنسان عرضة للخطأ والنسيان، فأسأل الله أن يغفر لي الزلل وأن يقبل مني العمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.

هذا والله اعلم وأحكم
وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه




المراجع

أولاً : كتب التراجم
1. غاية النهاية في طبقات القراء ، الجزري، مكتبة المتنبي
2. نفح الطيب من غصن الأندلس الرّطيب للمقري. تحقيق إحسان عباس. دار صادر بيروت, 1968
3. الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة،الحافظ ابن حجر العسقلاني مكتبة مشكاة
ثانياً : كتب التفسير
1. البحر المحيط ، أبي حيان الأندلسي دار الكتب العلمية
2. فتح القدير ، للشوكاني ، دار الكتب العلمية
 
[align=center][align=center]جزاك الله عنا كل خير

ونفعك الله وايانا بما كتبته وبما قرأناه

لك كل شكري وتقديري

قتيبة [/align]
[/align]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
قلتم في ملخصكم الطيب:
سورة يوسف عليه السلام تزخر فيها مواطن تعدد القراءات، غير أن الكثير منها لا تفيد معنىً تفسيرياً جديداً، والبقية التي ذكرت في البحث هي التي وجدت بها فوائد تتعلق بالمعاني والتفسير، وهي هذه الألفاظ بالترتيب ( يرتع ويلعب ، تذهبوا به ، لتنبئنهم، شغفها، بشراً ، يسجننه، أمة ، حيث يشاء، نكتل ، سرق ، روح )
...... فهل هذا يعني أنكم تطرقتم لجوانب لغوية ،وإعجازية وظهر لكم ذلك، أم هو من خلال صورته عند الإمام أبي حيان وحده؟
أرجو التفضل علينا بارك الله فيكم ببيان ذلك. والله يحفظكم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
قلتم في ملخصكم الطيب:
سورة يوسف عليه السلام تزخر فيها مواطن تعدد القراءات، غير أن الكثير منها لا تفيد معنىً تفسيرياً جديداً، والبقية التي ذكرت في البحث هي التي وجدت بها فوائد تتعلق بالمعاني والتفسير، وهي هذه الألفاظ بالترتيب ( يرتع ويلعب ، تذهبوا به ، لتنبئنهم، شغفها، بشراً ، يسجننه، أمة ، حيث يشاء، نكتل ، سرق ، روح )
...... فهل هذا يعني أنكم تطرقتم لجوانب لغوية ،وإعجازية وظهر لكم ذلك، أم هو من خلال صورته عند الإمام أبي حيان وحده؟
أرجو التفضل علينا بارك الله فيكم ببيان ذلك. والله يحفظكم.

أخي الحبيب الأستاذ أمين الشنقيطي
بل هو من خلال صورته عند الإمام أبي حيان وحده


بوركتم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فبارك الله فيكم أخي الشيخ عدنان البحيصي، على جهودكم الطيبة في التعريف بأثر القراءات في التفسير،وعند أبي حيان خاصة،
وحبذا لوحاول الباحثون تقصي أثر القراءات في بقية السور،وبيان جميع ذلك في مؤلف واحد،وخاصة عند مؤلف واحد كأبي حيان رحمه الله،ثم غيره لتعم الفائدة. حفظك الله ورعاك.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فبارك الله فيكم أخي الشيخ عدنان البحيصي، على جهودكم الطيبة في التعريف بأثر القراءات في التفسير،وعند أبي حيان خاصة،
وحبذا لوحاول الباحثون تقصي أثر القراءات في بقية السور،وبيان جميع ذلك في مؤلف واحد،وخاصة عند مؤلف واحد كأبي حيان رحمه الله،ثم غيره لتعم الفائدة. حفظك الله ورعاك.

أستاذي الكريم أمين الشنقيطي عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وإن كنت تحب ذلك فما رأيك أن نبدأ بالأمر سوياً حفظك الله ورعاك ، حيث نوزع السور القرآنية على بعضنا البعض مع تركيز أكبر وجهد أعم ، ونبدأ في هذا الغراس المبارك بورك فيك، وربما لو بدأنا بتفسير الإمام الشنقيطي الذي أحبه واجله جداً كتفسير ومفسر ذلك أني درسته وأنا في معية الصبا ووجدته مهتماً بالقرآءات القرآنية

بوركت وأنتظر رأيك
 
السلام عليكم أخي الكريم عدنان سلمك الله.
هذا الموضوع وهو توجيه القراءات الواردة في تفسير أضواء البيان سجله أحد طلبة كلية القرآن الكريم،كموضوع رسالة ماجستير،وقد ذكر فيه قريبا من (200) كلمة بالقراءات، علما بأن الشيخ يذكر القراءات السبع،وقد يذكر الشواذ أحياناً ليستشهد بها.
ولكن في نظري أن الموضوع يكون أجود في الكتب القديمة، وخاصة عند مفسري القرن الرابع والخامس ومن بعدهم.
 
إذا أخي ما رأيك أن نبدأ بهذا الجهد سوياً في كتاب البحر المحيط؟
 
حقيقة إلى الآن لم أفهم ولم أستوعب بعد فكرة " أثر القراءات " في التفسير ، سواء عند أبي حيان أو غيره من المفسرين .
فالقراءات هي بمثابة آيات أخرى تعطي معنى آخر غير المعنى في القراءة الأصيلة للمفسر سواءأكانت لورش أو حمزة أو غيره ، فهذا المعنى للقراءة كيف يسمى أثراً في التفسير ، ولماذا اعتبرنا هذه القراة الثانية هي التي لها الأثر ولم نعتبر القراءة الأخرى ؟؟؟.
" أثر القراءات " إن صح هذا التعبير يجب أن يبحث فيه عندما يؤدي إلى " إبطال " أحد المعاني أو إلغاء بعض التفسير الصحيح للآية .
هناك "موضوعات " أرى أنها تطرح على الباحثين لبحثها في رسائلهم العلمية وهي موضوعات تحتاج إلى ضبط وتصحيح قبل كل شيء ؛ ومن هذه الموضوعات :
1- جهود العالم الفلاني في التفسير أو في القراءات ؛ والحال أن هذا العالم ليس له أي جهد في أيهما إلا أن له مؤلفاً أو مؤلفين .
2- منهج العالم الفلاني في كذا 000الخ ، والحال أن ليس له إلا النقل ممن سبقه فقط .
أرى:
أن الأبحاث العلمية وبخاصة المتعلقة بالقراءات يجب أن ترقى إلى مستوى أعلى من هذه الموضوعات التعبيرية والوصفية إلى موضوعات الدراسة والتحقيق والتمحيص× ولا أقصد بالتحقيق تحقيق المخطوطات ، لا بل تحقيق المسائل العلمية والدقيقة في هذا العلم الذي بدأنا بحمد الله نرى بعض ثماره تناقش في هذا الملتقى العلمي المبارك .
والله من وراء القصد .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
فأرجو من الشيخ الكريم عدنان البحيصي سلمه الله، أن ينظر في كتاب القراءات الواردة في البحر المحيط
لخاطر، ثم النظر.والله أعلم.
 
الأستاذ الجنكي

سلام الله عليك
في الحقيقة طرحك جديد علي وأثار إهتمامي فعلاً، لأنك طرحت نقاطاً جوهريةً ومنطقية جدا

سأعود إن شاء ربي للنقاش
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
طرحت ياشيخ عدنان:بارك الله فيك...
( موضوع أثر القراءات)، وهو موضوع توجيهي للقراءات من حيث المعنى..وقد كان لكم رأيكم الذي جاء في ملخصكم الطيب حيث قلتم :
سورة يوسف عليه السلام تزخر فيها مواطن تعدد القراءات، غير أن الكثير منها لا تفيد معنىً تفسيرياً جديداً، والبقية التي ذكرت في البحث هي التي وجدت بها فوائد تتعلق بالمعاني والتفسير، وهي هذه الألفاظ بالترتيب ( يرتع ويلعب ، تذهبوا به ، لتنبئنهم، شغفها، بشراً ، يسجننه، أمة ، حيث يشاء، نكتل ، سرق ، روح )

من هذا المنطلق ينبغي بحث معنى كلمة (أثر) في موضوع (أثر القراءات في المعنى التفسيري)، فهل هوذلك التنوع الذي يأتي حين إيراد القراءات المتتالية، الأولى ثم الثانية كالقراءات في : (درست،دراست،درست).. بحسب الاختلاف حيث تعطي كل واحدة معنى جديدا..اعتبره البعض إعجازا....؟؟
في نظري أن هذا المضمون على هذا النحو هو الأثر العملي المقصود،اي أنه مايستخلص من واقع توجيه الكلمة بحسب المعنى المتعدد في حدود النازل منه ...
ولكن من جانب آخر قد يرى البعض أثر التفسير في القراءات أو كتب التفسير في القراءات ..وهذا -في نظري -ممتنع لأن القراءات في أصلها، لاتعد تفسيراً في جميع القراءات النازلة بل فيها ماهو متعلق باللغات خارج عن المعنى..نازل على أنه وحي إلهي نزل للتيسير والتخفيف .....
أحسب هذه المعلومة داخلة في هذه المطارحة...والله أعلم.
ولا غنى عن فوائدكم ومن جميع الإخوة ....ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا...والله الموفق.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد :
أخي الحبيب الشيخ عدنان وفقك الله تعالى ..
لم تعتمد على مصادر توجيه القراءات الأصيلة وما أكثرها , ولا سيّما ان المفسر الكبير (ابو حيان) قد اعتمد ذلك في الغالب ...
وعن طرح الدكتور الجكني عن مثل هذه الموضوعات وبهذه الطريقة , حقيقة طرحاً وجيهاً يحتاج إلى تأمّل وإن كنت قد استغربت من قولة ( ولماذا اعتبرنا هذه القراة الثانية هي التي لها الأثر ولم نعتبر القراءة الأخرى ) ؟؟؟.فأقول يا شيخنا المفضال إننا قد اعتبرنا القراءتين من حيث الأثر , بيد أنّ الأولى قد درست ؛ لشهرتها .. وما بقي فيدرس كذلك .. وهكذا
والله أعلم ... جزاكم الله خيراً ونفعنا بكم
 
شكراً لكل من مر هنا

سأبحث الأمر ملياً وأعود إن شاء ربي

بوركتم أيها الكرام
 
عودة
أعلى