" أثر التلوينات الصوتية في الدلالة القرآنية ؛ دراسة تحليلية أسلوبية " رسالة دكتوراه

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,144
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
" أثر التلوينات الصوتية في الدلالة القرآنية ؛ دراسة تحليلية أسلوبية " رسالة دكتوراه

عنوان الرسالة :
" أثر التلوينات الصوتية في الدلالة القرآنية ؛ دراسة تحليلية أسلوبية "

نوع الرسالة : رسالة دكتوراه .

اسم الباحث والتعريف به : أسامة عبد العزيز جاب الله
- الجنسية : مصري
- تاريخ الميلاد : 22 / 2 / 1975 قرية الرجدية ، مركز طنطا ، محافظة الغربية .
- التخصص العام : البلاغة والنقد الأدبي.
- التخصص الدقيق : البلاغة القرآنية .
- الجامعة التي يعمل بها سابقاً : جامعة طنطا .
- بدء العمل بجامعة طنطا : 15/ 12 / 1997
- الجامعة التي يعمل بها حالياً : جامعة كفر الشيخ .
- بدء العمل بجامعة كفر الشيخ : 2 / 8 / 2000
- الدرجة : مدرس .
- العنوان الدائم : 6 ش طه حسين من ش ابن الفارض ، طنطا ، محافظة الغربية ، جمهورية مصر العربية .
- المؤهلات العلمية :
- درجة الليسانس في الآداب والتربية ، قسم اللغة العربية بكلية التربية- جامعة طنطا - 1997.
- درجة الليسانس في الآداب ، قسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة طنطا - 1999 .
- درجة الماجستير: في اللغة العربية وآدابها تخصص ( البلاغة والنقد الأدبي) ، كلية الآداب – جامعة طنطا . في موضوع : " التقديم والتأخير بين النحويين والبلاغيين ؛ دراسة تحليلية مقارنة ، مع التطبيق على حزب المفصل في القرآن الكريم .
- درجة الدكتوراه : في اللغة العربية وآدابها، تخصص ( البلاغة والنقد الأدبي ) ، كلية الآداب – جامعة طنطا، في موضوع : " أثر التلوينات الصوتية في الدلالة القرآنية ؛ دراسة تحليلية أسلوبية " .
التدرج العلمي :
1- معيد بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية – جامعة طنطا .
2- معيد بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية بكفر الشيخ .
3- مدرس مساعد بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية بكفر الشيخ .
4- مدرس بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية بكفر الشيخ .
5- مدرس بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ .

حجم الرسالة :
389 صفحة ، وهي تحت الطبع في دار الإسراء بطنطا .

بيانات المناقشة :
تمت مناقشة الرسالة في الأحد 30 / 4 / 2006 م بكلية الآداب – جامعة طنطا ، الساعة الخامسة مساء . وكانت لجنة المناقشة :
1- الأستاذ الدكتور / محمود سليمان ياقوت
أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب بطنطا ، ووكيل الكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع .
مناقشاً ورئيساً
2- الأستاذ الدكتور / حسن جاد طبل
أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة . مناقشاً وعضواً
3- الأستاذ الدكتور / محمد أحمد العمروسي
أستاذ العلوم اللغوية بكلية التربية بكفر الشيخ ، ورئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية . مشرفاً وعضواً
4- الأستاذ الدكتور / أحمد عبد الحي
أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب بطنطا ، ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها . مشرفاً وعضواً

محتويات البحث :
يعني هذا العنوان بيان أثر التنوع القرآني في استخدام كل أصوات اللغة وتوظيفها على نحو بليغ ، وما يؤديه هذا التنوع من أداءات جمالية على مستوى الكلمة والتركيب .
ويجيء هذا البحث في مقدمة وتمهيد وستة فصول ، بيانها على النحو الآتي :
أما المقدمة فقد انعقدت لبيان ممهدات البحث في الموضوع وأسباب اختياره ، والمنهج الذي اتبعه الباحث في هذا الإطار ، وبيان الدراسات السابقة في هذا السياق ، ثم بيان فصول البحث .
والتمهيد انعقد لتفسير بعض المصطلحات الموظَّفة في متن البحث ، وبيان الأطر السياقية الخاصة بكل مصطلح .
والفصل الأول : وهو بعنوان " ملامح البحث الصوتي عند علماء العربية " .
فقد انعقد لبيان جهود الأعلام الأوائل في مجال الدراسة والبحث الصوتي ، وذلك أمثال : أبي الأسود الدؤلي ، والخليل بن أحمد ، وسيبويه ، والزجاجي ، والمبرد ، وابن دريد ، وابن جني وغيرهم . وكذلك جهود البلاغيين القدامى أمثال : ( الجاحظ ، والرماني ، وابن سنان الخفاجي ، وعبد القاهر الجرجاني ، والزمخشري ، والرازي ، وغيرهم ) . وأيضاً جهود علماء القراءات مثل : ( الداني ، و مكي بن أبي طالب ، وابن الجزري ، والشاطبي ) . بالإضافة إلى جهود المحدثين أمثال : ( د. إبراهيم أنيس ، و د . تمام حسان ، و د. كمال بشر ، و د . عبد الصبور شاهين ، و د. عبده الراجحي ، و د . أحمد مختار عمر وغيرهم من أعلام الدراسات اللغوية الحديثة .
و الفصل الثاني : بعنوان " القيم و التلوينات الصوتية في القرآن الكريم " .
ويهتم بإبراز هذه القيم والتلوينات الصوتية وأثرها في تغيير معنى الكلمة والجملة والتركيب القرآني . ويضم المباحث التالية :الفصاحة ، والإيقاع ( صوتي ، وترتيلي ) ، والتنغيم ( النبر ، والارتكاز ، والضغط ) ، والفاصلة ، والمقاطع الصوتية ، والحكاية ( حكاية الصوت للمعنى ) ، و حسن التأليف ( التلاؤم والتنافر ) ، والمناسبة الصوتية ، والمحسنات الصوتية ( الجناس ، والتكرار ، والمشاكلة ، والسجع ) .
والفصل الثالث : بعنوان " أثر التلوينات الصوتية في انتقاء الكلمة القرآنية ".
ويهتم هذا الفصل بإبراز مشكل العلاقة بين التلوين الصوتي بمختلف ألوانه وأشكاله وانتقاء المفردة القرآنية في سياقها المفرد بدايةَ ، وهذا إنما يتم على مستويات دلالية ونصية يعانقها التلوين الصوتي في سبيل إبراز هذا الانتقاء .
والفصل الرابع : بعنوان " أثر التلوينات الصوتية في دلالات الكلمة القرآنية " .
ويحاول هذا الفصل الاضطلاع بالشق التحليلي والتفسيري لما تم من انتقاءات في سياق المفردة القرآنية من خلال معانقاتها لفنيات التلوين الصوتي . فيغوص على تفسير كل انتقاء حدث من خلال إبراز أثر التلوين الصوتي على دلالات الكلمة بعد الانتقاء والاختيار ، وذلك في محيط سياقها المصغر في الجملة القرآنية .
والفصل الخامس : بعنوان " أثر التلوينات الصوتية في دلالات التراكيب " .
وينعقد هذا الفصل لبيان الأثر الجمالي والنصي للتلوينات الصوتية في السياق الأكبر ؛ سياق التركيب القرآني ، وما يتبع هذه التلوينات من تثويرات دلالية تتضح آثارها في بنية السياق القرآني .
والفصل السادس : وهو بعنوان " بلاغة التلوين الصوتي في القراءات القرآنية " .
ويهدف هذا الفصل إلى محاورة القراءات القرآنية اعتماداً على الحكم القطعي لما تواتر منها بقرآنيتها ، وذلك بغية لمح ما تحويه من أدوات تلوينية صوتية في سياقاتها الثرية .
ثم الخاتمة بما شملته من إيضاح لأهم ما أسفر عنه البحث من نتائج .

نتائج البحث :
وضح من تأمل السياقات التوظيفية لفنيات التلوين الصوتي في القرآن الكريم أنّ هذه التلوينات تتعاضد معاً لتشكيل منظومة جمالية تشمل في إطارها العام معطيات اللغة كلها من أصوات وصرف ونحو ودلالة ، أي إنها تبدأ من الوحدة الأولى للبناء التركيبي في الكلمة وهو الصوت لتصل إلى الوحدة الأعظم في البناء وهي الدلالة . ثمّ إن هذه التلوينات لا تقف عند حدود فاصلة لمستويات اللغة ، بل إنها تتصرف في تفصيلات هذه المستويات بكلّ طلاقة بالشكل الذي يمنح السياق الدلالي في القرآن الكريم صفة الإعجاز في الأداء ، والجمالية في الدلالة .
وقد استبان من خلال السياق التأملي لفنيات التلوين الصوتي في القرآن الكريم وما يلحقه من تأثيرات جمالية تترك بصماتها على الدلالة القرآنية على مستوى الإفراد والتركيب بعض النتائج نوجزها فيما يلي :
أولاً : التلوينات الصوتية في حقيقة أمرها استثمار توظيفي لمعطيات اللغة كلها بما يخدم السياقات الجمالية المعتمدة في جوهرها على فنية الأداء التي هي جوهر هذه التلوينات الصوتية . وهذا الاستثمار التوظيفي يتمّ على المستوى الأمثل في النص القرآني من خلال معانقة هذه التلوينات لسياقات النص القرآني ، وما يتبع ذلك من محاولات للمح المظاهر الجمالية المتولدة عن هذه المعانقة على المستوى الإفرادي ( الكلمة ) ثم على المستوى التركيبي ( الجملة والتركيب ) .
ثانياً : التلوينات الصوتية لا تقف عند حدّ معالجة جانب الأداء الصوتي ، وإنما تتخذ من اللغة بمستوياتها ميداناً رحباً تنهل من عطائه ، وتستمد من تفصيلاته ما يثري جوانب توظيفها ، ونطاقات عملها . فالتلوينات تبدأ من معالجة الصوت على المستوى الفينولوجي التوظيفي ، وتبحث في كيفية الائتلاف والاختلاف الصوتي داخل بنية الكلمة ، ثم تعرج على استثمار معطيات المستوى المورفولوجي التصريفي لتعلّل لظاهرة إيثار الصيغ على الصيغ فيما يُعرَف بفنية ( الاختيار ) ، وما يلحقها من جماليات العدول . كذلك تستثمر التلوينات الصوتية تفصيلات المستوى النحوي بكل أطره وتقعيداته ، فتعالج الأساس البنيوي للجملة ، وما يلحق هذا الأساس من فنيات الذكر والحذف ، والتقديم والتأخير ، والبساطة والتعقيد ، وغير ذلك من التفصيلات ، بما يخدم في نهاية المطاف المستوى الأمثل وهو جانب الدلالة ؛ إذ هو مناط توظيف التلوينات ، وغاية هذا التعاضد الجمالي لهذه التلوينات مع سياقات النص القرآني .
ثالثاً : أنّ القيم والتلوينات الصوتية تعدّدت وتنوّعت في سياق القرآن الكريم نظراً لتماسها مع مستويات اللغة كلها ، وتقاطعها مع تفصيلات هذه المستويات . فنجد منها مثلاً ما يعالج جانب الأداء النطقي فيما يتمثل في التلوين بالفصاحة اللفظية على مستوى المفردة ثم التركيب . ومنها ما يتعلق بجانب الإيقاع الجمالي بما يحويه من استثمار فريد لمعطيات اللغة العربية من ائتلاف الأصوات على نحو موسيقي يُراعي المخارج المتنوعة للصوت ، ثم كيفية استقبال المتلقي لهذه الطائفة من الحروف والأصوات المؤتلفة .
كذلك نجد من التلوينات ما يتعلق بالحكاية الصوتية في جانب حكاية الصوت لمعناه ودلالته كما اتضح عند معالجة دلالات الألفاظ القرآنية مثل ( كبكبوا ، و صرصر ، وخرّ ، وصرّ ، ومسّ ، واثاقلتم ، وادّاركوا ) وغيرها من الألفاظ القرآنية التي تحكي معناها من خلال أصواتها ، فيتعانق الصوت مع الصورة معاً لأداء لوحة دلالية غاية في الجمالية والتنسيق الدلالي .
ونلمس من التلوينات الصوتية ما يتعلق بجانب الفاصلة وما تثيره من استنطاقات جمالية في ختام الآيات وفق مقتضى السياق السابق عليها ؛ إذ الفاصلة لا تأتي مجردة من الجمالية كبنية وقف ، بل هي بنية جمالية قائمة بذاتها تُزَيِّن مفرَق تاج الآية ، وتُقَوِّي دلالتها على نحو فريد يجعل من لمح الاتساق الحادث بين الآية وفاصلتها أمر حتمي عند معالجة مثل هذا التلوين .
ومن التلوينات الصوتية ما نلمسه عند معالجة فنية المناسبة الصوتية من خلال الاتكاء على معطيات علم الأصوات في معالجته للتماثل والتخالف الصوتي ، وظاهرة الإتباع الحركي ، والإدغام ، وما تثيره هذه الظواهر مجتمعة من تأثيرات دلالية تتكئ في جوهرها على الأساس الصوتي .
ومن التلوينات الصوتية في النص القرآني من لاحظناه من استثمار المعطى البلاغي متمثلاً في الفنون البديعية ذات الأثر الصوتي الواضح مثل الجناس والتكرار والترديد والتضاد وطباق السلب وغيرها من بديعيات الصوت والدلالة . وهذه المحسنات البلاغية الصوتية تتخذ في معانقتها للنص القرآني صوراً جديدة غير المتعارف عليها عند البلاغيين ، ذلك لأن السياق القرآني هو الحاكم في هذا المقام .
وكل هذه التلوينات تتعاضد معاً لإبراز الأثر التوظيفي لها في هيكل السياق الدلالي في القرآن الكريم بما يُمَكِّن من تعضيد فكرة الاقتراب من فهم السياق من خلال نظرة كلية تتكامل فيها عناصر اللغة كلها ، دون الاتكاء على نظرات جزئية تستثمر معطيات مستوى لغوي دون آخر .
رابعاً : أسهمت التلوينات الصوتية بشكل واضح ومميز في عملية انتقاء المفردة القرآنية في السياق الجزئي والكلي ، وذلك من حيث إبراز القيمة الصوتية لهذه المفردة في ائتلاف أصواتها ، وأداء دلالاتها . وهذا الانتقاء الدقيق يُرَاعى فيه فنية التعادل الصوتي للمفردة وتعاضدها بشكل دقيق مع نظائرها السابقة واللاحقة في إطار السياق الموظَّفَة فيه .كما أنّ توظيف الكلمات المؤلفة من أحرف كثيرة مما يستثقل في النص البشري تمّ توظيفها بشكل فريد حين عانقت التلوين الصوتي في السياق القرآني فبرزت هذه الكلمات القرآنية الطويلة على أتمّ ما يكون من التوظيف ، وأجمل ما يكون من النظم الدلالي والسياقي .
خامساً : كان للتلوين الصوتي بالتعريف والتنكير في إطار المفردة دور بارز في إثراء الدلالة المتوقعة لمثل هذا التلوين في سياق التوظيف القرآني وذلك طلباً لأغراض بلاغية ودلالية مبتغاة من وراء هذا التوظيف ، بعيداً عن قولبة الأغراض الثابتة ، إذ إنّ للنص القرآني دلالاته الخاصة التي تنبع من تفصيلات السياق ، وأداءات النظم في الآيات الكريمة .
كما تعاضدَت هذه الفنية الجمالية للتلوين الصوتي بالتعريف والتنكير مع فنية أخرى تتعلق بوضع المفردة من حيث العدد ، أي ورودها على صورة الإفراد أو التثنية أو الجمع بما يعمِّق من دلالة الأداء في هذه السياقات ، ويُثرِي سياقات القصد الجمالي في هذه المواضع .
سادساً : وَضَحَ ما لفنية الاختيار ( الانتقاء ) في سياق التلوين الصوتي في القرآن الكريم من دور عظيم في إثراء هيكل الدلالة القرآنية من حيث الاتكاء على تراتبية الأداء في هذه الاختيارات مثلما يتضِّح حين يوظف القرآن الكريم مفردة بعينها في موضع ما ثم يوظف مرادفها في موضع آخر دون توظيفها ، وذلك على نحو تبادلي مقصود جمالياً ودلالياً .
كذلك كان لهذه الاختيارات أيضاً دور في إيثار صيغ تصريفية معيَّنة على صيغ أخرى في إطار التلوين الصوتي لتفصيلات التصريف العربي على نحو جمالي رائع يستثمر كل معطيات هذا الجانب الهام من اللغة ؛ جانب المورفولوجي في إثراء جوانب الدلالة القرآنية حين التوظيف . وقد لمسنا للتلوين الصوتي بتغاير الصيغ التصريفية ثلاثة أشكال تمثلت في :
* تغاير الصيغ الفعلية ذات الأصل الاشتقاقي الواحد .
* تغاير صيغ المشتقات ذات الأصل الاشتقاقي الواحد .
* تغاير صيغ المصادر الراجعة إلى أصل اشتقاقي واحد .
سابعاً : كان للتلوين الصوتي بالعدول جميل الأثر في إثراء السياق التوظيفي لمثل هذا التلوين في القرآن الكريم ، ذلك لأن فنية العدول في جوهرها محاولة لاستثمار النسق المكسور دلالياً في إطار جمالي جديد . وقد لمسنا في هذا السياق العدولي في القرآن الكريم بعض مظاهره الجمالية منها :
* التلوين بالعدول عن نظائر المفردة .
* التلوين بالعدول عن الاسمية إلى الفعلية والعكس .
* التلوين بالعدول عن توظيف المفرد إلى التركيب والعكس .
* التلوين بالعدول التوظيفي للصيغ الاشتقاقية .
وقد تمّ ذلك في إطار منظومة صوتية دلالية جمالية تستثمر هذه المعطيات اللغوية كلها في نسق بديع وصولاً إلى لمح الجماليات المتولدة عنها ، وبيان الأثر النصي على سياقات الدلالية القرآنية .
ثامناً : برز التكرار كملمح تلويني بارز في إطار التوظيف الدلالي للتلوين الصوتي في السياق القرآني . وكان لحضور هذه الفنية بمظاهرها المتنوعة أكبر الأثر في إثراء هذه السياقات . وقد تمثلت فنية التكرار في :
* تكرار حروف المباني في سياق المفردة القرآنية .
* تكرار الصيغ الإفرادية مع اتحاد الوزن الصرفي .
* تكرار الوزن الصرفي دون الصيغة البنائية .
* تكرار الصيغ الاشتقاقية لمادة لغوية واحدة .
وقد وضح جلياً تآلف هذه المظاهر التكرارية في إطار التلوين الصوتي لهذا الملمح ، وما لحقه من تعانق دلالي وبلاغي في السياق التوظيفي في النص القرآني .
تاسعاً : تمّ توظيف فنية الحذف كملمح تلويني صوتي في إطار انتقاء المفردة القرآنية من خلال محاولة إظهار الأشكال التي يتعاضد فيها الحذف مع محددات السياق والدلالة . وقد تمّ لمْح الأغراض البلاغية المتوخاة من هذه الحذوفات في إطار السياق العام للآية التي تحوي المفردة المنتقاة .
كذلك كان لإحصاء الأشكال التي توارد عليها الحذف في سياق التلوين الصوتي بهذه الفنية الأثر الأكبر في إبراز الأغراض الدلالية والبلاغية التي يُهْدَف إليها من خلال هذه الحذوفات . وقد وضح أن أهم تلك الأشكال التي توارد عليها الحذف القرآني في سياق المفردة ما يلي :
* حذف التاء في أول المضارع .
* حذف ياء المتكلم .
* حذف ياء المنقوص .
* الحذف لالتقاء الساكنين .
وتمّ كل ذلك في إطار الحفاظ على الخطّ العام الدلالة القرآنية ، وسياق الغرض في الآيات .
عاشراً : برز أثر التلوينات الصوتية في دلالات التراكيب القرآنية من خلال بعض الفنيات التي عانقتها تلك التلوينات في السياق القرآني ، وذلك قصداً لإظهار المكنون البلاغي والدلالي لهذه التعانقات السياقية . فقد برز مثلاً التلوين الصوتي بتوظيف التركيب الاسمي والفعلي في إطار الجملة ، إذ يفيد التعبير بالمركب الاسمي الدلالة على ثبات المعنى واستقراره ، في حين يفيد التعبير بالمركب الفعلي الدلالة على تجدد الحدث والاستمرارية في سياق حدوثه .
ويبرز أيضاً التلوين بفنية العدول في إطار الجملة القرآنية متمثلاً في ثلاثة أشكال هي :
* العدول الرتبي ( التقديم والتأخير الرتبي ) .
* العدول المعنوي ( التقديم والتأخير المعنوي ) .
* العدول الضمائري ( الالتفات ) .
وهذه الأشكال تشكِّل معاً منظومة متكاملة تهدف إلى إدراك المتلقي لما يتم من مفارقات معنوية وانفعالية تسيطر على نسيج التوظيف من خلال مخالفة مقتضى الظاهر في التعبير ، وذلك بالانتقال الجمالي بين صيغ عدولية متنوعة هدفها الأمثل الإشارة إلى ما حققته هذه الألوان العدولية من جماليات نصية ودلالية تكتسب خصوصيتها من بنيتها الأصل وهي العدول .
كذلك نلمس في التلوين الصوتي بالتكرار في حيز الجملة القرآنية ملمحاً جمالياً يهدف إلى إبراز الأثر الجمالي المتولد عن هذه المعانقات الدلالية في سياق الجملة القرآنية . وقد اتضح جلياً أن أهمّ أشكال التكرار الجملي يتمثل في :
* تكرار شبه الجملة .
* تكرار الجملة ؛ ( الاسمية والفعلية ) .
* التكرار الإيقاعي بما يشمله من :
أ – التداعي الصوتي : بما يتضمنه من إثارة جمالية بتكرار حرف ما في سياق آية ما بصورة كبيرة تثير نوعاً من الإيقاع المقصود دلالياً ونصياً .
ب – التكرار الصوتي الذي يشمل : التكرار بالجناس ، والتكرار بطباق السلب .
ثمّ نصادف في سياق التلوين الصوتي بالحذف البلاغي في سياق التركيب القرآني العديد من الأغراض الجمالية والنصية في هذا الإطار من خلال لمح العديد من صور الحذف في سياق هذه التراكيب ، وهذه الصور الحذفية تتمثل في :
* حذف الأسماء ؛ المبتدأ ، والخبر ، والمضاف ، والمفعول ، والحال ، والصفة ) .
* حذف الأفعال .
* حذف الجمل ؛ جواب الشرط ، وجواب القسم ، وجواب ( لو ) ، وجواب ( لولا ) .
وكل تلك الألوان من الحذف تتم في إطار أداء أغراض بلاغية ودلالية محددة تنبع من خلال التأمل الدقيق لسياقات التراكيب القرآنية .
كما أن كل تلك الألوان من التلوينات الصوتية في سياق التراكيب القرآنية تتعاضد معاً في بنيتها العامة لتظهر بوضوح جمالية الإطار الأدائي الذي يبدو عليه النص القرآني ، وما يتميز به من بلاغات نصية ودلالية تصطبغ في جوهرها بمعطيات اللغة ، لكنها لا تخضع لمقرراتها الجامدة ، بل تتجاوز بطلاقة فريدة لتؤدي ما يُناط بها من أغراض ومقاصد .
حادي عشر : اشتملت القراءات القرآنية المتواترة في ثناياها على العديد التلوينات الصوتية ذات الأثر الجمالي على بنية الدلالة في النص القرآني . وتنوعت هذه التلوينات في إطار القراءات القرآنية إلى صور عدة منها :
* التلوين الصوتي بالتعريف والتنكير .
* التلوين الصوتي بالتغاير التصريفي .
* التلوين الصوتي بالعدول ؛ واشتمل على :
ا- العدول العددي .
ب- العدول الضمائري ( الالتفات ) .
* التلوين الصوتي بالحذف .
* التلوين الصوتي بالزيادة البنيوية .
وكل هذه الأشكال من التلوينات الصوتية في إطار القراءات القرآنية انعقدت مقصديتها على معطيات الثراء الذي تمتاز به بنية هذه القراءات من ناحية ، ثم جمالية الأداء البلاغي والنصي لهذا الأداء من ناحية أخرى . وذلك قصداً لإظهار جماليات النص القرآني في هيئته الشفهية والكتابية معاً كنص معجز .

قصتي مع الرسالة :
بدأت فكرة الرسالة أثناء حديثي أنا وأحد الأصدقاء حول إعجازات النص القرآني ، جاءت خاطرة لهذا الصديق حول قوله تعالى ( فكبكبوا فيها هم والغاوون ) ، وتدارسنا الفعل ( كبكبوا ) ، وكيف أن الفعل يصور الحالة التي عليها هذه الفئة في هذا الموقف ، وكأننا لا نقرأ الفعل بل نراه رأي عين ، فكأن الفعل اعتمد على البناء الصوتي النابع من تكرار مقطعي الفعل للوصول إلى فيض الدلالة البصرية . وهكذا نبتت فكرة البحث الأولية .
 
شكر الله للدكتور أسامة هذا العرض الوافي لهذه الرسالة المتميزة.
 
افاض الله عليك ايها الباحث علما جما ونفع بعلمك ....
وزادك ما ينفع بك من حولك .
 
عودة
أعلى