آية في كتاب الله عندي إشكال في فهمها

إنضم
25/04/2007
المشاركات
20
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه، مشايخي وإخواني الأفاضل، هناك آية قد أشكل علي فهمها، وحقيقة بحثت في كثير من التفاسير وخصوصا التي لها اهتمام في البلاغة ولم أجد ما أُريد .
أنا الذي أعرفه أن الإيمان إذا عُدِّيَ بالباء كان المقصود منه الايمان بالله أي الايمان المعروف في الشرع كقوله تعالى ( إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بـِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ ) وأما إذا عُدِّي باللام فيكون المقصود منه التصديق كقوله تعالى ( وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّـنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ )
سؤالي : جاء في كتاب الله في قصة موسى عليه السلام مع فرعون ، وتوبة السحرة ، أن فرعون قال للسحرة في أكثر من موضع آمنتم له ، أي : آمنتم لموسى أي صدقتموه بما يقول . ( قَالَ آمَنتُمْ لـَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى - طه 71 )
( قَالَ آمَنتُمْ لـَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ - الشعراء 49)
* إلا في موضع واحد ، قال: آمنتم به . ( قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بـِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ - الاعرف 123)
- فما هو السر هنا في اختلاف هذا الاسلوب ؟
جزاكم الله خير الجزاء
 
التعديل الأخير:
السلام عليكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه، مشايخي وإخواني الأفاضل، هناك آية قد أشكل علي فهمها، وحقيقة بحثت في كثير من التفاسير وخصوصا التي لها اهتمام في البلاغة ولم أجد ما أُريد .
أنا الذي أعرفه أن الإيمان إذا عُدِّيَ بالباء كان المقصود منه الايمان بالله أي الايمان المعروف في الشرع كقوله تعالى ( إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بـِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ ) وأما إذا عُدِّي باللام فيكون المقصود منه التصديق كقوله تعالى ( وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّـنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ )
سؤالي : جاء في كتاب الله في قصة موسى عليه السلام مع فرعون ، وتوبة السحرة ، أن فرعون قال للسحرة في أكثر من موضع آمنتم له ، أي : آمنتم لموسى أي صدقتموه بما يقول . ( قَالَ آمَنتُمْ لـَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى - طه 71 )
( قَالَ آمَنتُمْ لـَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ - الشعراء 49)
* إلا في موضع واحد ، قال: آمنتم به . ( قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بـِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ - الاعرف 123)
- فما هو السر هنا في اختلاف هذا الاسلوب ؟
جزاكم الله خير الجزاء
أحد برامج الدكتور أحمد الكبيسي أجابت على ذلك أخي الفاضل:
يقول الكبيسي:
آمن بالله (بالباء) تصديق عقدي أنا أصدق أن الله رب العالمين وليس رب غيره، فرعون ليس رباً وأن موسى نبي، أنا أؤمن أن الله ربي وموسى نبي هكذا قال السحرة آمنوا بموسى ورب موسى وانتهى الأمر، هذا أول ما كان الامتحان بين موسى وبين السحرة وفرعون جميع أعيان مصر حاضرون هذه المناقشة (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) طه) جاؤوا بالشعب كله يتفرج، وجاء السحرة وعملوا سحرهم بالحبال التي كأنها تسعى فهرب موسى (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) طه) فألقى عصاه فأكلت كل السحر الأسود فسجد السحرة قالوا (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) الشعراء) هذا إيمان عقائدي لم يعد فرعون ربنا وإنما الله ربنا وموسى نبي. قال فرعون هنا (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ (123) الأعراف) هذا في البدياة، آمنتك به هو نبي وربكم الله وتركتموني هنا عقيدة. ثم صار هرج ومرج وبين مصدِّق ومكذب وتحرك جيش فرعون والحرس الخاص تحرك، قال لهم موسى اتبعوني وخرج من المكان باتجاه البحر وفرعون اتبعهم في الفجر (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ (60) الشعراء) (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) الشعراء) هذا في اليوم الثاني. في سورة طه (قال فرعون) هذه ساعة الاحتفال أول ما آمنوا به (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ (123) الأعراف)، في اليوم الثاني قال (قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (71) طه) آمنتم له يعني أطعتموه بعد أن أمركم بعد أن آمنتم به عقيدة وصدقتم أنه نبي وأن ربكم الله وسمعتم كلامه وقال لكم امشوا خلفي ونجاهم الله. آمنتم له يعني أطعتم أوامره ونواهيه وما جاء به من أحكام وتعليمات، هذه آمنتم له.
وجزاك الله خيراً على هذه اللفتة . وأنا آسف أن كنت أول المجيبين .بانتظار إضافات الأفاضل
 
ذكره أبو حيان ، فالضمير في الأخيرة ( الأعراف ) يعود للرب سبحانه وتعالى ( قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ ) .
قال أبو حيان : ( والضمير في { به } عائد على الله تعالى لقولهم { قالوا آمنا برب العالمين } ، وقيل يحتمل أن يعود على موسى وفي طه والشعراء يعود في قوله له على موسى لقوله { إنه لكبيركم }[الشعراء: 49]، وقيل آمنت به وآمنت له واحد ) .
وفقكم الله
 
أخي الفاضل،
لا شك أن ما قلته هو الصواب من الناحية اللغوية: ف"آمنتم به" تنصرف إلى الإيمان العقدي، أي الإيمان بأن موسى رسول رب العالمين و تبعا لذلك الإيمان بما جاء به إخبارا عن الله ورأسه الإيمان برب العالمين كما جاء على لسانهم، وأما "آمنتم له" فتنصرف إلى تصديق موسى فيما قال، ولكن على هذا المستوى اللغوي وفي هذه الحالة يتبين أن الحاصل من العبارتين متطابق وبهما يثبت الإيمان للسحرة، وإن كان في الأولى بطريق مباشر وفي الأخيرة بالإتباع أو التفويض، لأنهم يؤمنون لموسى فيما قال، وهو إنما قال إنه رسول رب العالمين {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الزخرف46- ومثله ثبوت شهادة أبي بكر وعمررضي الله عنهما على شهادة رسول الله صل1كما في الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث أبي هريرةرضي الله عنه <صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ> و في باب العبادات نذكر صحة إهلال عليرضي الله عنه بإهلال رسول الله صل1في حجة الوداع دون علمه بتفاصيلها.
فإذا تبين أن المدخل اللغوي لا يسعف-فيما نعلم- في الكشف عن سر اختلاف حرف التعدية في الإخبار عن الواقعة الواحدة، مع التسليم بأن اختلاف المبنى لابد أن يكن لطائف معنوية لا تدرك إلا بالمدارسة الدقيقة، تعين البحث في مداخل أخرى كالسياق والمقام والخطاب.
فتعدد عبارات وأدوات وأساليب نقل القصة يفترض تعدد وتنوع العبر والدروس المحمولة إلى إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ المتلقي حسب السياق العام للسورة موضوعها وأسباب نزولها وكذا السياق الخاص للحكي القرآني.
و أنا أقترح توجيه النظر إلى في السياقات الثلاث ( طه-الشعراء- الأعراف) إلى التبرير الذي قدمه فرعون لقرار البطش بالسحرة، ففي طه و الشعراء حيث "آمنتم له" لم يحملهم المسؤولية الكبرى في التآمر على ملكه وإنما اعتبرهم أتباعا ومسخرين لموسى و جنودا مأمورين < قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ > ومنتهى جريمتهم التصديق والتبعية، أما في الأعراف فقد رفع مستوى الإدانة واعتبرهم شركاء متآمرون متواطئون، على نفس المستوى من الإيمان بمشروع موسى وعلى قدر عال من الالتحام معه < قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ>. فيكون من إفادات السياق أن اللام في له للتصديق والمتابعة وان الباء في "به" للالتحام والمشاركة_
قد نتساءل الآن عن دلالة اضطراب أطروحة فرعون .
إن الاضطراب في مستوى تحميل المسؤولية وفي تحرير صك الاتهام يدل على أن التبرير كله لا أساس له وأن قرار البطش قرار طاغوتي تكبري لم يتأسس أصلا على تبرير ولا شورى، وإنما بحث له على عجل عن تبرير يقدم للرأي العام ويُلبس القرار لَبوس الحق وحماية المصلحة العامة. والأمر على هذا الحال مضطرد عند الطواغيت والجبابرة، إذ يبررون بطشهم بالدعاة والمصلحين ب "المؤامرة" على الأمن العام وحماية المصلحة العليا، ألا ترى إلى فرعون يتحول إلى حامي حمى الملة والدين وموسى خطر على الدين وناشر للفساد في أطروحة تبرير قرار قتله {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26-.
و الله تعالى أعلى وأعلم.
 
حروف الجر تتبادل كثيرا في اللغة؛ لتدل على دلالات مختلفة
وما تفضل به الأستاذ تيسير - نقلا عن الدكتور الكبيسي - وارد لكنه غير حاسم ولا قاطع
فماذا نقول عن قوله تعالى {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }العنكبوت26
 
عودة
أعلى