محمد محمود إبراهيم عطية
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن وتقبل
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد :رب يسر وأعن وتقبل
فالطعام والشراب نعمتان عظيمتان من نعم الله تعالى على خلقه مِنَّةً وتفضلًا ، فهو الذي خلقهم ، وتكفل برزقهم ، وامتن عليهم بكثير من النعم ، التي منها نعمة الطعام وتنوعه ؛ وفي الحديث الإلهي : " يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ ؛ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ " رواه مسلم [SUP]( [1] ) [/SUP].
وقال الله تعالى على لسان خليله إبراهيم e وهو يخاطب قومه : } قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ . أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ . فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ . الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ . وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ { [الشعراء : 75 - 79 ] ؛ فالذي يُطعم ويسقي هو رب العلمين ، لا غيره .
والحق أن الأكل تَحُفُّهُ نعمٌ كثيرة عند التأمل ؛ فخلق الطعام وإيجاده نعمة ، وتنوعه نعمة ، والحصول عليه نعمة ، واستساغته نعمة ، والتلذذ به نعمة ؛ ولم يقف الأمر عند هذه النعم ، بل خلق الله تعالى في جسم الإنسان أجهزة تعمل بإذن ربها ، لا بإرادة من الإنسان ، لتحوِّل ما يأكل من الطعام - على اختلاف مكوناته واختلاطها - إلى عناصره الأولية التي يمتصها الدم ، لينقل كل عنصر إلى الجزء الذي يحتاجه الجسم ولا يخطئ ، ليتم بذلك تجدد قوة الجسم ونشاطه ... فهل أنتم شاكرون ؟!
وقد علمنا النبي e للأكل آدابًا جميلة ، قبل الأكل وبعده وأثناءه ، فيها من الفضل ، وشكر نعمة الله ، والأجر والثواب ما يجعلنا نحرص عليها ، ونتواصى بها ، ونعلمها أبناءنا .
من هنا كانت هذه الرسالة ، نحاول فيها أن نتناول آداب الأكل ، من خلال المحاور التالية :
الأكل والشرب من سمات الإنسان .
نعمة الطعام وتنوعه .
{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ } .
شكر النعمة .
تحري الحلال في المطعم .
المحرمات من الأطعمة .
آداب الأكل .
وتحري الحلال في المطعم ، وتجنب المحرمات من الأطعمة ، من أعظم آداب الأكل ، إذ هما واجبان ، ولذا ذكرتهما بشيء من التفصيل .
والله الكريم أسأل أن ينفع بها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، لا رب غيره ، ولا أرجو إلا خيره ، عليه توكلت وإليه أنيب ؛ وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
وكتبه
أفقر العباد إلى عفو رب البرية
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية
أفقر العباد إلى عفو رب البرية
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية
[1] - مسلم ( 2577 ) .