( «جريمة» الإعجاز العلمي في القرآن) مقالة لزياد بن عبدالله الدريس

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
136
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
01.png


قرأت في جريدة الحياة اليوم الأربعاء مقالة للكاتب زياد بن عبدالله الدريس عن مراحل الكتابة في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، أشار فيها إلى مسألة ضرورة ضبط الكتابة في الإعجاز العلمي ، وفكرته جيدة ، وإِنْ شابَ مقالتَه شيءٌ من عدم التدقيق في مسألة بدء الكلام في الإعجاز العلمي، والتهويل في العنوان ، وقد كُتب في الملتقى الكثير من الأبحاث حول هذه المسألة .
وهذا نص المقالة بعنوان :
«جريمة» الإعجاز العلمي في القرآن
صحيفة الحياة
الاربعاء, 12 أكتوبر 2011
زياد بن عبدالله الدريس​


-1-​
مرت موجة (أو موضة) الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بثلاث مراحل:
الأولى: في عام 1980م (1400هـ)، حيث ترعرع المصطلح الجديد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، حين كان عرّابه الشيخ عبدالمجيد الزنداني، الذي اتكأ ومعاونوه بشكل أساسي على كتاب موريس بوكاي الشهير (العلم والقرآن والإنجيل)، ولذا يَعدّ البعضُ موريس بوكاي المؤسسَ الأب لتخصص الإعجاز العلمي في القرآن. لكننا لا يمكن أن نغفل الإسهامات السابقة واللاحقة من لدن: خالص جلبي، ومصطفى محمود، ومحمد علي البار، وزغلول راغب النجار.
نقل الزنداني، لما له من شعبية وجاذبية وحكمة يمانية، هذا التخصص من حرم الجامعة المغلق إلى باحة المجتمع المفتوح، وأصبح الناس كلهم، متخصصهم أو غير متخصصهم، العلمي منهم أو الأدبي، طلاب الجامعة أو طلاب الجماعة، يتراكضون خلف محاضرات وكتيبات وكاسيتات الإعجاز العلمي في القرآن.
ولا ينكر أحد الطمأنينة التي وضعتها مسألة الإعجاز العلمي في القرآن في نفوس الشباب، خصوصاَ في الثمانينيات والتسعينيات، التي شهدت تحولات ومناكفات أيديولوجية تجعل الحليم حيراناً، خصوصاَ: الحليم الفارغ!
لكن فهرست الإعجاز العلمي في القرآن تمدّد في كتاب الثقافة وخطاب الوعظ أكثر من المتوقَّع، حين أصبح كل من هبَّ ودبَّ يمكنه أن ينجز محاضرة في البرنامج الرمضاني أو الصيفي عن الإعجاز العلمي، ويكفيه أن يقرأ قبل موعد المحاضرة بيوم أو يومين الترجمة العربية لكتاب موريس بوكاي وكتاب خالص جلبي وبعض أشرطة الزنداني، ثم يأتي ليبهر الحضور بإعجاز مراحل الأجنة ومَرْج البحرين والجبال الراسيات، ثم يصبح المحاضر مرجعاً معتبراً في الإعجاز العلمي في القرآن.
استمرت هذه الموجة سنوات طويلة من الحضور المكثف للإعجاز العلمي، حتى بدأ هذا الخطاب يفقد بريقه وإبهاره، بسبب التكرار وبعض الأخطاء الصغيرة لكن الموجعة، وعندها جاءت المرحلة الثانية من المواقف حيال الإعجاز العلمي.
المرحلة الثانية: هي مرحلة مضادة للأولى ومعاكسة لها في الاتجاه، إذ تَشَكّل فيها خلال البضع سنين الماضية، تيارٌ وخطاب يسفِّه فكرة الإعجاز العلمي وينال من رموزه. والتسفيه هنا يأخذ بالطبع، وبحذر!، شكل الممانعة الإيجابية من أجل حماية جناب القرآن الكريم وعدم المجازفة أو العبث بمصداقيته إزاء اكتشافات علمية قد تصدق وقد لا تصدق.
ومثلما استفاد من المرحلة الأولى مرتزقة يتاجرون بالإسلام، استفاد من المرحلة الثانية أيضاً انتهازيون هدفهم المعلن حماية هيبة القرآن!
وبعدما كان الحديث في الثمانينيات عن ظواهر الإعجاز العلمي ينمّ عن ارتقاء معرفي متجاوز للخطاب الوعظي الإنشائي، أصبح هذا الحديث في السنوات الخمس الأخيرة، ينم عن تسطيح معرفي ينحدر نحو الخطاب الوعظي المكرور!
المرحلة الثالثة: هي التي نتفاءل بها الآن، وهي مرحلة وسط بين خطيئة تكريس القرآن للإعجاز، وجريمة نفي الإعجاز عن القرآن. وتتجلى أبرز معالم هذه المرحلة في إنشاء (الهيئة الإسلامية العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة) المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي، إذ تقوم هذه الهيئة، أو نأمل أن تقوم، على أساس من الاعتدال والضبط في سرد ظواهر الإعجاز العلمي وإشاعتها وفرزها وتحكيمها من لدن المختصين قبل المسارعة في إعلانها على الملأ. وما قيام الهيئة عبر لجانها العلمية بقبول 70 بحثاً فقط من بين 500 بحث قدمت إلى مؤتمرها العالمي، إلا مؤشر إيجابي على تطبيق آلية الضبط والفرز.

-2-​
يجدر بي أن أشير إلى فاصلتين في هذا السياق:
الأولى: أن القرآن الكريم ليس كتاب كيمياء أو فيزياء كما أوشك أن يكون عند أبطال المرحلة الأولى، لكنه أيضاً ليس كتاب فقه وتاريخ فقط كما أراده أبطال المرحلة الثانية.
القرآن الكريم كلام الله عز وجل، وهو بهذا أوسع وأشمل وأبلغ من أن يتم تصنيفه بأنه كتاب علمي أو أدبي!
والثانية: أن السياقات المعرفية المتعددة والمتنوعة في القرآن الكريم قد تختلف تأثيراتها ووقعها بين مجتمع وآخر، ففي المجتمع المتدين بطبعه، تكون النفحات الروحانية أبلغ أثراً مما سواها. بينما يستجيب، وربما ينبهر، المجتمع المادي بالخطاب الإعجازي أكثر بكثير مما سواه.
لا تفتحوا باب الإعجاز العلمي لكل من أراد على مصراعيه... لكن أيضاً إياكم أن تغلقوه على مصراعيه. مصراع واحد يكفي لتبديد قلق الطرفين.

المصدر :جريدة الحياة
 
شكر الله لكم موافاتنا بالجديد.
زياد الدريس ممن أحرص على كتاباته وأستمتع بأسلوبه و(قفشاته) الجميلة.
وقد تعجبت ابتداء أن يكتب في هذا الموضوع، فمع إقراري بأن ثقافته الواسعة تؤهله للكتابة في كثير من المجالات، إلا أنني أقر كذلك بأنه غير مؤهل للكتابة في جميع المجالات!
في موضوعه اليوم أراد بيان (جريمة) ما يحصل في موضوع الإعجاز العلمي إفراطا وتفريطا، من وجهة نظر مثقف يشهد الحراك العلمي والفكري في الساحة، لكن كلامه كان ضعيفا أو غير دقيق -بتعبيركم اللطيف- في بيان الجانبين، سواء في هذا تاريخه وتطبيقاته.
ويبقى أن من إيجابياته طرح الموضوع من هذا المنبر الذي يتوافد عليه شتى الأطياف في قضية شائعة كثر فيها اللغط.

أشكر لكم الإشارة إلى أن الموضوع قد حظي بكتابات متعددة في الملتقى، أنتقي منها هنا ما يناسب المقام:

الإعجاز العلمي.. الجذور وخلفيات النقد
من العجز الحضاري في الواقع إلى الإعجاز العلمي في النص
الإعجاز العلمي في القرآن.. تصويب الاتجاه
نقد ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن
 
المقال ضعيف وقلق
غير صحيح أن موريس بوكاي هو مؤسس في مسألة الإعجاز العلمي، بل هو ثمرة من ثمار القول بالإعجاز العلمي.
الكتابة في الإعجاز العلمي سبقت إسلام موريس بوكاي بعقود، أما بالبوادر فقبل ذلك بقرون.
القول بالإعجاز العلمي ثمرة تطور المعرفة في بلاد المسلمين بعد قرون من التخلف، وهذا أمر طبيعي بل وحتمي.
 
القول بالإعجاز العلمي ثمرة تطور المعرفة في بلاد المسلمين بعد قرون من التخلف، وهذا أمر طبيعي بل وحتمي.

أرجو من المشايخ الفضلاء التعليق على هذه المصيبة.

سؤال لمُجَهِّل السلف : هل تعي ما تقول ؟

فإن كنت تعي : هل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يعيشون في تخلف، وأنت في تطور ؟

فإن تهربت من الإجابة (ولابد)؛ فمن الذين كانوا يعيشون في تخلف ؟

ولن تجيب.

وهل هذا التطور حرر فلسطين وأعاد لنا الأندلس، أم العكس ؟

{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
 
بارك الله في الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري على نقل هذا الموضوع الجدير بالاهتمام .......
 
الاخ الكريم محمد الحسن
معلوم أن الأمة الإسلامية تخلفت بعد أن كانت آخذة بزمام العلم والمعرفة. وهذا التخلف في القرون الأخيرة أدى إلى أن تكون الأمية هي السائدة، وهُجر القرآن الكريم وهُجرت السنة وعُطِّل الشرع، حتى كانت الصحوة وبدأ المسلمون يعودون إلى دينهم في وقت تعاظمت فيه المعارف العلمية بشكل غير مسبوق. من هنا لا عجب أن يكتشف المسلمون كنوز القرآن الكريم.
أما السلف الذين أقحمتهم - بارك الله فيك وفي من تتلمذت عليهم - في الموضوع فنقول بوضوح:
لو سألت الصحابي عن تطور الجنين في بطن أمه لأجابك أن القرآن الكريم يقول كذا وكذا، وخبر القرآن لا شك فيه. أما المسلم المعاصر فيقول لك كما قال الصحابي ويزيدك بتوضيح ما أثبته العلم من أن ما جاء في القرآن الكريم صدّقه العلم بحيث يكون ذلك دليلاً على النبوة، لأن ذلك لا يكون من بشر عاش قبل 1400 سنة.
وإليك توضيحاً آخر أخذته عن شيخي:
لو سألت الصحابي: من يصعد في السماء يضيق صدره أم ينشرح؟ يجيبك: ينشرح. فإن قلت له من أين لك هذا؟ قال لك أخذته عن القرآن. أما اليوم فجاء العلم ليكون حجة على البشر أن القرآن كتاب رباني، لأن البشر لا يملكون مثل هذه المعرفة قبل ا1400 سنة.
 
حتى كانت الصحوة وبدأ المسلمون يعودون إلى دينهم في وقت تعاظمت فيه المعارف العلمية بشكل غير مسبوق. من هنا لا عجب أن يكتشف المسلمون كنوز القرآن الكريم.

هل النبي
صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأتباعهم اختفت عنهم هذه الكنوز، ثم ظهرت لبعض العوام في القرن الخامس عشر ؟

هل يُعقل هذا ؟


هذه لوحدها حجة كالشمس على بطلان سراب الإعجاز العلمي.

تأمل يا أخي الكريم وفقني الله وإياك هذا الكلام لابن جرير في تفسيره (1/ 87-89) :


"قد قلنا في مضى مِن كتابنا هذا في وجوه تأويل القرآن،
وأن تأويل جميع القرآن على أوجه ثلاثة :

أحدها: لا سبيل إلى الوصول إليه، وهو الذي استأثر الله بعلمه، وحجب علمَه عن جميع خلقه، وهو أوقاتُ ما كان من آجالِ الأمورِ الحادثة التي أخبر الله في كتابه أنها كائنةٌ؛ مثلُ وقت قيام الساعة، ووقت نزول عيسى ابن مريم، ووقت طلوع الشمس من مغربها، والنفخ في الصور، وما أشبه ذلك.


والوجه الثاني: ما خص الله بعلم تأويله نبيه
صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته، وهو ما فيه مما بعبادهِ إلى علم تأويله الحاجةُ، فلا سبيل لهم إلى علمِ ذلك إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لهم تأويله.

الثالث منها: ما كان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن، وذلك علم تأويل غريبه وإعرابه، لا يُوصَلُ إلى علم ذلك إلا من قبلهم.


فإذا كان ذلك كذلك، فأحق المفسرين بإصابة الحق في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيلُ، أوضحهم حجة فيما تأوَّل وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته، من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، إما من جهة النقل المستفيض، فيما وُجِد فيه من ذلك عنه النقلُ المستفيضُ، وإما من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لك يكن عنه فيه النقل المستفيض، أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحبته، وأوضحهم برهاناً فيما ترجم وبيَّن من ذلك مما كان مُدرَكًا علمُه من جهة اللسان، إما بالشواهد من أشعارهم السائرة، وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة، كائنًا من كان ذلك المتأوِّل والمفسِّر، بعد ألا يكون خارجًا تأويلُه وتفسيرُه ما تأوَّل وفسَّر من ذلك عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة، والخلف من التابعين وعلماء الأمة. انتهى.

راجع مقالات الشيخ مساعد الطيارة عن الإعجاز العلمي.

http://vb.tafsir.net/tafsir384/

http://vb.tafsir.net/tafsir3738/


 
لو سألت الصحابي: من يصعد في السماء يضيق صدره أم ينشرح؟ يجيبك: ينشرح. فإن قلت له من أين لك هذا؟ قال لك أخذته عن القرآن. أما اليوم فجاء العلم ليكون حجة على البشر أن القرآن كتاب رباني، لأن البشر لا يملكون مثل هذه المعرفة قبل ا1400 سنة.

أذكر صحابيا واحداً قال بذلك.

قال ابن كثير : قال ابن عباس : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) يقول : يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به وكذا قال أبو مالك ، وغير واحد . وهو ظاهر .

وهل قال بكلامك هذا أحد من العلماء، أعني أن العلم سيأتي ليكون حجة على البشر أن القرآن كتاب رباني ؟

وهل القرآن بحاجة لعلم اليوم ليتمم النقص فيه ؟
 
أخي الكريم محمد الحسن وفقك الله لكل خير
لا يكون الرد بمثل هذا، وقد سبق أن وقعت في مثله بسبب التعجل في موضوعات سابقة، فأطلب منك التريث قبل كتابة أي شيء.
وما ذكرته مكرور معاد في مظانه، فلو اكتفيت بالإشارة إلى مقالات الدكتور مساعد لكفيت ووفيت.
 
ومثلما استفاد من المرحلة الأولى مرتزقة يتاجرون بالإسلام، استفاد من المرحلة الثانية أيضاً انتهازيون هدفهم المعلن حماية هيبة القرآن!



ما أقسى هذا الكلام حين يقصد به علماء أفاضل كالشيخ الزنداني وغيره!!
 
أرجو من المشايخ الفضلاء التعليق على هذه المصيبة.

سؤال لمُجَهِّل السلف : هل تعي ما تقول ؟

فإن كنت تعي : هل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يعيشون في تخلف، وأنت في تطور ؟
قبل أن ترد على ما تقرأ ، حاول ان تفهمه اولا ، وإلا فالخير لك أن تصمت .

فإن تهربت من الإجابة (ولابد)؛ فمن الذين كانوا يعيشون في تخلف ؟

ولن تجيب.

وهل هذا التطور حرر فلسطين وأعاد لنا الأندلس، أم العكس ؟

{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
وهل أضاع الأندلس وفلسطين إلا وجود أمثالك بين المسلمين ؟
ليتك تحاول ان تفهم ما يكتبه غيرك قبل أن ترد عليه .
 
إني أتسائل: هل من إضافة علمية لهذا المقال؟ وهل كاتبه صاحب علم بما كتبه فيه حتى ينظر في رأيه؟ فإن كان الجواب على ماسبق بالنفي فما الفائدة من إيراد مقاله؟.
 
قال الشاطبي ـ في المقدمة الثانية عشر من مقدمات كتابه الموافقات ـ : ( فصْلٌ:
وللعالم المتحقق بالعلم أمارات وعلامات تتفق على مَا تَقَدَّمَ، وَإِنْ خَالَفَتْهَا فِي النَّظَرِ ، وَهِيَ ثَلَاثٌ:
إِحْدَاهَا: الْعَمَلُ بِمَا عَلِمَ؛ حَتَّى يَكُونَ قَوْلُهُ مُطَابِقًا لِفِعْلِهِ، فَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا لَهُ؛ فَلَيْسَ بِأَهْلٍ لِأَنْ يُؤْخَذَ عَنْهُ، وَلَا أَنْ يُقْتَدَى بِهِ فِي عِلْمٍ، وَهَذَا الْمَعْنَى مُبَيَّنٌ عَلَى الْكَمَالِ فِي كِتَابِ الِاجْتِهَادِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ...
وَالثَّانِيَةُ: أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ رَبَّاهُ الشُّيُوخُ فِي ذَلِكَ الْعِلْمِ؛ لِأَخْذِهِ عَنْهُمْ، وَمُلَازَمَتِهِ لَهُمْ؛ فَهُوَ الْجَدِيرُ بِأَنْ يَتَّصِفَ بِمَا اتَّصَفُوا بِهِ مِنْ ذَلِكَ، وَهَكَذَا كَانَ شَأْنُ السَّلَفِ الصَّالِحِ.​
فَأَوَّلُ ذَلِكَ مُلَازَمَةُ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَخْذُهُمْ بِأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَاعْتِمَادُهُمْ عَلَى مَا يَرِدُ مِنْهُ، كَائِنًا مَا كَانَ، وَعَلَى أَيِّ وَجْهٍ صَدَرَ؛ فَهُمْ1 فَهِمُوا مَغْزَى مَا أَرَادَ بِهِ أَوَّلًا2 حَتَّى عَلِمُوا وَتَيَقَّنُوا أَنَّهُ الْحَقُّ الَّذِي لَا يُعارض، وَالْحِكْمَةُ الَّتِي لَا يَنْكَسِرُ قَانُونُهَا، وَلَا يَحُومُ النَّقْصُ حَوْلَ حِمَى كَمَالِهَا، وَإِنَّمَا ذَلِكَ بِكَثْرَةِ الْمُلَازَمَةِ، وَشِدَّةِ الْمُثَابَرَةِ...
وَالثَّالِثَةُ: الِاقْتِدَاءُ بِمَنْ أَخَذَ عَنْه، وَالتَّأَدُّبُ بِأَدَبِهِ، كَمَا عَلِمْتَ مِنِ اقْتِدَاءِ الصَّحَابَةِ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاقْتِدَاءِ التَّابِعِينَ بِالصَّحَابَةِ، وهكذا في كل قرن، وبهذا
الْوَصْفِ امْتَازَ مَالِكٌ عَنْ أَضْرَابِهِ -أَعْنِي: بِشِدَّةِ الِاتِّصَافِ بِهِ- وَإِلَّا؛ فَالْجَمِيعُ مِمَّنْ يُهْتَدَى بِهِ فِي الدِّينِ، كَذَلِكَ كَانُوا، وَلَكِنَّ مَالِكًا اشْتُهِرَ بِالْمُبَالَغَةِ فِي هَذَا الْمَعْنَى، فَلَمَّا تُرِكَ هَذَا الْوَصْفُ؛ رَفَعَتِ الْبِدَعُ رُءُوسَهَا لِأَنَّ تَرْكَ الِاقْتِدَاءِ دَلِيلٌ عَلَى أَمْرٍ حَدَثَ عِنْدَ التَّارِكِ، أَصْلُهُ اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَلِهَذَا الْمَعْنَى تَقْرِيرٌ فِي كِتَابِ الِاجْتِهَادِ بِحَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى...
ثم قال :
الطَّرِيقُ الثَّانِي:
مُطَالَعَةُ كُتُبِ الْمُصَنِّفِينَ وَمُدَوِّنِي الدَّوَاوِينَ، وَهُوَ أَيْضًا نَافِعٌ فِي بَابِهِ؛ بِشَرْطَيْنِ:
الْأَوَّلُ:​
أَنْ يَحْصُلَ لَهُ مِنْ فَهْمِ مَقَاصِدِ ذَلِكَ الْعِلْمِ الْمَطْلُوبِ، وَمَعْرِفَةِ اصْطِلَاحَاتِ أَهْلِهِ؛ مَا يَتِمُّ لَهُ بِهِ النَّظَرُ فِي الكتب، وذلك يحصل بالطريق الأول، ومن مُشَافَهَةِ الْعُلَمَاءِ، أَوْ مِمَّا هُوَ رَاجِعٌ إِلَيْهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ: "كَانَ الْعِلْمُ
فِي صُدُورِ الرِّجَالِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْكُتُبِ، وَمَفَاتِحُهُ بِأَيْدِي الرِّجَالِ"، وَالْكُتُبُ وَحْدَهَا لَا تُفِيدُ الطَّالِبَ مِنْهَا شَيْئًا، دُونَ فَتْحِ الْعُلَمَاءِ، وَهُوَ مُشَاهَدٌ مُعْتَادٌ.
وَالشَّرْطُ الْآخَرُ : أَنْ يَتَحَرَّى كُتُبَ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمُرَادِ؛ فَإِنَّهُمْ أَقْعَدُ2 بِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَأَصْلُ ذَلِكَ التَّجْرِبَةُ وَالْخَبَرُ.​
أَمَّا التَّجْرِبَةُ ؛ فَهُوَ أَمْرٌ مُشَاهَدٌ فِي أَيِّ عِلْمٍ كَانَ، فَالْمُتَأَخِّرُ لَا يَبْلُغُ من الرُّسُوخِ فِي عِلْمٍ مَا يَبْلُغُهُ الْمُتَقَدِّمُ، وَحَسْبُكَ مِنْ ذَلِكَ أَهْلُ كُلِّ عِلْمٍ عَمَلِيٍّ أَوْ نَظَرِيٍّ؛ فَأَعْمَالُ الْمُتَقَدِّمِينَ -فِي إِصْلَاحِ دُنْيَاهُمْ وَدِينِهِمْ- عَلَى خِلَافِ أَعْمَالِ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَعُلُومُهُمْ فِي التَّحْقِيقِ أَقْعَدُ، فَتَحَقُّقُ الصَّحَابَةِ بِعُلُومِ الشَّرِيعَةِ لَيْسَ كَتَحَقُّقِ التَّابِعِينَ، وَالتَّابِعُونَ لَيْسُوا كَتَابِعِيهِمْ، وَهَكَذَا إِلَى الْآنِ، وَمَنْ طَالَعَ سِيَرَهُمْ، وَأَقْوَالَهُمْ، وَحِكَايَاتِهِمْ؛ أَبْصَرَ الْعَجَبَ فِي هَذَا الْمَعْنَى.
وَأَمَّا الْخَبَرُ؛ فَفِي الْحَدِيثِ: "خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" ...
فَلِذَلِكَ صَارَتْ كُتُبُ الْمُتَقَدِّمِينَ وَكَلَامُهُمْ وَسِيَرُهُمْ؛ أَنْفَعُ لِمَنْ أَرَادَ الْأَخْذَ بِالِاحْتِيَاطِ فِي الْعِلْمِ، عَلَى أَيِّ نَوْعٍ كَانَ، وخصوصا علم الشريعة ، الذي هو الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، والوَزَر الْأَحْمَى ، وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.
 
تعليقا على نقل الدكتور مساعد:
العالم، فيما تعلمته، هو من يمتلك قدرا كافيا من المعلومات، والمعطيات، والمهارات، والخبرات في تخصص معرفي ما، يحيث يظهر استيعابه لأساسيات ذلك التخصص، وتتولد لديه القدرة على تدريسه وعرضه للآخرين، والقدرة على توليد معارف جديدة تسمح بتوسيع أفق البحث العلمي في ذلك التخصص.
والإنسان يصبح عالما نتيجة مسيرة معرفية متشعبة تتداخل فيها القراءة، والملاحظة، والحوار، والمنطق، والتفكير، والبحث عن المعلومة، والتفكر في زوايا النظر المختلفة، إلخ.
وفي تقديري : العلم ليس مرتبطا بالضرورة بالعمل.. وإنما يرتبط العلم بالعمل أساسا من جهة المآل الأخروي.. إلا إذا اعتبرنا جانب القدوة في بعض مسائل العلم المتعلقة بالسلوك أو الجانب التعبدي.. أما ما سوى ذلك، فقد يصبح السلوك مدعاة للاغترار وعدم التدقيق في صوابية معرفة العالم..
 
قال الشيخ مساعد الطيار (التفسير اللغوي للقرآن الكريم: 512):

"وقد تبينَ لي بعدَ جمع مادة هذا الموضوع: أنَّ الانحرافَ في التفسير كان له أسبابٌ؛ منها :


1- اعتمادُ العقلِ في الاعتقاد والاستدلال.


2- اعتماد اللغة مجرَّدةً عن غيرها من المصادر.


3- البعد عن تفسير السلف، وعدم الأخذ به.


وقد ساعد على هذا اتساع لغة العرب، ولا خلاف في أنَّ تفسير القرآن بلغة العرب أصل أصيل في التفسير، غير أنَّ المراد هنا أن يكون تفسيرُه بمجرَّدِ ما يحتمله اللفظ المجرَّدُ عن سائر ما يبين معناه، من نَظَرٍ إلى : المتكلِّم به، والمنَزَّلِ عليه، والمخاطَبِ به، وسياقِ الكلام". انتهى.


وأحال الشيخ مساعد على مجموع فتاوى شيخ الاسلام (94/15)، أنقله للفائدة :


".....وأما تفسيره بمجرد ما يحتمله اللفظ المجرد عن سائر ما يبين معناه فهذا منشأ الغلط من الغالطين؛ لا سيما كثير ممن يتكلم فيه بالاحتمالات اللغوية. فإن هؤلاء أكثر غلطا من المفسرين المشهورين؛ فإنهم لا يقصدون معرفة معناه، كما يقصد ذلك المفسرون.

وأعظم غلطا من هؤلاء وهؤلاء من لا يكون قصده معرفة مراد الله؛ بل قصده تأويل الآية بما يدفع خصمه عن الاحتجاج بها، وهؤلاء يقعون في أنواع من التحريف
ولهذا جوز من جوز منهم أن تتأول الآية بخلاف تأويل السلف، وقالوا : إذا اختلف الناس في تأويل الآية على قولين جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث؛ بخلاف ما إذا اختلفوا في الأحكام على قولين، وهذا خطأ، فإنهم إذا أجمعوا على أن المراد بالآية إما هذا وإما هذا كان القول بأن المراد غير هذين القولين خلافاً لإجماعهم؛ ولكن هذه طريقة من يقصد الدفع لا يقصد معرفة المراد، وإلا فكيف يجوز أن تضل الأمة عن فهم القرآن، ويفهمون منه كلهم غير المراد ......متأخرون يفهمون المراد...". انتهى.

قال ابن القيم
: "......بل للقرآن عُرْفٌ خاصٌ، ومعانٍ معهودةٌ، لا يُناسِبُه تفسيرُه بغيرها، ولا يجوزُ تفسيرُه بغير عرفِه والمعهود من معانيه، فإنَّ نسبة معانيه إلى المعاني، كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ، بل أعظمُ".
نقلاً من شرح مقدمة في أصول التفسير للشيخ مساعد الطيار(203)
.
 
السلام عليكم
أَمَّا التَّجْرِبَةُ ؛ فَهُوَ أَمْرٌ مُشَاهَدٌ فِي أَيِّ عِلْمٍ كَانَ، فَالْمُتَأَخِّرُ لَا يَبْلُغُ من الرُّسُوخِ فِي عِلْمٍ مَا يَبْلُغُهُ الْمُتَقَدِّمُ، وَحَسْبُكَ مِنْ ذَلِكَ أَهْلُ كُلِّ عِلْمٍ عَمَلِيٍّ أَوْ نَظَرِيٍّ؛ فَأَعْمَالُ الْمُتَقَدِّمِينَ -فِي إِصْلَاحِ دُنْيَاهُمْ وَدِينِهِمْ- عَلَى خِلَافِ أَعْمَالِ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَعُلُومُهُمْ فِي التَّحْقِيقِ أَقْعَدُ،
لقد عمم الدكتور الأمر على كل علم ؛ وهذا حكم لانراه فى الواقع ؛ فليس نيوتن أو جاليلليو بأرسخ فى العلم من أينشتين ؛ وليس أبيقراط الملقب بابى الطب بأرسخ من أى طالب طب اليوم ؛ وهذا منطقى ، فطالب الطب تراكمت لديه علوم أكثر ولديه آليات أكثر وأدق من آليات أبيقراط فى البحث ملايين المرات
أما كون ترون منهجكم فى التفسير هو كذلك ... فارى الا يقارن بالعلوم العملية ولا النظرية الحديثة
وأنا اسلم لكم بمنهجكم فى التفسير رغم عدم اقتناعى بأدلتكم
وذلك لأننى أجد اختلافات بين الصحابة ... وهو من وجهة نظرى مايسمح بالاختلاف بعدهم أيضا
وما قاله الصديق -وكأنه تقريع للناس -بخصوص فهمهم للآية "يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ ..."هو مثال يحضرنى الآن ؛ كما أنه يدل على أنه فهم أن فهمهم لتفسير الآية خاطئ من خلال الظرف الزمانى والأحداث السياسية الجارية مما جعله يقول ما قال .
ثم الاحتجاج بخيرية القرن الأول ... فكم نسبة مافى كتب التفسير منسوب للقرن الأول ؟..وحتى الذى يليه ؛ كما أنه لايمنع خيرية فينا الآن لها الحق أن تأتى برأى لم يأت به الأوائل .

ثم ماهى نتيجة المنهج فى الواقع ... أظن أنى لاأبالغ إن قلت أن نتيجته أن 99% من الناس لايفهمون مايقرأون من القرآن ؛

بل تلاحظ أن كثير من المداخلات والمواضيع فى هذا الملتقى تتكلم فى المنهج وتبحث عن المنهج الصحيح مما يدل على أن المنهج الصحيح غير معروف ؛ ومايظن البعض أنه منهج صحيح لايقره غالبية المشاركون فى الملتقى ؛ ومن يقره منهم يفعل ذلك لأنه يظن أنه الأحوط أو الأسلم
فلو أحصت الادارة لنا المشاركات التى تتكلم فى المنهج والمشاركات التى تفسر آية وأحصت النسبة بينهما لعلمنا حجم الاختلاف على المنهج حتى جعل البعض منهج البعض "جريمة "

اللهم اهدنا لأقرب من هذا رشدا
 
شكرا جزيلا للأخ الفاضل / مصطفى سعيد ... وانا اتفق معك كل الأتفاق
ولنعلم ان العلماء الذين حصلوا على جائزة نوبل فى الفيزياء هذا العام 2011م هم ثلاثة من امريكا ( يعنى غير مسلمين ) .. حصلوا على نوبل .. لماذا ؟ لأنهم اثبتوا ان الكون آخذ فى الأتساع المستمر والمتسارع .. واننى ليحزننى الا يحصل عليها علماء المسلمين لأن اتساع الكون أعلمنا الله به فى القرآن الكريم فى قوله تعالى {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47 ولكننا لم نستطع ان نثبتها مخافة ان يقال عنا اننا نتكلم فى كتاب الله بغير علم لأننا لسنا من المتخصصين فى العلوم القرآنية واللغة العربية
واننا لو استمر حالنا على هذا لسوف نتخلف أكثر وأكثر
أخوانى الكرام أهل الملتقى : اننى مسلم عربى غير متخصص فى العلوم العربية وانما تخصصى علميا بحتا ( العلوم الطبية ) وعندما اقرأ آيات القرآن الكريم التى تخبرنا عن المكنونات العلمية فى الكون وخلق الأنسان اجدنى افهما بفضل الله تمام الفهم بل وأصل فيها الى علم اليقين وذلك بسبب دراساتى العلمية .. ويبقى لى آيات الأحكام والقصص القرآنى اتعلمها من المتخصصين ..
وانه ليحزننى أشد الحزن بل واتأسف له ان أرى أكثر المسلمين اليوم لا يفهمون شيئا من القرآن الكريم لا فى الآيات الشرعية ولا الآيات العلمية بل واعجب من كثير من المسلمين ( وايضا من بعض علماء الدين ) من يقحمون انفسهم فى تفسير وشرح وتعليل الآيات الكونية والعلمية وفى نفس الوقت لا يعلمون الناس احكام دينهم ولا صحيح قصص الأنبياء كما أراد الله منا ان نعلمه عنهم ( صلى الله عليهم وسلم أجمعين )
أخوانى الكرام أهل الملتقى وعلمائنا : ...نعلم ان الله انزل علينا هذا الكتاب لكى نعمل به ولن نستطيع ان نعمل به الا اذا فهمناه ولن نفهمه الا بواسطة علمائنا تحقيقا لقول الله تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122 .. تعلمون من ؟ وتفقهون من ؟ هل تعلمون بعضكم ! أم تعلمون الأمة الأسلامية كلها ؟! ان جهل المسلمين اليوم بكتاب ربهم ليس بسببهم وحدهم بل انتم تشاركون فيه بالنصيب الأكبر .. لأن الله استأمنكم على تعليم المسلمين . ولكنكم قسمتم المسلمين الى فئتين : فئة العلماء .. وفئة العامة ..
هذا التقسيم ما أنزل الله به من سلطان .. ولم يكن موجودا فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم . ولا فى عهد الصحابةرضي الله عنهم
هذا التقسيم ادى الى تداول العلم فى الجامعات وبين العلماء فقط .. والعامة ( كما تسمونهم ) لم يصل اليهم شيئا من علومكم التى تتداولونها مما ادى الى عدم قدرتهم على فهم كتاب الله وبالتالى اخطاء فى تطبيق الشرع الحنيف
ماذا استفاد المسلمون ( العوام ) من اختلافاتكم فى مناهجكم فى تفسير القرآن ؟ ازدادوا جهلا بالقرآن الكريم
أخوانى الكرام أهل الملتقى : اننا كأطباء نقيم انفسنا وعلمنا بما نقدم للمسلمين بل وللناس كافة .. ويكون تقييمنا بمستوى الوعى الصحى وبما نحققه من تحسين الحالة الصحية للناس ..وهل يوجد تقدم فى المستوى الصحى أم لا .. وكذلك علماء الفيزياء والكيماء والرياضيات وغيرهم من العلوم .. كذلك ينبغى على علماء الدين الأسلامى ان يقيموا انفسهم بمستوى الفهم والوعى والثقافة الأسلامية لجموع المسلمين .. وكيف يطبقون أحكام الأسلام
ما هو تقييمكم لأنفسكم فى تعليم الناس ؟ ان مستوى الثقافة الأسلامية للمسلمين ما هو الا تقييما لكم ؟ فاحكموا انتم على انفسكم .
لقد حضرت مجلسا فى المسجد النبوى للشيخ الجليل ابو بكر الجزائرى ( وذلك سنة 2000 م - اى منذ 11 سنة ) وكان درسا بين المغرب والعشاء - وحضره معظم المصلين أنذاك - وقد سأل احد المسلمين( العوام ! )- وكان كبير السن -الشيخ عن شروط صحة الصلاة .. فاستنكر أحد المسلمين ( من العلماء !) الحاضرين الدرس سؤال المسلم ( العامى الجاهل !) - ( اذ كيف يكون فى هذا السن ولا يعرف شروط صحة الصلاة !!- ) فما كان من الشيخ الجليل الا ان بادر ههذا العالم محتدا عليه قائلا ( دعه يسأل . نحن المخطئون لاننا لم نعلم الناس دينهم كما ينبغى . لم نقم بواجبنا كما ينبغى) وسالت دمعة من عين الشيخ الجليل قائلا اللهم اغفر لنا تقصيرنا ووفقنا فى تعليم المسلمين ) ثم اخذ يعتذر للمسلم ( العامى ) بل ويعتذر لكل الحاضرين
والله لقد سالت دموعى وانا اسمعه ...
يا سادة هؤلاء هم العلماء
اننى تابعت كل المقالات التى تحدثت عن سيدنا يوسف صلى الله عليه وسلم ورأيت كم الجرءة على هذا النبى الكريم بن الكريم بن الكريم . وكأننا نسينا انه من شروط الأيمان - الأيمان بالأنبياء - فمن هم الأنبياء الذين اشترط الله لنا ان نؤمنن بهم كى يكتمل ايماننا - ما هى صفاتهم - هل من صفاتهم من يهم بالزنى ؟! لقد وصف بعض العلماء ( أقول العلماء وليس العامة ) العلماء !! لقد وصف هذا النبى الكريم بصفات لو وصف أحدنا بها لأقام الدنيا ولم يقعدها ولرفع من القضايا وطالب من التعويضات ما يعوضه فى الطعن فى شرفه ..
فكيف يوصف بها نبى كريم امرنا الله ان نؤمن به ولا يكتمل ايماننا الا بالأيمان به
للأسف كل من تحدث بهذه الصفات الذميمة عن هذا النبى كثير من العلماء وليس العامة وقد قرأتها فى معظم كتب التفسير غير ما قرأته فى ملتقاكم الكريم ... فبالله عليكم كيف يثق المسلمون ( العوام كما تسمونهم ) بعد هذا الكلام عن هذا النبى فى علمائنا
يا سادة .. ان كثيرا من عوام المسلمين (كما يسمونهم العلماء أو هكذا يسمونهم ) يوقرون الأنبياء ويحترمونهم أكثر بكثير من العلماء
أخوانى الكرام ..ما ذكرته عن يوسف عليه السلام الا مثالا لعلماء الأمة والذين يجب على عوام المسلمين الأقتداء بهم والا يتكلمون فى كتاب الله بغير علم .. فهل تكلم هؤلاء العلماء عن يوسف عليه السلام فى كتاب الله بعلم ؟!
أخوانى الكرام وعلماؤنا الأجلاء اننى اتمنى ان أرى علماء يخاطبون الناس بما يفهمون فى عصرنا هذا - عصر العلم -
اتمنى ان أرى خطابا دينا جديدا يكون سببا قويا لدخول الناس كافة - فى عصرنا هذا - الأسلام مقتنعين بأنه دين العقل والحق والعدل وأحترام الآخرين
اتمنى ان ارى المسلم عندما يقرأ كتاب الله يفهم ما يقرأ دون شقاق واختلافات علميه مقيته - ( هذا العالم قال كذا . وهذا رأيه كذا وذاك يخطأ هذا وآخر يسفه آخر ). وفى النهايه لم يستفد المسلم البسيط شيئا رغم قناعته وايمانه بأن كتاب الله هذا انزله الله اليه كما انزله للعلماء كى يعمل به كما يعمل به العلماء .. وانزله الله علينا فى عصرنا هذا كما انزله فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم وكما انزله للعصور التى تأتى بعدنا الى قيام الساعة كى نعمل به فى كل العصور
وفقنا الله الى ما فيه الخير ..
 
اخي مصطفى
أولاً: الكلام ليس لي، ولكنه للشاطبي صاحب الموافقات.
ثانيًا : هو لا يقصد ما ذهبتم إليه في قولكم : (لقد عمم الدكتور الأمر على كل علم ؛ وهذا حكم لانراه فى الواقع ؛ فليس نيوتن أو جاليلليو بأرسخ فى العلم من أينشتين ؛ وليس أبيقراط الملقب بابى الطب بأرسخ من أى طالب طب اليوم ؛ وهذا منطقى ، فطالب الطب تراكمت لديه علوم أكثر ولديه آليات أكثر وأدق من آليات أبيقراط فى البحث ملايين المرات ) ، فهو لا يتحدث عن هذه العلوم التجريبية، وإنما كلامه منصبٌّ على العلوم الإسلامية من نحو وأصول وفقه وغير ذلك.
ثالثًا : قولكم : (وذلك لأننى أجد اختلافات بين الصحابة ... وهو من وجهة نظرى مايسمح بالاختلاف بعدهم أيضا ) = هذه شبهة وقعت لبعض أهل هذا العصر، وهم لم يحققوا هذه المسألة جيدًا.
وسؤالي لك من خلال كلامك هذا: هل تجوِّز جهل الأمة قبلنا بفهم معاني آية من آيات القرآن؟
ولاحظ أنك إذا جوَّزته، فسنقع في مشكلتين:
الأولى : أن بيان الله لم يكن تامًّا، إذ لم يفهمه من سبقنا، وأبقى الله لنا نحن الفهم دونهم.
الثانية: أننا أولى بفهم الخطاب العربي ممن كانت لغتهم العربية كابن عباس وابن مسعود وغيرهم، فهل ياترى يجوز عندك هذا؟!
أخي الكريم: المسألة أعمق من طريقتك في الطرح، وأتمنى لو رأيت المحاذير على تبني بعض الأقوال قبل القول بها.
وهذه الشبة التي ذكرتها تحتاج إلى بيان تفصيلي ، ولعل الله ييسر لي ذلك، وقد أشرت لك ببعض ما فيها من مشكلة ، والله الموفق.
 
حياكم الله د محمد حسن ، وأشكر لكم مشاركتكم، ولي بعض الاستفسارات عليها.
أولاً: قولكم : (ولنعلم ان العلماء الذين حصلوا على جائزة نوبل فى الفيزياء هذا العام 2011م هم ثلاثة من امريكا ( يعنى غير مسلمين ) .. ) ما المشكلة عندك لو كانوا مسلمين؟!
إنني أشمُّ ـ وأرجو أن أكون مخطئًا ـ من هذا الكلام انهزامية علمية.
هل إثبات الحقائق العلمية خاص بالكفار فقط؟!
وهل إثبات المسلمين للحقائق العلمية يجعل الكفار لا يقبلونها؟!
إن هذا المنطق غريب جدًا، وكما قلت: أرجو أن أكون مخطئًا في فهمي لما تذهب إليه عبارتك السابقة.
ثانيًا: قلتم ـ حفظكم الله ـ ( ... حصلوا على نوبل .. لماذا ؟ لأنهم اثبتوا ان الكون آخذ فى الأتساع المستمر والمتسارع .. واننى ليحزننى الا يحصل عليها علماء المسلمين لأن اتساع الكون أعلمنا الله به فى القرآن الكريم فى قوله تعالى {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}الذاريات47 .
أقول لك:
1 ـ ما موقفك من تفسير المتقدمين لها، هل هو صواب أو خطأ ، بناءً على ادعائك أن الاية تحتمل هذا الأمر المعاصر؟
2 ـ الآية تتحدث عن السماء ( فقط) ، فهل السماء هي الكون؟
إن الكون يشمل السموات والأرضين والكرسي والعرش، فهل ياترى سيشمل التمدد كل هذه الأجرام؟!
ثالثًا: قولكم (ولكننا لم نستطع ان نثبتها مخافة ان يقال عنا اننا نتكلم فى كتاب الله بغير علم لأننا لسنا من المتخصصين فى العلوم القرآنية واللغة العربية . واننا لو استمر حالنا على هذا لسوف نتخلف أكثر وأكثر) يجعلني أسألك: هل أنت مقتنع بالطبيب الشعبي؟!
وأرى أن الجواب من متخصص في الطب مثلكم معروف.
لكن لو افترضنا أن هذا الطبيب الشعبي دخل كلية الطب ، ودرس الطب على أصوله العلمية المعروفة، ألا ترى أنه سيتغير الحكم عليه؟
إن المسألة مرتبطة بأمر لا يخفى على مثلكم، وهو أن لك علم أصولاً، ومن امتلكها وعرفها جاز له الكلام في ذلك العلم، وإذا ملكتم أصول التفسير فلن يمنعكم أحد من الحديث كما أشرتم، لكن المشكلة أن بعض من لم يتحقق في علم التفسير، وليس له قدم فيه، ولا هو عارف بأصوله = تراه يتكلم فيه ، وهو يظن نفسه ابن عطية الأندلسي، ومن أعجب ما رأيت أن أحد كبار المتكلمين في الإعجاز العلمي يترك تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الصريح من أجل ظنٍّ عنده في مسألة متعلقة عنده بإثبات إعجازٍ في الآية كما يدَّعي.
رابعًا: قولكم : (وانه ليحزننى أشد الحزن بل واتأسف له ان أرى أكثر المسلمين اليوم لا يفهمون شيئا من القرآن الكريم لا فى الآيات الشرعية ولا الآيات العلمية).
أرجو أن تلاحظ المقابلة التي ذكرتها ( الشرعية × العلمية) = ألا تلاحظ مشكلة في هذه المقابلة الغريبة التي فيها أثر من آثار التغريب ، وكأن الشرع ليس بعلم!
أليس هذا من مفهومات الغرب للعلوم؟ إذ الأمور الدينية لا تدخل عندهم في مسمى العلم مثل ما يدخله ما يكون مُختبرًا بالتجربة؟
علماء الشريعة الذين ستنتقدهم بعد فقرتك هذه يقولون: ( الآيات الشرعية والآيات الكونية) ، وليس ( الآيات العلمية ).
مع ملاحظة أنك استخدمت ـ في الفقرة الآتية ـ الكونية مقابل العلمية .
خامسًا: قولكم ـ حفظكم الله ـ ( بل واعجب من كثير من المسلمين ( وايضا من بعض علماء الدين ) من يقحمون انفسهم فى تفسير وشرح وتعليل الآيات الكونية والعلمية وفى نفس الوقت لا يعلمون الناس احكام دينهم ولا صحيح قصص الأنبياء كما أراد الله منا ان نعلمه عنهم ( صلى الله عليهم وسلم أجمعين ) ).
هل أفهم من كلامك أن هذا الجنس من الآيات لا يفهمه علماء الشريعة ؟
ألا ترى أن مؤدَّى قولك أن الله تعالى تكلم بالإلغاز والتعمية في بعض الآيات، وهذا ما يُنزَّه عنه كلام الله ، كما نص على ذلك الإمام ابن عطية الأندلسي.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن كل من سبقنا لم يفهم الآيات على وجهها الصحيح، حتى ظهرت لنا نحن المعاصرين هذه المكتشفات، فهل تراك تقبل بهذا المنهج؟
سادسًا: دكتورنا الفاضل أرجو أن تتنبه لما تؤول إليه عباراتك من معنى غير صحيح، بل قد يؤاخذك به العلماء ، مثل قولكم : (أخوانى الكرام وعلماؤنا الأجلاء اننى اتمنى ان أرى علماء يخاطبون الناس بما يفهمون فى عصرنا هذا - عصر العلم -) ، ومعنى ذلك أن ما قبل هذا العصر كان عصر جهل، ولا يخفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في عصرنا هذا.
أقول لك هذا ولغيرك؛ لئلا يؤخذ عليهم من عدم التدقيق في عبارتهم مثل هذه المآخذ، وأنا أجزم يقينًا أنك لا تقول بما يلزم من هذه العبارات، لكني أبعثها نصيحة لنا جميعًا أن ندقق فيما تؤول إليه عباراتنا، لأنها قد تؤول إلى معاني فاسدة، ونحن لا نشعر.
وأخيرًا: فيما يتعلق بهم يوسف عليه الصلاة والسلام ؛ تأمل قول الله تعالى : ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين) ، هل كان يوسف عليه الصلاة والسلام يجهل أنه كان معصومًا كما تراه أنت، أم كان يخاف على نفسه؟!
لو كان معصومًا عما تراه، لما كان لهذا الدعاء أي معنى، إذ كيف يدعو بما لن يقع البتة؟!
ولقد كان ابن عباس رضي الله عنه أورع مني ومنك، وأعلم بحقوق الأنبياء مني ومنك، وإن لم يكن معصومًا، إلا أنه رأى ما رأى، ورأيه ليس كرأي غيره.
وانظر أنت في واقعك العملي، هل قول طالب طب في البكالوريوس أو في المجاستير أو في الدكتوراه أو قول اختصاصي = مثل قول استشاري أفنى عمره في البحث والتنقيب؟!
ذاك الاستشاري هنا هو ابن عباس رضي الله عنه.
واسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
 
وهذه الشبة التي ذكرتها تحتاج إلى بيان تفصيلي ، ولعل الله ييسر لي ذلك

أسأل الله أن ييسره عاجلا، فهي حقاً بحاجة إلى بيان، بل أراها اليوم من أكثر المسائل إلحاحا على نطاق التأصيل .. زاد كم الله هدى وسدادا.
ولو أحلتمونا على بعض ما كتب سابقا ريثما تتم لكم الكتابة.
 
السلام عليكم
وسؤالي لك من خلال كلامك هذا: هل تجوِّز جهل الأمة قبلنا بفهم معاني آية من آيات القرآن؟
لا
ليس الأمر كذلك
ولكن العلم عامة فى زيادة " فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْءانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً"
العلم الكائن الآن فى الانسانيات والطبيعيات أضعاف أضعاف ماكان فى عهد الصحابة
حتى فى النحو ... فما كان كائنا فى عهد سيبويه أضعاف ماكان فى عهد الصحابة من هذا العلم
ولم يقل أحد وقتها أن علم الصحابة أكثر فى النحو وأنكر على سيبويه أنه أتى بجديد

والأدهى من ذلك أن هناك من يجعل علم سيبويه - ذو الأصول الأعجمية - مقدسا لايجب المساس به !!!

كما أقول أن العلم كان لدى الجاهليين أيضا بدليل أنهم رأوا "أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ" ومن خلال رؤيتهم هذه دعاهم القرآن للايمان ؛
فهل تجوز فضيلتكم القول أن الذين كفروا فى الآية وقد شهد لهم القرآن بأنهم رأوا أن السماوات والأرض كانت رتقا كان يعلمون أكثر من الصحابة الذين أتوا بعدهم - أو عاصروهم - أو أن هؤلاء وأولئك رأوا وعلموا أكثر مما علمه من يستخدم المقاريب العملاقة أو من خرج إلى الفضاء ؟

أما التفسير فما نقل أنه اختلف فى تفسيره مازال مختلفا فيه حتى اليوم
والأمثلة كثيرة جدا ؛ وذلك لاننا لانستطيع أن نخطأ ناقلا ولامنقولا عنه .
ثم كيف يصوغ للامام بن عطية - على سبيل المثال - أن يخالف ولا يصوغ للشعراوى سواءا فى النحو أو التفسير أو الطبيعيات الواردة فى القرآن
أليس من الممكن أن يكون رجل ليس عالما فى التفسير ولكن رأيه فى تفسير آية أفضل بكثير من آراء المفسرين ... أنرد قوله لأنه ليس مفسرا معتمدا فى جامعة كذا ؟!!!

واسمح لى أن أعلق .. عن قول قلته للدكتور محمد حسن ... .. العرش ؛ إن كان من الكون فسيشمله " وإنا لموسوعون " وإن لم يكن -وهذا هو الراجح - فلن يشمله ؛ فهل تقول فضيلتكم أن العرش من الكون ؟!!
ثم ولكى لاندخل فى هذه ...لانقول الكون فى توسع بل نقول السماء فى توسع " وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " وهذا لايمنع من القول بالاعجاز فى الآية ؛ كما يمنع اعتراض فضيلتكم بأنه كيف تقول العرش يشمله التوسع

والسؤال الأهم : هل يضر تفسيرهم - الذى لاتؤيده - القرآن شيئا ؟

حياكم الله
 
أخي الكريم مصطفى
أنت تتكلم فيما لا تحسن.
هذا ما ظهر لي من خلال حديثك، واعذرني على هذا الكلام.
وليس عجزًا مني أن أتابع معك الحديث، لكني لا أحب كثرة الجدل.
ولا أدري من أين جئت بأن العرش ليس من الكون؟!
وفسر لي كلمة ( يصوغ ) في قولك : (ثم كيف يصوغ للامام بن عطية - على سبيل المثال - أن يخالف ولا يصوغ للشعراوى سواءا فى النحو أو التفسير أو الطبيعيات الواردة فى القرآن ).
وآية سورة الأنبياء عندك هل المخاطب بها الكفار المعاصرون للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يدخل فيهم من بعدهم، أو هي خاصة بكفار هذا العصر؟.
وقولك : (أليس من الممكن أن يكون رجل ليس عالما فى التفسير ولكن رأيه فى تفسير آية أفضل بكثير من آراء المفسرين ... أنرد قوله لأنه ليس مفسرا معتمدا فى جامعة كذا ؟!!!) رددت عليه في تعليقي على الدكتور محمد حسن، فراجعه لتعرف رأيي في ذلك.
 
أخى الفاضل د/مساعد الطيار.. شكرا لكم على تعقيبكم .. وانى اوضح بايجاز مااشرت اليه من استفسارات :
1- علماء المسلمين هم أولى الناس بالحصول على نوبل من غيرهم لما ورد فى كتابنا من اشارات علمية وكونية .
2- كثير من علماء المسلمين اليوم يتهيبون الخوض فى كتاب الله للبحث فى الآيات العلمية حتى لايهاجمون من قبل علماء التفسير والدين الأسلامى ( كما تهاجمى سيادتكم وتحذرنى من الكلمات التى اكتبها ) وهو قولك " دكتورنا الفاضل أرجو أن تتنبه لما تؤول إليه عباراتك من معنى غير صحيح، بل قد يؤاخذك به العلماء "
3- السلف الصالح فهموا كتاب الله فهما صحيحا بما يتماشى مع علوم عصرهم .. ونحن نفهمه أيضا فهما صحيحا طبقا لعلوم عصرنا .. وسيأتنى من بعدنا قرونا يفهمونه فهما صحيحا أيضا طبقا لعلوم عصرهم .. وهذا ليس طعنا فى السلف ولا السابقين .
4- الطبيب الشعبى والطب الشعبى موقفى منه هو موقف كل ألأطباء - لا نؤيده . ( ولن اتكلم اكثر من ذلك لأن ليس هنا مقامة )
5- عندما نتهم بعض عصور المسلمين السابقة بالجهل والتخلف فاننا لا نعنى ابدا ولا يخطر ببالنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا نعنى ابدا الجهل بأمر الشريعة وانما نعنى الجهل بالعلوم المدنية والتطبيقية ( مثل الطب والهندسة والرياضيات والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم
6- اننا كعلماء تطبيقين ( يعنى لسنا علماء شريعة ) عندما نريد ان نوضح انواع آيات العلوم فى القرآن الكريم نقسمها الى آيات علوم الشريعة الأسلامية ( وتشمل اللغة العربية والحديث والفقه وغيرها من علوم الأسلام ) وآيات العلوم التطبيقية - أو المدنية - كما يسميها بعض العلماء ( وتشمل العلوم الكونية تلك التى تتحدث عن الكون .. والآيات العلمية وهى تلك التى تتحدث عن علوم الطب والهندسة وغيرها من العلوم )
7- هل كان الصحابه يفهمون آيات خلق الأنسان بالتفاصيل الدقيقة التى انعم الله بها علينا اليوم ؟ .. هلى كان الصحابة ومن تبعهم يفهمون آيات وصف الأرض والأجرام السماوية بنفس تفاصيل الفهم التى من الله بها علينا فى عصرنا هذا ؟ .. عندما قلت اتمنى ان ارى علماء يخاطبون الناس بما يفهمون فى عصرنا هذا كنت أقصدكل هذه الآيات الكونية والعلمية اذ كيف يذكر فى أحد كتب التفسير ان الارض على قرن ثور !! وغيرها من غرائب التفسير ( لا أريد ان استطرق فى الكلام فأنتم تعرفون ما تحوى بعض التفاسير من المنكرات التى لا تقنع أى عاقل ) .. هذا ولم اكن اتهم ابدا من سبقونا من الصحابة وتابيعهم بالجهل الشرعى
8 - ما فائدة الآيات التى يدعونا فيها الله الى التفكر والتأمل فى آياتة ( .. ان فى ذلك لآيات للعالمين .. وأولى الألباب .. وغيرها ) هل الله يخاطب من سبقونا فقط ام يخاطب كل البشر الى قيام الساعة ... هل من سبقونا هم العالمين والمتدبيرن والعاقلين وأولى الألباب فقط ونحن لاشئ ... واذا لماذا من الله علينا بهذه العلوم الغزيرة فى عصرنا هذا ؟؟ هل لكى ندعها جانبا ونتبع السابقين وكأن الله لم يهب لنا علما ولا فهما ولا عقلا ؟!
أخى الكريم أقرأ كتاب الرسالة للامام الشافعى .. وستعرف كيف يؤصل العلوم وان لكل عصر علومه ولكل قوم فقها فى اطار شرع الله .
9- هل علماء التفسير ( رغم علو شأنهم ) معصومون من الخطأ ؟! لكى نتبعهم ونحن معصوبى الأعين لا نفكر ولا نمحص كما فكروا هم ؟! .. ان الله اعطى لكل زمن ما ينفعه من العلوم
10 - وأخيرا ليعلم اخوانى الكرام اننى لا اقصد ابدا آيات العقيدة ولا آيات الأحكام والتشريع فان علينا فهمها كما فهمها الصحابة وليس لنا فيها ابتكارا ولا تفكيرا جديدا
..... أخى الفاضل د/ مساعد الطيار ومن معك من العلماء الكرام .. أرجوكم لا تضيقوا واسعا .. ولا تضعوا لنا العراقيل والأتهامات بل والطعن فى عقيدتنا والتأول علينا ما لم نقصده ولا نعنيه فى كتاباتنا ... دعونا نبحث فى كتاب ربنا ونستشعر عظمة بارئنا ونحيا مع خالقنا عندما يحدثنا عن أيات الكون والعلوم التى علمنا الله ومن بها علينا .. اننا عندمانقرأ آيات خلق الأنسان نحس ونسمع الله وهو يخاطبنا بما علمنا ونجد انفسنا نشعر بعظمة ربنا ورحمته بنا بل وحلمه وصبره علينا رغم معاصينا .
وفقنا الله الى ما فيه خير المسلمين بل والناس كافة .
 
أردتُ بنقلي المقال هنا أن يطلع الزملاء المتخصصون في القرآن وعلومه على ما يكتبه الصحفيون عن القرآن وقضاياه في الصحف، والحجر على الآخرين صعبٌ ، وهم يرون أنهم قادرون على المشاركة في هذه القضايا ، وإلآ فلو رجع أخي زياد الدريس إلى أي كتاب من كتب التفسير العلمي التي تناولت التاريخ له ولنشأته وهي متوفرة هنا على الملتقى مثل بحث الأستاذ الدكتور محمد الشايع (التفسير بمكتشفات العلم التجريبي) وكتاب الأستاذ هند شلبي (التفسير العلمي للقرآن) وغيرها لوجد فيها ما معلومات أدق عن نشأته .
تبقى السيطرة على الإخوة في الملتقى صعبة، فكل واحد يكتب ما يعنُّ له دون أن يراعي مقصود الكاتب أو الناقل، فيخرجون بالحوار عن مساره في كل مرة والله المستعان .
 
السلام عليكم
كل واحد له الحرية كاملة فى أن يرى كلام الاخر غير حسن
أقول ردا على سؤال الدكتور
آية الأنبياء تتكلم عن الذين كفروا المعاصرين للرسالة،
وكلمة يصوغ تعنى عندى أن نعتمد مبررات لنقبل منه الاختلاف مع السابقين أى نجوز له

العرش والكون
بالطبع علماء الكونيات يتكلمون عن السماء ولم يُدخلوا العرش فيما يشمله علمهم ... حضرتك من أدخله فى الحوار
آية الذاريات تتكلم عن السماء .. وحضرتك تعلم الحديث ".....وما السماوات والأرض فى الكرسى إلا كحلقة فى فلاة ....."
وهكذا ...لا فى علم الفلك يدخل العرش فى مفهوم الكون ،ولافى علم التفسير يمكن أن ندخل العرش فيما تعنيه آية الذاريات.
إذن فمن قال عن آية الذاريات أنها دالة على توسع الكون ... يقصد السماء ومابينها وبين الأرض.... لايعترض عليه بأن الكرسى والعرش لايشملهما التوسع.
ولكن لو كنت مكان فضيلتكم لقلت له : ومن أدراه أن السماوات الست الأخرى تتسع ؟
على كل حال يبقى التفسير العلمى لهذه الآية رأى مقبول لايُجرم قائله ولابيدع ولايفسق ولا ..الخ ولاتشرع الأقلام لابطال رأيه بكل ما أوتى المفسرون من قوة

نعم ،نحن نريد الخروج من الجدل
ولانجد فى أدلة من يمنعون الاجتهاد ويجرمون التفسبر العلمى ما يعتد به
ثم إنهم لايردون على الاستدراكات على أدلتهم
كذلك أنهم قليلا مايفسرون الآيات وكثيرا مايفسرون أقوال المفسرين

حياكم الله
 
السلام عليكم ورحمة الله
لقد قرات الآن فقط بحث الدكتور مساعد الطيار على الرابط http://vb.tafsir.net/tafsir384/
وهو بحث عظيم عرض الدكتور فيه جميع جوانب المسألة
فبارك الله فيه
وبناءا عليه اخرج من الحوار

نسأل الله التوفيق والسداد
والسلام عليكم ورحمة الله
 
د محمد حسن
أنت طبيب ، وتستخدم الإبرة لوخز المريض فيتألم ، لكنك تطمئنه أنه بهذا الألم سيصل إلى العلاج الناجع.
وإذا كان كذلك، فأرجو ـ ما دمت عرضت رأيك للجمهور ـ أن لا تغضب من وخز إبرتي إن كنت تعتقد أني وخزتك.
وأنا نبهتك على مشكلة في عباراتك، فبدل أن تشكرني عليها ظننتَ فيَّ غير ذلك، فسامحك الله.
وأنا لا أتهمك ولم أضيق عليك واسعًا، وإنما طلبت منك أن تدخل البيت من بابه، وأنا متخصص في التفسير أعرف الخلل الذي وقع فيه بعض من يتعرض للتفسير، ولما بينت لك بعض ذلك ذهبت مذهبًا لم أُرِدْه، والله المستعان.
ثم يا أخي الفاضل من الذي طعن في عقيدتك؟!
أنا أتعجب من هذا الكلام .
أما التأوُّل، فأنا لم أتهمك بأي عبارة تؤول إليها عباراتك التي ذكرتها لك، وكما قلت لك: بدل أن تشكرني على تنبيهي لك تقول مثل هذا.
ومع تقديري لك: مثل تعليقك هذا يزهِّدني في متابعة الحوار، فبدل أن تسترشد الطريق الصحيح في التعامل مع تفسير هذه الآية، تخرج عليَّ بمثل هذا التعليق.
ويعلم الله:كم أنا فرحٌ بتعليقك الأول؟
وكنت أتوقع أن يكون ردُّك على مستوى علمك الذي لا يقوم فيه إلا البرهان!
أسأل الله أن يوفقني وإياك للحق، وأن يجعلنا هداة مهتدين.
 
«خطيئة» الإعجاز العلمي في القرآن ..

«خطيئة» الإعجاز العلمي في القرآن ..

هذه مقالة للأستاذ زياد الدريس تابعة للمقالة الأولى ، يشير فيها إلى بعض ردود الفعل على مقالته الأولى . وهذا يدعونا دوماً لإحسان الظن بإخواننا فيما يكتبونه ، والتواصل معهم في ذلك قبل نقدهم .

«خطيئة» الإعجاز العلمي في القرآن
صحيفة الحياة
الاربعاء, 19 أكتوبر 2011
زياد بن عبدالله الدريس *
-1-​
لن أكابر ولن أتمحك. سأقول لكثير من القراء الذين عتبوا على عنوان مقالتي الأسبوع الماضي: إني أخطأت.
لم يكن هدفي من عنوان («جريمة» الإعجاز العلمي في القرآن) هو الإثارة والجذب. كان هذا بحق جزءاً من الهدف، لكني كنت أرمي من العنوان إلى وصف الحالتين المتناقضتين في هذه القضية: الذين يميعون القرآن أو الذين يجمدون القرآن! لكني من حيث لم أنتبه تحيّز العنوان إلى فئة من دون أخرى، وكان الأجدى لو أني استخدمت (خطيئة) بدلاََ من (جريمة)، كان سيكون أكثر وضوحاََ وأقرب إلى الإنصاف. وهو ما كنت أشرت إليه في متن تلك المقالة في المقطع: (المرحلة الثالثة: هي التي نتفاءل بها الآن، وهي مرحلة وسط بين خطيئة تكريس القرآن للإعجاز... وجريمة نفي الإعجاز عن القرآن).

-2-​
حين فكرت بكتابة تلك المقالة عن الإعجاز العلمي في القرآن، قلت متسائلاً: من سيقرأها؟! بعد أن نسي الناس هذا الموضوع ووضعوه في رفوف الذاكرة البعيدة! لكني فوجئت حين رأيت الردود والتفاعل والمدح والذم والتبجيل والتسفيه!
هذا التفاعل المفاجئ أشعرني بأمرين:
الأول: هو مدى الاهتمام الوافر لدى الناس حتى الآن بموضوع الإعجاز العلمي، على رغم الانطباع الأولي الذي لدى كثير منا بأنه قد أنطفأ وهجه الذي كان الشغل الشاغل للمجتمع في وقت مضى.
الثاني: وهو يفسر الأول ضمنياً، الاحتقان الذي لمسته لدى كثير من القراء والنقاد الذين فرحوا بأن أحداََ كتب أيضاََ ينتقد الإفراط في جعل باب الإعجاز مفتوحاََ لمن هب ودب، بل إن بعضهم من فرط احتقانه تمنى لو أني لم أقل بفتح الباب على مصراع واحد بدلاََ من مصراعين، بل ليتني دعوت لإغلاقه على مصراعيه!
الناقد (دوماًََ) الصديق الدكتور حمزة المزيني أرسل إليّ مقالته اللاهبة: «العَجَزَة»، التي كان قد نشرها في صحيفة «الوطن» السعودية في 14 تموز (يوليو) 2005، ويرى فيها أن الاشتغال والانشغال بموضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة بهذه الطريقة هو حيلة العاجز ودليل غلبة الخطاب الوعظي على الخطاب العلمي، وهو يسوغ هذا الرأي القاطع عنده بأن الإعجاز العلمي ليس حكراً على القرآن الكريم ولا على علماء المسلمين، فهو يورد في مقالته شواهد لعلماء مسيحيين يستنبطون دلائل إعجازية من الإنجيل، واليهود كذلك يفعلون مع التوراة. بل إن الأمر يتجاوز الأديان السماوية إلى البوذية التي يستشهد بعض أتباعها بدلائل إعجازية من الكتب البوذية «المقدسة»!
ليس المزيني وحده الذي قال بهذا الموقف «المزعج!»، بل هناك آخرون وإن كانوا قلّة، جاهروا بهذا الموقف الحدّي الجريء. وهنا سأستحضر ما ذكرته في مقالتي الأولى، من أن توظيف الإعجاز العلمي إذا كان لمواجهة المادية الإلحادية التي تربك كثيراً من عقول الشباب الآن، فلتكن من أي ديانة سماوية. هذه مرحلة أولى لمواجهة الإلحاد، ثم تليها المرحلة الثانية في فرز الدين السماوي الحق... غير المحرّف.
أدرك أن الخوض في هذه الجزئية مليء بالأشواك، لكني أتحدث هنا عن أحكام موضعية، لا أحكام قطعية.

-3-​
أكرمني الدكتور عبدالرحمن الشهري المشرف على ملتقى أهل التفسير بأن وضع مقالتي على المنتدى، فتناوشتها وتناوشتني الأيدي نقداً ولم يسؤني هذا بل أفدت منه كثيراً. لكن ساءني أولئك الذين سفّهوا المقالة أصلاً بزعم أن كاتبها غير مختص في مجالها. ووددت لو أن أولئك الكرام فطنوا إلى أني لم أورد في مقالتي تلك أية آية كريمة أو حديث شريف ثم أثبت أو أفند دلالاتها الإعجازية... فهذا هو التخصص، أما مقالتي فقد تناولت البعد الثقافي والإعلامي لــ (موضة) الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ولأني أتحدث تحديداً عن «الموجة» التي مرّت في الثمانينات فلست معنياً كثيراً بتأصيل نشوء موضوعة الإعجاز العلمي التي عزاها البعض إلى علماء حركة النهضة في القرن التاسع عشر، بل أرجعها البعض الآخر إلى الجاحظ والماوردي وأبي حامد الغزالي. وقد فطن إلى هذه الإشكالية أستاذ الدراسات القرآنية الدكتور مساعد الطيار الذي أشار في بحث مطول وثري إلى أن هذه المسألة تعتبر من المسائل العلمية التي حدثت في هذا العصر. وهو لا تغيب عن ذهنه بلا شك مساهمات الأولين لكنه يشير إلى نشوء هذا التخصص كعلم واهتمام طاغٍ.
في خضم الردود، الموافقة والمخالفة، لن أنسى الإضافة النوعية التي منحني إياها أستاذ الفيزيولوجيا بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عضو اللجنة الدولية للأخلاقيات الحيوية الصديق الدكتور أمين كشميري، الذي كانت له هنا مساهمات تأصيلية قديمة، من منطلق تخصصه الطبي واهتمامه الشرعي وضلوعه اللغوي والأدبي، ثم إن علاقاته مع نخبة من البحاثة والمختصين في المجالات الطبية والعلمية قد أتاح لي الإفادة من رؤاهم في هذا الموضوع الشائك، ومن أبرزهم الدكتور بسام ساعي الأستاذ في جامعة أكسفورد، الذي يعكف على إنجاز كتاب ضخم حول الإعجاز القرآني، سيصدر قريباً عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، أرجو أن يكون مجيباً عن كثير من التساؤلات ومزيلاً لكثير من الإشكالات والزلات.
إذاََ، نحن ما زلنا في حاجة إلى جهود مكثفة وهادئة لضبط مسألة الإعجاز العلمي، هذه المسألة... المجدية إذا أحسن استخدامها، ولكنها القاتلة إذا أسيء استخدامها.

* كاتب سعودي
المصدر : جريدة الحياة
 
عودة
أعلى