محمد السيلاوي
New member
- إنضم
- 06/10/2005
- المشاركات
- 20
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
قال الله عز وجل: }قل لأ أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهلَّ لغير الله به..{ (الأنعام:145).
تحصر هذه الآية الكريمة المحرمات من اللحوم بأربعة أصناف: الميتة، والدم المسفوح: السائل، وهو الذي يخرج من الذبيحة عند ذبحها، ولحم الخنزير، والذي يذبح لغير الله..
وتصف الآية لحم الخنزير بأنه رجس، والرجس هو النجس والقذر والوسخ والنتن. وقد تذكرت هذه الآية الكريمة الحكيمة في هذه الأيام، في غمرة الحديث الإعلامي المكثف المكرر عن «انفلونز الخنازير» الذي عم الأرض كلها على اعتبار أن الخنازير هي السبب المباشر في انتشار هذه الانفلونزا المعدية المميتة.. وأصبحت هذه الانفلونزا «فوبيا» عالمية، أصابت الناس على مختلف مواقعهم بنوع من الهستيريا خشية أن يصيبهم هذ المرض «الخنزيري» وقد أدى الحديث عن هذا المرض إلى خسارة بالمليارات على مستوى دول العالم كله.
ومن العجب العجاب أن «مصاصي دماء الناس» من الشركات والدول الذين يخادعون الناس، ويتاجرون بدمائهم وأموالهم غاضبون جداً من تسمية هذا المرض الخطير بـ«انفلونزا الخنازير»!
أمامي صحيفة «السبيل» ليوم الأحد 3/5 وعنوانها الرئيسي: «دول شركات عالمية تضغط على منظمة الصحة العالمية لإلغاء تسمية انفلونزا الخنازير»!! ومما ورد في الخبر أن حكومات وشركات غربية ضغطت على منظمة الصحة العالمية لتغيير اسم المرض، لما سيترتب على ذلك من أضرار تلحق بمربي الخنازير وبهدف تبرئة الخنازير من المسؤولية عن نقل وانتشار هذا المرض، والمثير في الأمر - كما يقول التقرير - أنه لم تحدث اعتراضات مماثلة عند الحديث فيما مضى عن أمراض «انفلونزا الطيور» و«جنون البقر»! فلماذ الخنازير فقط يُحرص على تبرئتها؟!
عندما انتشر مرض انفلونزا الخنازير راجعت معلوماتي عن الحكمة من تحريم لحم الخنزير، والحكمة من وصفه في الآية بأنه رجس وذلك لأزداد قناعة ويقيناً بحكمة الله في كل ما أمر ونهى وحلّل وحرم.
إننا نذكّر إخواننا وأخواتنا ابتداءً بأن الله حكيم في كل ما فعل وقدر وأمر ونهى، والحكمة معناها الصحة والصواب، المنزهة عن الخطأ أو الجهل أو الفوضى، فهو سبحانه لا يحلل إلا ما فيه الخير لنا، ولم يحرم علينا إلا ما فيه الشر لنا، كما قال تعالى: }يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم{ (الأعراف: 157). والمؤمن يتلقى أمر الله بالقبول والرضا والتسليم، ولا يعلق قبوله له على معرفة الحكمة المباشرة منه؛ إن عرفها التزم، وإن لم يعرفها رفض الأمر، واعترض عليه.. إنه لا يفعل ذلك لأنه يوقن أن الله عليم حكيم لا خطأ في شرعه سبحانه.
وبعد أن يستسلم ويرضى ويلتزم وينفذ ويفكر ويقرأ ويحلل ويعلل، ويبحث ويسأل، فإن وقف على حكمة أو حكم عديدة؛ زاد يقيناً والتزاماً، وزاد قلبه طمأنينة واستسلاماً.
وبالنسبة لتحريم الخنزير الرجس الدنس النجس؛ فإن انتشار هذه الانفلونزا التي ينشرها وينقلها الخنزير؛ تزيدنا يقيناً بحكمة الله في تحريمه وأذكر في هذه العجالة بما يلي:
1- ليس المحرم علينا أكل لحم الخنزير فقط، وإنما المحرم الانتفاع بكل صور الانتفاع بلحم الخنزير، وليس المحرم لحمه فقط، فكل ما يتعلق بالخنزير محرم، لحمه وشحمه، وشعره وعظمه، ودهنه وجلده، ويحرم بيع الخنزير وشراؤه، وتربيته والتجارة به، واستعماله في أي صورة من صور الاستعمال، نقول هذا لأن دهن الخنزير يدخل في «دهن» مختلف المنتوجات الغذائية المصنعة في المشرق والمغرب، والتي تملأ أرفف المحلات والبقالات و«المولات» في بلاد المسلمين، من المعلبات وغيرها، ودخول دهن الخنزير هذه المعلبات الغذائية يجعلها حراماً على المسلمين.
من الصفات الدنسة للخنزير أنه لا يحب إلا القاذورات، ولا يتغذى إلا على الأوساخ، وكلما زادت الأوساخ قذارة ونتناً كلما زاد الخنزير لها محبة ورغبة واشتهاءً.. وقد كانت الخنازير قبل الأزمة الحالية تستهلك كل ما في أكوام القمامة من أوساخ وأقذار، وبعد هذه الأزمة تراكمت الأوساخ في تلك الأكوام.
أصدق وصف لما عليه الخنزير من قذارة متأصلة فيه واورد في الآية في تعليل تحريم الخنزير: }.. أو لحم خنزير فإنه رجس{ إنها كلمة قرآنية واحدة، تلخص هذه الطبيعة الخنزيرية: «رجس» والرجس هو النجس والدنس والوسخ والفتن والقذارة والفساد والخراب والأذى!
الهاء في }فإنه رجس{ تعود على الخنزير، وهي في محل نصب اسم «إن» و«رجس»: خبر «إن» والتقدير: إن الخنزير رجس، أي: إن الخنزير رجس متحرك، ونتن متنقل، ونجاسة مجسمة، وقذارة مشاهدة.
أرأيتم - أبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي - مناظر الخنازير الكريهة التي بثتها الفضائيات بمناسبة هذا المرض.. لقد شاهدت على قناة الجزيرة في اليوم الأول لانتشار مرض الخنازير صوراً لمجموعة من الخنازير في حظيرتها.. وأقسم أنها كانت صوراً «مقززة» و«مقرفة»، كنت أكره منظر الخنزير، لكن ما كنت أظن أنه بهذا «القرف»! أرأيتم رأسه وعينيه، أرأيتم أنفه وأذنيه، أرأيتم «شفايفه» وهو يحركها، أرأيتم ذيله ورجليه، لمّا رأيت الخنازير على الشاشة ازددت لها كرهاً، ومنها «قرفاً وتقززاً» وحمدت الله الذي حرمها.
أختم المقال بهذه الفائدة اللغوية العجيبة: «الخنزير»: اسم لذلك الحيوان النجس، على وزن «فعليل» الثلاثي منه «خنز»، على وزن «فعل»، وحرفا الياء والراء مزيدان.. ومعنى «خنز» في اللغة العربية: فسد. تقول: خنز الطعام. أي: فسد. روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لولا بنو إسرائيل لما خنز اللحم» أي: لما فسد وأنتن. وسمي هذا الحيوان خنزيراً من باب التأكيد على فساد ونتن ونجاسة وقذارة لحمه. والحمد لله على نعمة الإسلام!!
تاريخ النشر : - جريدة السبيل الأردنية - 07/05/2009 - 11:22 م
تحصر هذه الآية الكريمة المحرمات من اللحوم بأربعة أصناف: الميتة، والدم المسفوح: السائل، وهو الذي يخرج من الذبيحة عند ذبحها، ولحم الخنزير، والذي يذبح لغير الله..
وتصف الآية لحم الخنزير بأنه رجس، والرجس هو النجس والقذر والوسخ والنتن. وقد تذكرت هذه الآية الكريمة الحكيمة في هذه الأيام، في غمرة الحديث الإعلامي المكثف المكرر عن «انفلونز الخنازير» الذي عم الأرض كلها على اعتبار أن الخنازير هي السبب المباشر في انتشار هذه الانفلونزا المعدية المميتة.. وأصبحت هذه الانفلونزا «فوبيا» عالمية، أصابت الناس على مختلف مواقعهم بنوع من الهستيريا خشية أن يصيبهم هذ المرض «الخنزيري» وقد أدى الحديث عن هذا المرض إلى خسارة بالمليارات على مستوى دول العالم كله.
ومن العجب العجاب أن «مصاصي دماء الناس» من الشركات والدول الذين يخادعون الناس، ويتاجرون بدمائهم وأموالهم غاضبون جداً من تسمية هذا المرض الخطير بـ«انفلونزا الخنازير»!
أمامي صحيفة «السبيل» ليوم الأحد 3/5 وعنوانها الرئيسي: «دول شركات عالمية تضغط على منظمة الصحة العالمية لإلغاء تسمية انفلونزا الخنازير»!! ومما ورد في الخبر أن حكومات وشركات غربية ضغطت على منظمة الصحة العالمية لتغيير اسم المرض، لما سيترتب على ذلك من أضرار تلحق بمربي الخنازير وبهدف تبرئة الخنازير من المسؤولية عن نقل وانتشار هذا المرض، والمثير في الأمر - كما يقول التقرير - أنه لم تحدث اعتراضات مماثلة عند الحديث فيما مضى عن أمراض «انفلونزا الطيور» و«جنون البقر»! فلماذ الخنازير فقط يُحرص على تبرئتها؟!
عندما انتشر مرض انفلونزا الخنازير راجعت معلوماتي عن الحكمة من تحريم لحم الخنزير، والحكمة من وصفه في الآية بأنه رجس وذلك لأزداد قناعة ويقيناً بحكمة الله في كل ما أمر ونهى وحلّل وحرم.
إننا نذكّر إخواننا وأخواتنا ابتداءً بأن الله حكيم في كل ما فعل وقدر وأمر ونهى، والحكمة معناها الصحة والصواب، المنزهة عن الخطأ أو الجهل أو الفوضى، فهو سبحانه لا يحلل إلا ما فيه الخير لنا، ولم يحرم علينا إلا ما فيه الشر لنا، كما قال تعالى: }يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم{ (الأعراف: 157). والمؤمن يتلقى أمر الله بالقبول والرضا والتسليم، ولا يعلق قبوله له على معرفة الحكمة المباشرة منه؛ إن عرفها التزم، وإن لم يعرفها رفض الأمر، واعترض عليه.. إنه لا يفعل ذلك لأنه يوقن أن الله عليم حكيم لا خطأ في شرعه سبحانه.
وبعد أن يستسلم ويرضى ويلتزم وينفذ ويفكر ويقرأ ويحلل ويعلل، ويبحث ويسأل، فإن وقف على حكمة أو حكم عديدة؛ زاد يقيناً والتزاماً، وزاد قلبه طمأنينة واستسلاماً.
وبالنسبة لتحريم الخنزير الرجس الدنس النجس؛ فإن انتشار هذه الانفلونزا التي ينشرها وينقلها الخنزير؛ تزيدنا يقيناً بحكمة الله في تحريمه وأذكر في هذه العجالة بما يلي:
1- ليس المحرم علينا أكل لحم الخنزير فقط، وإنما المحرم الانتفاع بكل صور الانتفاع بلحم الخنزير، وليس المحرم لحمه فقط، فكل ما يتعلق بالخنزير محرم، لحمه وشحمه، وشعره وعظمه، ودهنه وجلده، ويحرم بيع الخنزير وشراؤه، وتربيته والتجارة به، واستعماله في أي صورة من صور الاستعمال، نقول هذا لأن دهن الخنزير يدخل في «دهن» مختلف المنتوجات الغذائية المصنعة في المشرق والمغرب، والتي تملأ أرفف المحلات والبقالات و«المولات» في بلاد المسلمين، من المعلبات وغيرها، ودخول دهن الخنزير هذه المعلبات الغذائية يجعلها حراماً على المسلمين.
من الصفات الدنسة للخنزير أنه لا يحب إلا القاذورات، ولا يتغذى إلا على الأوساخ، وكلما زادت الأوساخ قذارة ونتناً كلما زاد الخنزير لها محبة ورغبة واشتهاءً.. وقد كانت الخنازير قبل الأزمة الحالية تستهلك كل ما في أكوام القمامة من أوساخ وأقذار، وبعد هذه الأزمة تراكمت الأوساخ في تلك الأكوام.
أصدق وصف لما عليه الخنزير من قذارة متأصلة فيه واورد في الآية في تعليل تحريم الخنزير: }.. أو لحم خنزير فإنه رجس{ إنها كلمة قرآنية واحدة، تلخص هذه الطبيعة الخنزيرية: «رجس» والرجس هو النجس والدنس والوسخ والفتن والقذارة والفساد والخراب والأذى!
الهاء في }فإنه رجس{ تعود على الخنزير، وهي في محل نصب اسم «إن» و«رجس»: خبر «إن» والتقدير: إن الخنزير رجس، أي: إن الخنزير رجس متحرك، ونتن متنقل، ونجاسة مجسمة، وقذارة مشاهدة.
أرأيتم - أبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي - مناظر الخنازير الكريهة التي بثتها الفضائيات بمناسبة هذا المرض.. لقد شاهدت على قناة الجزيرة في اليوم الأول لانتشار مرض الخنازير صوراً لمجموعة من الخنازير في حظيرتها.. وأقسم أنها كانت صوراً «مقززة» و«مقرفة»، كنت أكره منظر الخنزير، لكن ما كنت أظن أنه بهذا «القرف»! أرأيتم رأسه وعينيه، أرأيتم أنفه وأذنيه، أرأيتم «شفايفه» وهو يحركها، أرأيتم ذيله ورجليه، لمّا رأيت الخنازير على الشاشة ازددت لها كرهاً، ومنها «قرفاً وتقززاً» وحمدت الله الذي حرمها.
أختم المقال بهذه الفائدة اللغوية العجيبة: «الخنزير»: اسم لذلك الحيوان النجس، على وزن «فعليل» الثلاثي منه «خنز»، على وزن «فعل»، وحرفا الياء والراء مزيدان.. ومعنى «خنز» في اللغة العربية: فسد. تقول: خنز الطعام. أي: فسد. روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لولا بنو إسرائيل لما خنز اللحم» أي: لما فسد وأنتن. وسمي هذا الحيوان خنزيراً من باب التأكيد على فساد ونتن ونجاسة وقذارة لحمه. والحمد لله على نعمة الإسلام!!
تاريخ النشر : - جريدة السبيل الأردنية - 07/05/2009 - 11:22 م