أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 721
- مستوى التفاعل
- 37
- النقاط
- 28
1-
(الفاتحة ) من أي فنون القول هي؟
لقد تحدى القرآن كل الناس على أن ياتوا بمثله، ولا يعقل أن يتحداهم إلا بالمعهود عندهم والمستطاع لهم ، فجاء التحدي في مجال القول لا الفعل ،لأن القول أسهل من الفعل، فلم يتحداهم بتحويل العصا حية أو بإحياء ميت ، وإنما تحداهم بالاتيان بكلام، وملكة الكلام سليقة حاصلة للصغير والكبير للذكر والأنثي بل للمغفل والمجنون، ومن ثم قامت الحجة على الجميع وسقطت كل الأعذار فلا يقول شاعر لقد تحدانا في الفزياء وليست الفزياء من شأننا أو يقول خطيب لقد تحدانا في الهندسة ونحن لم ندرسها أو يقول كسيح لقد تحدانا بقطع المسافات...القرآن كلام والكلام تستعملونه كل يوم فقولوا كلاما مثل القرآن....لذا كان القرآن أعظم معجزة على الإطلاق!
وقد اشتمل القرآن على كل فنون القول أو جلها ليتجه بالتحدي إلى كل ذي موهبة وكل ذي مهارة، ففي القرآن فن القصة وفن الحوار وفن الموعظة وفن الوصف وفن المناظرة وفن الخطبة وغيرها....فبأي فن من فنون القول ابتدأ القرآن؟
ابتدأ القرآن بفن " المناجاة"
والمناجاة خطاب من أدنى إلى أعلى دائما ،وهذا العلو حقيقي أو اعتباري، فيقال "يناجي العبد سيده" ولا يقال" يناجي السيد عبده" ...و"يناجي الشاعر عشيقته" لأنها - في اعتباره هو- سيدة عليا يتقرب إليها بالاستعطاف والتذلل وإن كانت في الحقيقة وعندالناس أنثى من الإناث...كما يستعطف ويتذلل المشركون إلى ذوات وأشياء ماهي في الحقيقة إلا أسماء سموها هم وآباؤهم!
الفاتحة يناجي فيها العبد الرب الحقيقي رب العالمين يناجيه بالمدح والثناء وبالطلب والدعاء....
وبفضل من ذي الفضل العظيم تحولت ( المناجاة ) إلى( حوار)... والفرق بين المناجاة والحوار أن الأول خطاب صاعد فقط ،في اتجاه واحد من المتكلم إلى المتلقي، وإذا رد المتلقي أصبح لدينا حوار...
وهكذا تكون( الفاتحة ) في الظاهر مناجاة وفي الحقيقة حوارا ،حوارا شقه الأول يتم على الأرض وشقه الثاني هناك في الملإ الأعلى ، كما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة .
(الفاتحة ) من أي فنون القول هي؟
لقد تحدى القرآن كل الناس على أن ياتوا بمثله، ولا يعقل أن يتحداهم إلا بالمعهود عندهم والمستطاع لهم ، فجاء التحدي في مجال القول لا الفعل ،لأن القول أسهل من الفعل، فلم يتحداهم بتحويل العصا حية أو بإحياء ميت ، وإنما تحداهم بالاتيان بكلام، وملكة الكلام سليقة حاصلة للصغير والكبير للذكر والأنثي بل للمغفل والمجنون، ومن ثم قامت الحجة على الجميع وسقطت كل الأعذار فلا يقول شاعر لقد تحدانا في الفزياء وليست الفزياء من شأننا أو يقول خطيب لقد تحدانا في الهندسة ونحن لم ندرسها أو يقول كسيح لقد تحدانا بقطع المسافات...القرآن كلام والكلام تستعملونه كل يوم فقولوا كلاما مثل القرآن....لذا كان القرآن أعظم معجزة على الإطلاق!
وقد اشتمل القرآن على كل فنون القول أو جلها ليتجه بالتحدي إلى كل ذي موهبة وكل ذي مهارة، ففي القرآن فن القصة وفن الحوار وفن الموعظة وفن الوصف وفن المناظرة وفن الخطبة وغيرها....فبأي فن من فنون القول ابتدأ القرآن؟
ابتدأ القرآن بفن " المناجاة"
والمناجاة خطاب من أدنى إلى أعلى دائما ،وهذا العلو حقيقي أو اعتباري، فيقال "يناجي العبد سيده" ولا يقال" يناجي السيد عبده" ...و"يناجي الشاعر عشيقته" لأنها - في اعتباره هو- سيدة عليا يتقرب إليها بالاستعطاف والتذلل وإن كانت في الحقيقة وعندالناس أنثى من الإناث...كما يستعطف ويتذلل المشركون إلى ذوات وأشياء ماهي في الحقيقة إلا أسماء سموها هم وآباؤهم!
الفاتحة يناجي فيها العبد الرب الحقيقي رب العالمين يناجيه بالمدح والثناء وبالطلب والدعاء....
وبفضل من ذي الفضل العظيم تحولت ( المناجاة ) إلى( حوار)... والفرق بين المناجاة والحوار أن الأول خطاب صاعد فقط ،في اتجاه واحد من المتكلم إلى المتلقي، وإذا رد المتلقي أصبح لدينا حوار...
وهكذا تكون( الفاتحة ) في الظاهر مناجاة وفي الحقيقة حوارا ،حوارا شقه الأول يتم على الأرض وشقه الثاني هناك في الملإ الأعلى ، كما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة .