تأملات في الآيات البينات

إنضم
29/05/2007
المشاركات
488
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
مصر
في قوله تعالى (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) سورة :طه
لِذِكْرِي لتذكرني فإن ذكرى أن أعبد ويصلى لي.
أو لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الأذكار.
أو:لأنى ذكرتها في الكتب وأمرت بها.
أو لأن أذكرك بالمدح والثناء وأجعل لك لسان صدق.أو لذكرى خاصة لا تشوبه بذكر غيرى
أو لإخلاص ذكرى وطلب وجهى لا ترائى بها ولا تقصد بها غرضا آخر.
أو لتكون لي ذاكرا غير ناس فعل المخلصين في جعلهم ذكر ربهم على بال منهم وتوكيل هممهم وأفكارهم به، كما قال لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
أو لأوقات ذكرى وهي مواقيت الصلاة، كقوله تعالى إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً( إذا ذكر الصلاة فقد ذكر الله.
أو بتقدير حذف المضاف، أى: لذكر صلاتي.
فسبحان من نزل القرآن
مستفاد من تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (3/ 55)













 
قال العلامة البقاعىقال أبو عمرو بن العلاء سمعت أعرابياً ينشد وقد كنت خرجت إلى ظاهر البصرة متفرجاً مما نالني من طلب الحجاج واستخفائي منه:
صبر النفس عند كل ملمّ ... إن في الصبر حيلة المحتال
لا تضيقن في الأمور فقد ... يكشف لأواؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من ... الأمر له فرجة كحل العقال
قد يصاب الجبان في آخر ... الصفّ وينجو مقارع الأبطال

فقلت ما وراءك يا أعربي؟ فقال: مات الحجاج، فلم أدر بأيهما أفرح بموت الحجاج أو بقوله: له فرجة! لأني كنت أطلب شاهداً لاختياري
القراءة في سورة البقرة {إلا من اغترف غرفة} [البقرة: 249] انتهى.نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (3/ 442)

 
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) يوسف)
كأن تلك الجملة تختم لنا قصص المرسلين التى وردت في السور السابقة من سورة الأعراف إلى سورة هود
ولكن لماذا لم تأت في سورة الأعراف مع أن بدايتها فيها (فلا يكن في صدرك حرج) وكأن صدر رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم لولا ربط الله عليه لناله الحرج مما يلقاه من أعدائه فما بالك بأتباعه الذين يتلقون منهم كل قبيح وخبيث
ولم تأت في سورة الأنفال التي فيها (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم)من المستغيث إنه خير خلق الله ما الذي أحوجه للإستغاثة ؟
ولم تأت سورة التوبة التي تتحدث عن غزوة العسرة وعن المنافقين وعداوتهم
ولم تأت في سورة يونس ولا سورة هود مع أن فيهما من عداوة الكفار لرسل الله ما إن تقرأ هذه الآية فتقول حقا حق لهم أن يستأيسوا من نصر الله وجاءت في سورة يوسف وماذا لاقى عليه السلام هو سيدنا يعقوب حتى تختم السورة بتلك الآية كأن الله يقول كل ما أنتم فيه فيه بشرى الفرج كما فرجت عن يوسف وأبيه سأفرج عنكم وكما علمتم حكمتى فيما فعلته بيعقوب ويوسف ستعلمون حكمتى فيما فعلته بكم ولكل أجل كتاب ومن البشريات أن من قرأ سورة يوسف من مهموم أو محزون إلا فرج الله عنه وأبدل حزنه فرحا وسرورا وجعل مكان همه سعادة وحبورا

ولكن لطف اللطيف وحكمة الحكيم تلامس قلوب المظلومين وتقول لهم هونوا عليكم فقد استيأس رسل الله وضاقت عليهم الأرض وأنتم من أتباعهم لن أخذلكم
أنا لا أعاقبكم فأؤخر النصر أنا لا أذلكم لا أحتقركم ...
أنا أفاخر بكم الملائكة لو تسمعون ضجيج الملائكة يطلبون منى تعجيل الفرج عنكم لنسيتم قولهم (أتجعل فيها من يفسد فيها) يا عبادى أنتم رحمتى لأهل الأرض ولو شئت لجعلتها نارا تلظى
أنينكم يزلزل الجبال
تريد السماء أن تتفطر والأرض أن تتشقق والبحار أن تسجر غضبا عليهم
أنا ربكم سأعوضكم ولكن حتى لا يكون لأحد حجة على الله أترضون أن تكونوا عنوان رحمتى أم تريدون أن تكونوا سيف نقمتى اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون

 
{ ذٰلِكَ الَّذِى يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ ۗ قُل لَّآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبٰى ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُۥ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }

[ سورة الشورى : 23

قلت لعل إيثار كلمة يقترفون لتدل على تعبهم واصرارهم على عمل الحسنة كأنهم انتزعوها انتزاعا من بين فرث ودم فالعاقل من يحول العادة لعبادة

الفطن من يبحث عن الحسنة ويجتهد في تحصيلها ولو كان بين الغافلين

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

اللهم ارزقنا طاعة تقربنا إليك


 
[FONT=&quot]في القرآن الكريم الكثير من كلام الناس كما تجد ذلك في قصص الأنبياء فتجد قال وقالوا ويقولون فهل هذا كلام الله أم كلام خلقهقلت مما يقرب للفهم أن رجلا يطلب من آخر صياغة كلام لا يحسن صياغيتهفلمن ينسب الكلام؟ثم إن كلام الله كان قبل أن يخلق الخلق و نقول ورد كلام لعبد الله بن أبي ابن سلول في سورة المنافقونفلماذا لم يقل الكفار هذا من كلام فلان؟قلت لعل ابن سلوب قال كلاما عجيبا بليغا لكن لما ذكره الله في هذا النظم العجيب المعجز تناسى الناس كلام ابن سلول ولم يعد له قيمة فهل بعد سطوع الشمس توقد الشموع؟سبحانك ربي ما أعظمك![/FONT]
 
في القرآن الكريم الكثير من كلام الناس كما تجد ذلك في قصص الأنبياء فتجد قال وقالوا ويقولون فهل هذا كلام الله أم كلام خلقه
قلت مما يقرب للفهم أن رجلا يطلب من آخر صياغة كلام لا يحسن صياغيته
فلمن ينسب الكلام؟
ثم إن كلام الله كان قبل أن يخلق الخلق
و نقول ورد كلام لعبد الله بن أبي ابن سلول في سورة المنافقون
فلماذا لم يقل الكفار هذا من كلام فلان؟
قلت لعل ابن سلوب قال كلاما عجيبا بليغا لكن لما ذكره الله في هذا النظم العجيب المعجز تناسى الناس كلام ابن سلول ولم يعد له قيمة فهل بعد سطوع الشمس توقد الشموع؟
سبحانك ربي ما أعظمك!
 
قال تعالى(وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (46) إبراهيم
قَرَأَ الْكِسَائِيُّ - بِفَتْحِ اللَّامِ الْأُولَى- مِنْ( لَتَزُولُ) وَرَفْعِ اللَّامِ الثَّانِيَةِ،فَيَكُونُ الْكَلَامُ إِثْبَاتًا لِزَوَالِ الْجِبَالِ مِنْ مَكْرِهِمْ، أَيْ هُوَ مَكْرٌ عَظِيمٌ لَتَزُولُ مِنْهُ الْجِبَالُ لَوْ كَانَ لَهَا أَنْ تَزُولَ.فقد أبادوا دولا وقهروا ممالك عظيمة وأفنوا الملايين من البشر وأفسدوا في البلاد هذا مكرهم مع العباد والبلاد
ولكن هل لهذا المكر العظيم الهائل الفظيع أن يزيل الإسلام أن يطفئ نور الله؟
*- قَرَأَ الْجُمْهُورُ لِتَزُولَ- بِكَسْرِ اللَّامِ وَبِنَصْبِ الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ بَعْدَهَا- فَتَكُونُ (إِنْ) نَافِيَةً وَلَامُ لِتَزُولَ لَامَ الْجُحُودِ، أَيْ وَمَا كَانَ مَكْرُهُمْ زَائِلَةً مِنْهُ الْجِبَالُ، وَهُوَ اسْتِخْفَافٌ بِهِمْ، أَيْ لَيْسَ مَكْرُهُمْ بِمُتَجَاوِزِ مَكْرِ أَمْثَالِهِمْ، وَمَا هُوَ بِالَّذِي تَزُولُ مِنْهُ الْجِبَالُ. وَفِي هَذَا تَعْرِيضٌ بِأَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُرِيدُ الْمُشْرِكُونَ الْمَكْرَ بِهِمْ لَا يُزَعْزِعُهُمْ مَكْرُهُمْ لِأَنَّهُمْ كَالْجِبَالِ الرَّوَاسِي. وقد مر على الأمة الإسلامية ما هو أضعاف أضعاف ما تمر به الآن من الكرب والشدة والهول
حروب الردة والفتن المتلاحقة عليهم منذ استشهاد سيدنا عمر واستحلال المدينة المنورة وقتل الصحابة بها أيام الحرة وانتهاك الحرمات في المدينة وحرب القرامطة ودفن الآلاف في الحرم وفي بئر زمزم والاستيلاء على الحجر الأسود لمدة عشرين سنة بل أكثر وغلبة العبيديين على مصر وشمال إفريقية وحروب التتار والحملات الصليبية وفتنة تيمور لنك ,وفتن الغرب الأوربيين المفسدين بالمسلمين في الأندلس ومحاكم التفتيش بل قاموا خلال ستة قرون بهاجمة دولة الخلافة.بل قام رجال السياسة وأصحـاب الأقلام يهيئون برامج تقسيم السلطنة والاستيلاء على معظم الدول الإسلامية وبعد عدة قرون من المكر استولوا على بلاد المسلمين وقتل الملايين من المسلمينفي إفريقيا,
وفي آسيا الوسطى قتل الملايين على أيدى روسيا القيصرية ثم تغلب الشيوعيون على بلاد المسلمين في الشرق والغرب
وعقدت مؤتمرات على أن عام 2000 ستصبح إفريقيا نصرانية واندونيسياستكون نصرانية وغير ذلك كثير وكثير
المكر تزول منه الجبال ويفنى ملايين المسلمين ولكن بقى الإسلام وقوى في افريقيا وشرق أسيا بل هم يتخوفون من تحول أوربا للإسلام خلال الثلاثين سنة القادمة ويتخوفون من زوال إسرائيل وتفكك الولايات المتحدة ...
لا تيأسوا من روح الله فالشام أرض الملاحم وتلك الأيام يداولها الله بين الناس ليميز الخبيث من الطيب ولينصرن الله من ينصره
متى هو عسى أن يكون قريبا
 

*-تأملات في قوله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91) آل عمران.تلك الآيات البينات فيها أصناف مع الحق ألا وهو دين الإسلام فإن طلب أحد الهدى فلا سبيل له إلا الإيمان بخاتم المرسلين فإن جاءه الهدي ألا وهو دين الإسلام فعليه اتباعه وإن تكبر ولم يسلم ولم يتبع خاتم المرسلين فلن يقبل منه ما عمل وإن عاش ألف سنة يتعبد على غير القبلة فلن يقبل منه وما زالت الفرصة بين أيديهم إن آمنوا ودونك مخيريق الذي أسلم بل جاهد واستشهد في أحد.نعم كيف يهدي الله من كفر بخاتم النبيين وشهد بنبوته فهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لن تعرفوا طريق الهدي إلا عن طريق رسول الله الذي يهدي إلى الصراط المستقيم أما من ازداد كفرا بعد إيمانهم اجمالا بنبي آخر الزمان مثل الزَبير بن باطا لن يوفق للتوبة بل يصر على الكبر والحسد فبعد أن أضل قومه مازالت الفرصة أمامه بعد أن من الرسول عليه لأجل ثابت بن قيس بل ومن على ذريته لكنه أصر على الحاق بقومه في القتل ثم في النار فإنك لتعجب من قوم ليس لهم إلا اتباع الرسول فلم يتبعوه هؤلاء لن يفقوا للتوبة لكبرهم.هؤلاء الذين ماتوا على الكفر حقت عليهم كلمة العذاب لن تنفعهم شفاعة لن يفيدهم أحد لن يفدوا أنفسهم بألف دينار لا ولا مليار دينار لا بل مِلْء الأرض ذهبا لأن الله غضب عليهم و مقتهم​

 
(قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)مريم.
وكأن السيدة مريم لما فوجئت بهذا الأمر كأنها تمنت أن لم تكن ابتليت بهذا الإختبار لشدته عليها كيف وهي أمة الرب وابنة الصالحين،أشد من ذلك عدم تصريحها بكلمة (رب) في سورة مريم فقد اكتنفت تلك الكلمة سيدنا زكريا في كل الآيات السابقة فكأني بك تريد أن تكثر من تلك الكلمة المباركة فتنال شيئًا مما ناله زكريا الذي معناه (ذاكر الله)
أما مريم: فما لها الخيرة في هذا الاختيار وقد صرحت بما أحسسته فقد قالت:( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا) (23)
أما سورة آل عمران :ففيها بعض المؤنسات لها لذا ورد فيها كلمة (رب)
قال تعالى : ﴿وَإِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَـٰمَرۡیَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصۡطَفَىٰكِ عَلَىٰ نِسَاۤءِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾*یَـٰمَرۡیَمُ ٱقۡنُتِی لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِی وَٱرۡكَعِی مَعَ الرا ٰ⁠كِعِینَ﴾ [آل عمران: ٤٢: ٤٣] لذا تلقت البشرى ويا لها من بشرى بذكر كلمة (رب )فكأنها تقول: أنت ربي... أنت معيني... أنت حافظي .
 
عبرة:
نلاحظ أن أول مرة ورد فيها الحديث عن قدرة الله (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
للتهديد والترهيب من نزول العذاب بسبب المعاصى لا سيما النفاق
فلم يكن للحديث عن بديع صنع الله بل لتهديد من غفل عن طاعة الله واتخذ النفاق وسيلة لنيل الدنيا فجاء أول حديث عن قدرة الله لتهديد العصاة واعلموا أن الله لا يعبأ بعذابكم جميعا
(يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
عفوك يا رب حلمك يا حليم كيف النجاة هي تقوى الله بطاعته وترك المعاصي والنفاق
يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة.
 
هو الله....
من خواص اسم الله تعالى أن أسماء الله كلها صفات له وهو مخصوص به غير صفة وأن أسماء الله تعالى كلها تنسب إليه ولا ينسب إلى شيء منها ولله الأسماء الحسنى وأن غيره من الأسماء قد يسمى وإنه لم يَتَسَمَ به أحد
وأنه لزمته الألف واللام عوضاً من الهمزة ولم يفعل ذلك لغيره وأنه اختص في القَسَم بخاصة لا تكون لغيره من أسماء الله تعالى ولا شيء من مخلوقاته كقولهم تالله لأفعلن وهو على شرفه دليل وأنه جمع فيه بين يا التي للنداء واللام ولم يجىء ذلك في غيره إلا ما جاء في ضرورة الشعر وأنه حذف منه الألف في الخط تنـزيهاً له أن يشتبه باللات في الوقف والخط إذا كتبت اللات بالهاء والمشهور أنها حذفت لكثرة الاستعمال , ولما اختص به هذا الاسم العظيم من الخواص المذكورة وغيرها قال الأستاذ أبو إسحق الإسفراييني هذا الاسم يدل على ذات موصوفة بنعوت الجلال له قدرة تصلح لاختراع متعلقة بالممكنات وعِلم محيط بالمعلومات وإرادة نافذة في المرادات وله الأمر والنهي ولا تصح العبادة إلا له وله صفة تجب له وهي اختصاصية في وجوده على وجه لا يشغل الحيز والمحل .
لطائف:
هذا الاسم مختص بخواص لم توجد في سائر أسماء الله تعالى
منها أنك إذا حذفت الألف من قولك الله بقي الباقي على صورة لله
وإن حذفت عن هذه البقية اللام الأولى بقيت البقية على صورة له فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية هي قولنا هو وهو أيضاً يدل عليه سبحانه والواو زائدة بدليل سقوطها في التثنية والجمع ؛ فإنك تقول : هما هم فلا تبقى الواو فيهما فهذه الخاصية موجودة في لفظ الله غير موجودة في سائر الأسماء . ولو حذفت اللام بقيت كلمة إله ولا إله إلا الإله الواحد جل في علاه.
 
لطيفة :
ومن صور تكريم النبي الكريم أنك تأخذ إشارات نيرات من ثنايا الآيات البينات ، فتلك السورة المباركة التي سميت ب (المنافقون) هى السورة الثالثة والستون، وكان هناك إشارة إلى أن عُمْر النبي المديد قد عُمِّر بالهدى والنور ، وقد يلتبس على من اقتدى بالنبي فى دعوته أمر تلك الفئة فكأنه يقول: يا رسول الله ، رأيت الكافرين فعرفتهم ورأيت المؤمنين فخبرتهم ، أما تلك الفئة المذبذبة فقد حيرتني فكيف بيَّنهم ربك لك؟ ورغم كيد المنافقين ومكرهم ، فإن الله نجاه منهم ، ونصره عليهم ، وبيَّن فضله وقدره ، بل ومَن اتبعه فقال تعالى :( وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَعۡلَمُونَ) [المنافقون ٨].
، وإذا كان رب العالمين كتب على نبيه أن يخرج من الدنيا إلى الرفيق الأعلى فهذا ليس حطًا من درجته أو تقليلًا من شأنه، بل هذا هو الأجل الذي كتبه لنبيه ، فعندما خيره ربه ، قال : بل الرفيق الأعلى
ونبيكم سيموت وعمره (ثلاث وستون سنه) وهذا نعيه فى تلك السورة ( ورقمها ٦٣ ) ،ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلها ولو كان أحب الخلق إلى الله رب العالمين .
ولو ظن بعضنا أنه قد حدث غبن بموت رسول الله ، فنقول: لا بل من يؤمن بالله يهد قلبه، وإن أصبنا بمصيبة فقده فإننا نصبر أنفسنا بقوله صلى الله عليه وسلم: ( حياتي خير لكم ومماتي خير لكم )
وقد يكون من الأهل والولد عدوً هذا هو الغبن ، أما الفوز فهو أن تصل نفسك بحبيبك الذي يكون معك يوم القيامة ، فإن المرء يحشر مع من أحب. ونصبر أنفسنا بفقد نبينا بقولنا غدًا نلقى الأحبه محمدًا وصحبه .
 
من مُلَح العلم
*- لما بلغ الحبيب أربعين سنة بلغه الله الرسالة وأكرمه بالنبوة فصار خاتم النبيين وجاءت البشرى في آلآية (40) من سورة الأحزاب(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40).
*-ولما شج وجه الحبيب وكسرت رباعيته قال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وكان عمره (56)وقد تنزلت عليه رحمات الله وجاء التكريم من الله أكرم الأكرمين لنبيه الكريم أنت أكرمت قومك بالدعاء لهم بالرحمة وأنا أرحمك لرحمتك بعبادي فأنت رحمة مهداة وأبشر فأنا وملائكتي يصلون عليك ومن صلى عليك من أمتك صليت عليه عشرة أضعافها ففي الآية(56)
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب *-ثم إن حبيبنا من علامات الساعة هو من ذكراها بعثت أنا والساعة كهاتين فإذا بلغ الحبيب عمر(63) فالساعة صارت قريبة لأن هذا عمره في الدنيا ففي الآية (63) من سورة الأحزاب (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63).
 
تأملات في الآيات البينات
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}
[سورة الرعد: 31]وإذا قلنا: أن نفي النفي إثبات ولو فيها شائبة النفي فممكن أن يكون المعنى : هل ييأس الذين ءامنوا أن يهدي الله الناس جميعا ، وحُق لهم ذلك ، فمن الناس من لا يستحق الهداية ، وتلك سنة الله فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ، وكأن تلك الآية تصبيرا لسيدنا رسول الله عندما يحزن على عدم إيمان بعض الضُلال .
 
تأملات في الآيات البينات
قال تعالى : (إن الإنسان لظلوم كفار) ( إبراهيم: ٣٤) ولعل إيثار كلمة (الإنسان) هنا ليشمل كل من وصف بهذا الوصف من الظلم والكفر، فلكل إنسان حظه من الظلم والكفر ، فالظلم درجات ، والكفر درجات ، فهناك من يكفر بالنعمه وإن كان مؤمنًا ، وهناك من يكفر بالمنعم ، ولذلك لكل إنسان نصيب من هذا الوصف إلا من عصمه الله.
 
مدارسة
في تفسير قوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) الحاقة.قال العلامة البقاعي كلاما طيبا لكنه يحتاج لتعقيب
قال رحمه الله :{هاؤم} أي خذوا أيها الحاضرون من الخلائق الملائكة وغيرهم، فيها صوت يفهم منه معنى:خذوا، ويوصل تارة بالكاف وتارة بالهمزة، اسم فعل،...{اقرءوا كتابيه *} وهاؤه للسكت،
والذي نعقب عليه قوله كأنها إشارة إلى شدة الكرب في ذلك اليوم للدلالة على أنه إذا كان هذا السعيد بسكت في كل جملة للاستراحة لا يقدر في الكلام على المضي فما الظن بغيره، وتشير أيضاً مع ذلك إلى فراغ الأمر ونجازة الجزم به والوثوق بأنه لا يغير.
الآدمي - لأنه مجبول على النقص - لا يقدر أن يقدر الله حق قدره، وكلما كان الإنسان أعلى كان الاستشعار والنقص من نفسه أكثر،
التعقيب قلت: هذا في الدنيا
أما في الآخرة فالمؤمنون لا خوف عليهم بل تتلقاهم الملائكة بتلك البشرى
(لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) الأنبياء.
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) فصلت.
أما هاء السكت فلعل ذلك لشدة الفرح بنجاته من الأهوال والفزع الأكبر فاما أخذ كتابه بيمينه تنفس الصعداء فرحا بفضل الله وكرمه فهنا أيقن بالنجاة فتأتي هاء السكت لشدة فرحه
ثم قال - رحمه الله - : فى قوله تعالى: ( وَأَمَّا مَنۡ أُوتِیَ كِتَـٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَیَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی لَمۡ أُوتَ كِتَـٰبِیَهۡ ۝٢٥)(الحاقة: ٢٥)
وكل ما يأتي مما يوهم سكتة في ذلك اليوم فمن باب المكابرة والمدافعة بالباطل على ما كان عليه في الدنيا {يا ليتني} تمنياً للمحال، وجرى عن نسق ما مضى في البناء للمفعول الدال على ذله وعدم جبلته فقال: {لم أوت} أي من مؤت ما {كتابيه *} أي هذا الذي ذكرني بخبائث أعمالي وعرفني جزاءها {ولم} أي ويا ليتني لم {أدر} ولو حاولت الدراية {ما} أي حقيقة {حسابيه *}
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (20 ،21/ 366)
التعقيب قلت ولو ذكر هنا ما ذكره عن الذي أخذ كتابه بيمنه لكفى هذا الذي تكلفه من علة السكت هنا وأنها المكابرة بل هو الذل والفزع الذي أسكته و أي مكابرة هنا مع تمنيه الموت وتمنيه عدم أخذ الكتاب وأي مكابرة الآن مع الفضيحة نعم قد كذب في موقف آخر ولكن شهد عليه من لم يكن في الحسبان فالذي يسكته هو الهول والكرب والفزع مما في الكتاب .
 
عودة
أعلى