وما أنا من المتكلفين
خلَقَ اللهُ بني آدم مختلفي الطبائع، متنوعي المشارب والأخلاق، كمعادن الأرض تماماً، فيهم الذهب وفيهم الخزَف، وفيهم ما بين ذلك.
ومما جرى مدحُه عند العرب - بل عموم العقلاء - مدح العَفْوية، وذمّ التكلّف والخروج عن السجيّة، ما لم يكن ذلك في باب مجاهدة النفس على ترك خُلق قبيح،...
مجلس مع البخاري
من أي بلد أنت أخي؟ من الكنغو الشعبية.. من البوسنة.. من الفلبين.. من كوسوفا.. من الأردن.. من اليمن.. من مصر!
تذكرتُ مع هذا الحضور المتنوع في بلدانه وأجناسه، الكلمة الشهيرة التي أطلقها الإمام الزهري: "هذا دين من أخذ به عزّ، ومن تركه ذلّ"! هذا أبيض وذاك أسود، وهذا عربي وذاك...
الغبن [1]في التوكل
لا يختلف اثنان على أن التوكل على الله([2]) من أجلّ العبادات القلبية، بل هو نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة، "فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة"([3]).
وليس المراد من هذه الأسطر بيان منزلة التوكل، فالكلام فيها مشهور ومبسوط، بل الغرض الإشارة...
ما بيننا لم يبلغ ديننا
تَذْكُرُ كتب السير أنه وقع بين سعد بن أبي وقاص وبين خالد بن الوليد ـ رضي الله عنهما ـ كلامٌ، يقع مثله بين الإخوة عادةً، فأراد رجلٌ أن يسب خالد بن الوليد عند سعد! فقال له سعدٌ ـ واعظاً بقوله وفعله ـ: "مه([1])! إن ما بيننا لم يبلغ ديننا"([2]).
الله أكبر! إنها نفوس الكبار،...
ثلاثة أيام([1])
كثيراً ما تمر بأحدنا مواقف فرحٍ أو حزن، تتحرك معها العاطفة بقرار يترجم اللحظة التي مررنا بها في ذلك الموقف، حتى إذا هدأت سَوْرةُ تلك اللحظة؛ بدأ الشخص يعيد حساباته في ذلك القرار الذي اتخذه، أو الكلمة التي أطلقها.
قد تكون تلك الكلمة نذراً شاقاً كلّف بها نفسه! أو قرارَ طلاقٍ لم...
البعد الدعوي والتربوي للقرآن المكي والمدني (2/2)
سبق أن أشرت في البعد الدعوي والتربوي للقرآن المكي والمدني (1/2) إلى مسألتين مهمتين:
الأولى: أن في تقسيم القرآن إلى مكي ومدني حكمة تظهر في أساليب ومضامين الخطابين، وأن على الدعاة والمربين أن يستفيدوا من ثمرة هذا التفاوت في تربيتهم ودعوتهم...
من العلوم المشتهرة بين عامة المسلمين: أن القرآن ـ في وقت نزوله ـ ينقسم إلى قسمين: مكي، ومدني، وأما الفرق بينهما من حيث التعريف والمضامين فمما يدركه عامة طلبة العلم.
وليس الغرض هنا استعراض ذلك - فهو مبسوط في مواطنه من كتب علوم القرآن - لكن الغرض: الإشارة إلى معنى مهمٍ؛ ألا وهو: النظر في البُعد...
الحمد لله أولاً وآخراً .. وشكرا لك شيخ فهد على هذه المتابعة.
وأود أن أنبه إلى أن المطبوع فيه إضافات قليلة عما هنا، والأهم هو: تصحيح بعض الأوهام التي لا يسلم منها بشر.
ولهذا فالعمدة على ما في المطبوع، والله الموفق.