وظائف النجم الثلاث في القرآن...

إنضم
20 أبريل 2003
المشاركات
513
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
وظائف النجم الثلاث في القرآن

يسند التنزيل للنجوم ثلاث وظائف عامة مرتبة ومدركة بحسب الملكات الثلاث للإنسان :

1- الملكة الحسية

2- الملكة العقلية

3- الملكة فوق العقلية

ويمكن اختزال وظائف النجوم الثلاث العامة على نحو منطقي ثنائي كما يلي :

الوظيفة الغيبية في مقابل الوظيفة الشهودية،

والوظيفة الشهودية قسمان : وظيفة حسية جمالية ،ووظيفة عقلية استدلالية.



1- الوظيفية الغيبية يسميها التنزيل "الحفظ" - والحفظ من الشياطين خاصة -

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ [الحجر]

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ [الملك : 5]

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت : 12]



هذه الوظيفة مناسبة للملكة فوق عقلية فلا تأويل ولا تفصيل.



2- الوظيفة الشهودية الأولى يسميها التنزيل "الزينة والتزيين" وهي- على عكس السابقة - موجهة لكل ذي بصر من الناظرين :

إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ [الصافات : 6]

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ [الحجر]

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ [الملك : 5]

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت : 12]



لنلحظ عطف الغيبي على الحسي في الآيات (زَيَّنَّاهَا – وَحَفِظْنَاهَا) (زَيَّنَّا- وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا) (َزَيَّنَّا- وَحِفْظًا)



3- الوظيفة الشهودية الثانية يسميها التنزيل "الهداية والاهتداء":

وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل : 16]

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الأنعام : 97]

إذا كانت وظيفة التزيين "بصرية جمالية" فهذه "عقلية استدلالية"..... فعلى ضوء النجوم يميز الإنسان بين الجهات الأربع ويستتنتج المسافات والأبعاد بحساب المثلثات وغيرها ...

لنلحظ – أولا- أن آية الأنعام قد قيدت الاهتداء ب (ظلمات البر والبحر) ليقطع الطريق على الصابئة والسحرة الذين يسندون للنجوم هداية شركية مزعومة ، فالاهتداء بالنجوم هو في السيرالمادي فقط وفي الظلام الحسي فقط!

لنلحظ – ثانيا- في هذه الآية توجيه الاهتداء ل" قوم يعلمون " خاصة ،لأن الاستفادة من النجوم هنا يحتاج إلى خلفية علمية من الرياضيات والجغرافيا وعلم الفلك وغيرها.
 
أختلف مع النقطة الأخيرة. فالعلم هنا لا يعني العلم بالرياضيات والفلك، وتركيب الجملة لا يفهم منه أن الاهتداء في ظلمات البر والبحر مقيّد!
بل هي خاتمة عامة تأتي في آيات كثيرة، منها مثلا في التوبة:
"فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"

وقد كان البدوي الأمي يعرف الشمال بالنظر، دون الحاجة لحسابات ولأسطرلاب وسدسية.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد الأستاذ الكريم أبو عبد المعز وفقنا الله تعالى وإياكم
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : (

{ ولقد يسرنا القرآن للذكر } أي: سهلنا لفظه ، ويسرنا معناه لمن أراده ، ليتذكر الناس ، كما قال : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب } ، وقال تعالى : { فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا } [ مريم : 97 ] .
قال مجاهد : { ولقد يسرنا القرآن للذكر } يعني : هوناً قراءته .
وقال السدي : يسرنا تلاوته على الألسن .
وقال الضحاك عن ابن عباس : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله ، عز وجل .
قلت : ومن تيسيره تعالى ، على الناس تلاوة القرآن ما تقدم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف " . وأوردنا الحديث بطرقه وألفاظه بما أغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة .
وقوله : { فهل من مدكر } أي: فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يسر الله حفظه ومعناه ؟
وقال محمد بن كعب القرظي : فهل من منزجر عن المعاصي ؟
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا الحسن بن رافع ، حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر - هو الوراق - في قوله تعالى : { فهل من مدكر } هل من طالب علم فيعان عليه ؟
وكذا علقه البخاري بصيغة الجزم ، عن مطر الوراق و [ كذا ] رواه ابن جرير ، وروي عن قتادة مثله ) .

أرى والله تعالى أعلم إن طريقة الأستاذ أبو عبد المعز جزاه الله تعالى خيرا صعبة الفهم وخاصة على عامة الناس ، فالمفسر يسهل ويقرب مفاهيم
القرآن وليس العكس والله تعالى أعلم .
 
الأخ الكريم والأستاذ المحترم البهيجي

أولا أشكر لكم متابعتكم لما أكتب وهذا يسرني جدا...أما عن ملاحظتكم وهي معتبرة فأقول

1- لكل مقام مقال ...فهذا المنبر حسب تقديري منبر علمي لا تعليمي وأنا عندما أكتب شيئا فإني أوجهه لفئة خاصة أفترض فيها مستوى علميا يمكنهم من فهم المصطلحات والمفاهيم....

2- ثم إن الغموض أمر نسبي فالغامض عند شخص مبتذل عند شخص آخر...

3- وليس كل غامض قبيح ...فهذه المتون والمختصرات التي دونها السلف والتي نالت تقديرا كبيرا مع أنها باعتراف الخاصة والعامة أشبه بالألغاز والمعميات بحيث لا تفهم إلا بشرح وذلك الشرح نفسه لا يتضح إلا بحاشيىة وتقرير...

4- قيل لأبي تمام لم لا تقول ما يفهم ...فقلب عليه في الجواب وقال لم لا تفهم ما يقال!!

أعترف أنني لا أحب شعر أبي تمام لكنني أحب هذا الجواب!

زادكم الله حبا في العلم ووفقكم فيه.
 
الوظائف الثلاثة للنجوم في القرآن تشمل الحفظ من الشياطين، الزينة والتزيين للناظرين، والهداية والاهتداء.
 
أختلف مع النقطة الأخيرة. فالعلم هنا لا يعني العلم بالرياضيات والفلك، وتركيب الجملة لا يفهم منه أن الاهتداء في ظلمات البر والبحر مقيّد!
بل هي خاتمة عامة تأتي في آيات كثيرة، منها مثلا في التوبة:
"فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"

وقد كان البدوي الأمي يعرف الشمال بالنظر، دون الحاجة لحسابات ولأسطرلاب وسدسية.
أخي محمد سلامة يوجد جهاز إسمه الاسطرلاب صورته موضحة في الصورة

1715951060995.png

بإستعمال هذه الأداة كان البحارة العرب والرحالة يجوبون أصقاع الأرض مشارقها ومغاربها وهي تعتمد على مواقع النجوم وزاويتها لتحديد موقع الشخص على الأرض والمسافات وليس فقط إتجاه الشمال ، وبفضل إستخدام هذه الحسابات والأدوات والعلوم تمكن العرب من صنع خرائط دقيقة لمناطق كثيرة للأرض مثل الموضحة في الصور التالية :

1715951474422.png

بالأعلى خريطة رسمها الأوروبيون للعالم عام 1581م، و بالأسفل خريطة رسمها المسلمون عام 1154م أي قبلها بأكثر من 4 قرون!

ولهذا السبب فإنك لما تقول أنه لاعلاقة لعلوم الرياضيات للإهتداء بالنجوم وأن البدوي يستطيع فعل ذلك بدون رياضيات فواضح أنك لا تعلم من العلوم إلا أماني وإن أنت إلا بدوي في صحراء العلوم .
 
تائه أنت إذن في صحراء "تاريخ العلوم" يا عضو طاهري إن كنت تجهل معلومة معرفة البدو الجاهليين بالنجوم وتحديدهم اتجاه الشمال قبل أن يترجم الأمويون والعباسيون علوم الإغريق الفلكية وكتاب بطليموس المجسطي.. وقبل أن يقتبسوا اسم الاسطرلاب من كلمة أسترو (أي نجم star) اليونانية الرومانية!
وشعر الجاهليين مليئ بأمثلة عن أسماء الكوكبات والنجوم عند العرب، كبنات عرش والثريا وغيرها إن كنتم بالعرب الجاهليين جاهلين!

ومن الخطأ الشديد ما ورد في الموضوع من جملة أخيرة تزعم أنه:
"في هذه الآية توجيه الاهتداء ل" قوم يعلمون " خاصة،
لأن الاستفادة من النجوم هنا يحتاج إلى خلفية علمية من الرياضيات والجغرافيا وعلم الفلك وغيرها"
حيث أن سياق الآية يربط الذين يعلمون ب: تفصيل الآيات، لا بالاهتداء المذكور قبلها! فكيف تخلطون الجملتين هكذا اعتباطا دون لحظة تفكير وتأني قبل التصدي للتفسير؟!
 
يعني أنت لا ترى العلاقة بين ( النُّجُومَ لِتَهْتَدُوابِهَا ) وبين ( فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) وبين ما قام به المسلمون بالفعل في أرض الواقع من تطبيق للإهتداء بالنجوم لحساب الموقع على الأرض وتظن أن معرفة أسماء الكواكب وإتجاه الشمال كافية لتغنيك عن علوم الرياضيات المطلوبة لتحديد الموقع على الأرض ؟
أنت هو من يتحدث إعتباطاً من دون لحظة تفكير وتريد أن تفرض وجهة نظرك على تفسير القرآن
 
معرفة أسماء النجوم والأبراج السماوية لا يتطلب معرفة بالرياضيات ، وإستخدامها لتحديد الشمال أيضاً لا يتطلب الكثير من العلم ، لكن في ظلمة البحر لا يكفي معرفة إتجاه الشمال لتحديد موقع السفينة والمسافة بينها وبين اليابسة ، في الخرائط ذات النطاق الصغير يتم تدوين علامات مميزة لمختلف الجزر مثل شكل جبل أو شكل خليج أو أنواع النباتات وبمطابقة المشاهدات يبحث البحارة عن نفس العلامات التي على الخريطة فيقوم بتحديد موقعه على الخريطة التي كلما كانت أدق كلما كان مسار السفينة أيسر وهذه العلامات والمواقع المميزة معروفة من خلال رحلات الرحالة وخبراتهم وهي لا تأتي بين عشية وضحاها بل تم توارثها لأجيال وتم تنقيحها وإضافة المزيد إليها على مدار مئات السنين وهذه العلامات هي المقصودة في الآية :
وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل : 16]
أما بالنسبة إلى الخرائط ذات النطاق الواسع فتحديد الموقع على الخريطة يتم عن طريق حساب مواقع النجوم وإرتفاع الزاوية عن خط الأفق ولأن هذه الزوايا تتغير بسبب ميلان محور الأرض فإن جهاز الاسطرلاب يساعد على ضبط الحسابات لتكون أكثر دقة وتكون المسافات المقاسة أكثر واقعية .
والمعرفة بأسماء النجوم وإتجاهها ليس سوى أبسط إستعمال للإهتداء بها .
 
وقد ترجم العرب هذه المعرفة الفلكية عن الإغريق, ونقلوا الاسطرلاب منهم بل واحتفظوا بالاسم اليوناني للأداة ἀστρολάβος
وهي مخترعة ومستخدمة قبل نزول القرآن بمئات السنين.
كل هذا لا يعطي لصاحب المنشور الحق في الخلط بين الجملتين في الآية. الاهتداء بالنجوم ليس مقيدا بجملة "لقوم يعلمون" كما زعم! بل هي خاتمة وردت في آيات أخر لا علاقة لها بالفلك ولا العلوم الدنيوية.
كما قلت من قبل:
هي خاتمة عامة تأتي في آيات كثيرة، منها مثلا في التوبة:
"فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"
 
سواءاً تم ترجمة هذه العلوم من قبل أم من بعد فهذا ليس الموضوع ، نحن نتحدث عن إستخدام الرياضيات في حساب مواقع النجوم للإهتداء في البر والبحر ، وهذا موجود تطبيقياً على أرض الواقع وإنكارك له ، يوجد لدينا تراث طويل عريض من الخرائط التي تم رسمها بدقة كبيرة بفضل القدرة على تحديد المسافات والمواقع بإستعمال حساب مواقع النجوم ، ولا فائدة من محاولة التضليل بحجج واهية سواءاً كانت هذه الطرق مستخدمة من قبل المسلمين أم من بعدهم فالمهم أن تطبيق الإهتداء بالنجوم يشمل حسابات رياضية دقيقة موجود على أرض الواقع وهي مصداق للآية الكريمة ولا يدرك هذه الحقيقة إلا من لديه خبر عنها ، أي أن عملية الإهتداء بالنجوم مفصلة لدى من فتح الله عليهم بالعلم بها وخرائط الإدريسي خير مثال على ذلك .
وإن كانت خاتمة ( نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) فهذا لا يعني أنها لا علاقة لها بموضوع الآية ، أو أنك تريد أن تخلط من يعلمون بتفاصيل الدين بمن يعلمون بتفاصيل علوم الفلك والجغرافيا فهذا يدل على أنك قد إختلط عليك الحابل بالنابل ولا تدرك علاقة خاتمة الموضوع بمقدماته .
 
بل أنتم من يخلط بين العلم الطبيعي والشرعي.
خاتمة الآية، لقوم يعلمون، جار ومجرور متعلق ب "فصلنا" لا ب "لتهتدوا"! وقد أوضح الدعاس هذا في إعراب القرآن.
وزاد التفسير الميسر الأمر إيضاحا فقال:
"قد بيَّنَّا البراهين الواضحة؛ ليتدبرها منكم أولو العلم باللّه وشرعه"
انتبه! العلم بالله وشرعه.
وقال ابن كثير: "(لقوم يعلمون ) أي : يعقلون ويعرفون الحق ويجتنبون الباطل"
انتبه! عقل ومعرفة "الحق والباطل".. معرفة شرعية دينية. العلم هنا شرعي، لا تخلطوه بالجملة السابقة عليه في الآية.
وأعيد: الخاتمة عامة، لا مقيدة بمعرفة العلوم الطبيعية الفلكية كما تزعمون. فهي تأتي في آيات الفلك وغير آيات الفلك. خاتمة عامة.

{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}

(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
 
بما أنك أنكرت أن الرياضيات ليس لها علاقة بالإهتداء بالنجوم فأنت نفسك دليل على أن الخاتمة خاصة وليست عامة ، فمع أنك تدرس في علوم الدين فقد جهلت تفاصيل مهمة للإهتداء بالنجوم وعملت بالظن فيها بحيث يتساوى عندك الإهتداء بالنجوم بين علماء الفلك والجغرافيا وبين أي بدوي يعرف بعض أسماء النجوم ويستطيع تمييز الشمال ، وأنت إذا كنت مقتنعاً بأن الخاتمة عامة فعليك أن تأتي بدليل صحيح على ذلك وليس أن تنتقي التفاسير التي توافق ما تريد وتفترض بطلان ماسواها
والله المستعان
 
ورود الخاتمة في آيات أخرى غير فلكية هو أكبر دليل صحيح صريح على أنها خاتمة عامة!
أكرر: الجار والمجرور متعلق بـ "فصلنا"، لا بـ "لتهتدوا".
العالمون المقصودون هم من يعلمون الحكمة الشرعية من الآيات الكونية.. أما مجرد العلم الطبيعي الفلكي فلا يكفي.. والدليل على هذا هو آلاف الملحدين في أوساط الفلكيين.
وأذكر سخريتي الشديدة قبل سنوات من فتى على الفيسبوك، عندما هلك هوكينج الملحد الفلكي الشهير، لأن الفتى المسلم زعم أن آية "إنما يخشى الله من عباده العلماء" تنطبق على هوكينج!! وأن العلم المقصود فيها هو العلم الدنيوي الطبيعي!
هذه الانحرافات التفسيرية خطيرة جدا. العلم في القرآن شرعي ديني، لا طبيعي. فليس كتاب علوم دنيوية.
وعندما ورد ذكر العلم الطبيعي ورد في سياق الذم لا سياق المدح! في سورة الروم:
"يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ"
وبالمناسبة، الكثير ممن يفخرون بعلماء الحضارة الإسلامية لا يعلمون أن هذه الأسماء الشهيرة كان الكثير منها يعتبر زنادقة ومنحرفين عقديا! كابن سينا وغيره.
انظر كتيب ناصر الفهد (حقيقة الحضارة الإسلامية) لتجد قائمة بأقوال العلماء الشرعيين ضد هؤلاء العلماء الطبيعيين

فهذا العلم الدنيوي ليس من مواضيع القرآن أصلا. الفائدة الشرعية من العلم الدنيوي هي أن نتأمل في الكون فنستخلص العظة الدينية ونرى قدرة الله إلخ،وهذا يمكن الوصول إليه بمجرد النظر.
البدوي الأمي في صحرائه يمكنه التفكر في خلق السموات والأرض دون أسطرلاب وتليسكوب. وعلى النقيض، يمكن لمتخصص في الفيزياء الكونية أن يعيش حياته كلها ويموت على الكفر، منكرا لوجود الله أصلا.

لا تخلطوا العلم الشرعي بالديني. تاريخ منشوراتي هنا على المنتدى منذ سنوات يركز دائما على هذه النقطة.. وأنا أتابع في صمت حتى اضطر للدخول في نقاش عندما تثار هذه النقطة.
فلا وجود لإعجاز علمي ولا عددي في القرآن. وليس كتاب فيزياء ولا كيمياء، مهما حاول الإعجازيون.
 
العالمون المقصودون هم من يعلمون الحكمة الشرعية من الآيات الكونية.. أما مجرد العلم الطبيعي الفلكي فلا يكفي.. والدليل على هذا هو آلاف الملحدين في أوساط الفلكيين.
ماذا عن آلاف المغضوب عليهم والضالين وسط أهل الكتاب ؟ أليسو دليلاً على ضلال من أغلق عقله عن الحق ؟ أم أنك ترى الكفار فقط وسط علماء العلوم الكونية ، هذا دليل على ضيق أفقك .
الأخ أبو عبد المعز ذكر الإهتداء بالنجوم من معانيه في القرآن الكريم ومن ماهو واقع ومستعمل بين العلماء ، لكن أنت تظن أن العلم فقط العلم الشرعي وليس هناك أي وزن أو قيمة للعلوم الدنيوية وهذا من الضلال .
العلوم الدنيوية تعتني بآيات الكون وتفصل فيها مثلما العلوم الشرعية تعتني بآيات القرآن الكريم وتفصل فيها ، وليس من حق عالم إزدراء علم خارج إختصاصه ولا يحق لعالم بعلوم الدين أن يفرض تفسير وصف الجبل على عالم جيولوجيا ، فمهما بلغ علم عالم الدين حول اللغة والسنة والشعر يبقى إختصاص الجيولوجي أبلغ في وصف الجبل ولشهادته وزنها التي تفوق وزن شهادة عالم الدين في موضوع الآيات التي تتحدث عن الجبل ،
عندما يتحدث القرآن عن الإهتداء بالنجوم فمن واقعنا المعاش والمجرب والمؤرخ والموثق يوجد آلاف الدلائل والشواهد التي تؤكد إستخدام الرياضيات لحساب مواقع النجوم وإستنتاج المسافات والإتجاهات والمواقع على الأرض ولاشك عند أي عالم من علماء الجغرافيا في أن الآية تعني ذلك .
وحتى وإن كانت الآية خاتمة عامة فلا يزال تراث آلاف الخرائط وتراث الرحالة للمسلمين في رحلاتهم التجارية والإستكشافية في طريق الحرير وأوروبا وإفريقيا دليلاً راسخا على عمق فهمهم لعلوم الفلك وإستعمالها للإهتداء في ضلمات البر والبحر .
 
أنت تظن أن العلم فقط العلم الشرعي وليس هناك أي وزن أو قيمة للعلوم الدنيوية وهذا من الضلال
أنصحك ألا تطلق أحكاما بهذه الطريقة الفجة! ضلال؟!
العلم في القرآن علم شرعي.
قال ابن باز:
"العلم يطلق على أشياء كثيرة، ولكن عند علماء الإسلام المراد بالعلم هو : العلم الشرعي , وهو المراد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند الإطلاق"
من "مجموع فتاوى ابن باز" (2/302)

نحن لا نتكلم عن الوزن والقيمة.. بل عن تفسير جملة في القرآن، حيث خلطتم أنتم بين العلمين الشرعي والطبيعي، ووضعتم الآية في غير موضعها.
يظل الاعتراض قائما. قد أخطأ عبد المعز عندما قال:
"في هذه الآية توجيه الاهتداء ل (قوم يعلمون) خاصة"
من أين له هذا الزعم؟!
هل يأخذ كلمة من جملة ثم يلصق معناها عنوة بكلمة من جملة أخرى؟! شبه الجملة الجار والمجرور واضح تعلقه بتفصيل الآيات لا بالاهتداء بالنجوم!
وحيث أن شبه الجملة هذا وارد في مواضع أخرى قرآنية غير المتعلقة بالفلك، فهو غير مقصور على الفلك والحسابات. بل خاتمة عامة.
 
الضلال حكم أطلقة الله في سورة الفاتحة ونسبه الرسول إلى النصارى وهم من أهل الكتاب ولديهم علماء دين ضالين ، وعيب عليك أن تشكك في هذا الباب
تلك الخاتمة عامة ولكنها أيضاً متعلقة بموضوع الآية التي ختمتها ، فإذا أرجعت العلم لعلماء الدين فيكون خاص بعلماء الدين الذين يعلمون علم الفلك وليس علماء الدين الذين يختصون بفقه العبادات ، والأخ عبد المعز أخذ المعنى من الواقع المطبق على أرض الواقع وهذا لا يحتاج إلى عالم لغة ليقول لك أن الرياضيات تستخدم للإهتداء بالنجوم أم لا بل تحتاج إلى عالم بالجغرافيا فهو من لديه تفاصيل إستخدام هذه النجوم .
 
الضلال حكم أطلقة الله في سورة الفاتحة ونسبه الرسول إلى النصارى وهم من أهل الكتاب ولديهم علماء دين ضالين ، وعيب عليك أن تشكك في هذا الباب.
هل ترد دون قراءة ما ترد عليه؟!
ألم تر الاقتباس والموضع الوارد فيه كلمة الضلال في كلامك؟!
انتبه لما تكتب هداك الله!
ألست أنت القائل:
"أنت تظن أن العلم فقط العلم الشرعي وليس هناك أي وزن أو قيمة للعلوم الدنيوية وهذا من الضلال"
أي ضلال هذا الذي تتهمني به؟! الله المستعان.
هل تتهم ابن باز أيضا بالضلال لأنه قال:
"العلم يطلق على أشياء كثيرة، ولكن عند علماء الإسلام المراد بالعلم هو : العلم الشرعي , وهو المراد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند الإطلاق" ؟!

أظنك تسرعت في القراءة وكنت تظن أن تعليقي متعلق بوصف النصارى في الفاتحة :) اقرأ قبل الرد يا طاهري.
إن كنتم عاجزين عن مجرد فهم منشورات المنتديات، فكيف تتصدون لتفسير كلام الله؟!
عليك الاعتذار فورا عن هذا الوصف بالضلال والتراجع عنه علانية.
 
آسف للخطأ فهذه الإقتباسات تأتي بخط صغير وكثيراً ما لا أنتبه لها .
بالنسبة لوصف الضلال فقد أطلقته على من يستخف بعلوم الكونيات ولا يقيم لها وزن ، فمن يستخف بعلماء تفسير آيات الكون لا يختلف عمن يستخف بعلماء تفسير آيات القرآن الكريم ، مع أن آيات الله في الكون لا تقل أهمية عن آيات الله في كتابه العزيز وقد وضعهم الله سبحانه وتعالى في نفس الوزن في الآيات التالية : ( وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ104وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ105 ) سورة يوسف
فالله جعل آيات الكون مثلها مثل آياته في كتابه العزيز فمن أعرض عنها وإستخف بها فقد ضل وماهو من المهتدين .
لهذا عندما تأتي وتستخف بالجهود التي بذلها علماء الإسلام في مجال الإهتداء بالنجوم وتقول أن أي بدوي في الصحراء يستطيع فعل ذلك فأنت قد قللت من شأن العلوم المرتبطة بآيات الله في الكون ، فإذا كان هذا القول عن جهل بها فهذا يقودك إلى الضلال أما إذا كان هذا القول متعمداً للإستخفاف بهذه العلوم فهذا من المراء وستحاسب عليه يوم القيامة .
 
عودة
أعلى