منهجُ ابن بَرَّجان في فهم معاني أسماء الله الحُسنىٰ وأبعادُه الحضاريَّة المؤسِّسة للعيش المُشترك: -اسم الله الكريم -ﷻ- نموذجًا-

إنضم
17 أبريل 2013
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
طنجة
منهجُ ابن بَرَّجان في فهم معاني أسماء الله الحُسنىٰ وأبعادُه الحضاريَّة المؤسِّسة للعيش المُشترك:

-اسم الله الكريم -ﷻ- نموذجًا-
إعداد:
د، عبد الجليل البكوري: دكتوراه في علوم التَّربية والدِّراسات الإسلاميَّة.
د، يونس السباح: دكتوراه في الدراسات القرآنية.

تقديم: (فكرة البحث ومسوِّغاته)
(1) حاولت هذه الورقة أن تكشفَ عن أمريْن:

  • الأوَّل: عن منهج ابن بَرَّجان -قدَّس الله سِرَّه- في فهم معاني أسماء الله الحسنىٰ.
  • الثَّاني: عما اكتنزَه هذا المنهج من أبعادٍ حضاريَّةٍ كونيَّة ترفُد إمكانات تحقيق العيش الـمُشترك.
(2) الـمُسوِّغات التي تجعل هذه الـمُحاولة تحظىٰ بمكانها في هذا المؤتمر كثيرةٌ، منها:

  • كون الدراسة تختصُّ بمنهج ابن بَرَّجان موضوعُ المؤتمر؛
  • أنَّ ابن بَرَّجان واحدٌ مِن أبرز متصوِّفة عصره وزمانه، ولا تخفىٰ عن كُلِّ باحثٍ المكانة التي تتربَّعُها أسماء الله الحسنىٰ لدىٰ أرباب العرفان والسلوك؛
  • ألَّف ابن بَرَّجان كتابًا في «شرح أسماء الله الحُسنىٰ» كما ألَّف في التَّفسير وأشهر تفاسيره «تنبيه الأفهام إلىٰ تدبُّر الكتاب الحكيم وتعرُّف الآيات والنَّبأ العظيم»، وستعتمد الدراسة علىٰ هذين المؤلَّفين كما سنبين لاحقا؛
ولئِن كانت هذه المسوِّغات وغيرها تُعطي للموضوع مشروعيَّته البحثيَّة والأكاديميَّة لكونها تؤطِّر إمكانيَّة إنجازِه من حيث مادَّتُه التي سيشتغل بها والحدودُ التي سيقف عندها؛ فإنَّها لا تُعطيه شرعيَّته، فالدِّراسة التي نحن بصدد اقتراحها تتجاوز المقاربةَ التَّقليديَّة التي تقف عند معاني أسماء الله الحسنىٰ ومنهج ابن بَرَّجان في شرحها والعقيدة التي تنطوي عليها... إلىٰ استجلاء الأبعاد الحضاريَّة والكونيَّة التي اكتنزها فهم ابن بَرَّجان لأسماء الله الحسنىٰ. وهنا تتعرَّض الورقة للمُساءلة:

  • هل بالإمكان أن نتحدَّث عن أبعاد حضاريَّة كونيَّة من خلال منهج ابن برَّجان؟
  • ألا يُعدُّ هذا ادعاءً وتحميلًا لأقوال السَّلف (المُتقدِّمة) مدلولاتٍ لم يقصدوها (مدلولات متأخِّرة)؟
سيظل هذا العمل مفتقرًا للمصداقيَّة ما لم تتمَّ مُواجهةُ هذه الـمُساءلة بتقديمِ مُسوِّغٍ يُكسِبُ هذا العمل شرعيَّته، وقد أسعفنا ابن برَّجان -قدَّس الله سِرَّه- في مقدِّمة كتابه «شرح أسماء الله الحسنى» بهذا المسوِّغ حين أفصح عن منهج تفصيله للكلام في أسماء الله الحُسنىٰ فقال عن أحدِ فصول حديثه في أسماء الله الحسنىٰ أنَّه عبارة عن "التَّطرُّق إلىٰ معرفة مسالِكها [أي أسماء الله الحسنىٰ] في العالَم، واستقراء مسالكها في الخليقة"[1]، وهنا يظهرُ جليًّا كيف أنَّ ابن برَّجان تجاوز منطِقَ الخطاب الدَّاخلي الموجَّه للمُسلمين (معرفة الأسماء، والإيمان بها، والتعبُّد بها) إلىٰ منطقٍ كونيٍّ يُخاطب الخليقة كافَّة من خلال مسالك الأسماء في العالم، وهو ما يحضر بقوَّة حين يتعرَّض -قدَّس الله سِرَّه- إلىٰ ما أسماه بالاعتبار في شرح أسماء الله الحسنىٰ.

إضافةً إلىٰ كُلِّ ما سبق ذكرُه؛ فقد بلغ عدد أسماء الله الحُسنىٰ التي شرحها ابن برَّجان 130 اسمًا، وهو ما تتعذَّر دراسته في حدودِ المساحة المسموح بها، ولهذا ستقتصر الدِّراسة علىٰ اسم الله تعالىٰ الكريم -ﷻ- وذلك لاعتبارٍ أساسيٍّ ورد في الآية الكريمة ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلࣰا﴾[الإسراء:70]، ويقول ابن برَّجان في شرحه لمعنىٰ التَّفضيل الوارد في الآية: "وهذا التَّفضيل علىٰ الإطلاق إنَّما هو للمؤمنين من بني آدم، وأمَّا سوىٰ المؤمنين فإكرام وراثة لفضل رحمته متَّعهم بها ها هنا لـمَّا أخرجهم من الجنَّة"[2].

وعليه؛ فالنَّاس شركاء في تكريم الله تعالىٰ لهم، مِمَّا يعني أنَّ أساسَ العيش الـمُشترك هو اعتبار كرامةِ بني آدم، لأنَّ هذه الكرامة انصرفت لبني آدم جميعهم سواء مَن هم علىٰ شاكلة هابيل أو قابيل، إذ هي من تجلِّيات اسم الله تعالىٰ الكريم، إلىٰ هنا يتقوَّىٰ المسوِّغ الذي يُعطي لدراستنا شرعيَّتها ومشروعيَّتها فيتأكَّد مكانها ضمن مداخل المؤتمر وتحديدًا في المدخل الديني والمدخل الثَّقافي.

  • إشكالية البحث:
باستحضار كُل ما ذُكر؛ يمكن التعبير عن إشكاليَّة البحث كالآتي:

ما الأبعاد الحضاريَّة التَّأسيسيَّة للعيش الـمُشترك في منهج ابن برَّجان في فهم أسماء الله الحسنىٰ من خلال دراسة اسم الله الكريم؟

  • المنهجيَّة:
عمَدَ البحث إلىٰ استقراء تفسير ابن برَّجان لجميع الآيات التي وردت فيها ألفاظ تنتمي إلىٰ الجذر اللُّغويِّ (ك ر م) والتي يبلغ عددها 46 آية، ثمَّ مقارنتها بشرح ابن برَّجان اسم الله تعالىٰ الكريم وذو الإكرام -ﷻ-، وذلك بهدف استجلاء المعاني التي قدَّمها ابن برَّجان لهذا الاسم واستجلاء منهجه -قدَّس الله سِرَّه-، ليتمَّ في الأخير تركيب النَّتائج الـمُتوصَّل إليها لتقديم توليفةٍ منظوميَّةٍ لقيم العيش الـمُشترك من فهم ابن برَّجان لاسم الله تعالىٰ الكريم.

  • خطة البحث:
  • مقدمة: (وتتضمن ما هو متعارف عليه في أدبيات البحث العلمي: المقدمة، الموضوع، الإشكالية...)
  • أولا: في ضرورة الكشف عن منهج ابن برَّجان -قدَّسَ اللّٰه سِرَّه- في فهم أسماء الله الحُسنىٰ
  • ثانيًا: معاني اسم الله الكريم -ﷻ- من خلال فهمِ ابن برَّجان ومنهجِه
  • ثالثًا: الأبعادُ الحضاريَّة لمعاني اسم الله الكريم -ﷻ-: (نحو فهمٍ تأسيسيٍّ للعيس الـمُشترك من خلال: كينونة التَّعلُّق، وكائنيَّة التَّخلُّق، وكونيَّة التَّحقُّق باسم الله الكريم)
  • خاتمة: النتائج مع التوصيات (لاستكمال البحث في منهج ابن برَّجان في فهم أسماء الله الحسنىٰ من منظور حضاريٍّ)
المنهجيَّة المقترحة لاستنباط الأبعاد الحضاريَّة لفهم ابن برَّجان لأسماء اللَّٰه الحُسنىٰ


صورٌ مِن فعالية المؤتمر



[1] ابن برجان؛ عبد السلام بن عبد الرحمٰن بن محمد. "شرح أسماء الله الحسنىٰ"، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية: بيروت-لبنان، ط1، 2010م، ج1، ص29.
[2] ابن برجان؛ عبد السلام بن عبد الرحمٰن بن محمد. " تنبيه الأفهام إلىٰ تدبُّر الكتاب الحكيم وتعرُّف الآيات والنَّبأ العظيم "، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية: بيروت-لبنان، ط1، 1434ه-2013م، ج3، ص406.
 

المرفقات

  • WhatsApp Image 2024-05-03 at 9.48.30 PM.jpeg
    WhatsApp Image 2024-05-03 at 9.48.30 PM.jpeg
    377.9 KB · المشاهدات: 0
  • WhatsApp Image 2024-05-03 at 9.48.56 PM.jpeg
    WhatsApp Image 2024-05-03 at 9.48.56 PM.jpeg
    275.3 KB · المشاهدات: 0
عودة
أعلى