إشكال في مراتب الغنة

إنضم
26 ديسمبر 2023
المشاركات
6
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أسمع إجابات من الإخوة لهذه الأسئلة حول مراتب الغنن، أريد سماع أي إجابة على أي سؤال، لا تهمني الإجابة عليها جميعها بقدر ما تهمني أي إجابة:
1) هل قُصِد بهذه المراتب طول الزمن أم زيادة الاعتماد على الخيشوم (أي كمية الغنة بعبارة أخرى)؟
2) هل ذَكر هذا التفاوت في المراتب أحد قبل الجعبري؟
3) ما معنى قول مكيّ بن أبي طالب في الكشف: "والغنة ظاهرة مع الإخفاء، كما كانت مع الإظهار، لأنه كالإظهار" هل يدلّ ذلك على تساوي الإظهار والإخفاء في الزمن؟
4) ما تفسير عدم الإشارة الواضحة للتفاوت في الأزمنة بين الغنن إن كان أمرًا بهذه الأهمية، هو لا يقل أهمية عن المدود، فهو يتساوي معه في كونه شذّ عن لغة العرب وزيادة الزمن أيضًا، ونجد رسائل وأبواب للمدود، في حين لا نجد إلا كلامًا مُبهمًا للجعبري في القرن الثامن لمراتب الغنن وتطويل أزمنتها، نعم تبعه بعد ذلك علماء في كلامه، لكن هو أول من ذكر ذلك حسب ما توصّلت إليه؟
5) وهذا أهم سؤال: هل تلقّى أحد منكم القصر بهذه المراتب؟ أو على الأقل تطويل يسير لا يكاد يزيد عن المد الطبيعي، لا أقصد أن يُقال أنه بقدر المد الطبيعي ثُمّ يُمدّ بأكثر من ذلك، لكن أقصد ذلك حقيقةً، أن يكون زمن نطق النون المشددة في كلمة مثل: (النّاس) هو هو زمن نطق الألف بعدها (أو قريب على الأقل)، ويمكنك تجريب ذلك والمقارنة في الكلمة سابقة الذكر.
 
هناك بحث قيم جدا بعنوان الغنة وتأثيرها في التلاوة
للدكتور المقرئ الفاضل / محمد صالح ابوزيد حفظه الله
عرج عليه لعلك تجد فيه مرادك
 
هناك بحث قيم جدا بعنوان الغنة وتأثيرها في التلاوة
للدكتور المقرئ الفاضل / محمد صالح ابوزيد حفظه الله
عرج عليه لعلك تجد فيه مرادك
جزاكم الله خيرًا، سأنظر فيه إن شاء الله.
 
أخي عبد الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنتُ قد نظرت في هذا البحث الجميل الموجز في عبارته، فكان حقيقة ذا فائدة كبيرة في بعض الإشكالات، لكنّ المحصّلة النهائية لا زالت هي هي، لا ذِكر لأحد من القدامى لتطويل الغنن الذي هو موجود اليوم، نعم لا أُنكر ذكر بعض التفريقات في تشديد الواو والياء يسيرًا، وكان الكلام في درجة كما هي درجة الرأي، لا أمرًا تظهر أهميته الجلية كما اليوم.

كان نصّ ابن الجزري في نقله عن صاحب التجريد ناقلًا عن أبي إسحاق إبراهيم بن وثيق في أن الغنة على ثلاث مراتب تكون أقلها في عامّة الحروف إلا التي ستُذكر، وسطها كان النون والميم المشددتين ووصفها بالتراخي قليلًا، أعلاها في الواو والياء المدغمتين الناتجتين عن إدغام النون فيهما -أو على إخفائها فيهما على رأي آخر- ووصفها بتراخي التراخي، لكنّ تعليق ابن الجزري ومن سبقه وتبعه على مثل هذه النصوص لم يكُن إلا باستحسانها فقط، كما لو أنها ملاحظة لشيء يسير طبيعي، لا شيء خاص بالقرآن في مبالغة كما يُتداول اليوم.

فالذي يظهر لي من سكوت العلماء القدامى وتعليق المتأخرين قليلًا مع عدم الخوض في المسألة وتفريد باب لها -كما اليوم- وتفصيلها وتعزير تاركها، وكان أعلى ما وصلوا إليه هو تقديرها بأنها بمقدار حركتين كالمد الطبيعي، والمد الطبيعي لا يزيد عن الحرف الساكن إلا قليلًا قليلًا، فإن اعتبرنا المد الطبيعي حركتين، فسيكون الحرف الساكن حركةً ونصفًا تقريبًا، أي أنه بين الحركة والحركتين، فزيادته إلى ذلك الحدّ ما هو إلا من قُبيل التغنّي بالقرآن الكريم، فهذا الذي يظهر والله أعلم، أن الأمر لاحق للتغنّي بالقرآن الكريم بدون مبالغة، فالتغنّي يحتاج لغنن لحب الأذن لها، لكنّ ذلك لا يخرج عن ما قرّره العلماء القدامى، خصوصًا في أمر شذّ عن كلام العرب كما يُزعم اليوم، فأمر كهذا لا أراه أبدًا يقل درجةَ أهمية عن المدود التي أُلّف فيها قبل ظهور التجويد حتى، بل وحتى ورد فيها آثار وإن كان إسنادها ضعيف بعض الشيء، لكن هناك شيء ورد، أما الغنن وتقسيماتها اليوم فلا ذكر لها.

فآخر ما يرتاح له القلب هو التطويل بمقدار حركتين لا أكثر، الحركتان على حقيقتهما (أكثر من حركتين قليلًا بمقدار ربع ليس مقصودًا بالطبع، فالأمر تقريبيّ)، وذلك يبدو أنه ثابت أو بتفاوت بسيط بين المشدد والمشدد الناقص، ولا أدري ما حال المُخفى الحقيقة، هل يتبع الواو والياء من باب لا فرق؟ هذا ما أظنّه، لأن غير هذا لم يصل اليوم بالتلقّي، أما عدم المبالغة بتطويل الغنن فهذا موجود ولله الحمد.

أنتظر ردًّا منكم أخي عبد الله، وكل من نظر في هذا الكلام.

-

كلام ابن الجزري في التمهيد، المذكور في الكلام:

"ذكر صاحب التجريد، فيما حكاه عن أبي إسحاق إبراهيم بن وثيق، أن المشددات على ثلاث مراتب: الأولى: ما يشدد بخطرفة، وهو ما لا غنة فيه.

الثانية: ما يشدد بتراخ، قال: وهو ما يشدد فيه غنة مع الإدغام، وهو إدغام الحرف الأول بكمالهن وذلك لأجل الغنة.

الثالثة: ما يشدد بتراخي التراخي، وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء، انتهى.

قلت: وهذا قول حسن، وتظهر فائدته في نحو قوله: {إن ربي على صراط مستقيم * فإن تولوا} فأبلغ التشديد على الباء ثم الميم ثم الفاء."

-

يمكن للقارئ التأمل في عبارة "فأبلغ التشديد على الباء ثم الميم ثم الفاء".
 
عودة
أعلى