ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول جل في علاه:" وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"-البقرة:258-، ويقول سبحانه:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"-الأنعام:144-، وقد ذكر جل في علاه عدم هدايته للظالمين في غير هذين الموضعين من كتابه الحكيم.
والسؤال الذي يرد هنا:
كيف التوفيق بين هذه الآيات وبين الواقع وهو أن الله تعالى يهدي الظالمين فكم من ظالم هداه الله بل كم من كافر –ومعلوم أن الكفر قمة الظلم وأعظمه كما قال تعالى:" وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"- فكانه حصر الظلم فيهم وهو أتمه وأعظمه-؟
ومن وجوه التوفيق:
1- الظالمون الذين نفى الله تعالى عنهم الهداية هم من حقت عليهم كلمة العذاب وسبق في علم الله الأزلي أنهم لن يوفقوا لتوبة وأنهم سيستمرون على ظلمهم وطغيانهم أو كفرهم وضلالهم حتى الموت، كما قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)"-يونس-.
فهؤلاء لا بد أن يصيروا إلى ما قدر الله عليهم وقضاه، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، فلما ردوا الحق وآثروا الضلال والظلم كان الجزاء من جنس العمل كما قال سبحانه:{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }.
2- أن هذه الآيات عامة ومعلوم أن العام يمكن أن يخرح عن عمومه بعض أفراده، فمن منّ الله عليه من الظلمة بالهداية خرج من هذا العموم.
3- ومن وجوه الجمع ما ذكره الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى وهو أن من منّ الله تعالى عليه بالهداية والتوبة من الظلم لم يعد ظالما ولم يعد وصف الظلم منطبقا عليه، وبالتالي يزول الإشكال.-هذا معنى كلامه رحمه الله تعالى وليس لفظه-.
4- وظهر لي وجه آخر: وهو أن الألف واللام في قوله تعالى:" الظَّالِمِينَ" للاستغراق، فتكون بمعنى (كل) فيكون المعنى أن الله تعالى لا يهدي كل الظالمين، ومفهومه أنه قد يهدي بعض الظالمين.
هذا والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
كيف يقول الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" وقد هدى سبحانه الظالمين؟
يقول جل في علاه:" وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"-البقرة:258-، ويقول سبحانه:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"-الأنعام:144-، وقد ذكر جل في علاه عدم هدايته للظالمين في غير هذين الموضعين من كتابه الحكيم.
والسؤال الذي يرد هنا:
كيف التوفيق بين هذه الآيات وبين الواقع وهو أن الله تعالى يهدي الظالمين فكم من ظالم هداه الله بل كم من كافر –ومعلوم أن الكفر قمة الظلم وأعظمه كما قال تعالى:" وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"- فكانه حصر الظلم فيهم وهو أتمه وأعظمه-؟
ومن وجوه التوفيق:
1- الظالمون الذين نفى الله تعالى عنهم الهداية هم من حقت عليهم كلمة العذاب وسبق في علم الله الأزلي أنهم لن يوفقوا لتوبة وأنهم سيستمرون على ظلمهم وطغيانهم أو كفرهم وضلالهم حتى الموت، كما قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)"-يونس-.
فهؤلاء لا بد أن يصيروا إلى ما قدر الله عليهم وقضاه، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، فلما ردوا الحق وآثروا الضلال والظلم كان الجزاء من جنس العمل كما قال سبحانه:{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }.
2- أن هذه الآيات عامة ومعلوم أن العام يمكن أن يخرح عن عمومه بعض أفراده، فمن منّ الله عليه من الظلمة بالهداية خرج من هذا العموم.
3- ومن وجوه الجمع ما ذكره الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى وهو أن من منّ الله تعالى عليه بالهداية والتوبة من الظلم لم يعد ظالما ولم يعد وصف الظلم منطبقا عليه، وبالتالي يزول الإشكال.-هذا معنى كلامه رحمه الله تعالى وليس لفظه-.
4- وظهر لي وجه آخر: وهو أن الألف واللام في قوله تعالى:" الظَّالِمِينَ" للاستغراق، فتكون بمعنى (كل) فيكون المعنى أن الله تعالى لا يهدي كل الظالمين، ومفهومه أنه قد يهدي بعض الظالمين.
هذا والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.