برنامج وجوه القرآن للدكتور عبد الحي يوسف

إنضم
07/05/2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
تقدم قناة دليل الفضائية برنامج (وجوه القرآن) مع الدكتور عبد الحي يوسف جزاه الله خيراً وذلك يوم الجمعة الساعة الخامسة والنصف عصراً بتوقيت مكة.
وقد منّ الله عليّ بتابعة بعض الحلقات وتفريغها وأنقلها لكم للفائدة:
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]لفظ الحَرَج في القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot]ورد لفظ الحرج في القرآن الكريم بثلاثة معاني:[/FONT]
[FONT=&quot]بمعنى الإثم[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى ( لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ (91) التوبة) نفى الإثم عن الضعفاء والمرضى والمعسرين الذين لا يجدون ما ينفقون. وكذلك في قوله تعالى (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ (61) النور) في سورة النور و(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17) الفتح) فالحرج هنا بمعنى الإثم[/FONT]
[FONT=&quot]بمعنى الشكّ[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) النساء) لا يجدون في أنفسم شكّاً لأن قضاء الرسول صلى الله عليه وسلم عادل فهو منزّهٌ عن الظلم. وكذلك في قوله تعالى (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الأعراف) أي شكٌ منه وفي قوله (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء (125) الأنعام) هو في شك وريبة.[/FONT]
[FONT=&quot]بمعنى الضيق[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة) وفي ختام سورة الحج (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ (78)). شريعة الاسلام سمحة ميسرة لا تعسير فيها لذلك آية الوضوء يختمها الله تعالى بالحديث عن التيمم ثم ذكر الآية التي فيها نفي الحرج. [/FONT]
[FONT=&quot]نفي الحرج في القرآن الكريم وفي السُنّة النبوية[/FONT][FONT=&quot] قد يكون:[/FONT]
· [FONT=&quot]بإلغاء العبادة كحال الحائض والنفساء التي تسقط عنها الصلاة ولا تُطالَب بقضائها [/FONT]
· [FONT=&quot]أو إبدالها بعبادة أخرى مثل الوضوء والغسل يبدل في حالات بالتيمم[/FONT]
· [FONT=&quot]وقد يكون بالإنقاص إنقاص العبادة كما في صلاة المسافر تنقص الصلوات الرباعية إلى ركعتين[/FONT]
· [FONT=&quot]وقد يرفع الحرج بالتقديم والتأخير كحال جمع الصلاة في السفر جمع تقديم أو جمع تأخير أو في حال المشقّة[/FONT]
· [FONT=&quot]وقد يكون بالترخيص أن يصير الحرام حلالاً (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3) المائدة)[/FONT]
· [FONT=&quot]وقد يكون بتغيير صيغة العبادة مثل صلاة الخوف.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظ الخشوع في القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ التي تطلق على معاني عدة لفظة "الخشوع" تطلق على الخوف وعلى الذُلّ وعلى السكون.[/FONT]
[FONT=&quot]الخوف:[/FONT][FONT=&quot] من اطلاقها على الخوف قوله جل جلاله بعد أن ذكر أنبياءه في السورة التي سميت باسمهم (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الأنبياء) سكن قلوبهم الخوف من الله ولازمهم طوال حياتهم. فالأنبياء كانوا أخشع الناس لله بمعنى أنهم كانوا أخوف الناس من الله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن أكون أعلمكم بالله وأخشاكم له.[/FONT]
[FONT=&quot]الذل:[/FONT][FONT=&quot] ورد في القرآن كثيرًا ومنه قول ربنا (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) الغاشية) خاشعة أي ذليلة وكما في قوله (أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) النازعات) ذليلة وكما في قوله (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ (45) الشورى) ذليلين في ذلك اليوم العبوس القمطرير.[/FONT]
[FONT=&quot]السكون:[/FONT][FONT=&quot] إطلاق الخشوع مراداً به السكون سكون الجوارح كما في قوله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً (39) فصلت) ساكنة (فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) فصلت) ومنه قوله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) المؤمنون) ساكنة جوارحهم مقبلة قلوبهم على الله عز وجل .[/FONT]
[FONT=&quot]والسؤال ما هي الأسباب التي تحمل على الخشوع في الصلاة؟[/FONT]
· [FONT=&quot]أن تستحضر عظمة من يقف بين يديه[/FONT]
· [FONT=&quot]أن تتجه للعناية للتشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة كما أمرنا بذلك: "صلّوا كما رأيتموني أصلّي".[/FONT]
· [FONT=&quot]أن يصرف عن نفسه جميع الصوراف فلا يصلي بحضرة طعام ولا يدافع الأخبثان كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يصلي أحدكم وهو يدافع الأخبثين" إن كان جائعاً خير له أن يأكل قبل أن يصلي وكذلك إن كان حابسًا خير له أن يقضي حاجته قبل أن يُقبل على صلاته، وكذلك يصرف ما يشوشه كما جاء في صحيح "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي". وكل ما يلهي الإنسان عن صلاته فإنه يصرفه.[/FONT]
· [FONT=&quot]يتوضأ وضوءًا صحيحًا ويبكّر للمسجد ويشغل نفسه بين الأذان والإقامة بذكر وطاعة وقرآءة قرآن من أجل أن يدخل في الصلاة وكأنه قد كان قبلها في صلاة كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأتي للصلاة ونحن نتحلى بالسكينة والوقار.[/FONT]
 
[FONT=&quot]معاني لفظة الدِّين في القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]لها تسعة معاني في القرآن فهي تطلق على الاسلام وعلى الجزاء وعلى الحساب وعلى الحُكْم وعلى الحدود وتطلق كذلك على العدد وعلى العادة وعلى الطاعة وعلى الملّة.[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]فمن إطلاقها على الإسلام وهو الاطلاق الأول قول ربنا جل جلاله (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)) في سورة التوبة و (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28)) في سورة الفتح وفي سورة الصف (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9))[/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]والاطلاق الثاني تطلق على الجزاء قول الله عز وجل (مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الفاتحة) يوم الجزاء وقول الله عز وجل في سورة الصافات (وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)) وقوله جل جلاله في سورة الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)) أي الجزاء.[/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]والاطلاق الثالث تطلق على الحساب يقول الله عز وجل (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) النور) أي يحاسبهم الله عز وجل حساباً بالحق لا يحيف ولا يجور ولا يظلم[/FONT]
[FONT=&quot]4. [/FONT][FONT=&quot]ثم الاطلاق الرابع تطلق على الحدود يقول الله عز وجل (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ (2) النور) أي في الحدود، في حد الله الذي شرعه (إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)[/FONT]
[FONT=&quot]5. [/FONT][FONT=&quot]ثم الاطلاق الخامس تطلق كلمة الدين مراداً بها الحكم كما في قول الله عز وجل (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ (76) يوسف)[/FONT]
[FONT=&quot]6. [/FONT][FONT=&quot]ثم الاطلاق السادس تطلق هذه الكلمة مراداً بها العادة التي اعتادها الناس (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (16) الحجرات) هذه الآية جاءت جواباً للأعراب الذين ظنوا أنهم قادرون أن يدلسوا على الله عز وجل حين قالوا آمنا، قال الله عز وجل (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (14) الحجرات) هذه عادتهم (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ) إذا كنتم تدلّسون على الناس فلا يصح لكم أن تدلِّسوا على الله رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.[/FONT]
[FONT=&quot]7. [/FONT][FONT=&quot]ثم الاطلاق السابع تطلق على الطاعة يقول الله عز وجل (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) التوبة) أي لا يطيعون الله عز وجل كما أمر.[/FONT]
[FONT=&quot]8. [/FONT][FONT=&quot]ثم الاطلاق الثامن يطلق الدين على العدد قال سبحانه (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (36) التوبة) أي ذلك هو العدد الذي أقام الله عليه الكون وأراده لهذه الدنيا[/FONT]
[FONT=&quot]9. [/FONT][FONT=&quot]ثم الاطلاق التاسع والأخير تطلق كلمة الدين على الملّة وهذا في القرآن كثيركما في قول ربنا الرحمن الرحيم (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) الكافرون) فسمى الله عز وجل ملّة الكفر ديناً وإن كانت باطلة[/FONT]
[FONT=&quot]فهذه إطلاقات تسعة يطلق على الاسلام والجزاء والحساب والحدود ويطلق كذلك على الحكم وعلى العدد وعلى الطاعة والعادة ويطلق كذلك على الملَّة.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظ الحِجْر في القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot]تأتي كلمة الحجر على أربعة معاني هي:[/FONT]
[FONT=&quot]العقل:[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى في سورة الفجر (هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)) أي ذي عقل ولُبّ.[/FONT]
[FONT=&quot]قرية ثمود:[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) الحجر) وأصحاب الحجر هو قرية ثمود الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً كما قال تعالى عنهم في سورة الشعراء والأعراف (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) الشعراء) (وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) الأعراف) [/FONT]
[FONT=&quot]الحاجز بين الشيئين:[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53) الفرقان) أي جعل بين البحرين حاجزاً مانعاً يحول دون اختلاط الماء العذب بالمالح أو المالح بالعذب[/FONT]
[FONT=&quot]الحرام:[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى (وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (138) الأنعام) أي محرّمة وكما في قوله تبارك وتعالى (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا (22) الفرقان) أي حراماً محرّماً.[/FONT]
 
[FONT=&quot]معاني كلمة الشياطين في القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot]الشياطين جمع شيطان وهو مشتق من شطن إذا بعُد. تقول العرب بئر شطون إذا بعُد قعرها وسمي الشيطان لأنه باعد عن الحق. [/FONT]
[FONT=&quot]وقد ورد لفظ الشياطين في القرآن الكريم على أربعة معاني هي:[/FONT]
[FONT=&quot]الكاهن:[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) البقرة) شياطينهم أي كهّانهم. وهذه الآية وصف لحال المنافقين.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو جهل:[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) الفرقان) فالشيطان هنا مقصود به أبو جهل والإنسان مقصود به عقبة بن أبي معيط فقد أغرى ذلك الكفار الأثيم عقبة بن أبي معيط أن يسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم في غزوة بدر تبرّأ أبو جهل منه فلما كان يوم بدر وأُتي بعقبة أسيراً، وكان الذي أسره عبد الله بن سلمة بن مالك العجلاني، من بلي، وعداده في الأنصار، جمح به فرسه، فأخذه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأوسي من الأنصار بضرب عنقه، فجعل عقبة يقول: يا ويلتي، علام أُقتل يا معشر قريش؟ أُقتل من بين هؤلاء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعداوتك لله ورسوله. فقُتل جزاءً وفاقاً.[/FONT]
[FONT=&quot]الحيّة:[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله تعالى في وصف جهنم (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات) أي رؤوس الحيّات[/FONT]
[FONT=&quot]العاتي المتمرّد في جنسه:[/FONT][FONT=&quot] فكلُّ عاتٍ متمرد سواء من الجن أو الانس يسمى شيطاناً، قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (112) الأنعام). وقد جاء في الحديث الذي رواه أبو ذرّ الغفاري رضي الله عنه: يا أبا ذر , تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: نعم. الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/56، خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته][/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجيرنا من شياطين الإنس والجن برحمته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]معاني لفظة الإمام[/FONT]
[FONT=&quot]أطلقت في القرآن وأريد بها أربعة معانٍ:[/FONT]
[FONT=&quot]المعنى الأول: المقدّم المُقتدى به في الخير[/FONT][FONT=&quot] ومنه قول الله عز وجل خطاباً للخليل ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) بعدما ابتلاه الله عز وجل بتلك الكلمات فأتمهنّ (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) كافأه ربه وجازاه قال (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة)[/FONT]
[FONT=&quot]الإطلاق الثاني في القرآن الكريم: يُطلق الإمام مراداً به الكتاب[/FONT][FONT=&quot] كما في قول الله عز وجل (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ (71) الإسراء) أي بكتابهم وقال بعض المفسرين: بل بنبيهم لكن الدليل على أن المراد بالإمام الكتاب قول ربنا جل جلاله بعدها (فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72))[/FONT]
[FONT=&quot]الإطلاق الثالث لكلمة الإمام يُطلق مراداً به اللوح المحفوظ[/FONT][FONT=&quot] كما في قوله جل جلاله في سورة يس (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)) هذا الإمام المبين هو اللوح المحفوظ الذي قال الله عز وجل عنه (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد) أمُّ الكتاب اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه كل شيء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.[/FONT]
[FONT=&quot]والإطلاق الرابع للفظة الإمام تُطلق مراداً بها الطريق[/FONT][FONT=&quot]. يقول الله عز وجل بعدما ذكر خبر قوم لوط وما أنزل بهم من العذاب والنكال (وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ (79) الحجر) (وَإِنَّهُمَا) أي قوم لوط وأصحاب الأيكة (لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ) أي في طريق واضح يمكن أن يستدل عليه بأيسر سبيل ليعتبر المعتبرون ويتعظ المتعظون[/FONT]
[FONT=&quot]ننبه أن كلمة الإمام في القرآن قد تطلق إذا جُمعت مراداً بها أئمة الخير الداعون إلى الهدى كما في قول الله عز وجل (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) السجدة) وقد تطلق مراداً بها أئمة الشر والعياذ بالله كما في قول الله عز وجل (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ (41) القصص) مراداً بذلك فرعون ومن كان على شاكلته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظ الرجز[/FONT]
[FONT=&quot]تطلق لفظة الرجز على ثلاث معاني: تطلق على العذاب وتطلق على الصنم وتطلق على الكيد[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]أما الاطلاق الأول على العذاب[/FONT][FONT=&quot] فكما في قول ربنا جل جلاله على لسان فرعون ومن معه (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿١٣٤﴾ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ﴿١٣٥﴾ الأعراف) الرجز هاهنا العذاب الذي سلّطه الله عز وجل على بني إسرائيل في تلك الأحوال السبعة يقول سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٣٠﴾ الأعراف) إلى أن قال (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴿١٣٣﴾ الأعراف) هذه سبعة أنواع من الرجز أي العذاب سلّطها الله على فرعون وقومه جزاء كفرهم وإعراضهم عن تصديق موسى عليه السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]الاطلاق الثاني تطلق لفظة الرجز في القرآن على الصنم.[/FONT][FONT=&quot] يقول الله مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿١﴾ قُمْ فَأَنْذِرْ ﴿٢﴾ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿٣﴾ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿٤﴾ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴿٥﴾ المدثر) وفي قرآءة والرُجز؟ الرِجز هاهنا هو الصنم، الأصنام التي كانت تعبد من دون الله وكان المشركون يطوفون حولها ويتمسحون بها وينذرون لها كالات والعزى ومناه وهبل ونحو ذلك يأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يهجرها وأن يباعدها وما عرف عن نبينا صلى الله عليه وسلم قط أنه تمسح بصنم أو طاف حوله لكن هذه الآية كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ (1) الأحزاب) (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ (67) المائدة) أو كقوله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ (136) النساء) فقد كانت صلى الله عليه وسلم لله تقياً وكان لرسالة ربه مبلغاً والمؤمنون كذلك مؤمنون لكن المقصود الثبات على تلك الأحوال.[/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]الإطلاق الثالث للرجز يطلق على الكيد[/FONT][FONT=&quot]. قال الله عز وجل (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴿١١﴾ الأنفال) رجز الشيطان أي كيده ووسوسته لما كان المسلمون يتهيأون ليوم بدر نام بعضهم فاحتلم فوسوس إليهم الشيطان: تزعمون أنكم في سبيل الله وأنكم جند الله وهاهي الجنابة أصابتكم ولا ماء. فأنزل الله عز وجل من السماء ماء طهوراً ليحقق به تلك الأغراض من أن يتطهر المسلمون من جنابتهم ومن أجل أن يُذهب الله عنهم وسواس الشيطان ومن أجل أن يربط على قلوبهم ويعلموا يقيناً أن الله معهم ويروا ذلك رأي العين ويثبّت به الأقدام كان هذا المطر بمقدار بحيث صارت الأرض تحتهم ثابتة وأما المشركون فقد أنزل الله عليهم مطر غزيراً بحيث جعل الأرض تميد من تحت أقدامهم.[/FONT]
 
بارك الله فيك ونفع الله بك

بارك الله فيك ونفع الله بك

بارك الله فيك أخيتي سمر وجزاك عنا خير الجزاء ، لم أحضر من هذا البرنامج إلا حلقة (الحجر) وتمنيت أن أتابعه ولم استطع ، فوجدته هنا، جعله الله في ميزان حسناتك وأسمحي لي أن أنقله ليعض المنتديات ليستفيد الجميع بارك الله فيك وشكر الله لك ..
 
[FONT=&quot]وجوه القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]لفظ الزوج في القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ المشتركة التي تطلق على معانٍ عدة في القرآن الكريم لفظة الزوج فإنها تُطلق على ثلاثة معانٍ: تطلق على القرين وتطلق على الصنف وتُطلق على الزوجات.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن إطلاقها الأول بمعنى القرين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قول ربنا الرحمن الرحيم (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ (22) الصافات) أي قرناءهم (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) الصافات) وقول ربنا جلّ جلاله (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) التكوير) زوِّجت في ذلك اليوم العبوس القمطرير زوّجت بقرنائها، هذا هو الإطلاق الأول.[/FONT]
[FONT=&quot]الإطلاق الثاني تُطلق على الصنف[/FONT][FONT=&quot] وهذا في القرآن كثير كقول الله عز وجل مخاطباً نوحاً عليه السلام (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (40) هود) من كلٍّ صنفين. ومنه قول الله عز وجل (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) يس) ومنها قوله تعالى (وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) ق)[/FONT]
[FONT=&quot]ثم الاطلاق الثالث هو في القرآن كثير أيضاً إطلاق الأزواج على الزوجات[/FONT][FONT=&quot] ومثله قول الله سبحانه وتعالى في وصف نعيم أهل الجنة (لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً (57) النساء) وقول الله عز وجل (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ (4) الأحزاب) أي زوجاتكم ومنه قول الله عز وجل (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (35) البقرة) أي زوجتك ومنه قول الله عز وجل (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم).[/FONT]
[FONT=&quot]وهنا أنبه أن كلمة الزوج تطلق مراداً بها الرجل ومراداً بها المرأة. من إطلاقها في القرآن الكريم مراداً بها المرأة قول الله عز وجل (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (35) البقرة) وقول الله عز وجل (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ (37) الأحزاب) أي زوجنك (وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) الأجزاب). في كرم العرب يقال زوجة بالتاء لغة فصيحة لكنها قليلة ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنها صفية زوجتي. وكذلك قول جرير:[/FONT]
[FONT=&quot]وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي كساعٍ إلى أُسد االشرى يستبيلها[/FONT]
[FONT=&quot]ما قال زوجي.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن إطلاق القرآن لكمة الأزواج مراداً بها الأصناف قول الله عز وجل (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ (143) الأنعام) وقوله جل جلاله (وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ (6) الزمر) وقول الله عز وجل (وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) الواقعة) فهذا كله يراد به الأصناف[/FONT]
[FONT=&quot]وأما من ظن أن كلمة الزوج يراد بها خصوص الذكر فقط فقد أخطأ لأن بعض الناس قد يقرأ قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء) قد يظن أن آدم عليه السلام خُلِق من حواء وهذا قد قال به بعض الناس للأسف وإن كان أهل الديانات مجمعين يهوداً ونصارى ومسلمين على أن آدم قد خلق أولاً ومنه خلقت حواء عليهما صلوات الله وسلامه.[/FONT]
 
بمساعدة أخت كريمة فاضلة نستكمل باقي حلقات برامج وجوه القرآن

[FONT=&quot]لفظ الزخرف في القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم لفظة الزخرف تُطلق على ثلاثة معاني[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] تُطلق على الذَهَب وتُطلق على الحُسْن وتُطلق على التزيين.[/FONT]
[FONT=&quot]الذهب: [/FONT][FONT=&quot]أما إطلاقها على الذهب ففي قول ربنا جلّ جلاله (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ (93) الإسراء) أي من ذهب (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93) الإسراء) هؤلاء المشركون يقترحون على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له بيت من ذهب خالص من أجل أن يؤمنوا به. وكذلك في قول الله عز وجل في سورة الزخرف (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ (34) وَزُخْرُفًا (35) الزخرف) أي ذهباً (وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) الزخرف).[/FONT]
[FONT=&quot]الحُسْن: [/FONT][FONT=&quot]الإطلاق الثاني تطلق كلمة الزخرف على الحُسْن يقول الله عز وجل (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ (24) يونس) زخرفها أي زينتها بالحدائق الغنّاء والمناظر البهيجة والألوان الزاهية (وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس).[/FONT]
[FONT=&quot]التزيين:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الثالث تُطلق كلمة الزخرف على التزيين يقول الله عز وجل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الأنعام). (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) يزيّنون الباطل الذي هم عليه وهذا في الحديث كما هو في القديم فإن الناس قد يزيّنون المذاهب الأرضية الوضعية التي يضاهون بها دين الله عز وجل فيسمّونها تقدمية أو يسمونها حضارة أو يسمونها علمانية أو يسمونها ليبرالية أو غير ذلك من الأسماء التي قد تحوي بعض المعاني الصحيحة لكنهم يريدون من خلالها هدم دين الله عز وجل ونقض شريعته، هذا هو التزيين. ومثلما يكون في المعاصي ربما يزين الشيطان للناس شرب الخمر، شرب المُسكر بدعوى أنه شراب الراحة أو أنها مشروبات روحية ولربما زين لهم الزنا بدعوى أنه إرواء للعاطفة أو سمو بالروح أو أنه حب وعشق وهيام وغير ذلك من الألفاظ التي يطلقها الناس على ما هو حرام بيّنٌ في دين الله عز وجل.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظ الختم[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ التي تطلق على عدة معاني في القرآن لفظة الختم، وأصل الختم الطبْع بالخاتم للإستيثاق من الشيء وهو في القرآن الكريم يُطلق على أربعة معانٍ: يُطلق على الشيء الآخِر، ويُطلق كذلك على الحِفظ وعلى الطبْع، وعلى المنْع.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيء الآخر:[/FONT][FONT=&quot] فمن إطلاقه على الشيء الآخر قول ربنا جل جلاله (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (40) الأحزاب) خاتم النبيين أي آخرهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا خاتم النبيين فلا نبي بعدي" لا يبعث الله بعده نبياً ولا رسولاً. ومنه قول الله عز وجل (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) المطففين).[/FONT]
[FONT=&quot]الحفظ:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الثاني الختم بمعنى الحِفْظ يقول الله عز وجل (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) الشورى) يختم على قلبك أي يحفظه فلا يتطرق إليه شكٌّ ولا وسواسٌ ولا يختلط القرآن فيه بغيره.[/FONT]
[FONT=&quot]الطبع:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الثالث يُطلق الختم على الطَبْع يقول الله عز وجل (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) البقرة) ختم الله على قلوبهم أي طبع عليها. ومنه قول الله عز وجل (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) الجاثية) هاهنا الختم بمعنى الطبع.[/FONT]
[FONT=&quot]المنع:[/FONT][FONT=&quot] ثم يأتي الإطلاق الرابع وهو الختم بمعنى المنع يقول الله عز وجل (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) يس) هؤلاء الكفار والمنافقون يوم القيامة يظنون أنهم قادرون على الكذب كما كانوا يكذبون في الدنيا فيقول قائلهم: والله ربنا ما كنا مشركين. والمنافقون قال الله عنهم (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) المجادلة) هؤلاء الكفار والمنافقون والفُجّار وأهل الريبة الله عز وجل يختم على أفواههم أي يمنعها من الكلام ويُنطِق أعضاءهم بما كان منها كما قال سبحانه (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) النور).[/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله عز وجل أن يعلمنا علماً نافعاً وأن يرزقنا عملاً صالحاً وأن يوفقنا لما يحب ويرضى والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله سلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظ الجهاد[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ التي تُطلق على عدة معاني لفظة الجهاد، تُطلق مراداً بها ثلاثة معانٍ: الجهاد بمعنى الجهاد بالسلاح، وثانياً الجهاد بالقول وثالثاً الجهاد بالأعمال.[/FONT]
[FONT=&quot]الجهاد بالسلاح:[/FONT][FONT=&quot] فمن إطلاقها على الجهاد بالسلاح قول ربنا جل جلاله في سورة النساء (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (96) النساء) فهذا جهادٌ بالسِنان جهاد بالسلاح. وأصل الكلمة في لغة العرب مشتقة من الجُهد بمعنى بذل الطاقة والوسع وأما إذا كان بالفتح "جَهْداً" فهو يعني المشقة أي الجَهد بالفتح مشقة والجُهد بالضم طاقة ووسع.[/FONT]
[FONT=&quot]الجهاد بالقول:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الثاني في القرآن الكريم تُطلق كلمة الجهاد على الجهاد بالقول كما في قول الله عز وجل (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) الطور) أي جاهِدهم بالقرآن والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ (73) التوبة) الجهاد هاهنا جهادٌ للكفار يُحمل على الجهاد بالسلاح وأما جهاد المنافقين فإنه لا يكون إلا جهاداً بالقول وذلك بإقامة الحُجّة وقطع العذر والجواب عن الشبهات.[/FONT]
[FONT=&quot]الجهاد بالأعمال:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الثالث الجهاد بالأعمال وذلك في قول ربنا جل جلاله في سورة العنكبوت (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت) جاهدوا أي بأعمالهم. [/FONT]
[FONT=&quot]مما ينبغي أن يعلم أن لفظة الجهاد أعمّ من لفظة القتال فإن كلمة الجهاد تُطلق في إصطلاح الشرع مراداً بها جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الكفار وجهاد المنافقين.[/FONT]
[FONT=&quot]أما جهاد النفس فعلى مراتب أربعة، جهادها على: [/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]أن تتعلم العلم النافع الذي تعرف به كيف تعبد ربها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]جهاد النفس على أن تعمل بذلك العلم الذي تعلمته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]الدعوة إلى هذا الحق الذي تحمله وإرشاد الغير إليه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4. [/FONT][FONT=&quot]الصبر في هذا الطريق الطويل، هذا كله جهاد للنفس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وأما جهاد الشيطان فإنه على مرتبتين:[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]جهاده فيما يلقي من الشبهات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]وجهاده فيما يلقي من الشهوات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فإن الشيطان يغوي بني آدم تارة عن طريق الشبهات التي يفتن بها مرضى القلوب وتارة عن طريق الشهوات التي يحملهم بها على معصية الله عز وجل. [/FONT]
[FONT=&quot]وأما جهاد الكفار فإنه يكون بالسلاح والقتال وأما جهاد المنافقين فإنه يكون بالقول كما مضى معنا الكلام، فهذه إطلاقات ثلاثة لكلمة الجهاد في القرآن: جهاد بالسلاح وجهاد بالقول وجهاد بالأعمال. أسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن جاهد فيه حق الجهاد والحمد لله في البدء والختام وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد خير الأنام وعلى آله وصحبه أجمعين.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظ الباطل[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ المشتركة في القرآن لفظة الباطل. والباطل في أصل اللغة هو الذاهِب ويفرّق العلماء بين الباطل والفاسد فيقولون الباطل ما لا وجود له والفاسد ما له وجود في الأصل ولكن اِختل شرط من شروطه, هذه اللفظة في القرآن تطلق على أربعة معانٍ: تُطلق على الإحباط وعلى الشرك وعلى الظلم وعلى الكذب.[/FONT]
[FONT=&quot]الإحباط:[/FONT][FONT=&quot] فمن إطلاقها على الإحباط قول ربنا جل جلاله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى (264) البقرة) ينهى ربنا جل جلاله عن إحباط الصدقة بأن نمتنّ على المتصدَّق عليه تقول له أنا أعطيتك أنا وهبتك أنا آويتك أنا أطعمتك أو تؤذيه بأن تدعو عليه أو تسبه أو تشتمه. ويقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) محمد) أي لا تُحبطوا أعمالكم هذا هو الإطلاق الأول.[/FONT]
[FONT=&quot]الشرك:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الثاني يُطلق الباطل على الشِرْك كما في قول الله عز وجل (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) العنكبوت) وكما في قول الله عز وجل (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) العنكبوت) وكما في قول الله عز وجل (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) الإسراء) هذه الآية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوها في غزوة الفتح حين دخل إلى المسجد الحرام وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً فكان يشير إليها بقضيب في يده وهو يتلو هذه الآية (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا(81) الإسراء) فما أشار إلى صنم في وجهه إلا خرّ على قفاه ولا أشار إلى صنم في قفاه إلا خرّ على وجهه.[/FONT]
[FONT=&quot]الظلم:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الثالث تُطلق على الظُلم منه قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ (30) النساء) وقول الله عز وجل (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188) البقرة) ويشمل الباطل سائر أنواع الظلم في المعاملات من بيوع محرّمة أو غشٍّ أو رشوةٍ أو تدليسٍ وما إلى ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]الكذب:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الرابع لكلمة الباطل في القرآن تُطلق على الكذب قال الله عز وجل (إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) العنكبوت) وقال الله عز وجل (وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) غافر) المبطلون إسم فاعل من الإبطال وهو الكذب الذي يراد به الصدُّ عن سبيل الله عز وجل.[/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله سبحانه أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين. [/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظ البعث في القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=JIIXtguL1fY[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم لفظة البعث تُطلق على ستة معانٍ: على الإحياء والإيقاظ والإلهام والإرسال والتسليط والنصْب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]الإحياء:[/FONT][FONT=&quot] ومن إطلاقها على الإحياء قول الله عز وجل (فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ (259) البقرة) وقول الله عز وجل (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) البقرة) والبَعْثُ في أصل اللغة التحريك تحريكاً للنائم أو تحريكاً للميت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]الإيقاظ:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الثاني بمعنى الإيقاظ كما في قول الله عز وجل في قصة أصحاب الكهف (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ (19) الكهف) يعني بعد ما ضرب الله على آذانهم في الكهف ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعاً الله عز وجل بعثهم بمعنى أيقظهم من رقدتهم ونبّههم من غفلتهم. وكذلك من إطلاق البعث على الإيقاظ قول ربنا جل جلاله في سورة الأنعام (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60) الأنعام).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]الإلهام:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الثالث يُطلق البعث على الإلهام ومنه قول ربنا جل جلاله في قصة ابني آدم (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ (31) المائدة) بعدما قتل قابيل هابيل وصار يحمله ويمشي به والوحوش من ورائه لا يدري ما يصنع بأخيه بعدما أزهق روحه وأتلف نفسه، الله عز وجل ألهم غراباً أن يأتي بغراب آخر قد مات أو قُتِل فيحفر له في الأرض حفرة ثم يدفنه فيها قال ابن آدم لما رأى ذلك (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) المائدة).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4. [/FONT][FONT=&quot]الإرسال:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الرابع البعث بمعنى الإرسال كما في قول الله عز وجل (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) البقرة) البعث هاهنا بمعنى الإرسال وإذا قلنا بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى رسالته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]5. [/FONT][FONT=&quot]التسليط:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الخامس البعث بمعنى التسليط يقول الله عز وجل في خطابه لبني إسرائيل (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (5) الإسراء) بعثنا عليكم أي سلّطنا عليكم وهم بُخْتنَصَّر ومن كان معه من الجنود الكفرة الذين جاسوا خلال الديار وخرّبوا بيت المقدس وفعلوا ما فعلوا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6. [/FONT][FONT=&quot]النصب:[/FONT][FONT=&quot] ثم الاطلاق السادس البعث بمعنى النَصْب، التنصيب ومنه قول بني إسرائيل (ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ (246) البقرة) اِبعث أي نصِّب ولذلك قال لهم نبيهم (إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا (247) البقرة) أي نصَّبه عليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذه إطلاقات ستة للبعث في القرآن إحياء وإيقاظ وإرسال وإلهام وتسليط ونصب. [/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظة الأم في القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=BjtY9dnEILA[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ المشتركة في القرآن لفظة الأُمّ، وأصل هذه الكلمة في اللغة معناها: الأصل، أصل الشيء أمُّه، لكنها في القرآن تطلق مراداً بها خمس معانٍ:[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]الوالدة:[/FONT][FONT=&quot] المعنى الأول للأُمّ الوالدة ومنه قول الله عز وجل (فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ (11) النساء) أمه هاهنا الوالدة من لها عليك ولادةٌ مباشرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]المرضعة:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الثاني الأُمّ تُطلق على المُرْضِعة ومنه قول الله عز وجل (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ (23) النساء).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/FONT][FONT=&quot] الإطلاق الثالث تُطلق كلمة الأُم على من كانت موقَّرة معظَّمة في موضع الإجلال والتعظيم وهنّ زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) الأحزاب) أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين من جهة توقيرهنّ وتعظيمهنّ وحرمة نكاحهنّ من بعده صلوات ربي وسلامه عليه كما قال الله عز وجل (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) الأحزاب).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4. [/FONT][FONT=&quot]الأصل:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الرابع لكلمة الأُمّ تُطلق على الأصل كما في قول الله عز وجل (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) الزخرف) ومنه أيضاً يقال للفاتحة أُمّ القرآن وأُمّ الكتاب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]5. [/FONT][FONT=&quot]المرجع والمصير:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الخامس تُطلق كلمة الأُمّ على المرجِع والمصير يقول الله عز وجل (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) القارعة).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لفظة الأُم تُجمَع على أُمّهات وأمَّات وفرّق بعضهم فقال: إذا كانت للآدمية فإنها تجمع على أمهات وإذا كانت في غير الآدميين فإنها تُجمَع على أمَّات. إذا كانت الأُمّ بمعنى الوالدة فإنها قد جاءت في القرآن مفردة ومجموعة كما في قول الله عز وجل (وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) النجم). وذكرت لفظة الأُمّ مفردة كما مضى معنى الكلام في قول ربنا جل جلاله (فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ). هذه هي الإطلاقات الخمس للفظة الأم في القرآن الكريم: تطلق على الوالدة وتطلق على الأصل وتطلق على المرضعة وتطلق على الموقرة المعظمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دخل بها ثم تطلق على المرجع والمصير. أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بالقرآن العظيم وأن يرزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظة البغي في القرآن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=l2C4cdj2HFA[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم لفظة البغي وهي تطلق مراداً بها ثلاثة معانٍ:[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]الظلم: [/FONT][FONT=&quot]المعنى الأول للبغي الظلم وهذا هو أصل الإطلاق يقول الله عز وجل (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) الشورى) الذين إذا أصابهم البغي أي الظلم. وفي سورة النحل (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل) هذا هو الإطلاق الأول.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]الحسد:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الثاني تطلق كلمة البغي على الحسد كما في قول ربنا جل جلاله في سورة الشورى (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ (14) الشورى) أي حسداً وهذه هي الصفة التي لازمت اليهود كذلك حين كفروا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ذلك إلا حسداً من عند أنفسهم كما قال الله عز وجل (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) البقرة) وكما قال سبحانه (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ (55) النساء).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]عموم المعصية:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الثالث تطلق كلمة البغي على عموم المعصية ومنه قول الله عز وجل في سورة يونس (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم (23) يونس) فكل معصية لله عز وجل فهي بغي. (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (33) الأعراف) فمن سرق أو زنى أو فرّط في ما أوجب الله عليه من صلاة أو صيام أو صدقة فهذا كله معدودٌ في شريعة الإسلام بغيٌ لأنه معصية لله عز وجل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله عز وجل أن يعلمني وإياكم علماً نافعاً وأن يرزقنا عملاً صالحاً وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لفظة الأمة في القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=P2oXwFheuFE[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ المشتركة في القرآن لفظة الأمّة تطلق مراداً بها خمسة معانٍ.[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]الجماعة من الناس: [/FONT][FONT=&quot]تطلق كلمة الأمة مراداً بها الجماعة من الناس كما في قول الله عز وجل في سورة البقرة (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) البقرة) وكما في قول الله عز وجل (مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ (66) المائدة) وكما في قول الله عز وجل (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ(23) القصص) أي جماعة من الناس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]الإمام المُقتدى به في الخير:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الثاني تطلق كلمة الأمة على الإمام المقتدى به في الخير ومنه قول الله عز وجل في الثناء على الخليل إبراهيم عليه السلام (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ (121) النحل) إن إبراهيم كان أمة، كان إماماً مقتدى به في الخير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]المدة الزمنية:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الثالث تطلق الأمة على المدة الزمنية، على الحين، ومنه قول الله عز وجل (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ (8) هود) ومنه قوله سبحانه (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يوسف).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4. [/FONT][FONT=&quot]الملة:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الرابع تطلق الأمة على المِلّة من كانوا على دين واحد كما في قوله سبحانه (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ (213) البقرة) وكما قال في سورة يونس (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ (19) يونس) أي كانوا على دين واحد. وفي سورة الأنبياء (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء) وفي سورة المؤمنون (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) المؤمنون). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]5. [/FONT][FONT=&quot]الصنف:[/FONT][FONT=&quot] ثم الإطلاق الرابع تطلق هذه الكلمة مراداً بها الصنف، صِنْفٌ من خلق الله عز وجل كما في قوله سبحانه (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الأنعام) إلا أمم أمثالكم أي أصناف أمثالكم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذه خمسة اِطلاقات لهذه اللفظة، تطلق الأمة مراداً بها جماعة من الناس، مراداً بها الإمام الذي يقتضى به في الخير، مراداً بها من كانوا على ملة واحدة وعلى دين واحد، مراداً بها مدة أو برهة من الزمن، مراداً بها الصنف.[/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بالقرآن العظيم وبما فيه من الآيات والذكر الحكيم والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [/FONT]
 
[FONT=&quot]وجوه القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الحي يوسف[/FONT]
[FONT=&quot]22/6/2012م[/FONT]
[FONT=&quot]لفظ الفاحشة[/FONT]
[FONT=&quot]من الألفاظ التي تطلق على معاني مشتركة في القرآن لفظة الفاحشة. والفاحشة ما استقرّ فُحشها في العقل وجاء الشرع بتحريمها. تُطلق هذه اللفظة في القرآن مراداً بها أربعة معانٍ: تُطلق على الزنى وعلى اللواط وعلى المعصية عموماً وتُطلق كذلك على النشوز,[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]أما الإطلاق الأول وهو إطلاقها على الزنى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقول الله عز وجل (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً (32) الإسراء) وقول الله عز وجل (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15) النساء).[/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]وأما إطلاقها على اللواط[/FONT][FONT=&quot] فقول ربنا جل جلاله على لسان لوط عليه السلام (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ (80) الأعراف) (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (28) العنكبوت) وهذا في مواضع كثيرة في كتاب الله الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]وأما الإطلاق الثالث وهو إطلاقها الثالث على المعصية عموماً[/FONT][FONT=&quot] قول الله جل جلاله (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (33) الأعراف) وفي قوله سبحانه (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28) الأعراف) وكما في قوله سبحانه (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل).[/FONT]
[FONT=&quot]4. [/FONT][FONT=&quot]وأما إطلاقها على خصوص النشوز وهو الإطلاق الرابع[/FONT][FONT=&quot] ففي قول ربنا جل جلاله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ (19) النساء) قال علماؤنا لو أن المرأة حصل منها نشور وترفّع على الرجل فانتنعت من فراشه وأبت أن تخدمه فلا حرج عليه أن يضيّق عليها حتى تفتدي نفسها بأن تعيد إليه ما دفع إليها من مهر ونحوه. وكذلك في قول ربنا جل جلاله (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ (1) الطلاق) بمعنى أن الإنسان لو طلق امرأته طلاقاً رجعياً فما ينبغي له أن يخرجها من بيتها ولا ينبغي لها هي أن تخرج بل وجب عليها أن تبقى فترة العدة في بيت الزوجية لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً. واستثنى ربنا جل جلاله من ذلك حالة أن تأتي المرأة بفاحشة مبينة وقد فُسرت هذه الفاحشة بأنها الزنى وفُسِّرت بأنها النشوز بأن تستطيل المرأة بلسانها وأن تسيء إلى زوجها أو إلى أهله ففي هذه الحالة يجوز لها أن يُخرجها من البيت لأنه قد يحدث ما هو أعظم من الطلاق وأقبح فقد يعتدي عليها أو قد يسيء إليها أو قد يقتلها ونحو ذلك من الأمور التي لا يُحبّها الله ولا يرضاها.[/FONT]
[FONT=&quot]
3239alsh3er.jpg

[/FONT]
 
[FONT=&quot]وجوه القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الحي يوسف[/FONT]
[FONT=&quot]لفظة الإفك[/FONT]

[FONT=&quot]من الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم لفظة الإفك. الإفك في أصل الوضع اللغوي الكذب وسمي إفكاً لأنه يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً. وهذه اللفظة في القرآن أُطلقت مراداً بها خمسة معانٍ: السحر والصَرْف والقَذْف والقلْب والكذب.[/FONT]
[FONT=&quot]المعنى الأولى أُطلق الإفك على السِّحْر.[/FONT][FONT=&quot] يقول الله عز وجل في قصة موسى عليه السلام (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) الأعراف) أي ما يسحرون، هؤلاء السحرة الذين أرادوا أن يلبّسوا على الناس بسحرهم وألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزّة فرعون إنا لنحن الغالبون، موسى عليه السلام ألقى عصاه فإذا هي تلقف تلك الحيّات التي أرادوا أن يأفكوا الناس ويسحروهم من خلالها.[/FONT]
[FONT=&quot]الإطلاق الثاني: يُطلق الإفك في القرآن مراداً به الصرْف.[/FONT][FONT=&quot] يقول الله عز وجل (ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) الأنعام) ويقول سبحانه (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) الذاريات) أي يُصرف عنه من صُرِف، (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) فكيف تُصرفون عن الحق إلى الباطل وعن الهدى إلى الضلال وعن الصواب إلى الخطأ؟![/FONT]
[FONT=&quot]الإطلاق الثالث للفظة الإفك تُطلق على القَذْف[/FONT][FONT=&quot] ومنه قول الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ (11) النور) الإفك هاهنا قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الحصان الرزان كما قال حسّان رضي الله عنه في مدحها:[/FONT]
[FONT=&quot]حصانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ بريبةٍ وتصبح غرثى من لحوم الغوافلِ[/FONT]
[FONT=&quot]حليلة خير الناس دينا ومنصبا نبي الهدى والمكرمات الفواضلِ[/FONT]
[FONT=&quot]عقيلة حيٍّ من لؤيّ بن غالب فِرام المساعي مجدها غير زائلِ[/FONT]
[FONT=&quot]مهذّبة قد طيّب الله خيمها وقاها من كل سوءٍ وباطلِ[/FONT]
[FONT=&quot]هذه أمُّنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم الإطلاق الرابع للفظة الإفك في القرآن يُطلق على القلْب[/FONT][FONT=&quot]، قلب الحقائق وتزويرها وهذا المعنى في أصل الإطلاق اللغوي كما في قول الله عز وجل (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) النجم) وهاهنا قلب حسي. المؤتفكة قرى قوم لوط (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ (70) التوبة)[/FONT]
[FONT=&quot]ثم الإطلاق الخامس على الإفك وهو الكذب[/FONT][FONT=&quot] كما بيّن ربنا جلّ جلاله في آيات كثيرة في القرآن الكريم أن الكذّاب أفّاك (وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) الجاثية) وهذا الإفك هو أعظم الكذب وأشنعه وأبطله لأن فيه قلب للحقائق.[/FONT]
3372alsh3er.jpg

http://vb.tafsir.net/imgcache/3/3372alsh3er.jpg
 
عودة
أعلى