غالبا ما يكتب الأساتذة سيرتهم الذاتية بشكل وترتيب مختلف عن الآخرين، إما لاختلاف الضوابط المعتمدة لدة الكليات، أو لاختلاف الضوابط التي تطلبها الجمعيات والمؤتمرات التي يتم إرسال السير الذاتية إليها لقبول المشاركات.
وهذا الاختلاف في عرض السير الذاتية لا يسمح بمعالجتها آليا للقيام بمقارنة المعلومات أو عمل إحصائيات.
وقد اطلعت اليوم على شكل عرض السير الذاتية في صفحة رابطة المتخصصين في هذا المنتدى، فوجدته لا يسمح بالقيام بهذا العمل الضروري. وأقترح هنا هنا أن يفكر المشرفون على صفحة رابطة المتخصصين، القيام بهذا العمل لأهنم، في تقديري أكثر تأهيلا للقيام به.
ونظرا لتخصصي الوظيفي حاليا في إدارة وحدة (قياس المردودية) بالكلية التي أعمل بها، والتي من مهامها تجميع السير الذاتية ومعالجتها إلكترونيا للاتسخراج التقارير والإحصائيات اللازمية لقياس المستوى العلمي للأساتذة وترتيبه، ومن ثم مقارنة المستوى العلمي لمختلف الجامعات... نظرا لهذا، فبإمكاني المساعدة في اقتراح شكل أكثر نجاعة لعرض السير الذاتية، وصياغته الذي يخدم مجال تخصصكم.
تذكرت، بعد كتابة ما كتبت، موضوعا طرحه د. مساعد الطيار بعنوان (هل توحيد مناهج العلوم في كليات الجامعات والدراسات العليا مطلب صحيح وممكن؟ ) على هذا الرابط.
ووجدته ذا صلة بما أقترحه هنا.
وأنقل هنا فكرة عرضتها في ذلك الرابط:
(في تقديري، فإن الأولى هو التوجه إلى توحيد الأهداف والتوافق على قواعد عامة مساعدة على تحقيق هذه الأهداف، مع الاهتمام بوضع آليات وأطر لقياس مردودية الجامعات وومدى نجاحها في تحقيق الأهداف المرحلية.
في كليات الإدارة على المستوى الدولي، مثلا، تم تطوير جهاز إشراف أكاديمي دولي يشرف على نظام تقييم جودة المناهج وقياس مردوديتها عوضا عن مطالبة الجامعات باعتماد نفس المنهج. وهذا الجهاز يقوم كل سنتين بتجميع المعطيات الإحصائية من كليات الإدارة على المستوى الدولي، ويقوم بتحليلها ومقارنتها، ثم يقوم بترتيب الكليات ومنح أفضلها شهادة جودة تسمى اختصارا AACSB تشهد لمناهج الكلية الممنوحة بانسجامها مع المعايير العلمية المتوافق عليها دوليا.)
وأشير: إلى أن أول عمل قام به جهاز الإشراف المشار إليه هو صياغة نموذج موحد لعرض السير الذاتية لأساتذة كليا الإدارة، حتى يتمكن من القيام بالمقارنات والإحصائيات اللازمة لقياس الجودة ومقارنة الأداء العلمي للكليات المشاركة في جهاز الإشراف.
أحسن الله إليكم يا أستاذ محمد .
نحن قد حاولنا صياغة بنود السيرة الذاتية الالكترونية في رابطة المتخصصين وراعينا فيها بعض المعلومات التي لا بد من توافرها بقدر الاستطاعة ، مع عدم تخصصنا وخبرتنا في مثل هذه الأمور الإدارية التي أشرتم إليها ، فلو أعنتنا بخبرتكم في هذا الجانب للخروج بقاعدة بيانات مميزة ومثمرة لكان في هذا خير كثير تؤجرون عليه حفظكم الله .
استمرارا في توضيح الاقتراح، أود إضافة جملة من الأفكار:
1- من بين أهم الشواغل التي يجب أن يعنى به لتطوير وقياس الأداء الأكاديمي في كليات علوم الدين، هو ضمان محافظة طاقم التدريس على قدر من النشاط والفاعلية والإنتاج في مجال البحث العلمي. فمن يدرّس ويشرف على طلاب الدراسات العليا ينبغي أن يظهر هو أيضا، قدرا من الريادة الفكرية لتطوير المعرفة في مجال تدريسه أو بحثه، ولا معنى لأن يشرف أو يحكم على بحوث أكاديمية في حين لا يكون له نشاط مماثل.
والأداة الأساسية لقياس وإبراز المكانة العلمية للأستاذ تتمثل في سيرته الذاتية.
2- من الضروري أن تكون السيرة الذاتية في متناول الجميع، ومصاغة بشكل يمكّن من مقارنتها بسير ذاتية أخرى، وإلا فسيكون من الصعب على من يرغب في مقارنة السير الذاتية (لجنة، مستشارين، ...) أن يقارن بين سير ذاتية معروضة بطرق متباينة.
3- لا شك أن مثل هذا العمل، سيثير عند اقتراحه ودراسته ردود فعل متفاوتة، من رافض بحجة أنه غير ضروري، ومضيعة للوقت والجهد، أو رافض بحجة أن مثل هذه التفاصيل المطلوبة قد تمس بعض الجوانب الخصوصية للأستاذ، أو بحجة أن هذا العمل سيشكل عبءا إضافيا على الموظفين الذين ستوكل إليهم مهمة إدارة السير الذاتية (في جهاز الإشراف مثلا)، خصوصا عند عدم تجاوب الأساتذة في التزام الصيغة المطلوبة، إلى غير ذلك.
كما أقدّر أيضا أن هذا الاقتراح يستدعي عملا مضنيا لتغيير القناعات والعادات السلوكية (لدى الأساتذة ولدى الإشراف الإداري).. غير أن القناعة بحتمية مثل هذا التوجه وفائدته قد تؤدي إلى شحذ الهمم لدفع الأمور نحو تطبيقه.
لذلك، فمن الضروري القيام بمجهود لتوعية الأساتذة بجدوى التوافق على شكل موحد للسيرة الذاتية يضمن في نفس الوقت: المرونة، والوضوح، والدقة لضمان الاستفادة الكاملة منه في عملية التقييم.
1- الصيغة المقترحة للسيرة الذاتية تؤكد على أمر هام، وهو أن أي نشاط فكري مؤطّر للأستاذ له قيمة كبيرة، ويجب ذكره في السيرة الذاتية. ولذلك فأستغرب من بعض الأساتذة الذين يغفلون (بقصد أو بغير قصد) عن ذكر بعض أعمالهم في السيرة الذاتية.
2- في الكلية التي أعمل بها، يتم تطبيق هذا النموذج منذ سنوات. وقد اقتنع جميع الأساتذة بجدواه، بعد فترة شاقة من الفتور وعدم التجاوب، والتذمر، وعدم وجود المعلومة. ومما يفيد الإشارة إليه عن أثار هذا التوحيد ما يلي:
* بعض الأساتذة، ندموا ندما شديدا على فقدانهم كثيرا من المعلومات التي كان بإمكانهم وضعها في السيرة الذاتية، نظرا لطول المدة (بعضهم قام بالإشراف على عدد من رسائل الدكتوراه والماجستير منذ أكثر من 15 سنة، ولم يحتفظ بأسمائها وباسماء طلبته).
* بعض الأساتذة لديهم سيرة ذاتية في 45 صفحة. والبعض الآخر، لديهم سيرة ذاتية مكتوبة في صفحتين فقط.
* كثير من الاخطاء تم اكتشافها وإصلاحها في السير الذاتية، وبالتالي أصبحت النسخ الجديدة أكثر مصداقية في إبارز قيمة الأستاذ العلمية.
* نتيجة هذا التوجه: أن الكلية أصبحت تحتفي سنويا بالأستاذ صاحب أمثر إنتاج فكري في السنة. ويتم عمل حفل تكريمي له، وإعطاء هدية رمزية.
لذلك، فقد تنبه بعض الأساتذة الذين أصيبوا بالكسل في السنوات الأخيرة إلى أهمية الكتابة والنشر والإشراف والإشعاع الفكري، فعادوا إلى النشاط والحيوية.
وأظن أن هذا هو أحد أهم الأهداف التي سعى لها جهاز الإشراف: خلق نوع من التنافس على العطاء والإبداع الفكري، وتكريم كل من يقوم بذلك. فينعكس الأمر إيجابيا على كل الأطراف المعنية: الأساتذة، الإدارة، الطلبة. أي أن العلاقة تصبح علاقة رابح/رابح وليست رابح/خاسر.
أشكر أخي العزيز الأستاذ محمد بن جماعة على هذا الاقتراح وورقة العمل الرائعة ، وقد تأخرت في التعقيب حتى أقرؤها جيداً ، وقد قرأتها مرتين وتأملت ما فيها من مقترحات وأفكار تدل على عقلية إدارية منظمة ذات خبرة عالية ، وقد استفدت منها ، ولعلنا ننظر في كيفية الاستفادة منها عملياً في الموقع بإذن الله في إعادة صياغة قاعدة البيانات الخاصة برابطة المتخصصين لتؤدي ثمرتها التي نرجوها لها بإذن الله . سائلاً الله تعالى للأستاذ محمد ولجمعي الإخوة الذين ابدوا اقتراحاتهم واهتمامهم التوفيق والسداد دوماً .
في 15/11/1428هـ