

تقرير مفصل عن دورة علمية متخصصة بعنوان:
(حاجة الطلاب والباحثين إلى منهج البحث العلمي "في الدرس التفسيري" المؤلفات – القضايا – المناهج
بمبادرة وإشراف: أ. د. إبراهيم إمونن
(حاجة الطلاب والباحثين إلى منهج البحث العلمي "في الدرس التفسيري" المؤلفات – القضايا – المناهج
بمبادرة وإشراف: أ. د. إبراهيم إمونن
وشهدت الدّورةُ مشاركة ثلةٍ من السّادة الأساتذة بالكلية، يتقدمهم: عميد كلية أصول الدين فضيلة الدكتور محمد التّمسماني. ونائب العميد المكلف بالبحث العلمي: فضيلة الدكتور محمد الشنتوف. ونائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية: فضيلة الدكتور الأمين أقريور. ورئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة: فضيلة الدكتور عبد العزيز رحموني. ومنسق مسلك الفكر الإسلامي والفلسفة وتاريخ الأديان: الأستاذ زين العابدين الحسيني. والمشرف على الدورة: فضيلة الدكتور إبراهيم إمونن منسق "فريق البحث في مدارس التفسير ومناهج المفسرين في الغرب الإسلامي". هذا وقد تم تقسيم أشغال هذه الفعالية العلمية -كما هو مسطّر في البرنامج-إلى فترتين: الفترة الصباحية: وقد خصصت للشق النّظري الذي تلخّص في تقديم الكلمات الافتتاحية، وإلقاء مجموعة من المداخلات العلمية، واختتمت بعرض رقمي افتتاحي لمشروع شريط إعلامي على الشاشة الحائطية، الذي يُعد سابقة في تاريخ الكلية، بعنوان:"سيرة وخبرة"، من فكرة وإعداد وتقديم فضيلة الدكتور ابراهيم إمونن.
الفترة المسائية: وقد خصصت للشق العملي التأطيري، الذي تركّز بدوره على عمل الورشات التدريبية للطلبة الباحثين المشاركين، تحت إشراف أساتذة مؤطرين، متخصصين وممارسين، وتعزيزه بجلسات المناقشات والاستفسارات.
الجلسة الصباحية: وقد تم تقسيمها إلى شطرين: الشطر الأول منها: افتُتح بقراءة ما تيسر من كتاب الله تعالى، ثم تلته الكلمات الترحيبية بالسادة الأساتذة المشاركين، وكذا الطلبة المستهدفين، وجميع الحاضرين، مع التنويه بالأستاذ منسق الدورة ونجاعة اختياره لمحورها العلمي وطابعها التنظيمي. وأمّا الشطر الثاني: فقد خُصص للمداخلات العلمية البانية للقضايا النظرية لمحاور الدورة؛ حيث تولى تقديم وتنسيق فقرات هذه الجلسة بشطريها الأستاذ زين العابدين الحسيني الذي جاء في كلمته التقديمية:"...من سنوات ثلاث خلت وبالضبط في شهر دجنبر يوم الأربعاء سنة 2016، شهدت كلية أصول الدين تنظيم ندوة علمية في موضوع: "سؤال المنهجية في العلوم الإسلامية"، من تنظيم مركز الدكتوراه وشعبة الفلسفة والفكر الإسلامي، وكانت هذه الندوة الأولى من نوعها في هذا المجال المتخصص، في وقت كانت الكلية تعيش مرحلة انتقالية هامة وحاسمة في تاريخها بعد صدور ظهير 24 يونيو 2016م، القاضي بإعادة تنظيم وهيكلة جامعة القرويين؛ حيث انتقلت الكلية عملياً من مؤسسة للتعليم العالي ما بعد البكالوريا، مرتبطة عمليا بالتكوين والبحث المتعلق بالحقل الديني تعليماً وتأطيراً، إلى مؤسسة جامعية أكاديمية تُناط بها إلى جانب التكوين العام في العلوم الشرعية مهمَّة البحث العلمي الأكاديمي، وتم تمكينها تبعا لذلك بما يضمن لها ضمان الندية ضمن زميلاتها من مؤسسات التكوين الجامعي في بلادنا"، وقد جاء في كلمته أيضاً: "فالحاجة إلى المنهج أصبحت قضية محورية في ميدان الدراسة الجامعية إذ لا يمكن بتاتا الحديث عن البحث العلمي دون التزام بمنهجية علمية والتمكن من آلياتها.."، "..وفي سياق هذه المعطيات تأتي هذه المبادرة المتميزة المتمثلة في دورة علمية تكوينية متخصصة، وهي ليست بدعا من الحال ولا من المقال، بحيث ستشكل عروضها العلمية، وورشاتها التدريبية فرصة لتبادل الآراء والقناعات حول مسألة المنهجية وتعميق البحث في موضوعها، هذا الذي أضحى اليوم عاملا أساسياً وشرطاً موضوعياً لإنجاح المسار العلمي الأكاديمي في مؤسسة الجامعة".
بعدها كانت كلمة السيد عميد كلية أصول الدين الدكتور محمد التمسماني الذي أشاد بموضوع الدورة العلمية واعتبرها موضوع الساعة، مثنياً على منسقها فضيلة الدكتور إبراهيم إمونن؛ ومشيداً بأهمية المنهج ضمنها، معتبراً أن علماءنا لم يكونوا يفارقون المنهج منذ القديم، فما درّسوا ولا ألفوا إلا وفق منهج علمي منضبط؛ كما أشار إلى البعد الوظيفي لمثل هذه الدورات، بحيث يتحقق بها ترقية السلوك العلمي لدى الطلبة الباحثين داخل الكلية وخارجها، وتكسبهم المهارات والخبرات والتجارب، انطلاقاً ممَّا يقدّمه السَّادة الأساتذة من عصارة خبراتهم العلمية وتجاربهم الشخصية. ثم تلتها كلمة الدكتور محمد الشنتوف الذي تحدث باسم مركز دراسة الدكتوراه، و أكد بدوره على أهمية الدورة بعد أن شكر منسقها، حيث قال: "..هذه الدورة العلمية المتخصصة لها أهمية بالغة وكبيرة، وتكتسي صبغة خاصة لأنها ستعالج وتناقش موضوعاً هاماً جداً وهو: حاجة الطلاب والباحثين إلى معرفة مناهج البحث وخصوصا في الدرس التفسيري، وتهدف هذه الدورة العلمية المتخصصة إلى إعداد الطلاب والباحثين إعدادا علميا جيدا يؤهلهم ليصبحوا إن شاء الله أساتذة أكْفاء، وباحثين منهجيين في تفكيرهم وبحوثهم، متخلصين من الجمود الفكري، ومتوجهين نحو الابتكار والتجديد، والتحليل الممنهج والمنظم، وتوجيههم التوجيه الصحيح لإنجاز البحوث والدراسات العلمية الأكاديمية القيمة والنافعة؛ لأن الهدف الأساسي للتعليم العالي ليس هو تخريج المدرسين والموظفين فحسب، وإنما تخريج باحثين أكاديميين يمتلكون الوسائل العلمية للإسهام في إثراء العلوم الإنسانية بصفة عامة والعلوم الشرعية بصفة خاصة، بما يقدمونه من مشاركات جادّة في مجالات تخصصهم ويتحلون بالأخلاق السامية التي هي عدة الباحث في هذا الميدان؛ مثل: الصبر والمثابرة والأمانة والصدق والإخلاص في طلب العلم وحده". وبعد هذه الكلمة، أعقبتها كلمة منسق الدورة العلمية الدكتور إبراهيم إمونن حيث جاء في مستهل كلمته -بعد تخصيص الشكر لجميع المسهمين والمشاركين والحاضرين في الدورة-:" إن هذه الفعالية تأتي في سياق حراك علمي مذكور، واجتهاد منهجي مشكور في تطوير الدراسات القرآنية، خلال الخمسين سنة الماضية، حيث انطلق الباحثون يحرثون هذا الحقل العلمي ويبحثون عن الثغرات لسدّها، والهدايات لإبرازها، والصعوبات لتيسيرها، والقواعد لجمعها وترتيبها، والمناهج لتوضيحها وتقريبها، فأثمر كلّ ذلك ونشر الكثير من هذه البحوث والدراسات، ولا يزال الكثير منها غير منشور ويحتاج إلى من يلتفت إليه لنشره من دور النشر ومراكز الأبحاث والكراسي البحثية". ليحدد في ضوء هذا التقديم أهداف الدورة المتمثلة في العناصر التالية: تلبية الحاجيات الأساسية في المعارف العلمية والمنهجية. تنمية القدرات المهارية في دراسـة النصـوص التفسيرية. ضبط مناهج البحـث العلمي في تحليل النـص التفسيـري. مواجهة مشكـلات البحث في أنمـاط المؤلفـات التفسيرية. تطوير الممارسة البحثية في مجـال النصوص التفسيرية. التدريب على إعداد خطط البحث في الـدرس التفسيـري.
الشطر الثاني: وقد تم افتتاحه بمداخلةالدكتور الفقيه الأصولي محمد الفقير التمسماني عميد الكليةبعنوان:(المصطلح الشرعي الأهمية والآثار)، مبيّناً أهمية المصطلح الشرعي من جانب، وخطورة التعامل معه من جانب ثان؛ كما ركز في كلمته على خطورة الموضوع خصوصاً وأنه يتعلق بتفسير كلام الله تعالى، الذي هو دستور الأمة ومصدر شريعتها، وتفسيره ودراسته لابد له من معرفة المصطلح والعناية به. فقضية المصطلح قضية جوهرية في دراسة أيّ علم، منبّهاً إلى الفوضى الذي يشهدها استعمال المصطلح؛ ممثلا لذلك بجملة من المصطلحات الشرعية التي ساء استعمالها. كما أبرز من جهة أخرى ضرورة التنبه إلى مسألة جوهرية وهي قضية آثار المصطلح الشرعي وامتداده من علم لآخر، وهذا يشير إلى قضية غاية في الأهمية والخطورة ألا وهي مسألة التداخل بين المصطلحات الشرعية، وأنه لا يمكن لغير المتخصصين الفصل في الموضوع. وبعدها تناول الكلمة الدكتور عبد العزيز الرحموني؛ في موضوع: (دعائم البحث العلمي في الدراسات القرآنية)، وركز من خلالها على قضية المنهج في التعامل مع الدرس التفسيري، استحضارا لما تواجهه مناهج البحث في العلوم الإسلامية من تحديات وصعوبات، خصوصا بعد أن اتّسعت دوائر الحياة المعاصرة وتعقدت، كما أكد أن التفسير عِلم له مساحته المعلومة المتجسدة بالأساس في الهداية والإصلاح، وتوفيق العباد لما فيه الخير والصَّلاح؛ منبّها الباحثين إلى أنّ الباحث فيه لابد أنْ تحكمه ضوابط المنهج، وأصول البحث العلمي، وخاصة في التعامل مع كتاب الله العزيز، فالملاحظ أنّ غَرَض الباحثين غالبا ما يقتصر على محاولة الوصول إلى النص التفسيري دون الالتزام بالمنهج العلمي، لذلك لا يصحُّ تفسيرُ فاسِد العقيدة ومتَّبع الهوى وضعيف المقصد؛ لأنَّه تفسير سيضِلُّ به عباد الله ولن يهديهم إلى طريقه المستقيم.
أما بخصوص الدعائم المعتبرة في مجال البحث في الدراسات القرآنية فقد لخصها في: الدعائم:
أولا : التعبد لله.
ثانيا: الإلمام بمقاصد الشريعة.
ثالثا: عدم الخوض في الأحكام القطعية.
رابعا: مجال البحث وميدانه هو العالم المنظور أو المشاهدة.
خامسا: الإلمام بسيرة الرسول

سادسا: المعرفة بجهود المتقدمين.
ليختم مداخلته بالإلحاح على الالتزام بالشروط الواجب توفرها في المفسِّر تبعاً لما سطره الإمام الزركشي


ثم الكلمة الختامية للسيد منسق الدورة حيث شكر الجميع على على الحضور، وأكّد على متابعة هذه الأنشطة الهامة، وضرب موعداً لاحقاً للطلبة والمهتمين.
والله
من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

[1]الدورة العلمية الأولى نظمت بتاريخ: الاثنين 09 دجنبر 2013م بالكلية في موضوع: "حاجة الطلاب والباحثين إلى الثقافة المعجمية في تأصيل المعارف الشرعية".