ذكر بعض من كتب في علوم القرآن ، كالزرقاني في ( مناهل العرفان )، والقطان في ( مباحث في علوم القرآن ) نوعًا ثالثًا سماه : التفسير الإشاري [1] ؛ والحق أنه ليس قسمًا ثالثًا ، إنما هو تفسير بالرأي يجري عليه ما يجري على قسميه من القبول والرد ؛ وسمعت شيخنا د. محمد عبد المنعم القيعي –

ولذلك قال ابن القيم -

1 - أن لا يناقض معنى الآية .
2 - وأن يكون معنى صحيحًا في نفسه .
3 - وأن يكون في اللفظ إشعار به .
4 - وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم .
فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطًا حسنًا ( [2] ) .
وهذا التفسير هو المعروف بتفسير الصوفية ؛ وليتضح ما يتعلق بهذا المبحث أورد بعض جوانبه بإيجاز ؛ فأقول :
أصل كلمة ( تصوف ) :
قد وقع الاختلاف في أصل هذه الكلمة فقيل : إنها مشتقة من الصوف ، وذلك لأن الصوفية خالفوا الناس في لبس فاخر الثياب ، فلبسوا الصوف تقشفًا وزهدًا ؛ وقيل : إنه من الصفاء ، وذلك لصفاء قلب المريد ، وطهارة باطنه وظاهره عن مخالفه ربه ؛ وقيل : إنه مأخوذ من الصُفَّة ، التي يُنسب إليها فقراء الصحابة ، المعروفون بأهل الصُفَّة ؛ ويرى البعض أنه لقب غير مشتق ؛ قال القشيرى -

والتصوف ينقسم إلى قسمين أساسين :
تصوف نظري : وهو التصوف الذي يقوم على البحث والدراسة .
وتصوف عملي : وهو التصوف الذي يقوم على التقشف والزهد والتفاني في طاعة الله . وكل من القسمين كان له أثره في تفسير القرآن الكريم ، مما جعل التفسير الصوفي ينقسم أيضًا إلى قسمين : تفسير صوفي نظري ، وتفسير صوفي فيضي أو إشاري ( [3] ) ... وللحديث صلة .
[1] انظر ( مناهل العرفان ) : 2 / 10 ، و ( مباحث في علوم القرآن ) ص 367 .
[2] انظر أقسام القرآن ص 50 .
[3] انظر ( التفسير والمفسرون ) للذهبي : 2 / 251 - 307 .
تعليق