التفسير لغة : تفعيل من الفسر ، وهو البيان والكشف ؛ ويقال : هو مقلوب السفر ، تقول أسفر الصبح ، إذا أضاء ؛ وقيل : مأخوذ من التفسرة ، وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض .
واصطلاحًا : علم يعرف به فهم كتاب الله ، المنزل على نبيه محمد e ، وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحِكَمه [1] . وقال الأصبهاني في ( تفسيره ) : اعلم أن التفسير في عرف العلماء : كشف معاني القرآن [2] .
التفسير بالمنقول ( بالمأثور ) والتفسير بالمعقول ( بالرأي )
قسَّم العلماء التفسير إلى قسمين : الأول : التفسير بالمنقول ؛ ويسميه بعضهم : التفسير بالمأثور ؛ والمراد به : ما نقل عن النبي e والصحابة والتابعين في بيان المراد من كلام الله تعالى ؛ وقد اعترض بعض الْمُحْدَثين على تسميته بالمأثور ، بسبب أنهم يذكرون فيه ما يعرف بتفسير القرآن بالقرآن ؛ والقرآن كلام الله تعالى ، لا يقال عنه مأثورًا ؛ والحق أن هذا المعنى لا يدخل في قولهم التفسير بالمأثور ؛ وإن نقلوا فيه تفسير القرآن بالقرآن فإنما ينقلون - أيضًا - عمن قال إن تفسير آية كذا آية كذا ؛ فيصح من هنا القول بأنه تفسير بالمأثور ؛ ولا إشكال في تسمية هذا النوع بالمنقول .
الثاني التفسير بالمعقول ؛ ويسميه البعض : التفسير بالرأي ؛ والمراد به الاجتهاد في فهم المراد من الآية التي لم ينقل فيها تفسير ؛ أو في فهم المنقول من ذلك .
فالقسم الأول ( بالمنقول ) ، وهو أنواع أربعة : ما جاء في القرآن ، أو السنة ، أو كلام الصحابة ، أو التابعين ، بيانًا لمراد الله تعالى من كلامه .
مثاله قوله I : ] قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ [ الأعراف : 23 ] ، فإنها بيان للفظ ( كَلِمَاتٍ ) من قوله تعالى :] فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ[[ البقرة : 37 ] ؛ وقوله تعالى :]وَمَاأَدْرَاكَمَاالطَّارِقُ.النَّجْمُالثَّاقِبُ[[ الطارق : 2 ، 3 ] ، فإن قوله : ( النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) بيان لكلمة ( الطَّارِقُ ) ؛ وغير ذلك كثير يُعلم بالتدبر لكتاب الله تعالى .
ومثال ما جاء في السنة بيانًا للقرآن أنه e فسر الظلم بالشرك ، في قوله Y : ] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [[ الأنعام : 82 ] ، وأيد تفسيره هذا بقوله تعالى :] إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [[ لقمان : 13 ] .
وفسرeالحساب اليسير بالعرض ، في قوله تعالى : ]فَسَوْفَيُحَاسَبُحِسَابًايَسِيرًا[ [ الانشقاق : 8 ] ؛ ففي الصحيحين وغيرهما عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ e كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ e قَالَ : " مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ " ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :] فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [، فَقَالَ : " إِنَّمَاذَلِكِالْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ " ( [3] ) .
وكذلك فسر الرسولeالقوة بالرمي ، في قوله سبحانه :] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [[ الأنفال : 60 ] ؛ وفي صحيح كتب السنة من ذلك شيء ليس بالقليل .
وهذان النوعان من التفسير بالمنقول لا شك في قبولهما .
والنوع الثالث وهو بيان القرآن بما صح وروده عن الصحابة y ؛ و جمهور المفسرين يقبلونه .
والنوع الرابع : ما ينقل عن التابعين ، وفيه خلاف العلماء ، فمنهم من اعتبره من المأثور ، لأنهم تلقوه عن الصحابة غالبًا ، ومنهم من قال : إنه من التفسير بالرأي ، إن كان من اجتهادهم .
وفي ( جامع البيان في تأويل القرآن ) لابن جرير الطبري ، و ( تفسير القرآن العظيم ) لابن أبي حاتم ، و ( الدر المنثور ) للسيوطي ، كثير من النقول عن الصحابة والتابعين في بيان القرآن الكريم .
[1] انظر ( البرهان في علوم القرآن ) : 1 / 13 ؛ و ( الإتقان في علوم القرآن ) : 2 / 460 .
[2] نقلا عن ( الإتقان في علوم القرآن ) : 2 / 461 .
[3] أحمد في مواطن منها : 6 / 47 ، 127 ، 206 ، والبخاري في مواطن منها ( 103 ، 4939 ، 6537 ) ، ومسلم ( 2876 ) ، وأبو داود ( 3093 ) ، والترمذي ( 2426 ، 3337 ) ، والنسائي في الكبرى ( 11618 ، 11659 ) ؛ وغيرهم .
واصطلاحًا : علم يعرف به فهم كتاب الله ، المنزل على نبيه محمد e ، وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحِكَمه [1] . وقال الأصبهاني في ( تفسيره ) : اعلم أن التفسير في عرف العلماء : كشف معاني القرآن [2] .
التفسير بالمنقول ( بالمأثور ) والتفسير بالمعقول ( بالرأي )
قسَّم العلماء التفسير إلى قسمين : الأول : التفسير بالمنقول ؛ ويسميه بعضهم : التفسير بالمأثور ؛ والمراد به : ما نقل عن النبي e والصحابة والتابعين في بيان المراد من كلام الله تعالى ؛ وقد اعترض بعض الْمُحْدَثين على تسميته بالمأثور ، بسبب أنهم يذكرون فيه ما يعرف بتفسير القرآن بالقرآن ؛ والقرآن كلام الله تعالى ، لا يقال عنه مأثورًا ؛ والحق أن هذا المعنى لا يدخل في قولهم التفسير بالمأثور ؛ وإن نقلوا فيه تفسير القرآن بالقرآن فإنما ينقلون - أيضًا - عمن قال إن تفسير آية كذا آية كذا ؛ فيصح من هنا القول بأنه تفسير بالمأثور ؛ ولا إشكال في تسمية هذا النوع بالمنقول .
الثاني التفسير بالمعقول ؛ ويسميه البعض : التفسير بالرأي ؛ والمراد به الاجتهاد في فهم المراد من الآية التي لم ينقل فيها تفسير ؛ أو في فهم المنقول من ذلك .
فالقسم الأول ( بالمنقول ) ، وهو أنواع أربعة : ما جاء في القرآن ، أو السنة ، أو كلام الصحابة ، أو التابعين ، بيانًا لمراد الله تعالى من كلامه .
مثاله قوله I : ] قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ [ الأعراف : 23 ] ، فإنها بيان للفظ ( كَلِمَاتٍ ) من قوله تعالى :] فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ[[ البقرة : 37 ] ؛ وقوله تعالى :]وَمَاأَدْرَاكَمَاالطَّارِقُ.النَّجْمُالثَّاقِبُ[[ الطارق : 2 ، 3 ] ، فإن قوله : ( النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) بيان لكلمة ( الطَّارِقُ ) ؛ وغير ذلك كثير يُعلم بالتدبر لكتاب الله تعالى .
ومثال ما جاء في السنة بيانًا للقرآن أنه e فسر الظلم بالشرك ، في قوله Y : ] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [[ الأنعام : 82 ] ، وأيد تفسيره هذا بقوله تعالى :] إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [[ لقمان : 13 ] .
وفسرeالحساب اليسير بالعرض ، في قوله تعالى : ]فَسَوْفَيُحَاسَبُحِسَابًايَسِيرًا[ [ الانشقاق : 8 ] ؛ ففي الصحيحين وغيرهما عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ e كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ e قَالَ : " مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ " ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :] فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [، فَقَالَ : " إِنَّمَاذَلِكِالْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ " ( [3] ) .
وكذلك فسر الرسولeالقوة بالرمي ، في قوله سبحانه :] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [[ الأنفال : 60 ] ؛ وفي صحيح كتب السنة من ذلك شيء ليس بالقليل .
وهذان النوعان من التفسير بالمنقول لا شك في قبولهما .
والنوع الثالث وهو بيان القرآن بما صح وروده عن الصحابة y ؛ و جمهور المفسرين يقبلونه .
والنوع الرابع : ما ينقل عن التابعين ، وفيه خلاف العلماء ، فمنهم من اعتبره من المأثور ، لأنهم تلقوه عن الصحابة غالبًا ، ومنهم من قال : إنه من التفسير بالرأي ، إن كان من اجتهادهم .
وفي ( جامع البيان في تأويل القرآن ) لابن جرير الطبري ، و ( تفسير القرآن العظيم ) لابن أبي حاتم ، و ( الدر المنثور ) للسيوطي ، كثير من النقول عن الصحابة والتابعين في بيان القرآن الكريم .
[1] انظر ( البرهان في علوم القرآن ) : 1 / 13 ؛ و ( الإتقان في علوم القرآن ) : 2 / 460 .
[2] نقلا عن ( الإتقان في علوم القرآن ) : 2 / 461 .
[3] أحمد في مواطن منها : 6 / 47 ، 127 ، 206 ، والبخاري في مواطن منها ( 103 ، 4939 ، 6537 ) ، ومسلم ( 2876 ) ، وأبو داود ( 3093 ) ، والترمذي ( 2426 ، 3337 ) ، والنسائي في الكبرى ( 11618 ، 11659 ) ؛ وغيرهم .
تعليق