سأل أحد الدعاة: هل يعتبر التحميد والاستغفار من التسبيح؟
وأجيب سائلا الله الله السداد:
إن كل مصطلح مما ذكرتَ يختلف عن الآخر في المعنى والقصد:
وقد جمع الله بين التسبيح بالحمد والاستغفار في كتابه العزيز، وأمر نبيه بهما قال الله تعالى: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) [النصر:3].
فإن سألتَ عن التفاضل فيما بينها، فإن الحمد والتسبيح قد ثَبَتَ أنهما مِن أَحَبِّ الكلام إلى الله، روى مسلم في صحيحه: عن رسول الله r : "أَحَبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَ بَدَأْتَ".
وفى صحيح مسلم أيضا عن أبي ذر قال: قال رسول الله
: "ألا أُخْبِرُكَ بأَحَبِّ الكلام إلى الله؟" قلتُ يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: "إنَّ أَحَبَّ الكلام إلى الله؛ سبحان الله وبحمده".
والتسبيح والتحميد من الباقيات الصالحات، قال الله تعالى:
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
[الكهف: 46] وفي مريم:
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا
[مريم: 76]، وجمهور العلماء يقولون بأن الباقيات الصالحات هي: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
فإن قلتَ هل تُغْني الباقيات الصالحات عن الاستغفار؟
قلتُ: لا ؛ كيف تُغْنِي وقد كان رسول الله r يكثر من الاستغفار إكثارا، لقد كان r يستغفر الله في المجلس الواحد مائة مرة، عن ابنِ عمرَ، قالَ: "إن كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ"
إن مَثَلَ الاستغفار كَمَثَلِ الصابون يغسل الثوب ويطهره من الدَّنَس، ومَثَلَ التسبيح والتحميد غيرهما من الأذكار كَمَثَلِ الطِّيب يُطَيَّبُ به الثوْبُ والْبَدَن، فالاستغفار يُزكِّي المسلم ويُطَهِّرُه مِن ذنوبه، وبالتسبيح والأذكار تُرْفَع الدرجات، وتسمو بالأرواح، تتشبع القلوب باليقين.
وأخيرا:
إن النفس الإنسانية من طبعها الْمَلَل والفُتُور، فإنْ طُفْتَ بها بين شَتَّى الأذكار تَـجَدَّدَ نَشاطُها، وذهب فُتُورُها، أمَّا إنْ أَلْزَمْتَها ذِكْراً مَا بِعَيْنِه طَوِيلا مَلَّت وفَتَرَت وغَفَلَت، فإنْ بَدَّلْتَ وغَيَّرْتَ وطُفْتَ بها بين أنواع الأذكار استغفارا وتسبيحا وتحميدا وتهليلا وتكبيرا وحَوْقَلَة وصلاة على الرسول
وغير ذلك من الأذكار الْمُلازِمَة للأعمال اليومية والمناسبات ذهب عنها الْمَلَل، وتَشَوَّقَت للاسْتِزادة، ورَاقَ لها الطَّوافُ بين أفلاك تلك الأذكار، وطابَت لها وبها.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
وأجيب سائلا الله الله السداد:
إن كل مصطلح مما ذكرتَ يختلف عن الآخر في المعنى والقصد:
- فالحمد ثناء وامتنان
- والاستغفار إقرار بالذنب، وتوبة منه، وطلب مغفرته وستره والنجاة من عقابه
- والتسبيح تنزيه الله عن الشريك وعن كل نقص
وقد جمع الله بين التسبيح بالحمد والاستغفار في كتابه العزيز، وأمر نبيه بهما قال الله تعالى: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) [النصر:3].
فإن سألتَ عن التفاضل فيما بينها، فإن الحمد والتسبيح قد ثَبَتَ أنهما مِن أَحَبِّ الكلام إلى الله، روى مسلم في صحيحه: عن رسول الله r : "أَحَبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَ بَدَأْتَ".
وفى صحيح مسلم أيضا عن أبي ذر قال: قال رسول الله

والتسبيح والتحميد من الباقيات الصالحات، قال الله تعالى:




فإن قلتَ هل تُغْني الباقيات الصالحات عن الاستغفار؟
قلتُ: لا ؛ كيف تُغْنِي وقد كان رسول الله r يكثر من الاستغفار إكثارا، لقد كان r يستغفر الله في المجلس الواحد مائة مرة، عن ابنِ عمرَ، قالَ: "إن كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ"
إن مَثَلَ الاستغفار كَمَثَلِ الصابون يغسل الثوب ويطهره من الدَّنَس، ومَثَلَ التسبيح والتحميد غيرهما من الأذكار كَمَثَلِ الطِّيب يُطَيَّبُ به الثوْبُ والْبَدَن، فالاستغفار يُزكِّي المسلم ويُطَهِّرُه مِن ذنوبه، وبالتسبيح والأذكار تُرْفَع الدرجات، وتسمو بالأرواح، تتشبع القلوب باليقين.
وأخيرا:
إن النفس الإنسانية من طبعها الْمَلَل والفُتُور، فإنْ طُفْتَ بها بين شَتَّى الأذكار تَـجَدَّدَ نَشاطُها، وذهب فُتُورُها، أمَّا إنْ أَلْزَمْتَها ذِكْراً مَا بِعَيْنِه طَوِيلا مَلَّت وفَتَرَت وغَفَلَت، فإنْ بَدَّلْتَ وغَيَّرْتَ وطُفْتَ بها بين أنواع الأذكار استغفارا وتسبيحا وتحميدا وتهليلا وتكبيرا وحَوْقَلَة وصلاة على الرسول

والله أعلم
د. محمد الجبالي
تعليق