أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
1-
السورة ذات ضربة سريعة وشديدة:
-أما السرعة فلأنها أقصر سورة في القرآن ( باعتبار البنية التر كيبية..) فسورة الكوثر وإن جاءت أقل منها في عدد الآيات والكلمات، إلا أنها زادت عليها في عدد التراكيب فقد انتظمت في جمل أربع فيما سورة العصرلا تشتمل إلا على جملة واحدة مسورة بقسم ومذيلة باستثناء..
-أما الشدة فملحوظة في مضمونها عبر لحظاتها الثلاث:
1-لحظة تيئيس:"إن الإنسان لفي خسر"
2-فسحة تنفيس::إلا الذين...
3-بيد أن هذه الفسحة سرعان ما تضيق عن تراكم في القيود والشروط:
أ-آمنوا
ب-عملوا الصالحات
ج-تواصوا بالحق
د-تواصوا بالصبر.
وقد جاء جرس السورة دالا على هذه الشدة خاصة في مواقع الفاصلة..فالمقاطع مقفلة، خالية من أي مد،( العصر-خسر-الصبر..)والوقوف عند رؤوس الآي يوجب اجتماع ساكنين وهو شاق على الناطق العربي...فاتسقت السورة شكلا ومضمونا كأن غياب فسحة المد وانغلاق المقاطع إيماء إلى ما قررته السورة عن الوضع الوجودي للإنسان..
وهنا كلمة تنبيه عن مفهوم الفصاحة اقتضاها السياق:
فهي في تصورنا أعم من سهولة النطق وتناسب الأصوات..والسيادة في القرآن العظيم للمعنى لا للفظ ..فقد يعدل التعبير عن اللفظ الأسهل في النطق إلى اللفظ الأشق لنكتة دلالية كما في قوله تعالى:
وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ
[النساء : 72]
ثقل العبارة على اللسان واضح..لكنه غير قادح..
فالعبارة ترمي إلى تصوير المعنى باللفظ، فثقل جريان العبارة على اللسان وعدم انسيابها محاكاة لتثاقل بعض المخاطبين في السلوك.
فتكون الدلالة في قمة البيان لأنها مزدوجة:
أولا، هي دلالة بالمواضعة (دلالة اعتباطية)
ثانيا، هي دلالة بالجرس(دلالة ايقونية)
وقد عقد ابنُ جنِّي في الخصائص بابا لمناسبة الألفاظ للمعاني وقال:
هذا مَوْضع شريف نبَّه عليه الخليل وسيبويه وتلقته الجماعة بالقبول.


1-
السورة ذات ضربة سريعة وشديدة:
-أما السرعة فلأنها أقصر سورة في القرآن ( باعتبار البنية التر كيبية..) فسورة الكوثر وإن جاءت أقل منها في عدد الآيات والكلمات، إلا أنها زادت عليها في عدد التراكيب فقد انتظمت في جمل أربع فيما سورة العصرلا تشتمل إلا على جملة واحدة مسورة بقسم ومذيلة باستثناء..
-أما الشدة فملحوظة في مضمونها عبر لحظاتها الثلاث:
1-لحظة تيئيس:"إن الإنسان لفي خسر"
2-فسحة تنفيس::إلا الذين...
3-بيد أن هذه الفسحة سرعان ما تضيق عن تراكم في القيود والشروط:
أ-آمنوا
ب-عملوا الصالحات
ج-تواصوا بالحق
د-تواصوا بالصبر.
وقد جاء جرس السورة دالا على هذه الشدة خاصة في مواقع الفاصلة..فالمقاطع مقفلة، خالية من أي مد،( العصر-خسر-الصبر..)والوقوف عند رؤوس الآي يوجب اجتماع ساكنين وهو شاق على الناطق العربي...فاتسقت السورة شكلا ومضمونا كأن غياب فسحة المد وانغلاق المقاطع إيماء إلى ما قررته السورة عن الوضع الوجودي للإنسان..
وهنا كلمة تنبيه عن مفهوم الفصاحة اقتضاها السياق:
فهي في تصورنا أعم من سهولة النطق وتناسب الأصوات..والسيادة في القرآن العظيم للمعنى لا للفظ ..فقد يعدل التعبير عن اللفظ الأسهل في النطق إلى اللفظ الأشق لنكتة دلالية كما في قوله تعالى:


ثقل العبارة على اللسان واضح..لكنه غير قادح..
فالعبارة ترمي إلى تصوير المعنى باللفظ، فثقل جريان العبارة على اللسان وعدم انسيابها محاكاة لتثاقل بعض المخاطبين في السلوك.
فتكون الدلالة في قمة البيان لأنها مزدوجة:
أولا، هي دلالة بالمواضعة (دلالة اعتباطية)
ثانيا، هي دلالة بالجرس(دلالة ايقونية)
وقد عقد ابنُ جنِّي في الخصائص بابا لمناسبة الألفاظ للمعاني وقال:
هذا مَوْضع شريف نبَّه عليه الخليل وسيبويه وتلقته الجماعة بالقبول.
تعليق