سلة محاضرات في الوقف على [كلا] في القرآن الكريم
اهتم العلماء والنحويون بالكلام على كلا(ا) والوقف عليها، بل وأفردوا لها كتبًا خاصة كان من أبدعها وأكثرها قبولاً وتداولاً لدى أهل العلم رسالة "كلا وبلى ونعم " للإمام مكي
، وكان ممن تأثروا بهذه الرسالة العلامة الزركشي في البرهان وابن هشام النحوي .
قال الإمام ابن الجزري: ثم إن علماءنا اختلفوا في الوقف عليها، فكان بعضهم يجيز الوقف عليها مطلقًا وبه قرأت على شيخنا أمين الدين عبد الوهاب، الشهير بابن السلار، ومنهم من منع الوقف عليها مطلقًا، وهو اختيار شيخنا سيف الدين ابن الجندي، ومنهم من فصَّل، فوقف على بعضها لمعنى، ومنع الوقف على بعضها لمعنى آخر، وهو اختيار عامة أهل الأداء، كمكي وعثمان بن سعيد، وغيرهما، وبه قرأت على شيوخي . اهـ التمهيد/ 179 .
قال الإمام مكي
: وذهبت طائفة إلى تفصيلها، فيوقف عليها إذا كان ما قبلها يُردُّ ويُنكَر، ويُبتدأ بها إذا كان ما قبلها لا يرد ولا ينُكر، وتوصل بما قبلها وما بعدها إذا لم يكن قبلها كلام تام، نحو: ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ التكاثر: 4.
وهذا الوقف أليق بمذهب القراء وحذَّاق النظر، وهو الاختيار وبه آخذ . اهـ(2)
قلت: والرأي الأخير هو المعتمد لدينا في هذه الرسالة، وقد اقتفيت أثرالإمام مكي في تبريراته في رسالته " كلا وبلى ونعم " وقد كان الباعث لذلك ما يلي:
1- أن اختيار مكي هو اختيار عامة أهل الأداء والنحويين .
2- أن أغلب المصاحف الموجودة بين أيدينا نحت منحى الإمام مكي .
3- أنه أسهل للمتعلم أن يسلك طريقًا واحدًا حتى لا يتشتت ذهنه باختلاف الآراء، فإن قويت ملكة الترجيح عنده رجَّح أحدها .
وقد عرضت في الهامش نماذج من تبرير مَن رأى الوقف عليها.
أين وقعت كلا ؟
وقعت كلا في القرءان في ثلاثة وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة كلها مكية، ليس في النصف الأول من القرءان منها شيء .
معاني كــــلا:
1- تأتي بمعنىالنفي أوالزجرلما قبلها والتقدير: ليس الأمر كذلك .
2- تأتي بمعنى "حقًا" ؛ تأكيدًا لما بعدها.
3- تأتي بمعنى "ألا" الاستفتاحية .
4- وقد تجمع جواز المعنيين " حقًا - ألا " .
5- وقد ينفرد أحدهما إذا جاء بعد كلا إن المكسورة الهمزة ؛ فإنه لايبتدأ بها على معنى " حقًا " وإنما على معنى ألا .
متى يوقف على كلا ويبتدأ بها ؟
1- يحسن الوقف على "كلا" إذا كانت بمعنى الردع أو الزجر.
2- يحسن الابتداء بـ"كلا" إذا كانت بمعنى"حقًا – أو ألا الاستفتاحية " .
الابتداء بكلا عن طريق الوحي
أقرأ جبريل الرسول
خمس آيات من سورة العلق، فلما قال: عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ العلق: 5، قطع القراءة، ثم نزل بعد ذلك كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى، فدل ذلك على أن الابتداء بـ "كلا" هنا عن طريق الوحي .
(ا) التمهيد: لابن الجزري ص/ 177، " شرح كلا وبلى ونعم" للعلامة أبى محمد مكي بن أبي طالب نهاية القول المفيد: والاتقان في علوم القرءان: للسيوطي، والبرهان في علوم القرآن: للزركشي، ومنار الهدى: للأشموني، ومعالم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء: للحصري، والمرشد: لزكريا الأنصاري .
(2) الوقف على كلا وبلى ونعم للإمام مكي بن أبي طالب .
من كتاب زاد المقرئين رسالة أضواء البيان في معرفة الكتاب لـ جمال القرش
اهتم العلماء والنحويون بالكلام على كلا(ا) والوقف عليها، بل وأفردوا لها كتبًا خاصة كان من أبدعها وأكثرها قبولاً وتداولاً لدى أهل العلم رسالة "كلا وبلى ونعم " للإمام مكي

قال الإمام ابن الجزري: ثم إن علماءنا اختلفوا في الوقف عليها، فكان بعضهم يجيز الوقف عليها مطلقًا وبه قرأت على شيخنا أمين الدين عبد الوهاب، الشهير بابن السلار، ومنهم من منع الوقف عليها مطلقًا، وهو اختيار شيخنا سيف الدين ابن الجندي، ومنهم من فصَّل، فوقف على بعضها لمعنى، ومنع الوقف على بعضها لمعنى آخر، وهو اختيار عامة أهل الأداء، كمكي وعثمان بن سعيد، وغيرهما، وبه قرأت على شيوخي . اهـ التمهيد/ 179 .
قال الإمام مكي

وهذا الوقف أليق بمذهب القراء وحذَّاق النظر، وهو الاختيار وبه آخذ . اهـ(2)
قلت: والرأي الأخير هو المعتمد لدينا في هذه الرسالة، وقد اقتفيت أثرالإمام مكي في تبريراته في رسالته " كلا وبلى ونعم " وقد كان الباعث لذلك ما يلي:
1- أن اختيار مكي هو اختيار عامة أهل الأداء والنحويين .
2- أن أغلب المصاحف الموجودة بين أيدينا نحت منحى الإمام مكي .
3- أنه أسهل للمتعلم أن يسلك طريقًا واحدًا حتى لا يتشتت ذهنه باختلاف الآراء، فإن قويت ملكة الترجيح عنده رجَّح أحدها .
وقد عرضت في الهامش نماذج من تبرير مَن رأى الوقف عليها.
أين وقعت كلا ؟
وقعت كلا في القرءان في ثلاثة وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة كلها مكية، ليس في النصف الأول من القرءان منها شيء .
معاني كــــلا:
1- تأتي بمعنىالنفي أوالزجرلما قبلها والتقدير: ليس الأمر كذلك .
2- تأتي بمعنى "حقًا" ؛ تأكيدًا لما بعدها.
3- تأتي بمعنى "ألا" الاستفتاحية .
4- وقد تجمع جواز المعنيين " حقًا - ألا " .
5- وقد ينفرد أحدهما إذا جاء بعد كلا إن المكسورة الهمزة ؛ فإنه لايبتدأ بها على معنى " حقًا " وإنما على معنى ألا .
متى يوقف على كلا ويبتدأ بها ؟
1- يحسن الوقف على "كلا" إذا كانت بمعنى الردع أو الزجر.
2- يحسن الابتداء بـ"كلا" إذا كانت بمعنى"حقًا – أو ألا الاستفتاحية " .
الابتداء بكلا عن طريق الوحي
أقرأ جبريل الرسول

(ا) التمهيد: لابن الجزري ص/ 177، " شرح كلا وبلى ونعم" للعلامة أبى محمد مكي بن أبي طالب نهاية القول المفيد: والاتقان في علوم القرءان: للسيوطي، والبرهان في علوم القرآن: للزركشي، ومنار الهدى: للأشموني، ومعالم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء: للحصري، والمرشد: لزكريا الأنصاري .
(2) الوقف على كلا وبلى ونعم للإمام مكي بن أبي طالب .
من كتاب زاد المقرئين رسالة أضواء البيان في معرفة الكتاب لـ جمال القرش
تعليق