• إعـــــــلان

    تقليص
    لا يوجد إعلان حتى الآن.

    php

    تقليص

    X
     
    • تصفية - فلترة
    • الوقت
    • عرض
    إلغاء تحديد الكل
    مشاركات جديدة

    • أعظم دروس الهجرة :


      قد كان في إعداد النبي للهجرة دروسا للأمة أهمها :
      أن التماس الأسباب لا ينفي التوكل على الله تعالى ، فهذا درس عظيم في حياة الفرد والأمة : فقد التمس النبي - - جميع الأسباب الموصلة إلى نجاح الرحلة من : الحفاظ على سِرية الأمر .
      وجعل عليَّ بن أبي طالب - - يبيت في فراشه .
      واختيار الرفيق .
      وإعداد الراحلة .
      والاتفاق مع دليل حاذق عالم بالطرق غير المطروقة .
      والتعمية على الأعداء ؛ إذ انطلق جنوبا تجاه غار ثور ، واتجاه الرحلة إلى الشمال حيث المدينة المنورة .
      وإعداد عبد الله بن أبي بكر ليأتيهما بأخبار القوم ليلا إذا هدأ الطلب عنهما .
      وإعداد أسماء بنت أبي بكر لتأتيهما بما يحتاجونه من طعام وماء .
      وعامر بن فهيرة يأتي خلفهما بالغنم ليعفي على آثارهما ، وليشرب النبي - - وصاحبه من لبن الغنم .
      كل هذه الأسباب التمسها النبي - - في رحلته ، متوكلا على الله تعالى ، وقد كان الله تعالى قادرًا أن يسري بنبيه إلى المدينة دون أن يراه أحد ، ودون أن يلقى من مشقة الإعداد ومشقة الرحلة شيئا ، لكنه درس للأمة على مدى الأجيال .
      د . محمد عطية

    • #2
      الدرس الثاني بعد التماس الأسباب المتاحة ، وهو: أن الأمة إذا التمست الأسباب في حدود طاقتها متوكلة على الله ثم ضاقت الأسباب عن نتائجها أمد المؤمنين الصابرين المحتسبين بنصر من عنده :
      ] ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا [.
      هذه المعية الخاصة : معية التأييد والنصر والحفظ ، كتلك التي قال موسى لقومه : كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ لما قالوا له : إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [ الشعراء :61 ، 62) ؛ قال الله تعالى فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ . وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ . وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء: 63 - 66 ] .
      لقد انتهى المشركون في طلبهم رسول الله
      e وصاحبه إلى غار ثور ، حتى قال أبو بكر لرسول الله e : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ ، أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ ! فَقَالَ له رسول الله - : " يَا أَبَا بَكْرٍ ! مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا ؟! " ؛ فأخذ الله بأبصارهم أن يروا رسوله وصاحبه ، ورجعوا عنهم ، وتمت الرحلة التي غيرت وجه التاريخ وأضاءت للبشرية طريقها .

      ألا ما أحوج المسلمين اليوم لدروس الهجرة ، ومعايشة شأنها والتفكر فيها ! ما أحوج الأمة للعودة إلى الطريق التي تستحق بها نصرة ربها ! ما أحوج الأمة للرجوع إلى كتاب ربها وسنة نبيها والاستمساك بهما !
      قال الله تعالى:
      ] إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [ [ غافر:51 ]. وقال النبي e : " وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله ".
      د . محمد عطية

      تعليق


      • #3
        شكر النعم
        ومن دروس الهجرة التي لابد ألا تغيب عن ذهن العاقل ؛ شكر نعم الله تعالى ؛ ومن أعظمها نعمة الأمن والأمان ؛ وقد امتن الله تعالى على المسلمين المهاجرين بهذه النعمة ؛ فال تعالى : ] وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [ (لأنفال:26) .
        إن نعمة الله تعالى علينا في الأمن والخير لنعمة عظيمة ؛ فقد عانى الصحابة الكرام بعد هجرتهم واستقرارهم من ضيق ذات اليد ومن الخوف حتى كان أمن يوم واطمئنان ليلة أمنية لهم ؛ فعن أبي بن كعب قال : لما قدم رسول الله e وأصحابه المدينة، وآوتهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة ، فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا : أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله ؟ فنزلت : ] وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [ [النور:55] .
        واليوم منحنا الله تعالى الأمن والأمان ونعم الأموال والعافية والخير فهلا شكرنا تلك النعم ؟ عن أبي الدرداء t قال قال رسول الله e: " مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا " رواه ابن حبان. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص t أنه سأله رجل فقال : ألسنا من فقراء المهاجرين ؟ فقال له عبد الله : ألك امرأة تأوي إليها ؟ قال: نعم، قال: ألك بيت تسكنه ؟ قال: نعم ، قال : فأنت من الأغنياء ، قال : فإن لي خادما ! قال: فأنت من الملوك .
        عن الحسن البصري قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري : اقنع برزقك في الدنيا ، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق، بلاء يبتلى به كلا ، فيبتلى به من بسط له ، كيف شكره فيه ، وشكره لله أداؤه الحق الذي افترض عليه مما رزقه وخوله [1] .
        [1] انظر الدر المنثور للسيوطي عند الآية رقم 71 من سورة النحل .
        د . محمد عطية

        تعليق

        20,536
        الاعــضـــاء
        235,771
        الـمــواضـيــع
        44,212
        الــمــشـــاركـــات
        يعمل...
        X