واجه كل واحد من الصحابة بلاء خاصًا به ليمتاز بدينه ويثبته الله عليه ، فالإيمان يُبتلى ليميز الله الخبيث من الطيب ، وليظهر الصادق من الكاذب ؛ قال الله تعالى: ]أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[ [ العنكبوت: 2، 3].
فهذا ياسر وآله

وهذا بلال t يضرب بالسياط ، ويُخرج به إلى الصحراء في شدة الحر ، ويوضع على صدره الصخر ، ويجوَّع ، ويعطَّش ، كل هذا لماذا ؟ ليكفر بالله العظيم ، ويؤمن بالآلهة الباطلة ، ولا يزيد على أن يقول : أحدٌ أحد ، وكان يقول : والله لو أعلم أن هناك كلمة أشد غيظا لهم من هذه لقلتها .
وأبو بكر t يضرب ضربًا شديدًا حتى يغمى عليه، وابن مسعود يضرب ضربًا مبرحًا عندما جهر بالقرآن حتى اختلفت ملامح وجهه ، وأبو ذر يجتمع عليه كفار قريش حتى كادوا يقتلونه ، وغيرهم... وغيرهم . فالأمثلة كثيرة .
إنه الابتلاء العظيم لتمحيص القلوب ، وتمييز الصادقين من الكاذبين . ]مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ[ [ آل عمران:179] .