• إعـــــــلان

    تقليص
    لا يوجد إعلان حتى الآن.

    php

    تقليص

    X
     
    • تصفية - فلترة
    • الوقت
    • عرض
    إلغاء تحديد الكل
    مشاركات جديدة

    • من حسن العشرة

      حسن التصرف في مواقف الغيرة
      ففي صحيح البخاري عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ ، فَضَرَبَتْ الَّتِي النَّبِيُّ فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتْ الصَّحْفَةُ ، فَانْفَلَقَتْ ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ ، وَيَقُولُ : " غَارَتْ أُمُّكُمْ " ، ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا ، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا ، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ [1] .
      ورواه النسائي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - - أَنَّهَا أَتَتْ بِطَعَامٍ فِي صَحْفَةٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأَصْحَابِهِ فَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَّزِرَةً بِكِسَاءٍ وَمَعَهَا فِهْرٌ [حجر ] فَفَلَقَتْ بِهِ الصَّحْفَةَ ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ بَيْنَ فِلْقَتَيْ الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ : " كُلُوا ، غَارَتْ أُمُّكُمْ " مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَحْفَةَ عَائِشَةَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، وَأَعْطَى صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ عَائِشَةَ [2] .
      ياله من موقف عظيم ، ومعالجة له هي أعظم منه ، وهذا الموقف وما يشابهه بسبب الغيرة يتكرر في حياة الأزواج ؛ فهل يكون الرسول هو قدوتنا في معالجة هذه المواقف ؟ أقول جازمًا : إن كان الرسول قدوتنا في حياتنا الزوجية لقلَّت جدًّا تلكم المشاكل التي بين الزواج .
      قال ابن حجر - : وقـوله : " غَارَتْ أُمُّكُمْ " اعتذار منه لئلا يحمل صنيعها على ما يذم ، بل يجري على عادة الضرائر من الغيرة ، فإنها مركبة في النفس بحيث لا يقدر على دفعها [3] ، قَالُ العلماء : فِيهِ إِشَارَة إِلَى عَدَم مُؤَاخَذَة الْغَيْرَاء بِمَا يَصْدُر مِنْهَا لأَنَّهَا فِي تِلْكَ الْحَالَة يَكُون عَقْلهَا مَحْجُوبًا بِشِدَّةِ الْغَضَب الَّذِي أَثَارَتْهُ الْغَيْرَة ؛ وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ لا بَأْس بِهِ عَنْ عَائِشَة مَرْفُوعًا : " إِنَّ الْغَيْرَاء لا تُبْصِر أَسْفَل الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ " قَـالَهُ فِي قِصَّة ؛ وَعَنْ اِبْن مَسْعُود رَفَعَهُ : " إِنَّ اللَّه كَتَبَ الْغَيْرَة عَلَى النِّسَاء , فَمَنْ صَبَرَ مِنْهُنَّ كَانَ لَهَا أَجْر شَهِيد " أَخْرَجَهُ الْبَزَّار وَأَشَارَ إِلَى صِحَّته وَرِجَاله ثِقَات , لَكِنْ اُخْتُلِفَ فِي عُبَيْد بْن الصَّبَاح مِنْهُمْ [4] .
      إن معالجة مواقف الغيرة من المرأة تحتاج إلى حكمة عالية ، وفي معالجة النبي لما فعلته أمنا عائشة ، وقوله : " غَارَتْ أُمُّكُمْ " ، ما يبين ذلك ، فإذا عُلم أن الغيرة في النساء أمرٌ مكتوب عليها ، فلابد أن يتعامل الرجل معه بفهم وحكمة ... وهذا من حسن العشرة .
      كما يجب على المرأة – أيضًا – أن تحدَّ من غيرتها ، وتصبر في مواقف يمكن أن تؤدي الغيرة فيها إلى أمور لا تحمد عقباها ... وهذا - أيضًا - من حسن عشرة المرأة لزوجها ؛ فحسن العشرة أمر مشترك يتبادل فيه الطرفان حسن التصرف في المواقف بأخلاق الإسلام .
      [1] البخاري ( 5225 ) .
      [2] النسائي ( 3956 ) .
      [3] فتح الباري : 5 / 126 .
      [4] فتح الباري : 9 / 325 ، وحديث عائشة رواه أبو يعلى ( 4670 ) .
      د . محمد عطية
    20,536
    الاعــضـــاء
    235,771
    الـمــواضـيــع
    44,212
    الــمــشـــاركـــات
    يعمل...
    X