العافية في الدين والدنيا نعمة يجب استحضارها وتذكرها وتقديرها ، ومعرفة حق شكرها ، فإنها من أجل النعم وأنفعها بعد التوحيد ؛ وعن ابن عباس في قوله تعالى : اذكروا نعمة الله عليكم يقول : عافية الله ؛ وقال تعالى : وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [ النحل : 53] ؛ أي : ما بكم في أبدانكم - أيها الناس - من عافية ، وصحة ، وسلامة ؛ وفي أموالكم من نماء ، فالله المنعم عليكم بذلك لا غيره ، لأن ذلك إليه وبيده ؛ ثم إذا مسكم الضر أي : إذا أصابكم في أبدانكم سقم ومرض وعلة عارضة وشدة من عيش ، فإليه تجأرون أي : فإلى الله تصرخون بالدعاء وتستغيثون به، ليكشف ذلك عنكم. فسبحان من يطاع فيشكر ، ويعصى فيستر ويغفر .
اللهم لك الحمد والشكر ، اللهم سترك الجميل في الدنيا والآخرة .