• إعـــــــلان

    تقليص
    لا يوجد إعلان حتى الآن.

    php

    تقليص

    X
     
    • تصفية - فلترة
    • الوقت
    • عرض
    إلغاء تحديد الكل
    مشاركات جديدة

    • يوم عاشوراء ومراتب صيامه


      عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم ؛ وقد صح في فضله أن صيامه يكفر ذنوب السنة التي قبله ؛ ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة - - أن النبي - - قال : " وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " .
      وهو يوم عظيم من أيام الله ، أظهر الله فيه موسى - - ومن معه من المؤمنين على فرعون وجنوده ، فصامه موسى شكرًا لله تعالى ، ولما كنَّا نحن المؤمنين أولى بالأنبياء من أتباعهم ، أمرنا النبي - - أن نصومه ؛ ففي الصحيح من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ - - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - - قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - - : " مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ ؟ " ؛ فَقَالُوا : هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - : " فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ " ، فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ - - وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ .
      وقد ذكر ابن رجب - - في ( لطائف المعارف ) لصيام عاشوراء أربع حالات :
      الحالة الأولى : أنه كان يصومه بمكة ، ولا يأمر الناس بالصوم ففي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ النَّبِيُّ - - يَصُومُهُ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَا يَصُومُهُ .
      الحالة الثانية : أن النبي - - لما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له ، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به ، صامه وأمر الناس بصيامه ، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه ، حتى كانوا يصومونه أطفالهم ؛ ففي الصحيحين ابْنِ عَبَّاسٍ - - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - - قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - - : " مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ " ؛ فَقَالُوا : هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - - : " فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ " ، فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ - - وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ .
      الحالة الثالثة : أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي - - أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه ، وقد سبق حديث عائشة في ذلك ؛ وفي الصحيحين عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : صَامَ النَّبِيُّ - - عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ ذَلِكَ ؛ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَصُومُهُ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ ؛ وفي رواية لمسلم : إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - - صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - - : " إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ " ؛ فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن النبي - - لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان ، بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه .
      الحالة الرابعة : أن النبي - - عزم في آخر عمره على أن لا يصومه مفردًا بل يضم إليه يومًا آخر ، مخالفة لأهل الكتاب في صيامه ، ففي صحيح مسلم عن ابْنِ عَبَّاسٍ - - قَالَ : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - - يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - : " فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ " ، قَالَ : فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ - ؛ وفي رواية : قال رسول الله - : " لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ " يعني : مع العاشر .
      قال ابن القيم - - في ( زاد المعاد ) : فمراتب صومه ثلاثة : أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم ، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر ، وعليه أكثر الأحاديث ؛ ويلي ذلك إفراد العاشر بالصوم .ا.هـ .
      وزاد غيره مرتبة رابعة ، وهي : إن لم يصم التاسع والعاشر ، صام العاشر والحادي عشر لمخالفة اليهود .
      قال ابن رجب - - في ( لطائف المعارف ) : وأما اتخاذه مأتمًا كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي - - فيه ؛ فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا و هو يحسب أنه يحسن صنعًا ، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتمًا ، فكيف بمن دونهم ؟!
      د . محمد عطية
    20,536
    الاعــضـــاء
    235,771
    الـمــواضـيــع
    44,212
    الــمــشـــاركـــات
    يعمل...
    X