روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -


وروى أحمد عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ ، فَأَتَانَا بِزُبْدٍ وَكُتْلَةٍ ، فَأُسْقِطَ ذُبَابٌ فِي الطَّعَامِ ، فَجَعَلَ أَبُو سَلَمَةَ يَمْقُلُهُ بِأُصْبُعِهِ فِيهِ ؛ فَقُلْتُ : يَا خَالُ ، مَا تَصْنَعُ ؟! فَقَالَ : إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -



قال ابن القيم -

وَاعْلَمْ أَنّ فِي الذّبَابِ عِنْدَهُمْ قُوّةً سَمِّيَّةً ، يَدُلُّ عَلَيْهَا الْوَرَمُ وَالْحَكَّةُ الْعَارِضَةُ عَنْ لَسْعِهِ ، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ السّلَاحِ ، فَإِذَا سَقَطَ فِيمَا يُؤْذِيهِ اتّقَاهُ بِسِلَاحِهِ ؛ فَأَمَرَ النّبِيّ -

قال مقيده – عفا الله عنه : وقد أثبتت التجارب العلمية الحديثة ما جاء به الحديث الشريف ؛ ففي مجلة ( التجارب الطبية الانجليزية ) عدد 1037 سنة 1927 ما ترجمته : لقد أطعم الذباب من زرع ميكروبات بعض الأمراض ، وبعد حين من الزمن ماتت تلك الجراثيم ، واختفى أثرها ، وتكونت في الذباب مادة مفترسة للجراثيم ، تسمى ( بكتريوناج ) ؛ ولو عملت خلاصة من الذباب في محلول ملحي لاحتوت على ( البكتريوناج ) ، التي يمكنها إبادة أربعة أنواع من الجراثيم المولدة للأمراض ، ولاحتوت تلك الخلاصة - أيضًا - على مادة خلاف البكتريوناج نافعة للمناعة ضد أربعة أنواع أخرى للجراثيم [4] .
----------------------------------------
[1] البخاري ( 5445 ) .
[2] أحمد : 3 / 67 ، وروى ابن ماجة المرفوع منه ( 3504 ) ، وكذلك أبو يعلى ( 986 ) ، وعنه ابن حبان ( 1247 ) .
[3] انظر ( زاد المعاد ) : 4 / 102 .
[4] نقلا عن ( مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها ) لعبد الله القصيمي - اهتم بطبعه المجلس العلمي السلفي ، تحت إشراف دار الدعوة السلفية ، شيش محل رود - لاهور- باكستان - رجب 1406هـ - مارس 1986 م .