قال الله I : ] أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوْبُ [ ؛ تقديم المفعول يدلُّ على أنَّها لا تطمئِنُّ إلا بذكره ، فنفس ذكر الله يوجب الطمأنينة ؛ لأنَّه هو المعبود لذاته ، والخير كلُّه منه ؛ والطمأنينة سكون القلب ، وعدم اضطرابه وقلقه ؛ وافتتحت الجملة بـ ] أَلَا [ وهو حرف تنبيه ، اهتمامًا بمضمونها ، وإغراءً بفهم معناها .
وفي ذكر الله ها هنا قولان : أحدهما : أنه ذكر العبد ربه ، فإنه يطمئن إليه قلبه ويسكن ؛ فإذا اضطرب القلب وقلق فليس له ما يطمئن به سوى ذكر الله ؛ والقول الثاني : أن ذكر الله ها هنا القرآن ، وهو ذكره الذي أنزله على رسوله ، به طمأنينة قلوب المؤمنين ؛ فإن القلب لا يطمئن إلا بالإيمان واليقين ، ولا سبيل إلى حصول الإيمان واليقين إلا من القرآن ؛ فإن سكون القلب وطمأنينته من يقينه ، واضطرابه وقلقه من شكه ، والقرآن هو الْمُحصِّل لليقين ، الدافع للشكوك والظنون والأوهام ، فلا تطمئن قلوب المؤمنين إلا به ؛ قال ابن القيم -


ولا شك أن كلام الله ( القرآن ) هو أفضل الذكر ، وأفضل ما يُستدعى به طمأنينة القلب .
[1] - مدارج السالكين : 2 / 514 .
[2] - الروح ، ص 220 .