هل النساء ترى الله تعالى في الآخرة ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –
:
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ
وَمَعْلُومٌ أَنَّ النِّسَاءَ مِنْ الَّذِينَ أَحْسَنُوا ، ثُمَّ قَوْلُهُ فِيمَا بَعْدُ :
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
يَقْتَضِي حَصْرَ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ فِي أُولَئِكَ ، وَالنِّسَاءُ مِنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُنَّ مِنْ أُولَئِكَ ؛ وَ
أُولَئِكَ
إشَارَةٌ إلَى الَّذِينَ لَهُمْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ؛ فَوَجَبَ دُخُولُ النِّسَاءِ فِي الَّذِينَ لَهُمْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ، وَاقْتَضَى أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُ مَوْعُودٌ بِالزِّيَادَةِ عَلَى الْحُسْنَى ، الَّتِي هِيَ النَّظَرُ إلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ ؛ وَلَا يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ إلَّا بِدَلِيلِ ؛ وَهَذِهِ ( الرُّؤْيَةُ الْعَامَّةُ ) لَمْ تُوَقَّتْ بِوَقْتِ ، بَلْ قَدْ تَكُونُ عَقِبَ الدُّخُولِ قَبْلَ اسْتِقْرَارِهِمْ فِي الْمَنَازِلِ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَيَّ وَقْتٍ يَكُونُ ذَلِكَ ؛ وَكَذَلِكَ مَا دَلَّ مِنْ الْكِتَابِ عَلَى ( الرُّؤْيَةِ ) كَقَوْلِهِ :
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ . إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ . وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ . تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ
هُوَ تَقْسِيمٌ لِجِنْسِ الْإِنْسَانِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ :
يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ . بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
وَظَاهِرُ انْقِسَامِ الْوُجُوهِ إلَى هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ ؛ كَمَا أَنَّ قَوْلَهُ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ . ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ . وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ . تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
أَيْضًا إلَى هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ الْوُجُوهِ الْبَاسِرَةِ ، كَانَ مِنْ الْوُجُوهِ النَّاضِرَةِ النَّاظِرَةِ ؛ كَيْفَ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ النِّسَاءَ يَزْدَدْنَ حُسْنًا وَجَمَالًا كَمَا يَزْدَادُ الرِّجَالُ فِي مَوَاقِيتِ النَّظَرِ ... ( مجموع الفتاوى : 6 / 436 ، 437 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –












